مخاوي الليل
02-02-2009, 01:11 PM
رئيس المجلس الاستشاري ورئيس مجلس إدارة "إعمار العقارية" في حوار مع "الاقتصادية":
العبّار: 2009 عام "شد الأحزمة" ماليا
محمد العبار
عبد العزيز التويجري من دبي
وصف محمد العبار رئيس المجلس الاستشاري، الذي شكلته حكومة دبي لمواجهة تداعيات الأزمة المالية على اقتصاد الإمارة, رئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية في حوار موسع مع "الاقتصادية", العام الجاري 2009 إنه "عام شد الأحزمة" للحد من سلبيات الأزمة المالية التي ورطت العالم كله وتسببت الولايات المتحدة في وقوعها ـ على حد قوله.
وقال العبار بالتعبير الدارج إنه "شايل عام 2009 من رأسه" كدلالة على صعوبة العام الجاري على الشركات، غير أنه توقع أن يبدأ الاستقرار وليس النمو مع عام 2010، مؤكدا قدرة دبي على المواجهة والتحدي والنجاح، نافيا أن تكون لغة التحدي هذه التي عرفت بها دبي قد غابت عن قياداتها تحت وطأة الأزمة المالية العالمية.
وجدد العبار تأكيده على أن دبي لم تدخل في مفاوضات مع حكومة العاصمة أبو ظبي لبيع جزء من ممتلكاتها أو الحصول على قروض منها لسداد الديون المستحقة عليها البالغة نحو 80 مليار دولار، غير أنه قال "شراكة دبي مع أبوظبي مطروحة منذ أيام النمو، ودعوناهم مراراً، لذلك فالشراكة والتعاون مع أبو ظبي ومع السعودية مهمة ولا علاقة لذلك بالأزمة، ورغبتنا في التعاون مستمرة منذ ثلاث سنوات وقبل هذه الأزمة, وتعد أبو ظبي المستثمر الأكبر في دبي منذ عشر سنوات.
وكشف العبار عن قيام شركة إعمار العقارية بتسريح 100 موظف، معتبرا أن ذلك طبيعي في ظل الظروف التي يمر بها الاقتصاد العالمي, وهو ما ينطبق أيضا على المشاريع التي تقرر شركات دبي تأجيلها أو إلغاءها حسب ظروف السوق.
غير أنه استدرك بالقول: إن أضخم مشروعين لـ "إعمار" في السعودية من خلال مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، وفي مصر من خلال مشروع "آب تاون مصر", لن يشهدا أية تأجيلات أو إلغاءات باعتبارهما في أسواق جيدة أسهمت في زيادة إنتاجنا.
فيما يلي نص الحوار:
نحن جزء من العالم
منذ اندلاع الأزمة المالية كثرت التقارير الدولية والإقليمية عن مخاوف تهدد اقتصاد دبي الأسرع نموا خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي أصاب الجميع بحالة من القلق .. ماذا فعلتم لحماية اقتصادكم؟
حقيقة فإن النمو الذي جرى في دبي طيلة الفترة الماضية هو نتاج طبيعي لجهود ودور الحكومة التي لها اليد الطولى فيه، وكذلك الأمر للبنوك والتجار والسياح، فالكل فعل الكثير من أجل نمو دبي ونهضتها، وما جرى في العالم من مشكلة وأزمة اقتصادية كبيرة أثر في العالم كله، ومن المعروف أن هذه المشكلة العالمية حدثت في أمريكا ولا أحد له ذنب فيها غير أمريكا، لكنها انتشرت في كل العالم من مصر إلى تونس إلى المغرب إلى السعودية والإمارات وفي كل مكان في العالم.
نحن جزء من العالم، ونتأثر بما يجري، وفي وضع مثل هذا الوضع هناك أمور نقوم بها وأخرى نتأثر بها وثالثة نتعامل معها، ومع ذلك عملنا ونعمل كثيرا وما زلنا قادرين على التخطيط والتنفيذ والمتابعة، فمثلاً في طيران الإمارات ما زلنا نبحث عن فتح خطوط جديدة، وما زلنا نعمل من أجل تقوية السوق عندنا والبحث عن سياح ومستثمرين جدد, وهو ما زال قائماً على قدم وساق، إضافة إلى العلاقة مع البنوك المحلية ودعمها المالي من قبل الحكومة, وكذلك الميزانية الشجاعة والبنية التحتية المستمرة والاستثمار المستمر والتجهيزات للأيام المقبلة.
