مخاوي الليل
31-01-2009, 05:37 AM
ألسنة اللهب احتجزتنا في غرف النوم وثقب صغير أنقذنا
عبد الكريم المربع - مكة المكرمة
سجلت أم لأربعة أطفال أسمى معاني التضحية حيث قضت تفحما في حريق شب في منزل شعبي في حي المسفلة بمكة المكرمة أثناء محاولاتها إنقاذ أبنائها الذين نجا منهم ثلاثة بينما قضى الرابع برفقتها. القصة كما ترويها ابنتها أحلام (11 عاما) تجسد نموذجا متفردا لإيثار الأمومة والذي بلغ حد الجود بالنفس حماية لفلذات كبدها. تقول أحلام: كنا نائمين وكنت أنا أول من استيقظ على رائحة الدخان و كان المكان مظلما فأيقظت أمي على الفور فهرعت إلى إخراجنا من غرفة النوم لكن ألسنة اللهب كادت تحول دون خروجنا لكننا تمكنا من الخروج بعد إخماد النار المشتعلة على باب الغرفة ولكن النيران في أرجاء المنزل كانت أكبر من إمكانياتنا البسيطة لإطفائها، حيث باءت كل محاولاتنا بالفشل كنت أصرخ طلبا للنجدة فيما كانت أمي تحملني وتوجه أخي إلى طريقه للخروج وذلك عبر كسر الحاجز الخشبي الذي كان يحول بيننا وبين سطح المبنى المجاور وفتح ثقب صغير تمكنت من الخروج عبره ومع ذلك كنت متمسكة بأمي ولكنها قالت لي سألحق بك وبقيت هي ومحمد ينقذان بقية أخواتي فرداً فرداً وبعد لحظات انقطع صوت أمي و أخي، كنت أنظر إلى الثقب الذي خرجنا منه وكلي أمل ورجاء أن يظهرا منه ولكن لا أرى شيئا سوى الدخان بقينا أنا وإخوتي نجهش بالبكاء إلى أن أتى إلينا الجيران وأبعدونا عن المكان لتصل بعد ذلك سيارات الدفاع المدني. ويضيف الأب، كنت آخر النائمين وأول المستيقظين ذهبت للعمل ولا أخفيكم أن شيئا ما كان يقلقني حتى أن الأمر أصبح واضحا على ملامحي مما جعل الكثير ممن يعرفونني يتساءلون ما بي. لم أكن حينها مدركاً للإجابة ولم يتبادر لذهني أن الأمر قد يتعلق بأسرتي فأمضيت بقية وقتي أحاول أن أنهمك في غمار العمل كي أبعد عني هذا الوسواس وحينها كان الاتصال من خال الأولاد الذي كان أبلغني بالفاجعة.
من جهته أفاد الناطق الإعلامي فى إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة بالنيابة النقيب طراد العتيبي أن فرق الدفاع المدني وصلت في غضون دقائق معدودة بعد البلاغ كما أن عشوائية المكان زادت من صعوبة وصول صهاريج المياه للموقع حيث كانت أقرب نقطة وصول للصهاريج على بعد حوالى 345مترا من موقع الحريق، وتمت الاستعانة بخراطيم المياه الطويلة وقوة الدفع وآليات أخرى حديثة لبلوغ قلب الحريق وإخماده.
وأوضح العقيد جميل أربعين مدير إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة أن الحي الذي وقع فيه الحريق حي شعبي قديم وهو من ضمن الأحياء العشوائية التي تم رصدها وتسجيل عقاراتها ضمن مشروع تطوير المنطقة المركزية من قبل هيئة تطوير مكة و كانت أقرب نقطة وصلت إليها آليات الدفاع المدني للموقع تبعد عن المبنى مسافة 345مترا وتشمل هذه المسافة مجموعة من الأزقة الضيقة والدرج المتعرج حيث تم مد خراطيم المياه عبرها ولم يكن المبنى على الشارع العام. مشيرا إلى أن الأسرة المتضررة استخدمت مساحة السطح بكاملها لإنشاء غرف سكنية ومطبخ تم تغطيته بنسبة 100% من الزنك والهنقر والخشب وتحتوي مواد المجموعة (أ) القابلة للاشتعال. وأضاف بدأ الحريق أثناء نوم الأسرة ولم يتم اكتشافه إلا متأخرا بعد انتشاره في الجزء المخصص للمطبخ مقابل الدرج المؤدي من الأعلى للأسفل مما جعل النار والأدخنة المنبعثة متركزة بالداخل وتحول دون نزول الأم وابنها عبره، وبعد امتداد النار وتصاعد أدخنتها وملاحظتها من قبل أحد الجيران تم إبلاغ الدفاع المدني ووصف موقعه حيث إن الإدارة تملك آليات حديثة مكنتها من تجاوز عدة عقبات كانت تواجهها في السابق مثل تحديد موقع الحادث أو موقع المتصل وذلك عن طريق تقنيات حديثة سخرتها الإدارة لتذليل مهامها، ولكن العائق الوحيد الآن هو عشوائية بعض الأحياء وعدم توفر طرق لعبور آليات الدفاع المدني لأن الأحياء العشوائية مبنية على تصميم طرق للمشاة فقط -أزقة-
وتم تواجد فرق الدفاع المدني خلال خمس دقائق ونصف ومد الخراطيم في المسافة المذكورة ولم يكن هناك بوادر لوجود أحياء بالمكان رغم اقتحام المبنى عن طريق فرق الكمامة إلا أنه لم يوجد سوى جثتين متفحمتين. وأكد أربعين على خطورة وجود مثل هذه الصنادق والشقق المؤقتة على الأسطح وأهاب بسرعة الإبلاغ عنها لخطورتها.
