مخاوي الليل
31-03-2009, 03:16 AM
في حوار خصَّ به "الاقتصادية".. عمدة لندن اللورد إيان لودر:
من الصعب تحديد المدة الزمنية للخروج من الأزمة.. وقمة الـ 20 في لندن ستضع النقاط على الحروف
حوار: رامي العتيبي
ألمح اللورد إيان لودر عمدة لندن إلى أنه متفائل فيما يخص القمة الاقتصادية "المجموعة العشرين" والمزمع عقدها نهاية آذار (مارس) المقبل، حيث أشار إلى أن معرفة توقيت نهاية الأزمة المالية والانتعاش العالمي ستكون مرتبطة بشكل كبير بهذه القمة في حال كانت إيجابية، إضافة إلى عدم الاعتماد على النتائج السلبية التي ستعلن خلال عام 2009، وإعادة الثقة إلى الأسواق حتى تعود الأسواق إلى سابق عهدها.
وأوضح لودر الذي كان في زيارة مطلع هذا الأسبوع لعدد من دول الخليج على رأس 25 من رجال الأعمال البريطانيين، أن وجهات النظر بين السعودية وبريطانيا متوافقة بشكل كبير فيما يخص التوسع الاقتصادي والتجارة الحرة "بحسب حديثه مع مسؤولين سعوديين"، وأنه يجب على الجميع التكاتف للخروج من هذه الأزمة التي أقضت مضجع كثير من الدول.
وامتدح لودر سياسة السعودية الرامية إلى الحفاظ على السيولة النقدية التي كسبتها خلال فترة انتعاش النفط، الأمر الذي ساعدها على الاستمرار في نهجها نفسه في مشاريعها الاستثمارية، ما يزيد من معدل الطلب، لا سيما وأن كثيرا من الدول تعيش فترة ركود غير مسبوقة. إلى تفاصيل الحوار:
ما الهدف من زيارتكم هذه الأيام لبعض دول الخليج؟
قدمت إلى المملكة على رأس وفد من رجال الأعمال البريطانيين وعددهم نحو 25 شخصاً، والوفد مكون من رجال أعمال متخصصين في المحاسبة والمحاماة، ومصرفيين، وقانونيين، ومتخصصين في أسواق المال، وغيرهم، انطلاقا من رغبتنا في تحقيق التنوع الاقتصادي والاستثماري للمملكة المتحدة ولدول الخليج كافة والسعودية بشكل خاص، لأن مسؤوليتي هي أن أكون سفير بريطانيا في قطاع الخدمات المالية والاقتصاد، وهذا الطلب الكبير على تنويع الاقتصاد قائم على أمرين مهمين، الأول هو عمق العلاقات السياسية والاقتصادية العريقة بين السعودية وبريطانيا، والأمر الآخر ما تتطلبه المرحلة الحالية من التوسع في الاقتصادات بين الدول، فالأصدقاء لا يمكن التعرف إليهم في وقت الرخاء، بل في وقت الشدة نرى الأصدقاء يقفون يداً واحدة أمام الشدائد.
طبعاً ترتيب الزيارة كان على مدى أسبوعين حافلين، زرنا ثلاث دول خليجية، السعودية، يومان منها في الرياض، ويوم قضيناه في جدة، إضافة إلى الإمارات وقطر.
هل هذه الزيارات جاءت من أجل الترويج لمدينة لندن على أنها المركز المالي الأكبر في أوروبا؟
صحيح أن لندن تعد أكبر مركز مالي في المنطقة، والأمر لا يستحق عناء الترويج لها، ولكن هنالك أسباب أخرى لوجودنا، من أهمها تقوية العلاقات ما بين المملكتان، التي هي في الأساس قوية، فقد زرت المملكة العام الماضي على رأس وفد اقتصادي رفيع المستوى، وهذه النوعية من الزيارات نقوم بها كل سنة تقريباً، ويكون التعاون فيها مع البلدان ذات الثقل الاقتصادي كالسعودية وغيرها، كما أنها فرصة لتبادل الصفقات وتوقيع الاتفاقيات مع رجال الأعمال وإيجاد فرص استثمارية جديدة. إضافة إلى دعم ميادين التربية والتعليم بالاستفادة من خبرات الطرفين، وكما يعلم الجميع، فهناك ما يقرب من 14 ألف طالب سعودي يدرسون داخل الجامعات البريطانية، وهذا الرقم ليس بسيطاً، منهم ثلاثة آلاف طالب في هذه السنة فقط. إضافة إلى أننا نسعى إلى أن يأتي بعض الخبراء والمهنيين السعوديين إلى بريطانيا للاستفادة من خبراتنا في جميع المجالات الحيوية والمعترف بها في أنحاء العالم كافة.
