سندباد
18-06-2004, 03:00 AM
60% من نساء الخليج بدينات.. أين الخلل؟.. إدارة الندوة: الدكتورة هيا المنيع ونورة الحويتي <br><br>ليست السمنة مشكلة تهدد الجمال والرشاقة فحسب، ولكنها أخطر مشكلة صحية غذائية لعلاقتها المباشرة بعدد من الأمراض المزمنة والمستعصية، فضلاً عن أنها طريق مؤكد للوفاة!! وحسب دراسات موثقة أجراها عدد من المراكز المتخصصة في دول مختلفة ثبت أن السمنة هي مرض العصر ومعدل الاصابة بها في ازدياد فعلى سبيل المثال ذكرت دراسة خليجية أن نسبة انتشار السمنة في دول مجلس التعاون الخليجي تبلغ 60% وهي نسبة تفوق بكثير مثيلتها في الدول المتقدمة، كما كشفت الدراسة أن السمنة لدى المتزوجات بين 30و50%، ولأننا أمام ظاهرة خطيرة وسجلنا فيها أرقاماً قياسية بحثنا في الأسباب المؤدية للبدانة وطرق العلاج البديلة والحلول الطبية الجراحية للتخلص من السمنة، وناقشنا هذه المحاور مع الطبيبات والمعالجات المختصة بهذا المرض العصري.<br>المحاور:<br>@ ما هي السمنة، وأنواعها، وما مسبباتها من حيث العادات الغذائية - نمط الحياة الاجتماعية - الوراثة - الإصابة ببعض الأمراض المؤدية إلى السمنة -أخرى..<br>@ الأمراض الناجمة عن السمنة، من الناحية الجسدية والنفسية<br>@ طرق علاج السمنة وإنقاص الوزن (الطبية الدوائية والجراحية، والعلاج البديل)<br><br>@ "الرياض": ما هي السمنة، وأنواعها ومسبباتها، وهل للعادات الغذائية أو الوراثة دور في ذلك؟<br>- د. صفية الشربيني: السمنة هي زيادة الوزن عن الحدود الطبيعية، ولو أتينا إلى الناحية الطبية نجد أنها مرض مثل أي مرض آخر، وليست مجرد مظهر، وإنما هي من الأمراض المزمنة والصعبة العلاج، لذلك هناك معايير محددة تحدد وزن الإنسان وهل وزنه طبيعي أو دون أو أكثر من الطبيعي، وهذا نطلق عليه اسم مؤشر كتلة الجسم، وهذا المؤشر ببساطة هو قسمة وزن الجسم بالكيلو غرام على مربع الطول بالمتر، وينتج عن ذلك مؤشرات، وهذه المؤشرات حسب منظمة الصحة العالمية تنقسم إلى ثلاثة أقسام: نحافة، وزن طبيعي، زيادة في الوزن. وأيضاً الزيادة في الوزن تنقسم إلى قسمين رئيسين: زيادة الوزن، والسمنة. وأيضاً السمنة مقسمة إلى ثلاثة أنواع: الدرجة الأولى، الدرجة الثانية، الدرجة الثالثة، ولو أخذنا مؤشر كتلة الحجم لوجدنا أن الحدود الطبيعية هي مابين ( 20- 25) وأقل من (19) يعتبر نحافة، وأكثر من ( 25- 29) يعتبر زيادة في الوزن، وليست سمنة، ومن الثلاثين فصاعداً يعتبر سمنة، وهذه السمنة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: الدرجة الأولى: وهي من 30- 35، أما الدرجة الثانية فهي 35- 40، وأما أكثر من 40فهي درجة مفرطة. وسبب هذا التقسيم يعود إلى طرق المعالجة والمخاطر التي تنتج عن السمنة، وإذا قارنا السمنة بمعدل الوفيات فنرى أن الموت مرتبط بالنحافة ثم يقل في الوزن الطبيعي ثم يرتفع مؤشر الموت لدى السمنة، وكلما زادت نسبة السمنة كلما زادت نسبة الوفيات، عدا الأمراض الأخرى المرتبطة بالسمنة، وما ذكرته هو من ناحية تعريف السمنة وأنواعها.<br>- د. بسمة الوهابي: أود أن أذكر أن نسبة الوفيات تزيد حتى للذين لديهم مؤشر أقل (19) أي النحافة، وذلك لسبب أن الذين لديهم نحافة ترتبط معهم أمراض الجهاز الهضمي والأمراض التنفسية، والذين تزيد لديهم الكتلة أكثر من (30) تزيد عندهم نسبة أمراض السكر والضغط وأمراض القلب عموماً، وهذا سبب زيادة الوفيات عندهم. وكذلك أشير إلى أن معدل الوفيات يزيد مع النحافة والسمنة، لكن لأسباب مختلفة، أما بالنسبة لمسببات السمنة فأقول إن ما يقارب 80% من مسبباتها لها علاقة بالبيئة وطريقة معيشة الشخص، وكمية الأكل التي يتناولها وكذلك ممارسته للرياضة، وهل هذا الشخص قليل الحركة أو ثقيل الحركة؟ ولكن نسبة 20% من السمنة تكون غير معروفة، ويعتقد أنها بسبب الجينات، أي الوراثة، وموضوع الجينات درس بشكل كبير وله أبحاث كثيرة، وهناك اعتقاد بأن جينات معينة مسؤولة عن السمنة، وحتى الآن لم تحدد أنواعها، وهناك دراسات أجريت على أشخاص في أمريكا واوروبا وعلى أعراق مختلفة، بيّنت إلى حدّ ما وجود جينات وراثية مسببة للسمنة وهذه تكون فقط بحدود 20%، وأما 80% من أسبابها فتعود إلى طريقة معيشة الشخص، وهذا الأمر مهم جداً أن يعرفه الناس، خاصة أن الكثيرين يعتقدون أن السمنة سببها وراثي، وهذا خطأ شائع، وربما يقنعون أنفسهم بذلك حتى يتجنبوا عمل الرياضة والحمية.<br>- د. صفية الشربيني: بالنسبة لمسببات السمنة هناك عامل وراثي لاشك فيه، وهناك أيضاً عوامل خارجية وهي الأكثر نسبة في حدوث السمنة، وكلما تجمعت ما يقارب 770سعرة حرارية تزيد وزن الجسم كيلو غراما واحداً، ومثال على ذلك، إذا أخذنا (1000) كلغ سعرات حرارية في اليوم فيجب علينا استهلاكها حتى نحافظ على وزننا طبيعياً، وإذا لم يتم استهلاكها فإن هذا التراكم كلما وصل 770سعرة حرارية سيزيد وزن الجسم كيلو غراما واحداً، فالعملية هي موازنة بين الأكل والنشاط الجسماني.<br>@ "الرياض": هل نمط الحياة الاجتماعية للمرأة السعودية وضعف حركتها السبب في سمنتها؟<br>- د. صفية الشربيني: السمنة لا تعاني منها المرأة السعودية وحدها، بل جميع نساء العالم، والسبب هو وفرة عالية من السعرات الحرارية في الأكل، وفي المقابل قلة شديدة في النشاط الجسماني، فهذه المشكلة عالمية وليست سعودية على الرغم من أن المرأة السعودية تعاني من هذه المشكلة، وهناك عدة دراسات أجريت في المملكة منها دراسة عام 1997م للدكتور عبدالرحمن النعيم وكانت عبارة عن مسح على أكثر من (13000) عينة، ونتج عن الدراسة أن نسبة كبيرة وربما تتجاوز 29% من النساء في المملكة لديهن سمنة، وهناك دراسة ثانية عام 1999م نشرها الدكتور الحازمي والدكتور الوارثي، وكانت نفس نتيجة سابقتها، ولكنها أجريت على رجال ونساء وفي أعمار مختلفة، وكلما زادت الأعمار كلما ارتفعت النسبة، وكانت نسبة السمنة لدى النساء ما يقارب 36%، أما الرجال فكانت مقاربة لنسبة النساء، ونجد في دراسة الدكتور عبدالرحمن النعيم أن أعمار النساء من 50- 55سنة لديهن سمنة بنسبة 46%.<br>- د. بسمة الوهابي: ليس المهم في السمنة هي الجينات فقط، ولكن النمط الاجتماعي أيضاً له الدور الأكبر، ومثال على ذلك، كل ما نتناوله من أكل وشرب تأتي به "الشغالة" إلينا ونحن جلوس لا نحرك ساكناً، وهذا على المدى الطويل يؤدي إلى السمنة، وإذا خدمت المرأة السعودية نفسها وتحركت في منزلها واستغنت عن تدخل "الخادمة" في كل شيء فانها على المدى البعيد سوف تتجنب السمنة، فالسمنة لا تأتي إلا من تراكم السعرات الحرارية، ولا تأتي في يوم وليلة، ولكن على مدى أشهر وسنوات، ولهذا يجب علينا تغيير نمط حياتنا داخل المنزل، وإجراء أعمالنا بأنفسنا حتى نستطيع حرق السعرات الحرارية في الجسم. وأيضاً من الضروري اجراء التمرينات الرياضية بانتظام وألاّ تكون متعبة حتى لا يصيبنا الملل منها ونتركها، لذلك أرى ان ادخال الرياضة في مدارس البنات شيء مهم جداً مع التأكيد على أن الرياضة جزء مهم في الحياة، مثل الطعام والشراب، ومن الضروري أيضاً انشاء النوادي الرياضية، خاصة أن المرأة السعودية لا تسير في الشوارع، كما هو حاصل في دول أخرى، وأيضاً عدم توفير الأجهزة الرياضية داخل المنزل.<br>- أ. نجلاء الغامدي: مفهوم السمنة هو زيادة الطاقة المستهلكة عما هو مطلوب أو مستخدم، ولدى الناس مفهوم خاطئ بأن النشويات هي من تزيد الوزن كالخبز والرز، وأقول هذا غير صحيح لأن النشويات مطلوبة لجسم الإنسان، ولو أتينا للهرم الغذائي في الأساس لوجدنا أن النشويات تشكل أكبر كمية من الهرم الغذائي للوجبة الواحدة التي يجب على الإنسان أن يستهلكها. ولكن السمنة تأتي من الطاقة المختزنة في جسم الإنسان ولم يستهلكها، وتأتي على شكل زيادة وزن تسببها تراكمات دهنية في مناطق متفرقة من الجسم. ولدينا تختلف زيادة الوزن عن السمنة، وزيادة الوزن في مفهومها الطبي أو الحيوي للجسم هي زيادة في عدد الخلايا سواء كانت العضلات أو الدهون، ولكن السمنة تأتي من تراكم الأنسجة الدهنية في الجسم، أما النحافة فهي عكس السمنة، وتعني لدى النساء احترام الذات وكسب وجذب الآخرين، وسيطرت هذه الفكرة على ما يقارب 41% من طالبات المدارس، وبدلاً من أن تكون القضية نقصان الوزن نجد أنها أخذت على شكل نحافة مفرطة، وهذه قد تسبب الوفيات لبعض الطالبات، وإذا تكلمنا عن أنواع السمنة فنجد أنها أنواع كثيرة، وفي المقام الأول السمنة لدى الأطفال، حيث ان الطفل في طور النمو نجد أن السمنة تأتي إليه عن طريق زيادة الخلايا الدهنية في جسمه، وإذا لم يتحكم الطفل في صغره من انقاص وزنه فيؤدي ذلك إلى صعوبة انقاص وزنه في الكبر، ويأتي هذا من اهمال بعض الأمهات لاطفالهن، وهذا حقيقة مرض وليس صحة. وخاصة أن السمنة لدى الأطفال دائماً ما تؤدي إلى مرض السكر وغيره من الأمراض أكثر من الكبار. وعلى سبيل المثال لو أن كبيري السن مصابون بالسمنة لعشرين سنة لكان بالامكان أن تأتيهم هذه الأمراض بالتدريج سواء زيادة الدهون الثلاثية في الجسم والكوليسترول أو غيرهما، لكن الأطفال يصابون بهذه الأمراض بسرعة كبيرة، أما النوع الثاني فهو السمنة عند الكبار، لأن كبير السن يتوقف نموه عند سن معينة أو فترة معينة، لذلك تأتي زيادة الوزن عن طريق زيادة حجم الخلايا الدهنية، وليس العدد كما في الأطفال.