لحظه حب
01-07-2007, 06:18 PM
وكان أبو العباس من الخلفاء القلائل الذين اكتفوا بزوجة واحدة ، فقد اكتفى بـ" أم سلمة " عن العالمين وشغلته السياسة بأفراحها وأتراحها فلم يلتفت إلى عالم المرأة بما فيه ،
إلا فى شخص " أم سلمة ".
فلما كان ذات يوم فى خلافته ، خلا به خالدُ بن صفوان فقال له : يا أمير المؤمنين ، إنى فكرت فى أمرك وسعة ملكك ،
وقد ملكت نفسك امرأةٌ واحدة ، فإن مرضتْ مَرِضْتَ ، وإن غابت غاب الأُنس عنك ، وحَرَمْت نفسَك التلذذَ بظريفات الجوارى والتمتع بما يشُتهى منهن ،
فان منهن يا أمير المؤمنين الطويلة الغيداء ،
وإن منهن البضة البيضاء ،
والدقيقة السمراء ،
والبربرية العجزاء ،
ولكل منهن فتنة ومذاق .
وجعل خالد يطنب فى الوصف وكان إطنابه يزيد الموضوع حلاوة وطلاوة .
فلما فرغ من كلامه ، قال أبو العباس : ويحك يا خالد ! ما صكَّ مسامعى والله كلام أحسن مما سمعته منك ، فأعد على ّ كلامك ، فقد وقع منى موقعا . فأعاده عليه خالد أحسن مما ابتدأ .
ثم انصرف .
وبقى السفاح مفكرًا فيما سمع منه ، فدخلت عليه زوجته " أم سلمة "، فلما رأته مفكرا مغتما ..
نظرت إليه نظرة الخبير بما يملك ،
ثم قالت : إنى لأنكرك يا أمير المؤمنين ، فهل أمر تكرهه أو أتاك خبر فارتعتَ له ؟
قال : لم يكن من ذلك شئ ،
قالت : فما قصتك ؟
فجعل ينزوى عنها ، فلم تزل به حتى أخبرها بحديث خالد ،
فقالت : فما قلت لابن الفاعلة ؟
قال لها سبحان الله ! ينصحنى وتشتمينه ؟
وخَرجَتْ من عنده مغضبةٍ ، وأرسلت إلى خالد جماعة من الرجال الأقوياء وأمرتهم ألا يتركوا فيه عضوا صحيحاً .
قال خالد يحكى ما حدث له : انصرفت إلى منـزلى وأنا على السرور بما رأيت من سرور أمير المؤمنين وإعجابه بما ألقيت إليه .
ولم أشكَّ أن صلته ستأتينى .
فلم ألبث حتى وصل إلىَّ أولئك الرجال وأنا قاعد على باب دارى، فلما رأيتهم قد أقبلوا نحوى ، أيقنت بالجائزة والصلة ،
حتى وقفوا وبيد كل واحد منهم هراوةٍ ، أهوى بها علىَّ فوثبتُ فدخلت منـزلى وأغلقتُ البابَ علىَّ واستترت .
ومكثتُ أيامًا على هذه الحال لا أخرج من منزلي ،
ووقع فى خلدى أنى أُتيِتُ من قبل " أم سلمة " ،
وطلبنى السفاحُ طلبًا شديدًا ، ولم أشعرْ ذات يومٍ إلا بقومٍ هجموا علىَّ .
وقالوا : أجب أمير المؤمنين .
فأيقنت بالموت ، فركبتُ وليس على لحم ولا دم .
فلما وصلت إلى الخليفة أَوْمَأَ إلىَّ بالجلوس ، ونظرت فإذا خلف ظهرى باب عليه ستور قد أرخيت ، وأحسستُ حركةً خلف الستور ،
فقال : يا خالد ! لم أرك منذ ثلاث .
قلت : كنتُ عليلاً يا أمير المؤمنين .
قال : ويحك، إنك وصفتَ لى فى آخر دخلة من أمر النساء والجوارى ما لم يخرق مسامعى قط كلام أحسن منه ، فأَََعِدْهُ علىَّ.
قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، أعلمتُك أن العربَ أشتقَّت اسم الضُّرَّة من المضرِّ ، وأن أحدهم ما تزوج من النساء أكثر من واحدة إلا كان فى جهد ،
فقال : ويحك ! لم يكن هذا فى الحديث ؟
قلت : بلى والله يا أمير المؤمنين ، وأخبرتك أن الثلاث من النساء كأنهن القِدر يغلى .
قال أبو العباس :برئتُ من قرابتى من رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت سمعتُ هذا فى حديثك .
قال : وأخبرتُك أن الأربع من النساء شرٌ دائمٌ لصاحبهن ، يُشَيِّبْنَه ويُهرِمْنَه ويُسْقِمنه .
قال : ويلك ؟ ما سمعت هذا الكلام منك ولا من غيرك قبل هذا الوقت .
قال خالد : بلى والله ،
قال : ويلك ! وتكذِّبنى ؟
قال خالد: قلت هامسًا : وتريد أن تقتلنى يا أمير المؤمنين ؟
قال الخليفة : مُرَّ فى حديثك ،
قال : وأخبرتك أن أبكار الجوارى رجال ، ولكن لا خصى لهنَّ ، قال خالد : فسمعت الضحك من وراء الستر ،
فقلت : نعم
وأخبرتك أيضا أن بنى مخزوم ريحانة قريش ،
وعندك ريحانة من الرياحين ،
وأنت تطمح بعينك إلى حرائرِ النساء وغيرهن من الإماء.
قال خالد : فقيل لى من وراء الستر : صدقت والله يا عماه وبررت، بهذا حدثت أمير المؤمنين ،
ولكنه بدل وغير ونطق عن لسانك .
فقال أبو العباس : مالك قاتلك الله وأخزاك وفعل بك وفعل !
رجع خالد إلى بيته وما صدق أنه نجا مما حدث معه ..
يقول خالد : تركت الخليفة وخرجت من عنده ، وقد أيقنت بالحياة .
فما شعرتُ إلا برسلِ " أم سلمة " قد ساروا إلىَّ ومعهم عشرة آلاف درهم وتخت وبرذون وغلام .
وشاعت هذه القصة فى مملكة أبى العباس السفاح ، فكانوا يعرفون أن أبا العباس غلب الجميع وغلبته امرأة.
http://www.eoeo.ws/e/get-6-2007-eoeo_84tqiomn.gif
(http://www.eoeo.ws/)
إلا فى شخص " أم سلمة ".
فلما كان ذات يوم فى خلافته ، خلا به خالدُ بن صفوان فقال له : يا أمير المؤمنين ، إنى فكرت فى أمرك وسعة ملكك ،
وقد ملكت نفسك امرأةٌ واحدة ، فإن مرضتْ مَرِضْتَ ، وإن غابت غاب الأُنس عنك ، وحَرَمْت نفسَك التلذذَ بظريفات الجوارى والتمتع بما يشُتهى منهن ،
فان منهن يا أمير المؤمنين الطويلة الغيداء ،
وإن منهن البضة البيضاء ،
والدقيقة السمراء ،
والبربرية العجزاء ،
ولكل منهن فتنة ومذاق .
وجعل خالد يطنب فى الوصف وكان إطنابه يزيد الموضوع حلاوة وطلاوة .
فلما فرغ من كلامه ، قال أبو العباس : ويحك يا خالد ! ما صكَّ مسامعى والله كلام أحسن مما سمعته منك ، فأعد على ّ كلامك ، فقد وقع منى موقعا . فأعاده عليه خالد أحسن مما ابتدأ .
ثم انصرف .
وبقى السفاح مفكرًا فيما سمع منه ، فدخلت عليه زوجته " أم سلمة "، فلما رأته مفكرا مغتما ..
نظرت إليه نظرة الخبير بما يملك ،
ثم قالت : إنى لأنكرك يا أمير المؤمنين ، فهل أمر تكرهه أو أتاك خبر فارتعتَ له ؟
قال : لم يكن من ذلك شئ ،
قالت : فما قصتك ؟
فجعل ينزوى عنها ، فلم تزل به حتى أخبرها بحديث خالد ،
فقالت : فما قلت لابن الفاعلة ؟
قال لها سبحان الله ! ينصحنى وتشتمينه ؟
وخَرجَتْ من عنده مغضبةٍ ، وأرسلت إلى خالد جماعة من الرجال الأقوياء وأمرتهم ألا يتركوا فيه عضوا صحيحاً .
