مخاوي الليل
07-02-2009, 04:45 AM
عراق ديموقراطي.. تجربة هائلة في المنطقة
يوسف الكويليت
كل المحبين للعراق يثمنون نجاح نظامه الديموقراطي، حتى لو غابت الديموقراطية عن البلاد العربية، لأن العراق بتنوعه الاثني والقومي، وطبيعة الأنظمة التي تتالت عليه والمعاناة من الانقلابات والحروب التي ختمت باحتلالين من قبل أمريكا، بشكل مفتوح، ومن إيران من خلال الطائفية، ستجعل أي نجاح، ليس منقذاً للعراق وحده، لكن لكسر حاجز الخوف من رعب الديموقراطية، التي هي مشروع البناء، وتساوي الحقوق والادارة القانونية التي تعطي وتحاسب وفق آليات متقدمة وعادلة..
وإذا كان هدف الاحتلال إخفاء وجهه العربي وتثبيت نظام المحاصصة وجعله ثلاثة أقاليم بدلاً من وطن موحد، فإن ظاهرة الانتخابات ومؤشراتها قلبت الواقع رأساً على عقب عندما فاجأت الجميع باختفاء قوة التيارات الدينية وطوائفها ورفض التجزئة، والعودة إلى الشخصيات التي ظلت على وفاء للعراق بكل تنوعه..
قطعاً ليس الأمر سهلاً أن يتحقق النجاح وسط فوضى كرست الفساد وقادت إلى المذابح على الهوية، والأصل والدين، لأن الذين أدوا الأدوار المعقدة لا تزال سلطتهم قائمة، وأي دولة وليدة تريد الانتقال من حالة الاحتقان إلى الانفراج لا بد أن تصطدم بتلك الأوساط التي لا تزال تحمل بذور تفتيت العراق وحرفه إلى اتجاهات إقليمية لها مطامعها ودورها في التأجيج والاصطدامات..
ثلث قرن مر على العراق ينتقل من حالة لأخرى، وهي الأسوأ في مراحل الحكم، ولعل التجربة القاسية، أفرزت شعباً واعياً حتى لو كانت الأمية مستشرية لأن الواقع فرض أن يتعلم الشعب من كل المظالم التي قاساها، ولا يعني هذا أن العراق لا يملك القيادات والكفاءات القادرة على حمايته وجعل ارادة الاستقلال على المحاور والتحالفات هدفاً لإدارة وطن يملك من الامكانات ما لم تملكه كل الدول المحيطة به، لو سيّرت باتجاه التنمية، وكان شعار الاستقرار هو المبدأ، بل لأن شروط النجاح متوفرة على كل المستويات..
فالعراق يملك كفاءات داخلية ومهجرة، ولديه تجارب كبيرة في الثقافة والسياسة، ولديه أكبر قارئ عربي للكتاب، وهي تقاليد ترسخت منذ أزمنة بعيدة، لدرجة أن بواكير الثقافة العربية كانت تحملها عاصمتان عربيتان، هما القاهرة وبغداد..
ثم إن التغير في موازين القوى العالمية، يجعل فرصة أن تتسع دائرة التعامل العراقي مع كل الآفاق المفتوحة في آسيا وقارتي أوروبا وأمريكا، ليبقى هدفاً ضرورياً، طالما يمتلك مخزوناً هائلاً من النفط، وأرضه أرشيف للحضارات الإنسانية، وقابليات شعبه في العمل لا تزال عظيمة إذا ما تم الاستقرار وخلقت دولة القانون التي قد تجعل العراق النموذج الجديد في التعايش والبناء.. هذه ليست أماني، أو تطلعات أمام مجهول، ولكنها حقائق إذا توفر الاستقلال والإيمان بعراق واحد لكل شعبه..
يوسف الكويليت
كل المحبين للعراق يثمنون نجاح نظامه الديموقراطي، حتى لو غابت الديموقراطية عن البلاد العربية، لأن العراق بتنوعه الاثني والقومي، وطبيعة الأنظمة التي تتالت عليه والمعاناة من الانقلابات والحروب التي ختمت باحتلالين من قبل أمريكا، بشكل مفتوح، ومن إيران من خلال الطائفية، ستجعل أي نجاح، ليس منقذاً للعراق وحده، لكن لكسر حاجز الخوف من رعب الديموقراطية، التي هي مشروع البناء، وتساوي الحقوق والادارة القانونية التي تعطي وتحاسب وفق آليات متقدمة وعادلة..
وإذا كان هدف الاحتلال إخفاء وجهه العربي وتثبيت نظام المحاصصة وجعله ثلاثة أقاليم بدلاً من وطن موحد، فإن ظاهرة الانتخابات ومؤشراتها قلبت الواقع رأساً على عقب عندما فاجأت الجميع باختفاء قوة التيارات الدينية وطوائفها ورفض التجزئة، والعودة إلى الشخصيات التي ظلت على وفاء للعراق بكل تنوعه..
قطعاً ليس الأمر سهلاً أن يتحقق النجاح وسط فوضى كرست الفساد وقادت إلى المذابح على الهوية، والأصل والدين، لأن الذين أدوا الأدوار المعقدة لا تزال سلطتهم قائمة، وأي دولة وليدة تريد الانتقال من حالة الاحتقان إلى الانفراج لا بد أن تصطدم بتلك الأوساط التي لا تزال تحمل بذور تفتيت العراق وحرفه إلى اتجاهات إقليمية لها مطامعها ودورها في التأجيج والاصطدامات..
ثلث قرن مر على العراق ينتقل من حالة لأخرى، وهي الأسوأ في مراحل الحكم، ولعل التجربة القاسية، أفرزت شعباً واعياً حتى لو كانت الأمية مستشرية لأن الواقع فرض أن يتعلم الشعب من كل المظالم التي قاساها، ولا يعني هذا أن العراق لا يملك القيادات والكفاءات القادرة على حمايته وجعل ارادة الاستقلال على المحاور والتحالفات هدفاً لإدارة وطن يملك من الامكانات ما لم تملكه كل الدول المحيطة به، لو سيّرت باتجاه التنمية، وكان شعار الاستقرار هو المبدأ، بل لأن شروط النجاح متوفرة على كل المستويات..
فالعراق يملك كفاءات داخلية ومهجرة، ولديه تجارب كبيرة في الثقافة والسياسة، ولديه أكبر قارئ عربي للكتاب، وهي تقاليد ترسخت منذ أزمنة بعيدة، لدرجة أن بواكير الثقافة العربية كانت تحملها عاصمتان عربيتان، هما القاهرة وبغداد..
ثم إن التغير في موازين القوى العالمية، يجعل فرصة أن تتسع دائرة التعامل العراقي مع كل الآفاق المفتوحة في آسيا وقارتي أوروبا وأمريكا، ليبقى هدفاً ضرورياً، طالما يمتلك مخزوناً هائلاً من النفط، وأرضه أرشيف للحضارات الإنسانية، وقابليات شعبه في العمل لا تزال عظيمة إذا ما تم الاستقرار وخلقت دولة القانون التي قد تجعل العراق النموذج الجديد في التعايش والبناء.. هذه ليست أماني، أو تطلعات أمام مجهول، ولكنها حقائق إذا توفر الاستقلال والإيمان بعراق واحد لكل شعبه..