فالعلم والمعرفة لا ينتهيان بنهاية مرحلة معينة من العمر، وهذا ما أقوله دوماً لأبنائي، فالمعرفة تتطور بتغير الزمان والمكان، واليوم باتت المعرفة تتطور بشكل أكبر وأسرع عن ذي قبل، لذا فالمعرفة موجودة معنا في المراحل العمرية كافة، ولذا هدفنا هو إيجاد معرفة نوعية ليستفيد منها الآخرون في أي زمان ومكان.
دخل الاقتصاد البريطاني رسمياً في حالة الركود مع تداعيات الأزمة المالية، ألا يوجد هناك أي مصاعب لمهمتكم الحالية بسبب هذا الركود؟
صحيح أن بريطانيا دخلت وبشكل رسمي في مرحلة الركود، وقد أعلنت الحكومة البريطانية عن ذلك، ولكن يجب علينا في البداية أن نعرف مفهوم الركود الاقتصادي، فمن الممكن أن ترى أمامك كأساً من الماء، ويقول شخص إن الكأس يوجد به 50 في المائة من العصير أو من الماء، ولكن يأتي شخص آخر ويقول 85 في المائة من الكأس فارغ، فهي وجهات نظر مختلفة في رؤية الكأس وما يوجد في داخله، والأمر ذاته ينطبق على الركود واختلاف تعريفاته.
أنا شخصياً أقول لك إن الركود يعني انخفاض الناتج المحلي بقرابة 5 أو 6 في المائة، ولكن يبقى ما يقرب من 95 في المائة من الناتج المحلي، ونسبة النمو ستكون تقريباً لا شيء خلال الفترة المقبلة، ومع هذا ما زال لدينا الكثير ويجب أن نستغله، وألا نضيع وقتنا في التحسر على الجزء البسيط الذي فقدناه.
فهناك بلدان أخرى أصابها الركود وبشكل أكبر، وبعضها ما زال يقاوم، المهم لدينا الآن العمل، فقمة العشرين الاقتصادية ستقام في لندن نهاية آذار (مارس) المقبل، والسعودية ستكون أحد المشاركين، وبعض الدول بدأت العمل معاً تجهيزاً لهذه القمة الاقتصادية، فالمملكتان لهما النظرة نفسها فيما يخص التوسع الاقتصادي، وأن يتم فتح وتحرير الأسواق، وأن تكون هناك شفافية، ويجب علينا أن نقاوم كل نداء للحماية أو صنع الحواجز التجارية، سمها ما شئت، ورأينا علامات تدعو للقلق في السياسة الأمريكية المزدوجة والتي قد تمتد حالياً لتطول محاولات أوباما للتعافي من الأزمة المالية.
فالسعودية والمملكة المتحدة متفقتان جداً في مسألة التجارة الحرة، وهذا ما لمسته من الوزراء السعوديين، ويجب علينا أن نساعد بعضنا بعضا، فنحن لا نعرف ما الذي سيصبح عليه الحال بعد قمة العشرين الاقتصادية، فالحواجز التجارية تنشأ من قرارات يكون لها فوائدها قصيرة المدى، وتستفيد منها بعض الدول، وبعد ذلك تأتي دول أخرى لتكتشف مشكلة من جانبها، وهكذا حتى نجد حلاً.
فالمملكة موقفها قوي خلال هذه الأزمة، فهي استطاعت وضع احتياطيات نقدية استفادت منها خلال فترة انتعاش أسعار النفط، الأمر الذي سهل لها كثيراً أن تستمر في مشاريع البنية التحتية وغيرها، وهذا شيء سيزيد من معدل الطلب العالمي خلال فترة الركود.