<br>والنوع الثالث هو السمنة المؤقتة، وتتدرج تلك تحت عدة نقاط، منها السمنة أثناء المراهقة، وهذه لابد للشخص أن يتحكم فيها، خاصة أن المراهق أو المراهقة يشعر انه تحت ضغوط عصبية ونفسية، ويجد أن الأكل متنفس له حيث تزداد الشهية في هذه الفترة، وهناك نوع آخر وهو فترة النقاهة للمرأة بعد الولادة، والمقصود بها فترة "النفاس" حيث تزيد المرأة من أكلها لتعوض ما فقدته، وخاصة من "الحلبة" التي لها فائدة ادرار اللبن للأم، ويرافق ذلك قلة في النشاط وزيادة السعرات الحرارية، ولو أنها أخذت طعامها بوجبات معتدلة ومنتظمة، لما حصلت لها السمنة، أما النوع الثالث من السمنة المؤقتة هو السمنة بعد انقطاع الطمث أو أثناء الدورة الشهرية، حيث يترافق معها زيادة الشهية لدى النساء وخاصة أن السوائل تحتبس داخل الجسم اثناء هذه الفترة، مما يؤدي ذلك إلى زيادة وزن المرأة أكثر من ( 700غ) ويحصل في هذه الفترة نوع من الاحباط لدى المرأة وتتساءل عن سبب زيادة وزنها وهي لم تزد كمية طعامها ولم تقلل حركتها، وتنتهي الفترة هذه عادة بعد انتهاء الدورة الشهرية.<br>- د. بسمة الوهابي: أود أن أضيف لما ذكرته الأستاذة نجلاء عن أنواع السمنة، حيث أعطت التقسيمات حسب العمر، وهناك تقسيمة ثانية للسمنة حسب توزيع الدهون في الجسم، وهناك سمنة ذكورية وسمنة أنثوية، حيث إن السمنة الذكورية تتركز عادة في القسم الأعلى من الجسم وخاصة "الكرش"، بينما السمنة الأنثوية تتركز في الجزء السفلي من الجسم، وهذا بدوره يعتمد على اختلاف الهرمونات بين الرجل والمرأة والتي تقوم بتوزيع الشحم في الجسم سواء في الكرش أو الجزء السفلي من الجسم، حيث إن أمراض القلب والأمراض المتعلقة بالسمنة أكثر خطورة لدى الرجال، لأن السمنة الموجودة على "الكرش" أكثر خطورة على القلب، وكذلك لها علاقة بأمراض السكر والضغط، وأغلب الدراسات عندما تقيس العلاقة ما بين السمنة وأمراض القلب، يقام باجراء أشعة مقطعية للبطن كي يتم التعرف على نسبة الدهون فيها وحول الأعضاء، والدهون الموجودة حول الأعضاء أخطر بكثير منها في جدار البطن الخارجي، لأن هذه الدهون تطلق دهونا ثلاثية في الدم والكالسترول مما يسبب في النهاية أمراض القلب وهذا ينطبق على النساء اللاتي لديهن "كرش" وهو تجمع الدهون في البطن، وهذه نسبة قليلة في النساء، وتزيد عندهن أمراض القلب مثلما هي عند الرجل.<br>- د. صفية الشربيني: الأمراض المسببة للسمنة قليلة جداً، وهذا شيء مهم، لأن معظم المرضى يطلبون تحليل هرمونات خوفا من مرض الغدد، ونقول إن الأمراض التي تؤدي إلى السمنة هي عامل من العوامل التي أدت إلى زيادتها ولكنها لا تسبب عادة سمنة مفرطة، مثل خمول الغدة الدرقية أو قصورها أو نقصها، لكن هذا لا تسبب سمنة مفرطة، ومن مظاهر المرض ان هناك زيادة ملحوظة في الوزن. وايضا من الأمراض الأخرى متلازمة "كوشينغ" وتحصل بسبب زيادة في هرمون الكرتزول، وسببها الغدة الكظرية، وهذه تسبب السمنة في الجذع، بينما الأطراف تبقى نحيلة، وايضا من الأمراض التي تسبب السمنة هي متلازمة الاستقلاب وهذه تحصل غالبا بسبب عوامل وراثية ومنتشرة في أمريكا بنسبة 25- 27% من سكان أمريكا، وهي مرض واحد مظاهرها السمنة في منطقة الوسط وزيادة الدهون الثلاثية وارتفاع في ضغط الدم وتكون في النساء مصاحبة مع متلازمة تكيس المبايض، وهذه كلها عبارة عن مرض واحد له عوامل وراثية، ولكن غالبية السمنة هي السمنة الخارجية والتي ليست لها أسباب عضوية.<br>- أ. نجلاء الغامدي: بالنسبة لأسباب السمنة غير المرضية هناك عامل الوراثة، وإذا كان الوالدان نحيلين أو من أصحاب الوزن المعتدل فربما تكون نسبة الأطفال 9% من ترافقهم السمنة، او اذا كان أحد الوالدين مصابا بالسمنة أو البدانة عموما فتكون نسبتها عند طفلهما من 41- 50%، واذا كان كلا الوالدين من ذوي السمنة المتوسطة أو البدانة فتزيد النسبة من 61- 80%، وهناك بعض الأسباب تعود إلى الأدوية مثل أدوية "الكورتيرون" ويعطى لأسباب مرضية معينة، وايضا من أسباب السمنة قلة النشاط وتناول الوجبات الدسمة وغير ذلك، وهناك عوامل نفسية كالمراهقة، أو أنوع من الاكتئاب والتي يؤدي الاكتئاب الحاد منها إلى زيادة الشهية، وغير ذلك.<br>- الرياض: ماهي الأمراض الناتجة عن السمنة؟<br>- د. صفية الشربيني: السمنة مرض وبدورها تؤدي إلى عدة أمراض، وأخطرها مرض السكر، فكلما زاد وزن الجسم وكلما زادت المدة كانت نسبة اصابة الشخص بالسكري أكثر، ومن الأمراض الأخرى الضغط والاعتلال بالتنفس وانقطاع الاوكسجين التنفسي، ومنهم من يعتقد ان المريض مصاب بالربو لكنه ليس كذلك، وانما هي نوع من الانسدادات تحصل أثناء النوم وتصعب على الشخص عملية التنفس، ومع مرور الوقت يقل الأوكسجين عن الشخص ويؤدي إلى تآكل الغضاريف خاصة في مفاصل الأطراف السفلى، مثل الركب، وايضا من الأمراض التي تحصل نتيجة السمنة زيادة معدل اصابة الانسان بالأمراض الخبيثة، مثل سرطان الثدي، وسرطان القولون، وبعض أنواع السرطانات تزيد لدى الأشخاص البدناء.<br>- د. بسمة الوهابي: علاقة مرض السكر بزيادة الوزن علاقة مهمة جداً، فإن أي زيادة مهما كانت بسيطة في الوزن تزيد قابلية اصابة الشخص بالسكر، خاصة اذا كانت كتلة الجسم أكثر من (35) فإن هذا يعني زيادة مهولة في السكر، وتصل إلى نسبة أربعين ضعف نسبة السكر في الانسان الطبيعي، وهذا قائم على دراسات علمية. <br>وهناك أيضاً أنواع من الضغط تسببها السمنة، وعند تخفيض الوزن يؤدي ذلك ربما إلى القضاء نهائياً على مرض الضغط، وأيضا الكولسترول وغيرها، نجد جميعها تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب، وأما بالنسبة للأمراض الخبيثة فنجد السمنة لدى الرجال تؤدي غالبا الى حصول سرطان البروستات او سرطان القولون، أما عند النساء فيكون سرطان الرحم أو سرطان الثدي، لأن الخلايا الموجودة في الجسم لها دور في تصنيع الهرمونات، وأحيانا هرمون الذكورة داخل الخلايات الدهنية يتحول إلى هرمون الأنوثة، فهذه الخلايات مهمة في صنع الهرمونات، مما يؤدي ذلك في النهاية إلى اختلال الهرمونات وتصبح نسبتها غير منتظمة وغير طبيعية حيث يؤدي الاختلاف الشديد في هرمونات الجسم وفي مستواها إلى اضطراب في الهرمونات، لذلك نرى عند الكثير من النساء البدينات اضطرابا في الدورة الشهرية وأيضا لديهن نسبة العقم أعلى، وهذا شيء مثبت ومعروف بشكل كبير، وفي حالة انقاص الوزن يؤدي ذلك إلى انتظام الدورة لديها وربما يؤدي ذلك وبنسبة كبيرة إلى الحمل، والحالة النفسية عامل أساسي من عوامل زيادة السمنة وخاصة لدى المراهقين الذين يشعرون بالاحباط وخاصة من فشل منهم بمتابعة ومزاولة عمل الرياضة، ويؤدي ذلك إلى زيادة السمنة فيدخل في دائرة مغلقة.