المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مطلقات كادحات.. وآباء ظالمون


البدر
16-12-2008, 11:02 PM
أم مطلقة لديها ثلاث بنات وردات في عمر الزهور تركهن والدهن مع والدتهن المكلومة وأدار ظهره لهن جميعا.. فاحتوتهن الأم المحبطة والتي ما كادت تمسح دموعها.. وتلتقط أنفاسها من هول وفجيعة ما حدث حتى أحاطت بها ظروف الحياة الصعبة والقاسية من كل جانب.. وبرغم كل تلك العقبات والمصاعب.. إضافة للظروف النفسية.. والضغط الاجتماعي.. والمرض إلا أنها واصلت تربيتها لبناتها وتعليمهن.. ودفعت كل ما تملك.. مما يأتيها من نقود من أهل الإحسان وأولي القربى.. وما يجري عليها من راتب متواضع لا يكفي بالكاد إلا لتأمين معيشة لا ترقى إلى الوسط بحال.
ظلت تواصل التربية والرعاية.. تدفع من كدها وشقائها مالاً.. وعرقاً ودماً نازفاً.. ودموعها التي تسيل عنوة على خديها من جراء الضغوط تداريها عن صغيراتها.. وتظهر جبروتا مزيفا.. لا تريد أن تظهر أمام البنات إلا تلك الأم الصامدة.. القوية.. الصلدة.. رغم تخلي الجميع إلا من رحم ربي من أولئك الذين لم تنزع الرحمة من قلوبهم بعد.

الأم التي وقفت كل الظروف أمامها ولم تستسلم تقول في رسالة تلقيتها.. أن طليقي الذي تخلى عني وعن بناته في مرحلة مبكرة جدا من عمرهن لم يكلف نفسه عناء النفقة.. أو السؤال طيلة السنوات الماضية التي تقارب العشرين عاما.. وانغمس في حياته وملذاته.. ولم يضع في حساباته مسئولياته الجسيمة أمام الله ثم المجتمع.. فلم يسأل يوما من الأيام ولو حتى بالتلفون.. ولم يكلف نفسه عناء النفقة على بناته فهو طيلة تلك السنوات لم يدفع ريالا واحدا.

الأم المكلومة.. والتي تنزف جروحها في داخلها بغزارة تقول قد لا أكون مكترثة كثيرا عندما تنصل الأب الطليق من مسئولياته.. وتركنا في أحلك الظروف وأشدها قسوة فقد وكلت أمري إلى الله.. واستعنت به.. واجتهدت لتحقيق الهدف الذي وضعته نصب عيني وهو تربية بناتي والمحافظة عليهن في عيش كريم يكفينا مد اليد للآخرين.

الأم "المطلقة" تقول بدأت أشعر بالغبن حين تقدم لابنتي الكبرى شاب يريد الزواج.. ولأني أعرف الأصول فقد وجهته لمقابلة والدها.. لكن الصدمة كانت مذهلة لنا جميعا.. فقد طلب الأب نصف المهر ليضعه في جيبه.. وأعطانا النصف الباقي قائلا خذوا هذا المبلغ ودبروا أمر البنت.. هذا النصف لا يتجاوز العشرين ألفا ماذا نفعل به؟.. وأي مبلغ هذا الذي تجهز به عروس.. ونقيم به حفل زواج.

تصوروا هذا الأب الذي ترك الأم وبناتها يواجهن مصيرهن طيلة السنوات الماضية.. يظهر في هذا الوقت الحرج ليفرض شروطه.. وليشكل عقبة كبيرة جدا في طريق الأم والبنات.. يعني "لا من خيره ولا كفاية شره".. ظلمهم في البداية.. وحتى في النهاية.. انصرف لمصالحه.. وظهر في وقت غير مناسب ليقطف الثمار دون أن يساهم في التربية والتنشئة والأنفاق.

كم مطلقة تعاني من مثل تلك العينات من الآباء.. وتخليهم.. وظلمهم.. وقسوتهم.. ثم قهرهم لبناتهم اللائي حرمن من حنانهم.. وسطوتهم عدوانا على المهر والذي يعتبر حقا مشروعا للبنت.. وكأنما يعتبرون حضورهم لحفل الزفاف من باب التلطف والتكرم والتفضل.. فأي قلوب تلك؟ أنها كالحجارة أو أشد قسوة.
منقووووووووووووووووووووووووووول<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>