ولا يخفى على أحد حدة الأزمة التي يعيشها العالم، وأن الربع الأول والثاني والثالث من عام 2009 لن تحمل لنا أخباراً أو نتائج سارة، ولكن على الأقل يجب أن نتجنب عنصر المفاجأة، فعناصر النتائج السيئة قائمة حتى الآن، ولن تختفي خلال هذه الفترة، ويجب أن توضع هذه النتائج ضمن حسبان الدول، ويجب علينا ألا نتأثر بهذه النتائج السلبية، بل العمل جماعياً لإعادة الثقة إلى أسواقنا، وبالتالي الخروج من الركود الذي تعيشه الكثير من الدول حالياً. هناك أيضاً مؤشرات إيجابية أخرى، فطوال الأسبوعين الماضيين، حصدت ثلاث شركات من أكبر أربع شركات بريطانية متخصصة في العقار من سوق البورصة قرابة ملياري جنيه استرليني، وهذا المؤشر الجيد أتى لإعادة الثقة إلى البورصة البريطانية في ظل جملةً من الأخبار السلبية التي لن نلتفت لها.
هل تخشون أن تفقد لندن مكانتها كأحد المراكز المالية المرموقة في العالم إذا ما اشتدت حدة الأزمة وانغمست بريطانيا في مزيد من الركود؟
بغض النظر عن الأزمة التي يعيشها العالم، فبريطانيا كانت وما زالت كقوة ومركز مالي واقتصادي كبير، حتى وإن استمر الركود لفترات طويلة، فهي ستبقى من ضمن فئة الكبار، فبعيداً عن أمريكا وأوروبا ودول الخليج، هذه الأزمة لها إيجابياتها، فهي ستخلق مراكز تجارية ومالية جديدة في مناطق جديدة حول العالم، الأمر الذي سيزيد من معدل الطلب، وبالتالي فإن بريطانيا سيكون لها حصتها من هذا الطلب، فهنالك تحد كبير وأنا سأسميه فرصا جديدة ستعمل على خلق أسواق جديدة.
من الصعب تحديد المدة الزمنية للخروج من الأزمة.. وقمة الـ 20 في لندن ستضع النقاط على الحروف
حوار: رامي العتيبي
ألمح اللورد إيان لودر عمدة لندن إلى أنه متفائل فيما يخص القمة الاقتصادية "المجموعة العشرين" والمزمع عقدها نهاية آذار (مارس) المقبل، حيث أشار إلى أن معرفة توقيت نهاية الأزمة المالية والانتعاش العالمي ستكون مرتبطة بشكل كبير بهذه القمة في حال كانت إيجابية، إضافة إلى عدم الاعتماد على النتائج السلبية التي ستعلن خلال عام 2009، وإعادة الثقة إلى الأسواق حتى تعود الأسواق إلى سابق عهدها.
وأوضح لودر الذي كان في زيارة مطلع هذا الأسبوع لعدد من دول الخليج على رأس 25 من رجال الأعمال البريطانيين، أن وجهات النظر بين السعودية وبريطانيا متوافقة بشكل كبير فيما يخص التوسع الاقتصادي والتجارة الحرة "بحسب حديثه مع مسؤولين سعوديين"، وأنه يجب على الجميع التكاتف للخروج من هذه الأزمة التي أقضت مضجع كثير من الدول.