عبد الكريم المربع - مكة المكرمة
سجلت أم لأربعة أطفال أسمى معاني التضحية حيث قضت تفحما في حريق شب في منزل شعبي في حي المسفلة بمكة المكرمة أثناء محاولاتها إنقاذ أبنائها الذين نجا منهم ثلاثة بينما قضى الرابع برفقتها. القصة كما ترويها ابنتها أحلام (11 عاما) تجسد نموذجا متفردا لإيثار الأمومة والذي بلغ حد الجود بالنفس حماية لفلذات كبدها. تقول أحلام: كنا نائمين وكنت أنا أول من استيقظ على رائحة الدخان و كان المكان مظلما فأيقظت أمي على الفور فهرعت إلى إخراجنا من غرفة النوم لكن ألسنة اللهب كادت تحول دون خروجنا لكننا تمكنا من الخروج بعد إخماد النار المشتعلة على باب الغرفة ولكن النيران في أرجاء المنزل كانت أكبر من إمكانياتنا البسيطة لإطفائها، حيث باءت كل محاولاتنا بالفشل كنت أصرخ طلبا للنجدة فيما كانت أمي تحملني وتوجه أخي إلى طريقه للخروج وذلك عبر كسر الحاجز الخشبي الذي كان يحول بيننا وبين سطح المبنى المجاور وفتح ثقب صغير تمكنت من الخروج عبره ومع ذلك كنت متمسكة بأمي ولكنها قالت لي سألحق بك وبقيت هي ومحمد ينقذان بقية أخواتي فرداً فرداً وبعد لحظات انقطع صوت أمي و أخي، كنت أنظر إلى الثقب الذي خرجنا منه وكلي أمل ورجاء أن يظهرا منه ولكن لا أرى شيئا سوى الدخان بقينا أنا وإخوتي نجهش بالبكاء إلى أن أتى إلينا الجيران وأبعدونا عن المكان لتصل بعد ذلك سيارات الدفاع المدني. ويضيف الأب، كنت آخر النائمين وأول المستيقظين ذهبت للعمل ولا أخفيكم أن شيئا ما كان يقلقني حتى أن الأمر أصبح واضحا على ملامحي مما جعل الكثير ممن يعرفونني يتساءلون ما بي. لم أكن حينها مدركاً للإجابة ولم يتبادر لذهني أن الأمر قد يتعلق بأسرتي فأمضيت بقية وقتي أحاول أن أنهمك في غمار العمل كي أبعد عني هذا الوسواس وحينها كان الاتصال من خال الأولاد الذي كان أبلغني بالفاجعة.
من جهته أفاد الناطق الإعلامي فى إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة بالنيابة النقيب طراد العتيبي أن فرق الدفاع المدني وصلت في غضون دقائق معدودة بعد البلاغ كما أن عشوائية المكان زادت من صعوبة وصول صهاريج المياه للموقع حيث كانت أقرب نقطة وصول للصهاريج على بعد حوالى 345مترا من موقع الحريق، وتمت الاستعانة بخراطيم المياه الطويلة وقوة الدفع وآليات أخرى حديثة لبلوغ قلب الحريق وإخماده.
وأوضح العقيد جميل أربعين مدير إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة أن الحي الذي وقع فيه الحريق حي شعبي قديم وهو من ضمن الأحياء العشوائية التي تم رصدها وتسجيل عقاراتها ضمن مشروع تطوير المنطقة المركزية من قبل هيئة تطوير مكة و كانت أقرب نقطة وصلت إليها آليات الدفاع المدني للموقع تبعد عن المبنى مسافة 345مترا وتشمل هذه المسافة مجموعة من الأزقة الضيقة والدرج المتعرج حيث تم مد خراطيم المياه عبرها ولم يكن المبنى على الشارع العام. مشيرا إلى أن الأسرة المتضررة استخدمت مساحة السطح بكاملها لإنشاء غرف سكنية ومطبخ تم تغطيته بنسبة 100% من الزنك والهنقر والخشب وتحتوي مواد المجموعة (أ) القابلة للاشتعال. وأضاف بدأ الحريق أثناء نوم الأسرة ولم يتم اكتشافه إلا متأخرا بعد انتشاره في الجزء المخصص للمطبخ مقابل الدرج المؤدي من الأعلى للأسفل مما جعل النار والأدخنة المنبعثة متركزة بالداخل وتحول دون نزول الأم وابنها عبره، وبعد امتداد النار وتصاعد أدخنتها وملاحظتها من قبل أحد الجيران تم إبلاغ الدفاع المدني ووصف موقعه حيث إن الإدارة تملك آليات حديثة مكنتها من تجاوز عدة عقبات كانت تواجهها في السابق مثل تحديد موقع الحادث أو موقع المتصل وذلك عن طريق تقنيات حديثة سخرتها الإدارة لتذليل مهامها، ولكن العائق الوحيد الآن هو عشوائية بعض الأحياء وعدم توفر طرق لعبور آليات الدفاع المدني لأن الأحياء العشوائية مبنية على تصميم طرق للمشاة فقط -أزقة-
وتم تواجد فرق الدفاع المدني خلال خمس دقائق ونصف ومد الخراطيم في المسافة المذكورة ولم يكن هناك بوادر لوجود أحياء بالمكان رغم اقتحام المبنى عن طريق فرق الكمامة إلا أنه لم يوجد سوى جثتين متفحمتين. وأكد أربعين على خطورة وجود مثل هذه الصنادق والشقق المؤقتة على الأسطح وأهاب بسرعة الإبلاغ عنها لخطورتها.