<br>- أ. نجلاء الغامدي: إن أمراض القلب والكلى ليس لها علاقة مباشرة بالسمنة، ولكن اذا أصيب الانسان بالسكري فإن ذلك سوف يكون له انعكاس على وظائف الكلى أو اختلال في وظائفها، وايضا للسكري تأثير على القلب بطريقة غير مباشرة، وبالنسبة للأطفال نجد الذين يأتون إلى العيادة مصابين بحالة نفسية رديئة جدا نتيجة السمنة، وخاصة الأطفال في فترة المراهقة، وطبعا مؤشر كتلة الجسم للسمنة الخطيرة هو اربعون، ولكن نجد المرضى الذين يراجعون عيادتي مؤشر الكتلة لديهم يزيد على الخمسين، وهو إن دل على شيء فإنما يدل على اهمال لسنوات عديدة تزيد على عشر سنوات وربما العشرون، وعلى الرغم من ذلك تقل أوزانهم ولكن بنسبة بطيئة، ولكن عموما نقص وزن المرضى فوق مئة كيلوغرام يكون اسرع من الذين لديهم زيادة مفرطة في الوزن، لأن هذا الوزن قريب من الوزن المعتدل ولا يوجد به تراكمات دهنية كثيرة في الجسم، اما الذين لديهم أوزان زائدة ومفرطة فيكون نقص وزنهم بشكل أسرع قد يصل إلى ثلاثة كيلوغرامات في الاسبوع، والحد الطبيعي يصل إلى الكيلوالواحد والنصف في الاسبوع، ولهذا نقول كلما زاد الجسم وزنا كلما زادت التراكمات الدهنية في الجسم، ونقص الوزن يحتاج الى المسير المنتظم إلى جانب الحمية، وهناك من لا يستطيعون المسير أو المشي وأنصحهم ممارسة الرياضة وهم في حالة الجلوس بالاضافة إلى الحمية، ومن المفروض من مريض السمنة ألا يمشي مباشرة اذا كان لديه سمنة من الدرجة الثانية، بل يقوم بعمل الحمية حتى يعتاد على المشي الخفيف ثم الثقيل، ولكن يجب عليه عمل الرياضات الثابتة والتمرينات المناسبة كشد الفخذ وتمارين المعدة وغيرهما. ولكن رياضة المشي منذ البداية قد تسبب شد العضل وآلاما أخرى في المفاصل، وبسبب هذه السمنة نجد الآثار النفسية كبيرة لدى الرجال أكثر من النساء، رغم أن المرأة هي من يمارس عليها الضغوط، حتى إن بعض الرجال يراجع العيادات النفسية ويأخذ حبوب الاكتئاب بسبب السمنة لديهم، وكلما نقص وزنه نجده يترك حبوب الاكتئاب بإرادته ودون مراجعة الطبيب النفسي وبعدها يشعر براحة شديدة، وهذا يدل على أن هذا الاكتئاب كان سببه السمنة. وهناك السمنة البدائية والتي قد يترافق معها مرض السكري، وهذا عند النساء عموماً، ونقول إنه في بعض الحالات وعبر ممارسة الحمية الغذائية والرياضة لمدة ثلاثة أشهر، ولا يجوز ترك الحمية وممارسة الرياضة قبل هذه الفترة حتى وإن شفي المريض من السكري في الأسبوع الثاني، لكن هناك البعض يهمل هذا الأمر مما يجعل مرض السكري يثبت لديه.<br>- بسمة الوهابي: أود ان اضيف أن النساء البدينات مع هذه السمنة تزيد لديهن دورة الكلسترول في الأمعاء فيترسب الكلسترول على شكل حصى، لذلك نسبته عالية عند النساء البدينات.<br>- د. صفية الشربيني: وحتى لا يفهم الناس خطأ أن السمنة تسبب السكري عند النساء فقط، ولكن نقول إن السمنة تؤدي إلى مرض السكري عند النساء والرجال على حد سواء، ولكن بما أن معدل الإصابة بالسكري في فئة معينة من النساء أكثر من الرجال، لا يعني هذا أن الرجال لا يصابون به.<br>@ "الرياض": هل هناك طرق لعلاج السمنة وإنقاص الوزن؟<br>- د. صفية الشربيني: علاج السمنة يعتبر من أصعب أنواع العلاجات وإذا قمنا بتقسيم العلاج فإننا نقسمه الى عدة طرق: ومن أهمها تغيير نمط الحياة، الغذاء، الأدوية، الجراحة، وهذه المحاور هي التي يدور عليها دائماً العلاج. ومعنى تغيير نمط الحياة هو أن يبذل المريض نشاطاً جسمانياً بشكل أكبر وليس معنى ذلك أن ينتسب المريض الى ناد بل يمارسها ضمن بيته وداخل أسرته، وبالنسبة للمرأة لو كان بإمكانها الاستغناء عن الشغالة لكان ذلك أفضل لها وهناك أشياء بسيطة يجب أن تبذل فيها مجهوداً داخل بيتها، وأيضاً أذكر بأن من الأعمال المنزلية التي تستهلك سعرات حرارية كبيرة هي الكنس (التنظيف)، وربما تنظم المرأة لنفسها وقتاً لممارسة الرياضة داخل (الحوش)، ولو فترة نصف ساعة، لهذا نقول إن هناك سبلاً كثيرة لعمل وممارسة الرياضة، وأيضاً هناك من يجلس أمام التلفزيون لساعات ويتناول المكسرات والمشروبات الغازية، فهذا الأكل يرافقه قلة حركة. الأمر الثاني هو الغذاء، ويجب علينا أن نتبع قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع"، فهذا الحديث نصيحة طبية عرفها الطب، وإذا تم تطبيق هذا الحديث الشريف فإننا لا نحتاج إلى الريجيم ولا إلى غيره، ومعنى ذلك أن أكلنا يجب أن يكون متوازناً ومعقولاً، وهناك دراسات كثيرة نُشرت في مجلات عالمية تقول: إذا الإنسان غيّر أو بدل نمط حياته وزاد من نشاطه الجسماني فإن نسبة السكر تقل الإصابة بها بحوالي 61%، وهذه نسبة ليست قليلة، وأيضاً تقل نسبة الإصابة بأمراض القلب بما يقارب 40%، وهذا الكلام تؤيده دراسات كثيرة أقامها مختصون في عالم الطب. أما بالنسبة للأدوية فيجب علينا استخدامها في حالات معينة، فهناك أدوية تقلل من الشهية، وهناك أدوية تمنع امتصاص الدهون، على الرغم من أن بعضها يشكّل إصابات للقلب أو يعمل مشكلات له، ولهذا تم منعه وهناك نوع واحد من الأدوية مازال يستعمل الى يومنا هذا ويعرف باسم (البكتيل)، ولكن الشيء الذي يجب أن أنبّه إليه هو ليس كل شخص يستطيع أن يستعمله ولا كل شخص يستطيع وصفه، بل يجب أن يرجع المريض الى الطبيب، لأن هناك موانع كثيرة لاستخدامه، وخاصة مرضى القلب منهم ممنوعون من استخدامه وكذلك مرضى الضغط، وأيضاً مرضى الجهاز العصبي، والذين يتناولون الأدوية النفسية. لهذا نقول لا يمكن وصف هذا الدواء إلا عن طريق الطبيب، وهناك علاج يمنع امتصاص الدهون وهو (الزينيكال)، فهذا الدواء يمنع امتصاص ما يقارب 30% من الدهون في الأكل، فيأخذه الشخص بعد الأكل مباشرة أو قبل الأكل مباشرة، وإذا تم تناوله لفترة سنتين فإن وزن الشخص ينقص بنسبة 9% من الاجمالي.<br>اما مشكلات هذا الدواء فإنها تكون في الجهاز الهضمي، إذ يتحول البراز الى دهني، أي على شكل زيت، ويسبب أحياناً الإسهال والغازات. ويجب أن نتناول هذه الأدوية حسب توزيعات السمنة، وعندما يكون مؤشر كتلة الحجم للمريض ما بين 35الى اعلى الدرجات نقوم باستخدام هذه الأدوية من أجل العلاج، وبعد هذه الأدوية تأتي مرحلة العمليات الجراحية.<br>- د. بسمة الوهابي: بالنسبة للأدوية نجد حسب ارشادات منظمة الأغذية والدواء الأمريكية وجوب عدم استخدام الأدوية لإنقاص الوزن، خاصة إذا كان مؤشر كتلة الجسم ما بين 25- 30، وبهذا يفضل لاعتماد على الحمية والرياضة فقط، ويمكن استخدام الأدوية إذا كانت كتلة الجسم أكثر من (30)، ولهذا أقول إنه لا يجوز استخدام هذه الأدوية إلا باستشارة الطبيب، خاصة ان هناك من المرضى من يلجأ لاستخدامها لأنه لا يستطيع كسلاً منه القيام بالتمرينات الرياضية، وبعضهم يقوم بعمل الريجيم والرياضة لفترة وجيزة ظناً منه أنه وصل الى الغاية المنشودة، وهذا خطأ كبير، إذ يجب أن ترافق الرياضة الشخص طوال عمره، لأن السمنة مرض مزمن تبقى مع الإنسان طوال الحياة إذا لم يغيّر نمط حياته، وأقصد بهذا تنظيم الوجبات وتجنب الأغذية الدسمة، ويجب الإكثار من أكل الخضار والفاكهة بشكل يزيد على باقي الطعام، وكذلك على الأطفال تجنب الوجبات السريعة، لأن قطعة (البيتزا) الواحدة فيها (1500) سعرة حرارية، وهذه القطعة يجب أن تكفي لطعام يوم كامل، بينما الأطفال يتناولون أكثر من قطعة في وجبة واحدة، لذلك يجب أن نعوّد أطفالنا على الابتعاد عن نمط الأغذية السريعة، والتركيز على الخضروات والفاكهة، وهناك مرضى يقومون بعمل الريجيم والرياضة لفترة معينة وتنقص أوزانهم ثم يتركون الرياضة وتعود الزيادة أكثر من سابقتها، كما أن دور الريجيم والرياضة في إنقاص الوزن يتم بحدود 15% فقط، وبسبب ذلك اصبح الاتجاه نحو الأدوية والعمليات الجراحية التي غالباً ما تأتي بنتيجة أكبر، ويجب توفرها فقط للذين لديهم سمنة فيها خطر على حياتهم.<br>- أ. نجلاء الغامدي: كل المرضى الذين يأتون إليّ لم أنصح أحداً منهم بأخذ أي نوع من الأدوية لنقص الوزن، وذلك عدا الأعراض الجانبية فالمريض في غنى عنها، وخاصة إذا كان جميع المرضى يتبعون النظام الغذائي المتوازن وحسب طبيعتهم فإن ذلك سيفي بالغرض، وقبل أن نعي النظام الغذائي، فالواجب علينا رؤية تحاليل الشخص المريض والتعرف على الأمراض الموجودة لديه إن كانت هناك أمراض، وبعد ذلك نعطيه حمية غذائية متوازنة تتناسب مع حالته. وهناك من المرضى نلجأ بعلاجهم الى أخذ أدوية فقدان الشهية، وهذه الأدوية لها أعراض جانبية منها: جفاف الفم، الخوف، حالة الاكتئاب، وارتفاع ضغط الدم، القيء المستمر، فهذه الأعراض تعتبر أكبر من أعراض السمنة، خاصة أن هذه الأدوية من المستحيل أخذها طوال الحياة، ولذلك نصحناهم بترك الأدوية واللجوء الى الحمية الغذائية وممارسة الرياضة، والحمد لله توصلوا إلى نقص أوزانهم عن طريقها وأعرف مريضة استخدمت (الزنكال) مدة سنة كاملة وهذا الدواء لا يسمح بأخذه أكثر من سنتين، ومع هذا أصبح لديها إسهال مستمر وغازات وربما يؤدي الى جفاف عند بعض المرضى، بسبب هبوط مستويات الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم و(الزنكال) نعم يساعد على انقاص الوزن، لكن اضراره الجانبية كبيرة، وهذه الأدوية في حالة تركها وعدم تناولها يرجع الوزن كما كان سابقاً، لذلك يفضل عدم استخدامها، والأجدى هو الحمية الغذائية وممارسة الرياضة.