وامتدح لودر سياسة السعودية الرامية إلى الحفاظ على السيولة النقدية التي كسبتها خلال فترة انتعاش النفط، الأمر الذي ساعدها على الاستمرار في نهجها نفسه في مشاريعها الاستثمارية، ما يزيد من معدل الطلب، لا سيما وأن كثيرا من الدول تعيش فترة ركود غير مسبوقة. إلى تفاصيل الحوار:
ما الهدف من زيارتكم هذه الأيام لبعض دول الخليج؟
قدمت إلى المملكة على رأس وفد من رجال الأعمال البريطانيين وعددهم نحو 25 شخصاً، والوفد مكون من رجال أعمال متخصصين في المحاسبة والمحاماة، ومصرفيين، وقانونيين، ومتخصصين في أسواق المال، وغيرهم، انطلاقا من رغبتنا في تحقيق التنوع الاقتصادي والاستثماري للمملكة المتحدة ولدول الخليج كافة والسعودية بشكل خاص، لأن مسؤوليتي هي أن أكون سفير بريطانيا في قطاع الخدمات المالية والاقتصاد، وهذا الطلب الكبير على تنويع الاقتصاد قائم على أمرين مهمين، الأول هو عمق العلاقات السياسية والاقتصادية العريقة بين السعودية وبريطانيا، والأمر الآخر ما تتطلبه المرحلة الحالية من التوسع في الاقتصادات بين الدول، فالأصدقاء لا يمكن التعرف إليهم في وقت الرخاء، بل في وقت الشدة نرى الأصدقاء يقفون يداً واحدة أمام الشدائد.
طبعاً ترتيب الزيارة كان على مدى أسبوعين حافلين، زرنا ثلاث دول خليجية، السعودية، يومان منها في الرياض، ويوم قضيناه في جدة، إضافة إلى الإمارات وقطر.
هل هذه الزيارات جاءت من أجل الترويج لمدينة لندن على أنها المركز المالي الأكبر في أوروبا؟
صحيح أن لندن تعد أكبر مركز مالي في المنطقة، والأمر لا يستحق عناء الترويج لها، ولكن هنالك أسباب أخرى لوجودنا، من أهمها تقوية العلاقات ما بين المملكتان، التي هي في الأساس قوية، فقد زرت المملكة العام الماضي على رأس وفد اقتصادي رفيع المستوى، وهذه النوعية من الزيارات نقوم بها كل سنة تقريباً، ويكون التعاون فيها مع البلدان ذات الثقل الاقتصادي كالسعودية وغيرها، كما أنها فرصة لتبادل الصفقات وتوقيع الاتفاقيات مع رجال الأعمال وإيجاد فرص استثمارية جديدة. إضافة إلى دعم ميادين التربية والتعليم بالاستفادة من خبرات الطرفين، وكما يعلم الجميع، فهناك ما يقرب من 14 ألف طالب سعودي يدرسون داخل الجامعات البريطانية، وهذا الرقم ليس بسيطاً، منهم ثلاثة آلاف طالب في هذه السنة فقط. إضافة إلى أننا نسعى إلى أن يأتي بعض الخبراء والمهنيين السعوديين إلى بريطانيا للاستفادة من خبراتنا في جميع المجالات الحيوية والمعترف بها في أنحاء العالم كافة.
فالعلم والمعرفة لا ينتهيان بنهاية مرحلة معينة من العمر، وهذا ما أقوله دوماً لأبنائي، فالمعرفة تتطور بتغير الزمان والمكان، واليوم باتت المعرفة تتطور بشكل أكبر وأسرع عن ذي قبل، لذا فالمعرفة موجودة معنا في المراحل العمرية كافة، ولذا هدفنا هو إيجاد معرفة نوعية ليستفيد منها الآخرون في أي زمان ومكان.
دخل الاقتصاد البريطاني رسمياً في حالة الركود مع تداعيات الأزمة المالية، ألا يوجد هناك أي مصاعب لمهمتكم الحالية بسبب هذا الركود؟
صحيح أن بريطانيا دخلت وبشكل رسمي في مرحلة الركود، وقد أعلنت الحكومة البريطانية عن ذلك، ولكن يجب علينا في البداية أن نعرف مفهوم الركود الاقتصادي، فمن الممكن أن ترى أمامك كأساً من الماء، ويقول شخص إن الكأس يوجد به 50 في المائة من العصير أو من الماء، ولكن يأتي شخص آخر ويقول 85 في المائة من الكأس فارغ، فهي وجهات نظر مختلفة في رؤية الكأس وما يوجد في داخله، والأمر ذاته ينطبق على الركود واختلاف تعريفاته.