هل معنى ذلك أن العجلة مستمرة في الدوران؟
نحن نجهز للسنوات المقبلة وهذه سنة التجهيزات وليس لدينا ضرائب ترهق المواطن، ومن ثم المتابعات المستمرة في شتى المجالات واتخاذ القرارات المناسبة لما يخدم تحريك الاقتصاد في شتى المجالات، وبصراحة تقوم الحكومة بأشياء كثيرة، لكن لا ننسى أن هذه سنة صعبة يعاني منها كل العالم.
http://www.aleqt.com/a/188751_15086.jpgالعبار يتحدث للزميل عبد العزيز التويجري.
لكن هل من يقول إن الإمارات عموماً ودبي خصوصاً لم تملك الشجاعة في أي خطوة خطتها، فما من شك أنه لا ينكر علينا أحد دورنا وجهودنا خاصة فيما يتعلق بالإبداع والشجاعة، فقد علمنا الشيخ محمد بن راشد، طيلة أكثر من عشر سنوات وصبر علينا كي نتعلم الدروس جيداً، وعلمنا ماذا تعني الشجاعة والإقدام والإبداع، وعندما حدثت الأزمة العالمية تم تشكيل فريق عمل خاص يتابع هذه الأزمة، وبصراحة إن مجرد الإعلان عن فريق يتابع ما جرى ويجري، يعد شجاعة وقدرة على المواجهة، لذلك تم تشكيل هذا الفريق من أجل الإعلان عن المشكلة وكيف نتعامل معها.
لغة التحدي لم تتبدل
هل وصلت اللجنة إلى حلول؟
عملنا في اللجنة مستمر، وفيه كثير من التجليات الإبداعية وكذلك الكثير مما هو ملموس، فالميزانية الكبيرة التي أقرتها الحكومة عام 2009 ميزانية شجاعة، وتجاوزت كل السنوات السابقة، كما أن قرارات البنك المركزي ملموسة وشجاعة، وكذلك في القطاع العقاري وغيرها من الأنشطة الاقتصادية وذلك في ظل الأزمة العالمية، لكن أنا أتساءل: لماذا كل هذا الهجوم الإعلامي علينا؟ عليكم أن تنتظرونا، فقد علمنا حاكم دبي كيف نواجه ونتصدى بشجاعة، فنحن بشر والأشياء لا تستقيم دفعة واحدة، مثلما يراهن البعض على أن أوباما سيقوم بين ليلة وضحاها بتعديل وتصحيح كل شيء، فالأمور ليست كذلك، فالعالم كله متورط في هذه الأزمة، فعندما أقول لك إن هناك في المملكة أو في الإمارات بعض البنوك لا تستطيع أن تعطي قروضاً، فهذا يعني أننا كلنا في الحال نفسه، لكن الضغط علينا في الإمارات عموماً وفي دبي خصوصاً أننا نمتلك السحر وها هم الناس ينتظرون السحر.
