كل الحب
06-12-2004, 03:00 AM
<P align=center><FONT size=4>هذه من عجائب القصص، ولولا أن صاحبها كتبها لي بنفسه، ما ظننت أن <BR><BR>تحدث. يقول صاحب <BR><BR>القصة، وهو من أهل المدينة النبوية: أنا شاب في السابعة والثلاثين من <BR><BR>عمري، متزوج، <BR><BR>ولي أولاد. ارتكبتُ كل ما حرم الله من الموبقات. أما الصلاة فكنت لا <BR><BR>أؤديها مع <BR><BR>الجماعة إلا في المناسبات فقط مجاملة للآخرين، والسبب أني كنت أصاحب <BR><BR>الأشرار <BR><BR>والمشعوذين، فكان الشيطان ملازماً لي في أكثر الأوقات. <BR><BR><BR><BR>كان لي ولد في السابعة من عمره، أسمه مروان، أصم أبكم، لكنه كان قد <BR><BR>رضع الإيمان من <BR><BR>ثدي أمه المؤمنة. كنت ذات ليلة أنا و ابني مروان في البيت، كنت أخطط <BR><BR>ماذا سأفعل أنا <BR><BR>والأصحاب، وأين سنذهب. كان الوقت بعد صلاة المغرب، فإذا ابني مروان <BR><BR>يكلمني <BR><BR>(بالإشارات المفهومة بيني وبينه) ويشير لي: لماذا يا أبتي لا تصلي؟! <BR><BR>ثم أخذ يرفع <BR><BR>يده إلى السماء، ويهددني بأن الله يراك. وكان ابني في بعض الأحيان <BR><BR>يراني وأنا أفعل <BR><BR>بعض المنكرات، فتعجبتُ من قوله. وأخذ ابني يبكي أمامي، فأخذته إلى <BR><BR>جانبي لكنه هرب <BR><BR>مني، وبعد فترة قصيرة ذهب إلى صنبور الماء وتوضأ، وكان لا يحسن الوضوء <BR><BR>لكنه تعلم <BR><BR>ذلك من أمه ألتي كانت تنصحني كثيراً ولكن دون فائدة، وكانت من حفظة <BR><BR>كتاب الله. ثم <BR><BR>دخل عليّ ابني الأصم الأبكم، وأشار إليّ أن انتظر قليلاً...فإذا به <BR><BR>يصلي أمامي، ثم <BR><BR>قام بعد ذلك و أحضر المصحف الشريف و وضعه أمامه وفتحه مباشرة دون أن <BR><BR>يقلب الأوراق، <BR><BR>ووضع إصبعه على هذه الآية من سورة مريم: <BR><BR><BR><BR>يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن <BR><BR><BR><BR>فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا <BR><BR><BR><BR>ثم أجهش بالبكاء، وبكيت معه طويلاً، فقام ومسح الدمع من عيني، ثم قبل <BR><BR>رأسي ويدي، <BR><BR>وقال لي بالأشارة المتبادلة بيني وبينه ما معناه: صل يا والدي قبل أن <BR><BR>توضع في <BR><BR>التراب، وتكون رهين العذاب...و كنت – و الله العظيم – في دهشة وخوف <BR><BR>لا يعلمه إلا <BR><BR>الله، فقمت على الفور بإضاءة أنوار البيت جميعها، وكان ابني مروان <BR><BR>يلاحقني من غرفة <BR><BR>إلى غرفة، وينظر إليّ بأستغراب، وقال لي: دع الأنوار، وهيا إلى المسجد <BR><BR>الكبير – <BR><BR>ويقصد الحرم النبوي الشريف – فقلت له: بل نذهب إلى المسجد المجاور <BR><BR>لمنزلنا. فأبى <BR><BR>إلا الحرم النبوي الشريف، فأخذته إلى هناك، وأنا في خوف شديد، وكانت <BR><BR>نظراته لا <BR><BR>تفارقني ألبتّة... <BR><BR><BR><BR>ودخلنا الروضة الشريفة، وكانت مليئة بالناس، وأقيم لصلاة العشاء، وإذا <BR><BR>بإمام الحرم <BR><BR>يقرأ من قول الله تعالى: <BR><BR><BR><BR>يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ <BR><BR>الشَّيْطَانِ وَمَن <BR><BR>يَتَّبِعْ <BR><BR><BR><BR>خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء <BR><BR>وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا <BR><BR>فَضْلُ <BR><BR><BR><BR>اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ <BR><BR>أَبَدًا وَلَكِنَّ <BR><BR>اللَّهَ يُزَكِّي <BR><BR><BR><BR>مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور : 21 } <BR><BR><BR><BR>فلم أتمالك نفسي من البكاء، ومروان بجانبي يبكي لبكائي، وفي أثناء <BR><BR>الصلاة أخرج <BR><BR>مروان من جيبي منديلاً ومسح به دموعي، وبعد أنتهاء الصلاة ظللتُ أبكي <BR><BR>وهو يمسح <BR><BR>دموعي، حتى أنني جلست في الحرم مدة ساعة كاملة، حتى قال لي ابني <BR><BR>مروان: خلاص يا <BR><BR>أبي، لا تخف....فقد خاف علي من شدة البكاء . <BR><BR><BR><BR>وعدنا إلى المنزل، فكانت هذه الليلة من أعظم الليالي عندي، إذ ولدتُ <BR><BR>فيها من جديد. <BR><BR>وحضرتْ زوجتي، وحضر أولادي، فأخذوا يبكون جميعاً وهم لا يعلمون شيئاً <BR><BR>مما حدث، فقال <BR><BR>لهم مروان: أبي صلى في الحرم. ففرحتْ زوجتي بهذا الخبر إذ هو ثمرة <BR><BR>تربيتها الحسنة، <BR><BR>وقصصتُ عليها ما جرى بيني وبين مروان، وقلتُ لها: أسألك بالله، هل أنت <BR><BR>أوعزتِ له أن <BR><BR>يفتح المصحف على تلك الآية؟ فأقسمتْ بالله ثلاثاً أنها ما فعلتْ. ثم <BR><BR>قالت لي: احمد <BR><BR>الله على هذه الهداية. وكانت تلك الليلة من أروع الليالي. وأنا الآن – <BR><BR>ولله الحمد – <BR><BR>لا تفوتني صلاة الجماعة في المسجد، وقد هجرت رفقاء السوء جميعاً، وذقت <BR><BR>طعم <BR><BR>الإيمان...فلو رأيتَني لعرفتَ ذلك من وجهي . كما أصبحتُ أعيش في سعادة <BR><BR>غامرة وحب <BR><BR>وتفاهم مع زوجتي وأولادي وخاصة ابني مروان الأصم الأبكم الذي أحببته <BR><BR>كثيراً ، كيف <BR><BR>لا وقد كانت هدايتي على يديه</FONT></P>
<P align=center><FONT size=4>::<BR></P></FONT>
<P align=center><FONT size=4>::<BR></P></FONT>