أنا شخصياً أقول لك إن الركود يعني انخفاض الناتج المحلي بقرابة 5 أو 6 في المائة، ولكن يبقى ما يقرب من 95 في المائة من الناتج المحلي، ونسبة النمو ستكون تقريباً لا شيء خلال الفترة المقبلة، ومع هذا ما زال لدينا الكثير ويجب أن نستغله، وألا نضيع وقتنا في التحسر على الجزء البسيط الذي فقدناه.
فهناك بلدان أخرى أصابها الركود وبشكل أكبر، وبعضها ما زال يقاوم، المهم لدينا الآن العمل، فقمة العشرين الاقتصادية ستقام في لندن نهاية آذار (مارس) المقبل، والسعودية ستكون أحد المشاركين، وبعض الدول بدأت العمل معاً تجهيزاً لهذه القمة الاقتصادية، فالمملكتان لهما النظرة نفسها فيما يخص التوسع الاقتصادي، وأن يتم فتح وتحرير الأسواق، وأن تكون هناك شفافية، ويجب علينا أن نقاوم كل نداء للحماية أو صنع الحواجز التجارية، سمها ما شئت، ورأينا علامات تدعو للقلق في السياسة الأمريكية المزدوجة والتي قد تمتد حالياً لتطول محاولات أوباما للتعافي من الأزمة المالية.
فالسعودية والمملكة المتحدة متفقتان جداً في مسألة التجارة الحرة، وهذا ما لمسته من الوزراء السعوديين، ويجب علينا أن نساعد بعضنا بعضا، فنحن لا نعرف ما الذي سيصبح عليه الحال بعد قمة العشرين الاقتصادية، فالحواجز التجارية تنشأ من قرارات يكون لها فوائدها قصيرة المدى، وتستفيد منها بعض الدول، وبعد ذلك تأتي دول أخرى لتكتشف مشكلة من جانبها، وهكذا حتى نجد حلاً.
فالمملكة موقفها قوي خلال هذه الأزمة، فهي استطاعت وضع احتياطيات نقدية استفادت منها خلال فترة انتعاش أسعار النفط، الأمر الذي سهل لها كثيراً أن تستمر في مشاريع البنية التحتية وغيرها، وهذا شيء سيزيد من معدل الطلب العالمي خلال فترة الركود.
ولا يخفى على أحد حدة الأزمة التي يعيشها العالم، وأن الربع الأول والثاني والثالث من عام 2009 لن تحمل لنا أخباراً أو نتائج سارة، ولكن على الأقل يجب أن نتجنب عنصر المفاجأة، فعناصر النتائج السيئة قائمة حتى الآن، ولن تختفي خلال هذه الفترة، ويجب أن توضع هذه النتائج ضمن حسبان الدول، ويجب علينا ألا نتأثر بهذه النتائج السلبية، بل العمل جماعياً لإعادة الثقة إلى أسواقنا، وبالتالي الخروج من الركود الذي تعيشه الكثير من الدول حالياً. هناك أيضاً مؤشرات إيجابية أخرى، فطوال الأسبوعين الماضيين، حصدت ثلاث شركات من أكبر أربع شركات بريطانية متخصصة في العقار من سوق البورصة قرابة ملياري جنيه استرليني، وهذا المؤشر الجيد أتى لإعادة الثقة إلى البورصة البريطانية في ظل جملةً من الأخبار السلبية التي لن نلتفت لها.
هل تخشون أن تفقد لندن مكانتها كأحد المراكز المالية المرموقة في العالم إذا ما اشتدت حدة الأزمة وانغمست بريطانيا في مزيد من الركود؟
بغض النظر عن الأزمة التي يعيشها العالم، فبريطانيا كانت وما زالت كقوة ومركز مالي واقتصادي كبير، حتى وإن استمر الركود لفترات طويلة، فهي ستبقى من ضمن فئة الكبار، فبعيداً عن أمريكا وأوروبا ودول الخليج، هذه الأزمة لها إيجابياتها، فهي ستخلق مراكز تجارية ومالية جديدة في مناطق جديدة حول العالم، الأمر الذي سيزيد من معدل الطلب، وبالتالي فإن بريطانيا سيكون لها حصتها من هذا الطلب، فهنالك تحد كبير وأنا سأسميه فرصا جديدة ستعمل على خلق أسواق جديدة.