لكن بصراحة نحن اعتدنا على لغة التحدي والإبداع والنجاح في دبي .. فأين هي هذه اللغة اليوم؟
كلامي معك اليوم بالقوة والشجاعة نفسيهما التي نتحدث بها قبل سنتين، فكلامنا واضح ولدينا القدرة على المواجهة والتحدي والنجاح كما هو حالنا دائماً، والمواجهة بقوة وثقة حاضرة عندنا باستمرار ومن لديه بعض الخوف نحن قادرون على إزالته وتخليصه منه .. أتعرف لماذا: لأن معدن الرجال والقوة والثقة تزداد في أيام المحن والشدائد أكثر منها في أيام الرخاء والنمو، فنحن وأنتم في مختلف وسائل الإعلام أنتم كنتم تحصلون على الإعلانات حتى بدون تسويق في أيام الرخاء والنمو، ونحن كذلك كنا نبيع من دون تسويق لأننا حاضرون بقوة، ولأن حالة الرخاء هي السائدة، لكن في الشدائد تظهر معالم الإبداع والتحدي. هناك أشياء يمكن إنجازها اليوم وأشياء تحتاج إلى بعض الوقت وأخرى تحتاج إلى بعض الصبر كي تنضج وتؤتي ثمارها، وسأروي لك مثالاً عندما أعلنت قبل أيام عن نزول النمو في مطار دبي إلى 5 في المائة تلقيت مكالمات عديدة بهذا الخصوص من كثيرين يقولون كيف؟ ولماذا؟ لقد كان النمو سابقاً أفضل، وأوضحت للمتصلين تفاصيل عديدة وشرحت لهم الحقيقة، وفي المحصلة لدينا نمو لدينا تأثر بما يجري في العالم وهنا يكمن التحدي والإبداع. نحن ندرس كل الأرقام ونقرأها بكل تفاصيلها وأبعادها ونعمل على تحليلها بما في ذلك جنسيات القادمين إلينا.
الاقتراض لأعمال تجارية بحتة
هناك تقارير تقول إنه يجب على حكومة دبي أن تسدد هذا العام نحو 19 مليار دولار، ماذا عملتم لذلك؟
أولاً أنا لست حكومة دبي، لكنني أستطيع الجزم أن حكومة دبي ليس عليها قروض، عندها قرض عبارة عن وديعة، وعندها قرض لدائرة المياه والكهرباء بقيمة أربعة مليارات دولار وهي مؤسسة مربحة كما نعلم، والباقي هو قروض مؤسسات مملوكة للحكومة، وهذه المؤسسات تجارية بحتة، فمثلما تقترض شركة تويوتا من أجل سياراتها، وكذلك فولكس واجن، التي لم تستطع بيع سياراتها واقترضت من الحكومة، لكن "تويوتا" أبلغت الحكومة أنها لأول مرة منذ 70 سنة تواجه مشكلة حقيقية في بيع سياراتها قامت بإبلاغ الحكومة بهذا الأمر، وبالتالي أريد أن أبلغكم عن خسارتي بسبب عدم المقدرة على البيع هذه السنة وطلبت من البنوك المساعدة في هذا الشأن.
ولكن عموماً لا أدري عن الأقساط المستحقة من الديون وحقيقة ما ذكرته التقارير، لكن لا ننسى أن هناك عملا تجاريا ضخما تقوم به شركات دبي التي تمتلك أصولا ضخمة، واقترضت بموجبها من أجل عمل تجاري بحت ولمشاريع استثمارية عديدة، وهذه الشركات حالها حال الشركات الأخرى، وهذه الشركات مثل طيران الإمارات ونخيل ودبي القابضة وغيرها لديها جدولة ديون لنحو 80 مليار دولار ضمن جدولة معينة في غضون ثلاث إلى ست سنوات.
من المعروف أن هناك حكومات تعيد جدولة الديون حتى الحكومة الأمريكية أعادت الجدولة ودفعت دولاراً واحداً، أما نحن ولأننا دول خليجية لا يحق لنا إعادة الجدولة فمن حق الحكومات القيام بإعادة الجدولة للديون والقروض ونحن نعطي ضمانات في حين الحكومة الأمريكية لا تعطي ضمانات. وهذه بالنسبة لنا مؤسسات تجارية لديها أعمال.
لكن هناك مشاريع توقفت وألغيت ومشاريع أجلت وتعطلت؟
بإمكانك الذهاب إلى أي تاجر, سيقول لك: في وضع اقتصادي مثل هذا، أنا أحمي شركتي بأي أسلوب. على المستوى العالمي هناك شركات تؤجل مشاريع وتلغي وتقلص وأخرى مستمرة وثالثة تؤجل فترة من الزمن، ومن لا يقوم بمثل هذه الإجراءات في هكذا ظروف يفقد احترامه ومصداقيته، لأن هناك من سيسأله: انتظر ما الذي تفعله في هذه الظروف، لماذا لا تفكر وتحلل وتراقب؟ وبالتالي يجب أن نحترم عقل المتابع والقارئ، ففي وقت النمو أزداد نمواً وفي وقت الشدة أراقب وأشد الأحزمة، ولكن الهدف العام هو ضرورة الاستمرار.