<br>- د. صفية الشربيني: ذكرت في البداية ان أهم طرق العلاج و تغيير نمط الحياة، الغذاء المتوازن، الأدوية، الجراحة، وأود أن اضيف اليها عاملاً خامساً وهو المعالج النفسي الذي يساعد الشخص المريض على تغيير اسلوبه في الحياة من حيث طعامه وممارسة الرياضة، وهذا المعالج النفسي لاشك أنه يساعد هذا المريض الى الوصول الى الغاية المطلوبة، خاصة أن غالبية الناس بعد إنقاص وزنهم تزيد أوزانهم مرة اخرى في حال تركهم النظام المتبع في تخفيف الوزن. لذلك نقول إن الشخص يجب أن يستمر في نظامه الغذائي طوال حياته وهناك دور هام للجراحة يستخدم للتخلص من زيادة الوزن، وهذه الجراحة أنواع، منها تقليل حجم المعدة بعدة طرق وأهمها تصغير المعدة إما بحلقة أو ربط المعدة أو استئصال جزء من المعدة وربط جزء من الأمعاء، وهذه عمليات كبيرة ولها مشكلاتها الكثيرة، لذلك نحن لا نلجأ إلى الجراحة الا في حالات معينة، ومنها يكون مؤشر كتلة حجم الجسم اكثر من (37)، وأيضاً أن تكون هناك امراض اخرى مرافقة للسمنة التي تكون من الدرجة الثانية، أو تجري الجراحة لمن وصل مؤشر كتلة حجم الجسم لديه أكثر من (40) وهي السمنة المفرطة التي تكون نسبة الوفيات فيها عالية.<br>- د. بسمة الوهابي: هناك في الأسواق أعشاب كثيرة يقال إنها تستخدم لعلاج السمنة، وأكثر شيء مستخدم ودائما ما يرجعون له هو الشاي المسهل الذي يتواجد في جميع السوبرماركات، وللأسف له خطورة كبيرة على الجسم، وبعض المرضى يتناولونه ولا يقللون من كمية طعامهم، بل من أجل أن يأكلوا حسب مزاجهم دون القيام بحمية معينة، وذلك بحجة أن هذا الشاي المسهل يخرج الأكل مباشرة خارج الجسم دون استفادته منه، وهذا الاستعمال ولمدة طويلة له مضاعفات كبيرة وكثيرة على توازن الأملاح والسوائل في الجسم، وفيه خطورة ايضاً على جدران الأمعاء التي تحصل لها تغيرات معينة غير طبيعية، وكذلك هذا الشاي يعمل للمريض اختلالاً في بعض الفيتامينات والمواد الغذائية الضرورية، فهذا العلاج متوفر لكنه خاطئ جدا، وهذا الشاي المسهل هو غير الشاي الآخر، لأن الشاي الأخضر لا يعتبر مسهلاً ويحتوي على مواد مضادة للتأكسد، وهذه المواد وعلى الفترة الطويلة تقلل من الإصابة بمرض السرطان والنوبات القلبية وكل ما يقال عن الكريمات المنحفة غير مفيد لأنه لا يمكن لشيء خارجي أن يؤدي الى حرق الدهون في الجسم أما الطريقة الوحيدة لحرق الدهون في الجسم فهي تغيير التوازن الغذائي في الجسم وزيادة النشاط، وما عدا ذلك فهي أفكار تجارية لا فائدة منها.<br>- أ. نجلاء الغامدي: وثمة من الناس يأخذون أعشاباً متنوعة ويخلطونها ببعضها، ومع أن هذه الأعشاب لاتوجد فيها سعرات حرارية، لكنها قد تحدث سمية في الجسم، خاصة إذا تم خلطها من قبل شخص لا يملك الخبرة في هذا المجال، لذا نقول إن هذه المواد يمكن شربها منفردة دون خلطها إلاّ من قبل متخصصين حتى لاتحدث سمية في الجسم. وبالنسبة للشاي الأخضر هناك من يظن أنه بعد الطعام الدسم يحرق الدهون، وهذا شيء خاطئ، وهناك دراسات ليست بالكثيرة وليست مثبتة عالمياً أكدت أن الشاي الأخضر يساعد على انقاص الوزن بنسبة ضئيلة كما أنه ليس له مضار، وتبين أن فيه مادة مثلما هي موجودة في الشاي الأحمر تساعد على منع امتصاص الحديد بالجسم بعد الوجبات. وهناك بعض الناس يقعون في أخطاء عديدة فيما يخص الريجيم على الرغم من أنهم يعملون ذلك، وهناك عدة أنواع من الريجيمات كمثل التركيز على نوع واحد من الغذاء وهذا يؤدي إلى تكوين ترهلات في الجسم، وبمجرد الرجوع إلى الأكل الطبيعي يستعيد الشخص وزنه الطبيعي، عدا افتقاره للعناصر الغذائية المهمة للجسم خاصة الفواكه التي لا تحتوي على بروتينات، وهناك من يركز على عدم تناول النشويات لأنه وحسب اعتقاده هي المسببة للسمنة، لذلك أقول إن كمية النشوات يجب أن تكون الأكثر في الوجبة، لأن الجسم يحتاجها، فهذا النوع من الريجيم يؤدي إلى - الدهون المخزنة بعملية حرق غير تام وينتج عن ذلك تكوين مواد في الجسم تسبب حموضة في الدم، وتسبب عند البعض الصداع والرعاش، والدوخة عند بعضهم وأيضاً حالات عصبية، وهناك من يركز على أكل البروتين مثل اللحوم والبيض والدجاج، فهذه البروتينات الزائدة على الجسم تسبب حملاً وعبئاً على الكلى، ويجب أخذ البروتين في كل وجبة عند الإنسان بمقدار واحد غرام عن كل كيلو غرام من جسمه. وأيضاً البعض من الناس يحاول عدم تناول الدهون خاصة أن الدهون مصدر الطاقة لدى الإنسان، ويحاول تعويضها بالبروتين والنشويات، هذا غير جيد لصحة الجسم، ومنهم من يعتمد على الصيام في تخفيف الوزن، مما يسبب الدوخة والإغماءات لدى الإنسان، وكل هذه الانواع هي عبارة عن فقد وزن مؤقت ولايحرق الدهون، وإنما من يحرق الدهون هو ممارسة الرياضة فقط. ونستنتج مما مضى أن الحمية الغذائية غير موحدة لكل الناس، وتختلف من شخص إلى آخر، ولكن هذه الحمية تكون حسب درجة السمنة وعمر المريض ونشاطه وأيضاً حسب الأمراض المصاحبة لدى المريض، والأفضل للشخص البدين عمله هو الرياضة بالإضافة إلى الريجيم الذي يتناسب مع حالة كل شخص. والرياضة كما هي معلومة للجميع تزيد اللياقة البدنية لدى الإنسان وكذلك نجدها تشدّ العضلات وتستهلك الطعام الذي تم ابتلاعه. والشخص حتى لو أنه لم يقم بأي عمل رياضي فإنه يستهلك سعرات حرارية بسبب وجود عمليات استقلابية في الجسم قائمة، فمثلاً تصنيع الهرمونات يحتاج إلى سعرات حرارية، والتنفس الطبيعي يحتاج إلى سعرات حرارية وأيضاً ضخات القلب وغيرها.<br>- د. بسمة الوهابي: أعرف أن ريجيم البروتين يخفض الوزن بصورة كبيرة، وفيه خطورة على الجسم، مما يجعل الجسم يفقد مادة الانسلين في الجسم، ويصبح الجسم في اعتماده على الطاقة في تكسير الدهون، وهذا شيء غير طبيعي، لأن تكسير الدهون يؤدي إلى وجود أحماض كوتونية تزيد من حموضة الدم، وهذه تؤدي إلى مشكلات كثيرة على القلب وغيره، كما أن المريض سوف يشعر بالاكتئاب والصداع والخمول، وهذا على المدى البعيد ستظهر أعراضه لدى الإنسان، وسيصبح مريضاً وفي حالة تشبه حالة مريض السكر، بسبب وجود الأحماض في الدم، وهناك الكثير من الناس يعتقد أن عملية شفط الدهون هي علاج للسمنة، فهذا مفهوم خاطئ، لأن عملية شفط الدهون تكون لمكان معين في الجسم، فهي أشبه ما تكون بالعملية التجميلية، وليست العلاجية وخاصة أن هذه العملية خطرة ولا تزيل كل الدهون الموجودة في الجسم، وبهذه الحالة يفقد الجسم كمية كبيرة من السوائل، وربما يحصل للمريض نزيف أو جلطات دهنية، وهذه الحالات نادرة وغير شائعة.<br>الرياض: هل من توصيات تودون ذكرها؟<br>- د. صفية الشربيني: التأكيد على حركة المرأة في منزلها وعدم الاعتماد على العمالة بشكل مطلق، ثم الأخذ بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، "نحن قوم لانأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لانشبع"، ثم مراجعة الطبيب قبل أخذ أي علاج لتنقيص السمنة، ولابد من يعاني من السمنة أن يغير نمط حياته خاصة في الجانب الغذائي والحركي، وعدم خلط الأعشاب مع بعضها لأن ذلك قد يسبب تسمماً للجسم، والحمية الغذائية يجب أن تخضع وتعتمد على أسس علمية بحتة من حيث عمر المريض ونشاط المريض وكذلك الأمراض المصاحبة للمريض والكتلة السمنية.<br>- د. بسمة الوهابي: يجب تغيير المفهوم العام للسمنة، ونؤكد بأن السمنة مرض مزمن، ونجاح العلاج يعتمد على تغيير نمط الحياة، وأيضاً استخدام وممارسة الألعاب الرياضية مدى الحياة.<br>- نجلاء الغامدي: عدم النوم بعد الأكل مباشرة، لأن هذا يؤدي إلى رفع نسبة الدهون في الدم وقد يسبب السكر، وأيضاً هذا سبب لبروز الكرش لدى الرجال والنساء، كما أنصح بتناول السلطات قبل الطعام وعدم إضافة زيت الزيتون عليها، لأنه يرفع الوزن مثله مثل الزيت العادي، لكنه غير خطير ولا يسبب الكلسترول، لأنه لا يرفع الدهون الثلاثية في الدم إطلاقاً. وأخيراً أود أن أقول إن نقص الوزن ليس من أجل الناحية الجمالية والرشاقة فقط، بل من أجل التخلص من الأمراض المصاحبة للسمنة كهدف أساسي.<br>- د. بسمة الوهابي: يجب أن يبدأ تغيير نمط الحياة منذ الطفولة ثم تعويد أبنائنا على العادات الحسنة في الأكل والإكثار من الخضروات والفواكه وعدم أكل الوجبات السريعة والكاكاو والببسي بشكل يومي وربما يتحدد أكلها مرة واحدة في الأسبوع، وأيضاً أقول إن الأمراض الناجمة عن السمنة كثيرة، ومنها تجمع الدهون حول الكبد وتكون بنسبة ثلاث مرات أكثر من الشخص الطبيعي وهذا مع المدى البعيد قد يكون له تأثير سلبي على الكبد وربما يؤدي إلى تليّف الكبد والفشل الكبدي، وفي حالة نقصان الوزن فإن هذه الحالة ستتحسن لدى المريض.