الوزير دندان
14-08-2009, 03:07 PM
السلام أيها الجداويون ..
كنا في جماعة نتحدث عن وسائل النقل العام في دول متقدمة (شرق آسيا وأوربة) .. عن كيفية سهولة التنقل بين الأحياء والمناطق في أي مدينة .. وجود الثلاثي (المترو/الأندرقراوند والترام والباصات) .. وجود خريطة واضحة ومواعيد دقيقة .. لوحات إرشادية في كل محطة مترو تبين لك من أين تلج ومن أين تخرج؟ وأين وجهتك؟ ثم لوحة بها مؤقت مضبوط بالـgps يحدد لك بعد كم دقيقة سيصل قطار المترو؟
فضلا عن نظافتها .. وترتيبها .. وتهويتها ..
أهم من ذلك كله .. عدم ارتفاع أصوات الركاب وثرثرتهم وتدخلهم فيما لا يعنيهم .. وهذه الحضارة الحقيقية ..
عموما ..
ثم ذكّرنا أحد الجالسين بحافلات "خدمات جدة" ..
فضحك الجميع على الفور ..
ليه؟
كنت أركب تلك الحافلات بعض أيام الثانوية العامة ..
مكتوب عى الحافلة بكلام عربي مكتوب بخط هندي .. أربعطعش .. المنتزهات .. كيلو سبعة .. الجامعة .. كيلو ثنين .. باب مكة .. والعودة في نفس الاتجاه .. أو هكذا أتذكر ..
في حافلاتنا .. لا بد أن يكون الكنب مخرقا .. وحشية المقعد أو الإسفنج .. بادية للعيان .. فضلا عن أن المقاعد تتقافز مع كل دعسة بنزين وكبسة فرملة .. وتجد نقوشا على المقاعد أو على يمينك تصرح بأن الحب عذاب موقعة باسم "الجريح" ورسمة نقاط دم تتساقط من قلب يخترقه سهم ..
سواقو تلك الباصات .. يبدو أنهم من آكلي لحوم البشر .. عيونهم جاحظة .. شواربهم كشوك القنفذ .. يرتدي أحدهم ثوبا باليا .. وشماغا سقط معظمه إلى الأرض ..
يقوم السائق بعدة مهام ..
يحاسب الركاب .. والويل لمن لم يدفع .. خصوصا الآسيويون المساكين .. مما يضطره أحيانا لسحب "الجلنط" بصوت هكذا بسسسسسسسسست .. ويقفز من مقعده ويستخرج الريالات ممن لم يدفع الأجرة ريالا ريالا ..
من مهام السائق أيضا .. أن بجانبه حبلا طويلا قد ربط طرفه الآخر بالباب .. كلما صعد راكب جديد .. جر السائق الحبل بيمناه جرة شديدة ليغلق الباب ..
تبقى مهمة أخيرة للسائق .. السياقة طبعا .. هي آخر ما يفكر به ..
كان أولئك السواقون .. منشغلين بمناوشة الخصوم .. يتسابقون على الركاب تسباقا محموما .. كتسابق الذئاب على الطرائد .. حتى أنهم أحيانا يقومون بتركيب مسامير طويلة معقوفة الرأس وسط الجنوط الأمامية .. يستخدمونها في حالات "مجاكرة" الخصوم .. فتصطك مسامير الباصات ببعضها في الظلام فينطلق منها شررا مخيفا كالشرر الذي في وجه سائقيها ..
أخبرني صديق .. أن بعضهم .. إذا أقبل على إشارة المرور .. ورأى في المرآة منافسا له خلفه .. يكبس فرملة ويهدئ السرعة حتى تكاد الإشارة تحمرّ .. فإذا احمرت قطعها .. وترك خصمه حبيسا في الإشارة .. ذلك لكي يفوز بالزبائن المنتظرون في المحطة المقبلة .. هذا إن وجدت محطات محددة .. بل في الحقيقة الطريق كلها محطات .. فحيثما عنّ للسائق الوقوف توقف .. ولو أربك حركة السير بالكامل ..
رغم ذلك .. لا أحمل هؤلاء المساكين تردي حالة النقل العام لدينا .. بل الخطأ مشترك بينهم وبين البلدية و"الموطن" وتكوينه الثقافي ..