العبّار: 2009 عام "شد الأحزمة" ماليا
محمد العبار
عبد العزيز التويجري من دبي
وصف محمد العبار رئيس المجلس الاستشاري، الذي شكلته حكومة دبي لمواجهة تداعيات الأزمة المالية على اقتصاد الإمارة, رئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية في حوار موسع مع "الاقتصادية", العام الجاري 2009 إنه "عام شد الأحزمة" للحد من سلبيات الأزمة المالية التي ورطت العالم كله وتسببت الولايات المتحدة في وقوعها ـ على حد قوله.
وقال العبار بالتعبير الدارج إنه "شايل عام 2009 من رأسه" كدلالة على صعوبة العام الجاري على الشركات، غير أنه توقع أن يبدأ الاستقرار وليس النمو مع عام 2010، مؤكدا قدرة دبي على المواجهة والتحدي والنجاح، نافيا أن تكون لغة التحدي هذه التي عرفت بها دبي قد غابت عن قياداتها تحت وطأة الأزمة المالية العالمية.
وجدد العبار تأكيده على أن دبي لم تدخل في مفاوضات مع حكومة العاصمة أبو ظبي لبيع جزء من ممتلكاتها أو الحصول على قروض منها لسداد الديون المستحقة عليها البالغة نحو 80 مليار دولار، غير أنه قال "شراكة دبي مع أبوظبي مطروحة منذ أيام النمو، ودعوناهم مراراً، لذلك فالشراكة والتعاون مع أبو ظبي ومع السعودية مهمة ولا علاقة لذلك بالأزمة، ورغبتنا في التعاون مستمرة منذ ثلاث سنوات وقبل هذه الأزمة, وتعد أبو ظبي المستثمر الأكبر في دبي منذ عشر سنوات.
وكشف العبار عن قيام شركة إعمار العقارية بتسريح 100 موظف، معتبرا أن ذلك طبيعي في ظل الظروف التي يمر بها الاقتصاد العالمي, وهو ما ينطبق أيضا على المشاريع التي تقرر شركات دبي تأجيلها أو إلغاءها حسب ظروف السوق.
غير أنه استدرك بالقول: إن أضخم مشروعين لـ "إعمار" في السعودية من خلال مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، وفي مصر من خلال مشروع "آب تاون مصر", لن يشهدا أية تأجيلات أو إلغاءات باعتبارهما في أسواق جيدة أسهمت في زيادة إنتاجنا.
فيما يلي نص الحوار:
نحن جزء من العالم
منذ اندلاع الأزمة المالية كثرت التقارير الدولية والإقليمية عن مخاوف تهدد اقتصاد دبي الأسرع نموا خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي أصاب الجميع بحالة من القلق .. ماذا فعلتم لحماية اقتصادكم؟
حقيقة فإن النمو الذي جرى في دبي طيلة الفترة الماضية هو نتاج طبيعي لجهود ودور الحكومة التي لها اليد الطولى فيه، وكذلك الأمر للبنوك والتجار والسياح، فالكل فعل الكثير من أجل نمو دبي ونهضتها، وما جرى في العالم من مشكلة وأزمة اقتصادية كبيرة أثر في العالم كله، ومن المعروف أن هذه المشكلة العالمية حدثت في أمريكا ولا أحد له ذنب فيها غير أمريكا، لكنها انتشرت في كل العالم من مصر إلى تونس إلى المغرب إلى السعودية والإمارات وفي كل مكان في العالم.
نحن جزء من العالم، ونتأثر بما يجري، وفي وضع مثل هذا الوضع هناك أمور نقوم بها وأخرى نتأثر بها وثالثة نتعامل معها، ومع ذلك عملنا ونعمل كثيرا وما زلنا قادرين على التخطيط والتنفيذ والمتابعة، فمثلاً في طيران الإمارات ما زلنا نبحث عن فتح خطوط جديدة، وما زلنا نعمل من أجل تقوية السوق عندنا والبحث عن سياح ومستثمرين جدد, وهو ما زال قائماً على قدم وساق، إضافة إلى العلاقة مع البنوك المحلية ودعمها المالي من قبل الحكومة, وكذلك الميزانية الشجاعة والبنية التحتية المستمرة والاستثمار المستمر والتجهيزات للأيام المقبلة.