<br>@ "الرياض": ما هي السمنة، وأنواعها ومسبباتها، وهل للعادات الغذائية أو الوراثة دور في ذلك؟<br>- د. صفية الشربيني: السمنة هي زيادة الوزن عن الحدود الطبيعية، ولو أتينا إلى الناحية الطبية نجد أنها مرض مثل أي مرض آخر، وليست مجرد مظهر، وإنما هي من الأمراض المزمنة والصعبة العلاج، لذلك هناك معايير محددة تحدد وزن الإنسان وهل وزنه طبيعي أو دون أو أكثر من الطبيعي، وهذا نطلق عليه اسم مؤشر كتلة الجسم، وهذا المؤشر ببساطة هو قسمة وزن الجسم بالكيلو غرام على مربع الطول بالمتر، وينتج عن ذلك مؤشرات، وهذه المؤشرات حسب منظمة الصحة العالمية تنقسم إلى ثلاثة أقسام: نحافة، وزن طبيعي، زيادة في الوزن. وأيضاً الزيادة في الوزن تنقسم إلى قسمين رئيسين: زيادة الوزن، والسمنة. وأيضاً السمنة مقسمة إلى ثلاثة أنواع: الدرجة الأولى، الدرجة الثانية، الدرجة الثالثة، ولو أخذنا مؤشر كتلة الحجم لوجدنا أن الحدود الطبيعية هي مابين ( 20- 25) وأقل من (19) يعتبر نحافة، وأكثر من ( 25- 29) يعتبر زيادة في الوزن، وليست سمنة، ومن الثلاثين فصاعداً يعتبر سمنة، وهذه السمنة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: الدرجة الأولى: وهي من 30- 35، أما الدرجة الثانية فهي 35- 40، وأما أكثر من 40فهي درجة مفرطة. وسبب هذا التقسيم يعود إلى طرق المعالجة والمخاطر التي تنتج عن السمنة، وإذا قارنا السمنة بمعدل الوفيات فنرى أن الموت مرتبط بالنحافة ثم يقل في الوزن الطبيعي ثم يرتفع مؤشر الموت لدى السمنة، وكلما زادت نسبة السمنة كلما زادت نسبة الوفيات، عدا الأمراض الأخرى المرتبطة بالسمنة، وما ذكرته هو من ناحية تعريف السمنة وأنواعها.<br>- د. بسمة الوهابي: أود أن أذكر أن نسبة الوفيات تزيد حتى للذين لديهم مؤشر أقل (19) أي النحافة، وذلك لسبب أن الذين لديهم نحافة ترتبط معهم أمراض الجهاز الهضمي والأمراض التنفسية، والذين تزيد لديهم الكتلة أكثر من (30) تزيد عندهم نسبة أمراض السكر والضغط وأمراض القلب عموماً، وهذا سبب زيادة الوفيات عندهم. وكذلك أشير إلى أن معدل الوفيات يزيد مع النحافة والسمنة، لكن لأسباب مختلفة، أما بالنسبة لمسببات السمنة فأقول إن ما يقارب 80% من مسبباتها لها علاقة بالبيئة وطريقة معيشة الشخص، وكمية الأكل التي يتناولها وكذلك ممارسته للرياضة، وهل هذا الشخص قليل الحركة أو ثقيل الحركة؟ ولكن نسبة 20% من السمنة تكون غير معروفة، ويعتقد أنها بسبب الجينات، أي الوراثة، وموضوع الجينات درس بشكل كبير وله أبحاث كثيرة، وهناك اعتقاد بأن جينات معينة مسؤولة عن السمنة، وحتى الآن لم تحدد أنواعها، وهناك دراسات أجريت على أشخاص في أمريكا واوروبا وعلى أعراق مختلفة، بيّنت إلى حدّ ما وجود جينات وراثية مسببة للسمنة وهذه تكون فقط بحدود 20%، وأما 80% من أسبابها فتعود إلى طريقة معيشة الشخص، وهذا الأمر مهم جداً أن يعرفه الناس، خاصة أن الكثيرين يعتقدون أن السمنة سببها وراثي، وهذا خطأ شائع، وربما يقنعون أنفسهم بذلك حتى يتجنبوا عمل الرياضة والحمية.<br>- د. صفية الشربيني: بالنسبة لمسببات السمنة هناك عامل وراثي لاشك فيه، وهناك أيضاً عوامل خارجية وهي الأكثر نسبة في حدوث السمنة، وكلما تجمعت ما يقارب 770سعرة حرارية تزيد وزن الجسم كيلو غراما واحداً، ومثال على ذلك، إذا أخذنا (1000) كلغ سعرات حرارية في اليوم فيجب علينا استهلاكها حتى نحافظ على وزننا طبيعياً، وإذا لم يتم استهلاكها فإن هذا التراكم كلما وصل 770سعرة حرارية سيزيد وزن الجسم كيلو غراما واحداً، فالعملية هي موازنة بين الأكل والنشاط الجسماني.<br>@ "الرياض": هل نمط الحياة الاجتماعية للمرأة السعودية وضعف حركتها السبب في سمنتها؟<br>- د. صفية الشربيني: السمنة لا تعاني منها المرأة السعودية وحدها، بل جميع نساء العالم، والسبب هو وفرة عالية من السعرات الحرارية في الأكل، وفي المقابل قلة شديدة في النشاط الجسماني، فهذه المشكلة عالمية وليست سعودية على الرغم من أن المرأة السعودية تعاني من هذه المشكلة، وهناك عدة دراسات أجريت في المملكة منها دراسة عام 1997م للدكتور عبدالرحمن النعيم وكانت عبارة عن مسح على أكثر من (13000) عينة، ونتج عن الدراسة أن نسبة كبيرة وربما تتجاوز 29% من النساء في المملكة لديهن سمنة، وهناك دراسة ثانية عام 1999م نشرها الدكتور الحازمي والدكتور الوارثي، وكانت نفس نتيجة سابقتها، ولكنها أجريت على رجال ونساء وفي أعمار مختلفة، وكلما زادت الأعمار كلما ارتفعت النسبة، وكانت نسبة السمنة لدى النساء ما يقارب 36%، أما الرجال فكانت مقاربة لنسبة النساء، ونجد في دراسة الدكتور عبدالرحمن النعيم أن أعمار النساء من 50- 55سنة لديهن سمنة بنسبة 46%.<br>- د. بسمة الوهابي: ليس المهم في السمنة هي الجينات فقط، ولكن النمط الاجتماعي أيضاً له الدور الأكبر، ومثال على ذلك، كل ما نتناوله من أكل وشرب تأتي به "الشغالة" إلينا ونحن جلوس لا نحرك ساكناً، وهذا على المدى الطويل يؤدي إلى السمنة، وإذا خدمت المرأة السعودية نفسها وتحركت في منزلها واستغنت عن تدخل "الخادمة" في كل شيء فانها على المدى البعيد سوف تتجنب السمنة، فالسمنة لا تأتي إلا من تراكم السعرات الحرارية، ولا تأتي في يوم وليلة، ولكن على مدى أشهر وسنوات، ولهذا يجب علينا تغيير نمط حياتنا داخل المنزل، وإجراء أعمالنا بأنفسنا حتى نستطيع حرق السعرات الحرارية في الجسم. وأيضاً من الضروري اجراء التمرينات الرياضية بانتظام وألاّ تكون متعبة حتى لا يصيبنا الملل منها ونتركها، لذلك أرى ان ادخال الرياضة في مدارس البنات شيء مهم جداً مع التأكيد على أن الرياضة جزء مهم في الحياة، مثل الطعام والشراب، ومن الضروري أيضاً انشاء النوادي الرياضية، خاصة أن المرأة السعودية لا تسير في الشوارع، كما هو حاصل في دول أخرى، وأيضاً عدم توفير الأجهزة الرياضية داخل المنزل.<br>- أ. نجلاء الغامدي: مفهوم السمنة هو زيادة الطاقة المستهلكة عما هو مطلوب أو مستخدم، ولدى الناس مفهوم خاطئ بأن النشويات هي من تزيد الوزن كالخبز والرز، وأقول هذا غير صحيح لأن النشويات مطلوبة لجسم الإنسان، ولو أتينا للهرم الغذائي في الأساس لوجدنا أن النشويات تشكل أكبر كمية من الهرم الغذائي للوجبة الواحدة التي يجب على الإنسان أن يستهلكها. ولكن السمنة تأتي من الطاقة المختزنة في جسم الإنسان ولم يستهلكها، وتأتي على شكل زيادة وزن تسببها تراكمات دهنية في مناطق متفرقة من الجسم. ولدينا تختلف زيادة الوزن عن السمنة، وزيادة الوزن في مفهومها الطبي أو الحيوي للجسم هي زيادة في عدد الخلايا سواء كانت العضلات أو الدهون، ولكن السمنة تأتي من تراكم الأنسجة الدهنية في الجسم، أما النحافة فهي عكس السمنة، وتعني لدى النساء احترام الذات وكسب وجذب الآخرين، وسيطرت هذه الفكرة على ما يقارب 41% من طالبات المدارس، وبدلاً من أن تكون القضية نقصان الوزن نجد أنها أخذت على شكل نحافة مفرطة، وهذه قد تسبب الوفيات لبعض الطالبات، وإذا تكلمنا عن أنواع السمنة فنجد أنها أنواع كثيرة، وفي المقام الأول السمنة لدى الأطفال، حيث ان الطفل في طور النمو نجد أن السمنة تأتي إليه عن طريق زيادة الخلايا الدهنية في جسمه، وإذا لم يتحكم الطفل في صغره من انقاص وزنه فيؤدي ذلك إلى صعوبة انقاص وزنه في الكبر، ويأتي هذا من اهمال بعض الأمهات لاطفالهن، وهذا حقيقة مرض وليس صحة. وخاصة أن السمنة لدى الأطفال دائماً ما تؤدي إلى مرض السكر وغيره من الأمراض أكثر من الكبار. وعلى سبيل المثال لو أن كبيري السن مصابون بالسمنة لعشرين سنة لكان بالامكان أن تأتيهم هذه الأمراض بالتدريج سواء زيادة الدهون الثلاثية في الجسم والكوليسترول أو غيرهما، لكن الأطفال يصابون بهذه الأمراض بسرعة كبيرة، أما النوع الثاني فهو السمنة عند الكبار، لأن كبير السن يتوقف نموه عند سن معينة أو فترة معينة، لذلك تأتي زيادة الوزن عن طريق زيادة حجم الخلايا الدهنية، وليس العدد كما في الأطفال.