كنا في جماعة نتحدث عن وسائل النقل العام في دول متقدمة (شرق آسيا وأوربة) .. عن كيفية سهولة التنقل بين الأحياء والمناطق في أي مدينة .. وجود الثلاثي (المترو/الأندرقراوند والترام والباصات) .. وجود خريطة واضحة ومواعيد دقيقة .. لوحات إرشادية في كل محطة مترو تبين لك من أين تلج ومن أين تخرج؟ وأين وجهتك؟ ثم لوحة بها مؤقت مضبوط بالـgps يحدد لك بعد كم دقيقة سيصل قطار المترو؟
فضلا عن نظافتها .. وترتيبها .. وتهويتها ..
أهم من ذلك كله .. عدم ارتفاع أصوات الركاب وثرثرتهم وتدخلهم فيما لا يعنيهم .. وهذه الحضارة الحقيقية ..
عموما ..
ثم ذكّرنا أحد الجالسين بحافلات "خدمات جدة" ..
فضحك الجميع على الفور ..
ليه؟
كنت أركب تلك الحافلات بعض أيام الثانوية العامة ..
مكتوب عى الحافلة بكلام عربي مكتوب بخط هندي .. أربعطعش .. المنتزهات .. كيلو سبعة .. الجامعة .. كيلو ثنين .. باب مكة .. والعودة في نفس الاتجاه .. أو هكذا أتذكر ..
في حافلاتنا .. لا بد أن يكون الكنب مخرقا .. وحشية المقعد أو الإسفنج .. بادية للعيان .. فضلا عن أن المقاعد تتقافز مع كل دعسة بنزين وكبسة فرملة .. وتجد نقوشا على المقاعد أو على يمينك تصرح بأن الحب عذاب موقعة باسم "الجريح" ورسمة نقاط دم تتساقط من قلب يخترقه سهم ..
سواقو تلك الباصات .. يبدو أنهم من آكلي لحوم البشر .. عيونهم جاحظة .. شواربهم كشوك القنفذ .. يرتدي أحدهم ثوبا باليا .. وشماغا سقط معظمه إلى الأرض ..
يقوم السائق بعدة مهام ..
يحاسب الركاب .. والويل لمن لم يدفع .. خصوصا الآسيويون المساكين .. مما يضطره أحيانا لسحب "الجلنط" بصوت هكذا بسسسسسسسسست .. ويقفز من مقعده ويستخرج الريالات ممن لم يدفع الأجرة ريالا ريالا ..
من مهام السائق أيضا .. أن بجانبه حبلا طويلا قد ربط طرفه الآخر بالباب .. كلما صعد راكب جديد .. جر السائق الحبل بيمناه جرة شديدة ليغلق الباب ..
تبقى مهمة أخيرة للسائق .. السياقة طبعا .. هي آخر ما يفكر به ..
كان أولئك السواقون .. منشغلين بمناوشة الخصوم .. يتسابقون على الركاب تسباقا محموما .. كتسابق الذئاب على الطرائد .. حتى أنهم أحيانا يقومون بتركيب مسامير طويلة معقوفة الرأس وسط الجنوط الأمامية .. يستخدمونها في حالات "مجاكرة" الخصوم .. فتصطك مسامير الباصات ببعضها في الظلام فينطلق منها شررا مخيفا كالشرر الذي في وجه سائقيها ..
أخبرني صديق .. أن بعضهم .. إذا أقبل على إشارة المرور .. ورأى في المرآة منافسا له خلفه .. يكبس فرملة ويهدئ السرعة حتى تكاد الإشارة تحمرّ .. فإذا احمرت قطعها .. وترك خصمه حبيسا في الإشارة .. ذلك لكي يفوز بالزبائن المنتظرون في المحطة المقبلة .. هذا إن وجدت محطات محددة .. بل في الحقيقة الطريق كلها محطات .. فحيثما عنّ للسائق الوقوف توقف .. ولو أربك حركة السير بالكامل ..
رغم ذلك .. لا أحمل هؤلاء المساكين تردي حالة النقل العام لدينا .. بل الخطأ مشترك بينهم وبين البلدية و"الموطن" وتكوينه الثقافي ..