هل معنى ذلك أن العجلة مستمرة في الدوران؟
نحن نجهز للسنوات المقبلة وهذه سنة التجهيزات وليس لدينا ضرائب ترهق المواطن، ومن ثم المتابعات المستمرة في شتى المجالات واتخاذ القرارات المناسبة لما يخدم تحريك الاقتصاد في شتى المجالات، وبصراحة تقوم الحكومة بأشياء كثيرة، لكن لا ننسى أن هذه سنة صعبة يعاني منها كل العالم.
http://www.aleqt.com/a/188751_15086.jpgالعبار يتحدث للزميل عبد العزيز التويجري.
لكن هل من يقول إن الإمارات عموماً ودبي خصوصاً لم تملك الشجاعة في أي خطوة خطتها، فما من شك أنه لا ينكر علينا أحد دورنا وجهودنا خاصة فيما يتعلق بالإبداع والشجاعة، فقد علمنا الشيخ محمد بن راشد، طيلة أكثر من عشر سنوات وصبر علينا كي نتعلم الدروس جيداً، وعلمنا ماذا تعني الشجاعة والإقدام والإبداع، وعندما حدثت الأزمة العالمية تم تشكيل فريق عمل خاص يتابع هذه الأزمة، وبصراحة إن مجرد الإعلان عن فريق يتابع ما جرى ويجري، يعد شجاعة وقدرة على المواجهة، لذلك تم تشكيل هذا الفريق من أجل الإعلان عن المشكلة وكيف نتعامل معها.
لغة التحدي لم تتبدل
هل وصلت اللجنة إلى حلول؟
عملنا في اللجنة مستمر، وفيه كثير من التجليات الإبداعية وكذلك الكثير مما هو ملموس، فالميزانية الكبيرة التي أقرتها الحكومة عام 2009 ميزانية شجاعة، وتجاوزت كل السنوات السابقة، كما أن قرارات البنك المركزي ملموسة وشجاعة، وكذلك في القطاع العقاري وغيرها من الأنشطة الاقتصادية وذلك في ظل الأزمة العالمية، لكن أنا أتساءل: لماذا كل هذا الهجوم الإعلامي علينا؟ عليكم أن تنتظرونا، فقد علمنا حاكم دبي كيف نواجه ونتصدى بشجاعة، فنحن بشر والأشياء لا تستقيم دفعة واحدة، مثلما يراهن البعض على أن أوباما سيقوم بين ليلة وضحاها بتعديل وتصحيح كل شيء، فالأمور ليست كذلك، فالعالم كله متورط في هذه الأزمة، فعندما أقول لك إن هناك في المملكة أو في الإمارات بعض البنوك لا تستطيع أن تعطي قروضاً، فهذا يعني أننا كلنا في الحال نفسه، لكن الضغط علينا في الإمارات عموماً وفي دبي خصوصاً أننا نمتلك السحر وها هم الناس ينتظرون السحر.
لكن بصراحة نحن اعتدنا على لغة التحدي والإبداع والنجاح في دبي .. فأين هي هذه اللغة اليوم؟
كلامي معك اليوم بالقوة والشجاعة نفسيهما التي نتحدث بها قبل سنتين، فكلامنا واضح ولدينا القدرة على المواجهة والتحدي والنجاح كما هو حالنا دائماً، والمواجهة بقوة وثقة حاضرة عندنا باستمرار ومن لديه بعض الخوف نحن قادرون على إزالته وتخليصه منه .. أتعرف لماذا: لأن معدن الرجال والقوة والثقة تزداد في أيام المحن والشدائد أكثر منها في أيام الرخاء والنمو، فنحن وأنتم في مختلف وسائل الإعلام أنتم كنتم تحصلون على الإعلانات حتى بدون تسويق في أيام الرخاء والنمو، ونحن كذلك كنا نبيع من دون تسويق لأننا حاضرون بقوة، ولأن حالة الرخاء هي السائدة، لكن في الشدائد تظهر معالم الإبداع والتحدي. هناك أشياء يمكن إنجازها اليوم وأشياء تحتاج إلى بعض الوقت وأخرى تحتاج إلى بعض الصبر كي تنضج وتؤتي ثمارها، وسأروي لك مثالاً عندما أعلنت قبل أيام عن نزول النمو في مطار دبي إلى 5 في المائة تلقيت مكالمات عديدة بهذا الخصوص من كثيرين يقولون كيف؟ ولماذا؟ لقد كان النمو سابقاً أفضل، وأوضحت للمتصلين تفاصيل عديدة وشرحت لهم الحقيقة، وفي المحصلة لدينا نمو لدينا تأثر بما يجري في العالم وهنا يكمن التحدي والإبداع. نحن ندرس كل الأرقام ونقرأها بكل تفاصيلها وأبعادها ونعمل على تحليلها بما في ذلك جنسيات القادمين إلينا.