<br>والنوع الثالث هو السمنة المؤقتة، وتتدرج تلك تحت عدة نقاط، منها السمنة أثناء المراهقة، وهذه لابد للشخص أن يتحكم فيها، خاصة أن المراهق أو المراهقة يشعر انه تحت ضغوط عصبية ونفسية، ويجد أن الأكل متنفس له حيث تزداد الشهية في هذه الفترة، وهناك نوع آخر وهو فترة النقاهة للمرأة بعد الولادة، والمقصود بها فترة "النفاس" حيث تزيد المرأة من أكلها لتعوض ما فقدته، وخاصة من "الحلبة" التي لها فائدة ادرار اللبن للأم، ويرافق ذلك قلة في النشاط وزيادة السعرات الحرارية، ولو أنها أخذت طعامها بوجبات معتدلة ومنتظمة، لما حصلت لها السمنة، أما النوع الثالث من السمنة المؤقتة هو السمنة بعد انقطاع الطمث أو أثناء الدورة الشهرية، حيث يترافق معها زيادة الشهية لدى النساء وخاصة أن السوائل تحتبس داخل الجسم اثناء هذه الفترة، مما يؤدي ذلك إلى زيادة وزن المرأة أكثر من ( 700غ) ويحصل في هذه الفترة نوع من الاحباط لدى المرأة وتتساءل عن سبب زيادة وزنها وهي لم تزد كمية طعامها ولم تقلل حركتها، وتنتهي الفترة هذه عادة بعد انتهاء الدورة الشهرية.<br>- د. بسمة الوهابي: أود أن أضيف لما ذكرته الأستاذة نجلاء عن أنواع السمنة، حيث أعطت التقسيمات حسب العمر، وهناك تقسيمة ثانية للسمنة حسب توزيع الدهون في الجسم، وهناك سمنة ذكورية وسمنة أنثوية، حيث إن السمنة الذكورية تتركز عادة في القسم الأعلى من الجسم وخاصة "الكرش"، بينما السمنة الأنثوية تتركز في الجزء السفلي من الجسم، وهذا بدوره يعتمد على اختلاف الهرمونات بين الرجل والمرأة والتي تقوم بتوزيع الشحم في الجسم سواء في الكرش أو الجزء السفلي من الجسم، حيث إن أمراض القلب والأمراض المتعلقة بالسمنة أكثر خطورة لدى الرجال، لأن السمنة الموجودة على "الكرش" أكثر خطورة على القلب، وكذلك لها علاقة بأمراض السكر والضغط، وأغلب الدراسات عندما تقيس العلاقة ما بين السمنة وأمراض القلب، يقام باجراء أشعة مقطعية للبطن كي يتم التعرف على نسبة الدهون فيها وحول الأعضاء، والدهون الموجودة حول الأعضاء أخطر بكثير منها في جدار البطن الخارجي، لأن هذه الدهون تطلق دهونا ثلاثية في الدم والكالسترول مما يسبب في النهاية أمراض القلب وهذا ينطبق على النساء اللاتي لديهن "كرش" وهو تجمع الدهون في البطن، وهذه نسبة قليلة في النساء، وتزيد عندهن أمراض القلب مثلما هي عند الرجل.<br>- د. صفية الشربيني: الأمراض المسببة للسمنة قليلة جداً، وهذا شيء مهم، لأن معظم المرضى يطلبون تحليل هرمونات خوفا من مرض الغدد، ونقول إن الأمراض التي تؤدي إلى السمنة هي عامل من العوامل التي أدت إلى زيادتها ولكنها لا تسبب عادة سمنة مفرطة، مثل خمول الغدة الدرقية أو قصورها أو نقصها، لكن هذا لا تسبب سمنة مفرطة، ومن مظاهر المرض ان هناك زيادة ملحوظة في الوزن. وايضا من الأمراض الأخرى متلازمة "كوشينغ" وتحصل بسبب زيادة في هرمون الكرتزول، وسببها الغدة الكظرية، وهذه تسبب السمنة في الجذع، بينما الأطراف تبقى نحيلة، وايضا من الأمراض التي تسبب السمنة هي متلازمة الاستقلاب وهذه تحصل غالبا بسبب عوامل وراثية ومنتشرة في أمريكا بنسبة 25- 27% من سكان أمريكا، وهي مرض واحد مظاهرها السمنة في منطقة الوسط وزيادة الدهون الثلاثية وارتفاع في ضغط الدم وتكون في النساء مصاحبة مع متلازمة تكيس المبايض، وهذه كلها عبارة عن مرض واحد له عوامل وراثية، ولكن غالبية السمنة هي السمنة الخارجية والتي ليست لها أسباب عضوية.<br>- أ. نجلاء الغامدي: بالنسبة لأسباب السمنة غير المرضية هناك عامل الوراثة، وإذا كان الوالدان نحيلين أو من أصحاب الوزن المعتدل فربما تكون نسبة الأطفال 9% من ترافقهم السمنة، او اذا كان أحد الوالدين مصابا بالسمنة أو البدانة عموما فتكون نسبتها عند طفلهما من 41- 50%، واذا كان كلا الوالدين من ذوي السمنة المتوسطة أو البدانة فتزيد النسبة من 61- 80%، وهناك بعض الأسباب تعود إلى الأدوية مثل أدوية "الكورتيرون" ويعطى لأسباب مرضية معينة، وايضا من أسباب السمنة قلة النشاط وتناول الوجبات الدسمة وغير ذلك، وهناك عوامل نفسية كالمراهقة، أو أنوع من الاكتئاب والتي يؤدي الاكتئاب الحاد منها إلى زيادة الشهية، وغير ذلك.<br>- الرياض: ماهي الأمراض الناتجة عن السمنة؟<br>- د. صفية الشربيني: السمنة مرض وبدورها تؤدي إلى عدة أمراض، وأخطرها مرض السكر، فكلما زاد وزن الجسم وكلما زادت المدة كانت نسبة اصابة الشخص بالسكري أكثر، ومن الأمراض الأخرى الضغط والاعتلال بالتنفس وانقطاع الاوكسجين التنفسي، ومنهم من يعتقد ان المريض مصاب بالربو لكنه ليس كذلك، وانما هي نوع من الانسدادات تحصل أثناء النوم وتصعب على الشخص عملية التنفس، ومع مرور الوقت يقل الأوكسجين عن الشخص ويؤدي إلى تآكل الغضاريف خاصة في مفاصل الأطراف السفلى، مثل الركب، وايضا من الأمراض التي تحصل نتيجة السمنة زيادة معدل اصابة الانسان بالأمراض الخبيثة، مثل سرطان الثدي، وسرطان القولون، وبعض أنواع السرطانات تزيد لدى الأشخاص البدناء.<br>- د. بسمة الوهابي: علاقة مرض السكر بزيادة الوزن علاقة مهمة جداً، فإن أي زيادة مهما كانت بسيطة في الوزن تزيد قابلية اصابة الشخص بالسكر، خاصة اذا كانت كتلة الجسم أكثر من (35) فإن هذا يعني زيادة مهولة في السكر، وتصل إلى نسبة أربعين ضعف نسبة السكر في الانسان الطبيعي، وهذا قائم على دراسات علمية. <br>وهناك أيضاً أنواع من الضغط تسببها السمنة، وعند تخفيض الوزن يؤدي ذلك ربما إلى القضاء نهائياً على مرض الضغط، وأيضا الكولسترول وغيرها، نجد جميعها تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب، وأما بالنسبة للأمراض الخبيثة فنجد السمنة لدى الرجال تؤدي غالبا الى حصول سرطان البروستات او سرطان القولون، أما عند النساء فيكون سرطان الرحم أو سرطان الثدي، لأن الخلايا الموجودة في الجسم لها دور في تصنيع الهرمونات، وأحيانا هرمون الذكورة داخل الخلايات الدهنية يتحول إلى هرمون الأنوثة، فهذه الخلايات مهمة في صنع الهرمونات، مما يؤدي ذلك في النهاية إلى اختلال الهرمونات وتصبح نسبتها غير منتظمة وغير طبيعية حيث يؤدي الاختلاف الشديد في هرمونات الجسم وفي مستواها إلى اضطراب في الهرمونات، لذلك نرى عند الكثير من النساء البدينات اضطرابا في الدورة الشهرية وأيضا لديهن نسبة العقم أعلى، وهذا شيء مثبت ومعروف بشكل كبير، وفي حالة انقاص الوزن يؤدي ذلك إلى انتظام الدورة لديها وربما يؤدي ذلك وبنسبة كبيرة إلى الحمل، والحالة النفسية عامل أساسي من عوامل زيادة السمنة وخاصة لدى المراهقين الذين يشعرون بالاحباط وخاصة من فشل منهم بمتابعة ومزاولة عمل الرياضة، ويؤدي ذلك إلى زيادة السمنة فيدخل في دائرة مغلقة.<br>- أ. نجلاء الغامدي: إن أمراض القلب والكلى ليس لها علاقة مباشرة بالسمنة، ولكن اذا أصيب الانسان بالسكري فإن ذلك سوف يكون له انعكاس على وظائف الكلى أو اختلال في وظائفها، وايضا للسكري تأثير على القلب بطريقة غير مباشرة، وبالنسبة للأطفال نجد الذين يأتون إلى العيادة مصابين بحالة نفسية رديئة جدا نتيجة السمنة، وخاصة الأطفال في فترة المراهقة، وطبعا مؤشر كتلة الجسم للسمنة الخطيرة هو اربعون، ولكن نجد المرضى الذين يراجعون عيادتي مؤشر الكتلة لديهم يزيد على الخمسين، وهو إن دل على شيء فإنما يدل على اهمال لسنوات عديدة تزيد على عشر سنوات وربما العشرون، وعلى الرغم من ذلك تقل أوزانهم ولكن بنسبة بطيئة، ولكن عموما نقص وزن المرضى فوق مئة كيلوغرام يكون اسرع من الذين لديهم زيادة مفرطة في الوزن، لأن هذا الوزن قريب من الوزن المعتدل ولا يوجد به تراكمات دهنية كثيرة في الجسم، اما الذين لديهم أوزان زائدة ومفرطة فيكون نقص وزنهم بشكل أسرع قد يصل إلى ثلاثة كيلوغرامات في الاسبوع، والحد الطبيعي يصل إلى الكيلوالواحد والنصف في الاسبوع، ولهذا نقول كلما زاد الجسم وزنا كلما زادت التراكمات الدهنية في الجسم، ونقص الوزن يحتاج الى المسير المنتظم إلى جانب الحمية، وهناك من لا يستطيعون المسير أو المشي وأنصحهم ممارسة الرياضة وهم في حالة الجلوس بالاضافة إلى الحمية، ومن المفروض من مريض السمنة ألا يمشي مباشرة اذا كان لديه سمنة من الدرجة الثانية، بل يقوم بعمل الحمية حتى يعتاد على المشي الخفيف ثم الثقيل، ولكن يجب عليه عمل الرياضات الثابتة والتمرينات المناسبة كشد الفخذ وتمارين المعدة وغيرهما. ولكن رياضة المشي منذ البداية قد تسبب شد العضل وآلاما أخرى في المفاصل، وبسبب هذه السمنة نجد الآثار النفسية كبيرة لدى الرجال أكثر من النساء، رغم أن المرأة هي من يمارس عليها الضغوط، حتى إن بعض الرجال يراجع العيادات النفسية ويأخذ حبوب الاكتئاب بسبب السمنة لديهم، وكلما نقص وزنه نجده يترك حبوب الاكتئاب بإرادته ودون مراجعة الطبيب النفسي وبعدها يشعر براحة شديدة، وهذا يدل على أن هذا الاكتئاب كان سببه السمنة. وهناك السمنة البدائية والتي قد يترافق معها مرض السكري، وهذا عند النساء عموماً، ونقول إنه في بعض الحالات وعبر ممارسة الحمية الغذائية والرياضة لمدة ثلاثة أشهر، ولا يجوز ترك الحمية وممارسة الرياضة قبل هذه الفترة حتى وإن شفي المريض من السكري في الأسبوع الثاني، لكن هناك البعض يهمل هذا الأمر مما يجعل مرض السكري يثبت لديه.