قال خالد يحكى ما حدث له : انصرفت إلى منـزلى وأنا على السرور بما رأيت من سرور أمير المؤمنين وإعجابه بما ألقيت إليه .
ولم أشكَّ أن صلته ستأتينى .
فلم ألبث حتى وصل إلىَّ أولئك الرجال وأنا قاعد على باب دارى، فلما رأيتهم قد أقبلوا نحوى ، أيقنت بالجائزة والصلة ،
حتى وقفوا وبيد كل واحد منهم هراوةٍ ، أهوى بها علىَّ فوثبتُ فدخلت منـزلى وأغلقتُ البابَ علىَّ واستترت .
ومكثتُ أيامًا على هذه الحال لا أخرج من منزلي ،
ووقع فى خلدى أنى أُتيِتُ من قبل " أم سلمة " ،
وطلبنى السفاحُ طلبًا شديدًا ، ولم أشعرْ ذات يومٍ إلا بقومٍ هجموا علىَّ .
وقالوا : أجب أمير المؤمنين .
فأيقنت بالموت ، فركبتُ وليس على لحم ولا دم .
فلما وصلت إلى الخليفة أَوْمَأَ إلىَّ بالجلوس ، ونظرت فإذا خلف ظهرى باب عليه ستور قد أرخيت ، وأحسستُ حركةً خلف الستور ،
فقال : يا خالد ! لم أرك منذ ثلاث .
قلت : كنتُ عليلاً يا أمير المؤمنين .
قال : ويحك، إنك وصفتَ لى فى آخر دخلة من أمر النساء والجوارى ما لم يخرق مسامعى قط كلام أحسن منه ، فأَََعِدْهُ علىَّ.
قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، أعلمتُك أن العربَ أشتقَّت اسم الضُّرَّة من المضرِّ ، وأن أحدهم ما تزوج من النساء أكثر من واحدة إلا كان فى جهد ،
فقال : ويحك ! لم يكن هذا فى الحديث ؟
قلت : بلى والله يا أمير المؤمنين ، وأخبرتك أن الثلاث من النساء كأنهن القِدر يغلى .
قال أبو العباس :برئتُ من قرابتى من رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت سمعتُ هذا فى حديثك .
قال : وأخبرتُك أن الأربع من النساء شرٌ دائمٌ لصاحبهن ، يُشَيِّبْنَه ويُهرِمْنَه ويُسْقِمنه .
قال : ويلك ؟ ما سمعت هذا الكلام منك ولا من غيرك قبل هذا الوقت .
قال خالد : بلى والله ،
قال : ويلك ! وتكذِّبنى ؟
قال خالد: قلت هامسًا : وتريد أن تقتلنى يا أمير المؤمنين ؟
قال الخليفة : مُرَّ فى حديثك ،
قال : وأخبرتك أن أبكار الجوارى رجال ، ولكن لا خصى لهنَّ ، قال خالد : فسمعت الضحك من وراء الستر ،
فقلت : نعم
وأخبرتك أيضا أن بنى مخزوم ريحانة قريش ،
وعندك ريحانة من الرياحين ،
وأنت تطمح بعينك إلى حرائرِ النساء وغيرهن من الإماء.
قال خالد : فقيل لى من وراء الستر : صدقت والله يا عماه وبررت، بهذا حدثت أمير المؤمنين ،
ولكنه بدل وغير ونطق عن لسانك .
فقال أبو العباس : مالك قاتلك الله وأخزاك وفعل بك وفعل !
رجع خالد إلى بيته وما صدق أنه نجا مما حدث معه ..
يقول خالد : تركت الخليفة وخرجت من عنده ، وقد أيقنت بالحياة .
فما شعرتُ إلا برسلِ " أم سلمة " قد ساروا إلىَّ ومعهم عشرة آلاف درهم وتخت وبرذون وغلام .
وشاعت هذه القصة فى مملكة أبى العباس السفاح ، فكانوا يعرفون أن أبا العباس غلب الجميع وغلبته امرأة.
http://www.eoeo.ws/e/get-6-2007-eoeo_84tqiomn.gif
(http://www.eoeo.ws/)