الاقتراض لأعمال تجارية بحتة
هناك تقارير تقول إنه يجب على حكومة دبي أن تسدد هذا العام نحو 19 مليار دولار، ماذا عملتم لذلك؟
أولاً أنا لست حكومة دبي، لكنني أستطيع الجزم أن حكومة دبي ليس عليها قروض، عندها قرض عبارة عن وديعة، وعندها قرض لدائرة المياه والكهرباء بقيمة أربعة مليارات دولار وهي مؤسسة مربحة كما نعلم، والباقي هو قروض مؤسسات مملوكة للحكومة، وهذه المؤسسات تجارية بحتة، فمثلما تقترض شركة تويوتا من أجل سياراتها، وكذلك فولكس واجن، التي لم تستطع بيع سياراتها واقترضت من الحكومة، لكن "تويوتا" أبلغت الحكومة أنها لأول مرة منذ 70 سنة تواجه مشكلة حقيقية في بيع سياراتها قامت بإبلاغ الحكومة بهذا الأمر، وبالتالي أريد أن أبلغكم عن خسارتي بسبب عدم المقدرة على البيع هذه السنة وطلبت من البنوك المساعدة في هذا الشأن.
ولكن عموماً لا أدري عن الأقساط المستحقة من الديون وحقيقة ما ذكرته التقارير، لكن لا ننسى أن هناك عملا تجاريا ضخما تقوم به شركات دبي التي تمتلك أصولا ضخمة، واقترضت بموجبها من أجل عمل تجاري بحت ولمشاريع استثمارية عديدة، وهذه الشركات حالها حال الشركات الأخرى، وهذه الشركات مثل طيران الإمارات ونخيل ودبي القابضة وغيرها لديها جدولة ديون لنحو 80 مليار دولار ضمن جدولة معينة في غضون ثلاث إلى ست سنوات.
من المعروف أن هناك حكومات تعيد جدولة الديون حتى الحكومة الأمريكية أعادت الجدولة ودفعت دولاراً واحداً، أما نحن ولأننا دول خليجية لا يحق لنا إعادة الجدولة فمن حق الحكومات القيام بإعادة الجدولة للديون والقروض ونحن نعطي ضمانات في حين الحكومة الأمريكية لا تعطي ضمانات. وهذه بالنسبة لنا مؤسسات تجارية لديها أعمال.
لكن هناك مشاريع توقفت وألغيت ومشاريع أجلت وتعطلت؟
بإمكانك الذهاب إلى أي تاجر, سيقول لك: في وضع اقتصادي مثل هذا، أنا أحمي شركتي بأي أسلوب. على المستوى العالمي هناك شركات تؤجل مشاريع وتلغي وتقلص وأخرى مستمرة وثالثة تؤجل فترة من الزمن، ومن لا يقوم بمثل هذه الإجراءات في هكذا ظروف يفقد احترامه ومصداقيته، لأن هناك من سيسأله: انتظر ما الذي تفعله في هذه الظروف، لماذا لا تفكر وتحلل وتراقب؟ وبالتالي يجب أن نحترم عقل المتابع والقارئ، ففي وقت النمو أزداد نمواً وفي وقت الشدة أراقب وأشد الأحزمة، ولكن الهدف العام هو ضرورة الاستمرار.