<br>- بسمة الوهابي: أود ان اضيف أن النساء البدينات مع هذه السمنة تزيد لديهن دورة الكلسترول في الأمعاء فيترسب الكلسترول على شكل حصى، لذلك نسبته عالية عند النساء البدينات.<br>- د. صفية الشربيني: وحتى لا يفهم الناس خطأ أن السمنة تسبب السكري عند النساء فقط، ولكن نقول إن السمنة تؤدي إلى مرض السكري عند النساء والرجال على حد سواء، ولكن بما أن معدل الإصابة بالسكري في فئة معينة من النساء أكثر من الرجال، لا يعني هذا أن الرجال لا يصابون به.<br>@ "الرياض": هل هناك طرق لعلاج السمنة وإنقاص الوزن؟<br>- د. صفية الشربيني: علاج السمنة يعتبر من أصعب أنواع العلاجات وإذا قمنا بتقسيم العلاج فإننا نقسمه الى عدة طرق: ومن أهمها تغيير نمط الحياة، الغذاء، الأدوية، الجراحة، وهذه المحاور هي التي يدور عليها دائماً العلاج. ومعنى تغيير نمط الحياة هو أن يبذل المريض نشاطاً جسمانياً بشكل أكبر وليس معنى ذلك أن ينتسب المريض الى ناد بل يمارسها ضمن بيته وداخل أسرته، وبالنسبة للمرأة لو كان بإمكانها الاستغناء عن الشغالة لكان ذلك أفضل لها وهناك أشياء بسيطة يجب أن تبذل فيها مجهوداً داخل بيتها، وأيضاً أذكر بأن من الأعمال المنزلية التي تستهلك سعرات حرارية كبيرة هي الكنس (التنظيف)، وربما تنظم المرأة لنفسها وقتاً لممارسة الرياضة داخل (الحوش)، ولو فترة نصف ساعة، لهذا نقول إن هناك سبلاً كثيرة لعمل وممارسة الرياضة، وأيضاً هناك من يجلس أمام التلفزيون لساعات ويتناول المكسرات والمشروبات الغازية، فهذا الأكل يرافقه قلة حركة. الأمر الثاني هو الغذاء، ويجب علينا أن نتبع قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع"، فهذا الحديث نصيحة طبية عرفها الطب، وإذا تم تطبيق هذا الحديث الشريف فإننا لا نحتاج إلى الريجيم ولا إلى غيره، ومعنى ذلك أن أكلنا يجب أن يكون متوازناً ومعقولاً، وهناك دراسات كثيرة نُشرت في مجلات عالمية تقول: إذا الإنسان غيّر أو بدل نمط حياته وزاد من نشاطه الجسماني فإن نسبة السكر تقل الإصابة بها بحوالي 61%، وهذه نسبة ليست قليلة، وأيضاً تقل نسبة الإصابة بأمراض القلب بما يقارب 40%، وهذا الكلام تؤيده دراسات كثيرة أقامها مختصون في عالم الطب. أما بالنسبة للأدوية فيجب علينا استخدامها في حالات معينة، فهناك أدوية تقلل من الشهية، وهناك أدوية تمنع امتصاص الدهون، على الرغم من أن بعضها يشكّل إصابات للقلب أو يعمل مشكلات له، ولهذا تم منعه وهناك نوع واحد من الأدوية مازال يستعمل الى يومنا هذا ويعرف باسم (البكتيل)، ولكن الشيء الذي يجب أن أنبّه إليه هو ليس كل شخص يستطيع أن يستعمله ولا كل شخص يستطيع وصفه، بل يجب أن يرجع المريض الى الطبيب، لأن هناك موانع كثيرة لاستخدامه، وخاصة مرضى القلب منهم ممنوعون من استخدامه وكذلك مرضى الضغط، وأيضاً مرضى الجهاز العصبي، والذين يتناولون الأدوية النفسية. لهذا نقول لا يمكن وصف هذا الدواء إلا عن طريق الطبيب، وهناك علاج يمنع امتصاص الدهون وهو (الزينيكال)، فهذا الدواء يمنع امتصاص ما يقارب 30% من الدهون في الأكل، فيأخذه الشخص بعد الأكل مباشرة أو قبل الأكل مباشرة، وإذا تم تناوله لفترة سنتين فإن وزن الشخص ينقص بنسبة 9% من الاجمالي.<br>اما مشكلات هذا الدواء فإنها تكون في الجهاز الهضمي، إذ يتحول البراز الى دهني، أي على شكل زيت، ويسبب أحياناً الإسهال والغازات. ويجب أن نتناول هذه الأدوية حسب توزيعات السمنة، وعندما يكون مؤشر كتلة الحجم للمريض ما بين 35الى اعلى الدرجات نقوم باستخدام هذه الأدوية من أجل العلاج، وبعد هذه الأدوية تأتي مرحلة العمليات الجراحية.<br>- د. بسمة الوهابي: بالنسبة للأدوية نجد حسب ارشادات منظمة الأغذية والدواء الأمريكية وجوب عدم استخدام الأدوية لإنقاص الوزن، خاصة إذا كان مؤشر كتلة الجسم ما بين 25- 30، وبهذا يفضل لاعتماد على الحمية والرياضة فقط، ويمكن استخدام الأدوية إذا كانت كتلة الجسم أكثر من (30)، ولهذا أقول إنه لا يجوز استخدام هذه الأدوية إلا باستشارة الطبيب، خاصة ان هناك من المرضى من يلجأ لاستخدامها لأنه لا يستطيع كسلاً منه القيام بالتمرينات الرياضية، وبعضهم يقوم بعمل الريجيم والرياضة لفترة وجيزة ظناً منه أنه وصل الى الغاية المنشودة، وهذا خطأ كبير، إذ يجب أن ترافق الرياضة الشخص طوال عمره، لأن السمنة مرض مزمن تبقى مع الإنسان طوال الحياة إذا لم يغيّر نمط حياته، وأقصد بهذا تنظيم الوجبات وتجنب الأغذية الدسمة، ويجب الإكثار من أكل الخضار والفاكهة بشكل يزيد على باقي الطعام، وكذلك على الأطفال تجنب الوجبات السريعة، لأن قطعة (البيتزا) الواحدة فيها (1500) سعرة حرارية، وهذه القطعة يجب أن تكفي لطعام يوم كامل، بينما الأطفال يتناولون أكثر من قطعة في وجبة واحدة، لذلك يجب أن نعوّد أطفالنا على الابتعاد عن نمط الأغذية السريعة، والتركيز على الخضروات والفاكهة، وهناك مرضى يقومون بعمل الريجيم والرياضة لفترة معينة وتنقص أوزانهم ثم يتركون الرياضة وتعود الزيادة أكثر من سابقتها، كما أن دور الريجيم والرياضة في إنقاص الوزن يتم بحدود 15% فقط، وبسبب ذلك اصبح الاتجاه نحو الأدوية والعمليات الجراحية التي غالباً ما تأتي بنتيجة أكبر، ويجب توفرها فقط للذين لديهم سمنة فيها خطر على حياتهم.<br>- أ. نجلاء الغامدي: كل المرضى الذين يأتون إليّ لم أنصح أحداً منهم بأخذ أي نوع من الأدوية لنقص الوزن، وذلك عدا الأعراض الجانبية فالمريض في غنى عنها، وخاصة إذا كان جميع المرضى يتبعون النظام الغذائي المتوازن وحسب طبيعتهم فإن ذلك سيفي بالغرض، وقبل أن نعي النظام الغذائي، فالواجب علينا رؤية تحاليل الشخص المريض والتعرف على الأمراض الموجودة لديه إن كانت هناك أمراض، وبعد ذلك نعطيه حمية غذائية متوازنة تتناسب مع حالته. وهناك من المرضى نلجأ بعلاجهم الى أخذ أدوية فقدان الشهية، وهذه الأدوية لها أعراض جانبية منها: جفاف الفم، الخوف، حالة الاكتئاب، وارتفاع ضغط الدم، القيء المستمر، فهذه الأعراض تعتبر أكبر من أعراض السمنة، خاصة أن هذه الأدوية من المستحيل أخذها طوال الحياة، ولذلك نصحناهم بترك الأدوية واللجوء الى الحمية الغذائية وممارسة الرياضة، والحمد لله توصلوا إلى نقص أوزانهم عن طريقها وأعرف مريضة استخدمت (الزنكال) مدة سنة كاملة وهذا الدواء لا يسمح بأخذه أكثر من سنتين، ومع هذا أصبح لديها إسهال مستمر وغازات وربما يؤدي الى جفاف عند بعض المرضى، بسبب هبوط مستويات الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم و(الزنكال) نعم يساعد على انقاص الوزن، لكن اضراره الجانبية كبيرة، وهذه الأدوية في حالة تركها وعدم تناولها يرجع الوزن كما كان سابقاً، لذلك يفضل عدم استخدامها، والأجدى هو الحمية الغذائية وممارسة الرياضة.<br>- د. صفية الشربيني: ذكرت في البداية ان أهم طرق العلاج و تغيير نمط الحياة، الغذاء المتوازن، الأدوية، الجراحة، وأود أن اضيف اليها عاملاً خامساً وهو المعالج النفسي الذي يساعد الشخص المريض على تغيير اسلوبه في الحياة من حيث طعامه وممارسة الرياضة، وهذا المعالج النفسي لاشك أنه يساعد هذا المريض الى الوصول الى الغاية المطلوبة، خاصة أن غالبية الناس بعد إنقاص وزنهم تزيد أوزانهم مرة اخرى في حال تركهم النظام المتبع في تخفيف الوزن. لذلك نقول إن الشخص يجب أن يستمر في نظامه الغذائي طوال حياته وهناك دور هام للجراحة يستخدم للتخلص من زيادة الوزن، وهذه الجراحة أنواع، منها تقليل حجم المعدة بعدة طرق وأهمها تصغير المعدة إما بحلقة أو ربط المعدة أو استئصال جزء من المعدة وربط جزء من الأمعاء، وهذه عمليات كبيرة ولها مشكلاتها الكثيرة، لذلك نحن لا نلجأ إلى الجراحة الا في حالات معينة، ومنها يكون مؤشر كتلة حجم الجسم اكثر من (37)، وأيضاً أن تكون هناك امراض اخرى مرافقة للسمنة التي تكون من الدرجة الثانية، أو تجري الجراحة لمن وصل مؤشر كتلة حجم الجسم لديه أكثر من (40) وهي السمنة المفرطة التي تكون نسبة الوفيات فيها عالية.<br>- د. بسمة الوهابي: هناك في الأسواق أعشاب كثيرة يقال إنها تستخدم لعلاج السمنة، وأكثر شيء مستخدم ودائما ما يرجعون له هو الشاي المسهل الذي يتواجد في جميع السوبرماركات، وللأسف له خطورة كبيرة على الجسم، وبعض المرضى يتناولونه ولا يقللون من كمية طعامهم، بل من أجل أن يأكلوا حسب مزاجهم دون القيام بحمية معينة، وذلك بحجة أن هذا الشاي المسهل يخرج الأكل مباشرة خارج الجسم دون استفادته منه، وهذا الاستعمال ولمدة طويلة له مضاعفات كبيرة وكثيرة على توازن الأملاح والسوائل في الجسم، وفيه خطورة ايضاً على جدران الأمعاء التي تحصل لها تغيرات معينة غير طبيعية، وكذلك هذا الشاي يعمل للمريض اختلالاً في بعض الفيتامينات والمواد الغذائية الضرورية، فهذا العلاج متوفر لكنه خاطئ جدا، وهذا الشاي المسهل هو غير الشاي الآخر، لأن الشاي الأخضر لا يعتبر مسهلاً ويحتوي على مواد مضادة للتأكسد، وهذه المواد وعلى الفترة الطويلة تقلل من الإصابة بمرض السرطان والنوبات القلبية وكل ما يقال عن الكريمات المنحفة غير مفيد لأنه لا يمكن لشيء خارجي أن يؤدي الى حرق الدهون في الجسم أما الطريقة الوحيدة لحرق الدهون في الجسم فهي تغيير التوازن الغذائي في الجسم وزيادة النشاط، وما عدا ذلك فهي أفكار تجارية لا فائدة منها.<br>- أ. نجلاء الغامدي: وثمة من الناس يأخذون أعشاباً متنوعة ويخلطونها ببعضها، ومع أن هذه الأعشاب لاتوجد فيها سعرات حرارية، لكنها قد تحدث سمية في الجسم، خاصة إذا تم خلطها من قبل شخص لا يملك الخبرة في هذا المجال، لذا نقول إن هذه المواد يمكن شربها منفردة دون خلطها إلاّ من قبل متخصصين حتى لاتحدث سمية في الجسم. وبالنسبة للشاي الأخضر هناك من يظن أنه بعد الطعام الدسم يحرق الدهون، وهذا شيء خاطئ، وهناك دراسات ليست بالكثيرة وليست مثبتة عالمياً أكدت أن الشاي الأخضر يساعد على انقاص الوزن بنسبة ضئيلة كما أنه ليس له مضار، وتبين أن فيه مادة مثلما هي موجودة في الشاي الأحمر تساعد على منع امتصاص الحديد بالجسم بعد الوجبات. وهناك بعض الناس يقعون في أخطاء عديدة فيما يخص الريجيم على الرغم من أنهم يعملون ذلك، وهناك عدة أنواع من الريجيمات كمثل التركيز على نوع واحد من الغذاء وهذا يؤدي إلى تكوين ترهلات في الجسم، وبمجرد الرجوع إلى الأكل الطبيعي يستعيد الشخص وزنه الطبيعي، عدا افتقاره للعناصر الغذائية المهمة للجسم خاصة الفواكه التي لا تحتوي على بروتينات، وهناك من يركز على عدم تناول النشويات لأنه وحسب اعتقاده هي المسببة للسمنة، لذلك أقول إن كمية النشوات يجب أن تكون الأكثر في الوجبة، لأن الجسم يحتاجها، فهذا النوع من الريجيم يؤدي إلى - الدهون المخزنة بعملية حرق غير تام وينتج عن ذلك تكوين مواد في الجسم تسبب حموضة في الدم، وتسبب عند البعض الصداع والرعاش، والدوخة عند بعضهم وأيضاً حالات عصبية، وهناك من يركز على أكل البروتين مثل اللحوم والبيض والدجاج، فهذه البروتينات الزائدة على الجسم تسبب حملاً وعبئاً على الكلى، ويجب أخذ البروتين في كل وجبة عند الإنسان بمقدار واحد غرام عن كل كيلو غرام من جسمه. وأيضاً البعض من الناس يحاول عدم تناول الدهون خاصة أن الدهون مصدر الطاقة لدى الإنسان، ويحاول تعويضها بالبروتين والنشويات، هذا غير جيد لصحة الجسم، ومنهم من يعتمد على الصيام في تخفيف الوزن، مما يسبب الدوخة والإغماءات لدى الإنسان، وكل هذه الانواع هي عبارة عن فقد وزن مؤقت ولايحرق الدهون، وإنما من يحرق الدهون هو ممارسة الرياضة فقط. ونستنتج مما مضى أن الحمية الغذائية غير موحدة لكل الناس، وتختلف من شخص إلى آخر، ولكن هذه الحمية تكون حسب درجة السمنة وعمر المريض ونشاطه وأيضاً حسب الأمراض المصاحبة لدى المريض، والأفضل للشخص البدين عمله هو الرياضة بالإضافة إلى الريجيم الذي يتناسب مع حالة كل شخص. والرياضة كما هي معلومة للجميع تزيد اللياقة البدنية لدى الإنسان وكذلك نجدها تشدّ العضلات وتستهلك الطعام الذي تم ابتلاعه. والشخص حتى لو أنه لم يقم بأي عمل رياضي فإنه يستهلك سعرات حرارية بسبب وجود عمليات استقلابية في الجسم قائمة، فمثلاً تصنيع الهرمونات يحتاج إلى سعرات حرارية، والتنفس الطبيعي يحتاج إلى سعرات حرارية وأيضاً ضخات القلب وغيرها.<br>- د. بسمة الوهابي: أعرف أن ريجيم البروتين يخفض الوزن بصورة كبيرة، وفيه خطورة على الجسم، مما يجعل الجسم يفقد مادة الانسلين في الجسم، ويصبح الجسم في اعتماده على الطاقة في تكسير الدهون، وهذا شيء غير طبيعي، لأن تكسير الدهون يؤدي إلى وجود أحماض كوتونية تزيد من حموضة الدم، وهذه تؤدي إلى مشكلات كثيرة على القلب وغيره، كما أن المريض سوف يشعر بالاكتئاب والصداع والخمول، وهذا على المدى البعيد ستظهر أعراضه لدى الإنسان، وسيصبح مريضاً وفي حالة تشبه حالة مريض السكر، بسبب وجود الأحماض في الدم، وهناك الكثير من الناس يعتقد أن عملية شفط الدهون هي علاج للسمنة، فهذا مفهوم خاطئ، لأن عملية شفط الدهون تكون لمكان معين في الجسم، فهي أشبه ما تكون بالعملية التجميلية، وليست العلاجية وخاصة أن هذه العملية خطرة ولا تزيل كل الدهون الموجودة في الجسم، وبهذه الحالة يفقد الجسم كمية كبيرة من السوائل، وربما يحصل للمريض نزيف أو جلطات دهنية، وهذه الحالات نادرة وغير شائعة.<br>الرياض: هل من توصيات تودون ذكرها؟<br>- د. صفية الشربيني: التأكيد على حركة المرأة في منزلها وعدم الاعتماد على العمالة بشكل مطلق، ثم الأخذ بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، "نحن قوم لانأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لانشبع"، ثم مراجعة الطبيب قبل أخذ أي علاج لتنقيص السمنة، ولابد من يعاني من السمنة أن يغير نمط حياته خاصة في الجانب الغذائي والحركي، وعدم خلط الأعشاب مع بعضها لأن ذلك قد يسبب تسمماً للجسم، والحمية الغذائية يجب أن تخضع وتعتمد على أسس علمية بحتة من حيث عمر المريض ونشاط المريض وكذلك الأمراض المصاحبة للمريض والكتلة السمنية.<br>- د. بسمة الوهابي: يجب تغيير المفهوم العام للسمنة، ونؤكد بأن السمنة مرض مزمن، ونجاح العلاج يعتمد على تغيير نمط الحياة، وأيضاً استخدام وممارسة الألعاب الرياضية مدى الحياة.<br>- نجلاء الغامدي: عدم النوم بعد الأكل مباشرة، لأن هذا يؤدي إلى رفع نسبة الدهون في الدم وقد يسبب السكر، وأيضاً هذا سبب لبروز الكرش لدى الرجال والنساء، كما أنصح بتناول السلطات قبل الطعام وعدم إضافة زيت الزيتون عليها، لأنه يرفع الوزن مثله مثل الزيت العادي، لكنه غير خطير ولا يسبب الكلسترول، لأنه لا يرفع الدهون الثلاثية في الدم إطلاقاً. وأخيراً أود أن أقول إن نقص الوزن ليس من أجل الناحية الجمالية والرشاقة فقط، بل من أجل التخلص من الأمراض المصاحبة للسمنة كهدف أساسي.<br>- د. بسمة الوهابي: يجب أن يبدأ تغيير نمط الحياة منذ الطفولة ثم تعويد أبنائنا على العادات الحسنة في الأكل والإكثار من الخضروات والفواكه وعدم أكل الوجبات السريعة والكاكاو والببسي بشكل يومي وربما يتحدد أكلها مرة واحدة في الأسبوع، وأيضاً أقول إن الأمراض الناجمة عن السمنة كثيرة، ومنها تجمع الدهون حول الكبد وتكون بنسبة ثلاث مرات أكثر من الشخص الطبيعي وهذا مع المدى البعيد قد يكون له تأثير سلبي على الكبد وربما يؤدي إلى تليّف الكبد والفشل الكبدي، وفي حالة نقصان الوزن فإن هذه الحالة ستتحسن لدى المريض.<br><br><br>التوصيات<br>@ تغيير المفهوم العام للسمنة يعتمد على تغيير نمط الحياة مدى العمر.<br>@ إدخال الرياضة في مدارس البنات.<br>@ إنشاء نواد للأحياء.<br>@ التأكيد على حركة المرأة في منزلها وعدم اعتمادها على العمالة.<br>@ مراجعة الطبيب قبل استخدام أي علاج لمواجهة السمنة.<br>@عدم خلط الأعشاب مع بعضها لأن ذلك قد يكون سبباً في تسمم الجسم.<br>@ استخدام (الريجيم) هو فقد وزن مؤقت.<br>@ الحمية الغذائية تخضع لعمر المريض - نشاطه - الأمراض المصاحبة - الكتلة السمنية - مع تحديد سبب السمنة.<br>@ عدم النوم بعد الأكل مباشرة لأنه سبب بروز الكرش عند الجنسين كما أنه سبب بعض الأمراض.<br>@ الإكثار من أكل السلطات والفواكه والمشي.<br>@ لابد أن نقنع أن الرشاقة ليست جمالا فقط بل حماية لنا من الأمراض.<br>@ تعويد الصغار على تنويع الغذاء وعدم الإكثار من تناول الوجبات السريعة.<br>@<br><br>