العرب أهلي
23-05-2005, 03:00 AM
<H2>
<CENTER><FONT color=#008040>حديقة الغروب
<P>شعر: غازي القصيبي </FONT>
<P>=========
<P><FONT color=#0000ff>
<P>خمسٌ وستُونَ.. في أجفان إعصارِ
<P>أما سئمتَ ارتحالاً أيّها الساري؟
<P>أما مللتَ من الأسفارِ.. ما هدأت
<P>إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟
<P>أما تَعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا
<P>يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ
<P>والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بَقِيَتْ
<P>سوى ثُمالةِ أيامٍ.. وتذكارِ
<P>بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا
<P>قلبي العناءَ!... ولكن تلك أقداري
<P>
<LI>**
<P>أيا رفيقةَ دربي!.. لو لديّ سوى
<P>عمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري
<P>أحببتني.. وشبابي في فتوّتهِ
<P>وما تغيّرتِ.. والأوجاعُ سُمّاري
<P>منحتني من كنوز الحُبّ.. أَنفَسها
<P>وكنتُ لولا نداكِ الجائعَ العاري
<P>ماذا أقولُ؟ وددتُ البحرَ قافيتي
<P>والغيم محبرتي.. والأفقَ أشعاري
<P>إنْ ساءلوكِ فقولي: كان يعشقني
<P>بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ.. وإصرار
<P>وكان يأوي إلى قلبي.. ويسكنه
<P>وكان يحمل في أضلاعهِ داري
<P>وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكنْ بَطَلاً
<P>لكنه لم يقبّل جبهةَ العارِ
<P>
<P></P>
<LI>**
<P>وأنتِ!.. يا بنت فجرٍ في تنفّسه
<P>ما في الأنوثة.. من سحرٍ وأسرارِ
<P>ماذا تريدين مني؟! إنَّني شَبَحٌ
<P>يهيمُ ما بين أغلالٍ.. وأسوارِ
<P>هذي حديقة عمري في الغروب.. كما
<P>رأيتِ... مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ
<P>الطيرُ هَاجَرَ.. والأغصانُ شاحبةٌ
<P>والوردُ أطرقَ يبكي عهد آذارِ
<P>لا تتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي
<P>فبين أوراقِها تلقاكِ أخباري
<P>وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكن بطلاً
<P>وكان يمزجُ أطواراً بأطوارِ
<P></P>
<LI>**
<P>ويا بلاداً نذرت العمر.. زَهرتَه
<P>لعزّها!... دُمتِ!... إني حان إبحاري
<P>تركتُ بين رمال البيد أغنيتي
<P>وعند شاطئكِ المسحورِ.. أسماري
<P>إن ساءلوكِ فقولي: لم أبعْ قلمي
<P>ولم أدنّس بسوق الزيف أفكاري
<P>وإن مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً
<P>وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري
<P></P>
<LI>**
<P>يا عالم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه
<P>وأنت تعلمُ إعلاني.. وإسراري
<P>وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به
<P>علي.. ما خدشته كل أوزاري
<P>أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي
<P>أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ؟ </FONT></CENTER>
<P></H2>المصدر صحيفة الجزيرة/11924 = الأحد 14 ربيع الثاني 1426 = Sunday 22nd May,2005</P></LI>
<CENTER><FONT color=#008040>حديقة الغروب
<P>شعر: غازي القصيبي </FONT>
<P>=========
<P><FONT color=#0000ff>
<P>خمسٌ وستُونَ.. في أجفان إعصارِ
<P>أما سئمتَ ارتحالاً أيّها الساري؟
<P>أما مللتَ من الأسفارِ.. ما هدأت
<P>إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟
<P>أما تَعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا
<P>يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ
<P>والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بَقِيَتْ
<P>سوى ثُمالةِ أيامٍ.. وتذكارِ
<P>بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا
<P>قلبي العناءَ!... ولكن تلك أقداري
<P>
<LI>**
<P>أيا رفيقةَ دربي!.. لو لديّ سوى
<P>عمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري
<P>أحببتني.. وشبابي في فتوّتهِ
<P>وما تغيّرتِ.. والأوجاعُ سُمّاري
<P>منحتني من كنوز الحُبّ.. أَنفَسها
<P>وكنتُ لولا نداكِ الجائعَ العاري
<P>ماذا أقولُ؟ وددتُ البحرَ قافيتي
<P>والغيم محبرتي.. والأفقَ أشعاري
<P>إنْ ساءلوكِ فقولي: كان يعشقني
<P>بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ.. وإصرار
<P>وكان يأوي إلى قلبي.. ويسكنه
<P>وكان يحمل في أضلاعهِ داري
<P>وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكنْ بَطَلاً
<P>لكنه لم يقبّل جبهةَ العارِ
<P>
<P></P>
<LI>**
<P>وأنتِ!.. يا بنت فجرٍ في تنفّسه
<P>ما في الأنوثة.. من سحرٍ وأسرارِ
<P>ماذا تريدين مني؟! إنَّني شَبَحٌ
<P>يهيمُ ما بين أغلالٍ.. وأسوارِ
<P>هذي حديقة عمري في الغروب.. كما
<P>رأيتِ... مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ
<P>الطيرُ هَاجَرَ.. والأغصانُ شاحبةٌ
<P>والوردُ أطرقَ يبكي عهد آذارِ
<P>لا تتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي
<P>فبين أوراقِها تلقاكِ أخباري
<P>وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكن بطلاً
<P>وكان يمزجُ أطواراً بأطوارِ
<P></P>
<LI>**
<P>ويا بلاداً نذرت العمر.. زَهرتَه
<P>لعزّها!... دُمتِ!... إني حان إبحاري
<P>تركتُ بين رمال البيد أغنيتي
<P>وعند شاطئكِ المسحورِ.. أسماري
<P>إن ساءلوكِ فقولي: لم أبعْ قلمي
<P>ولم أدنّس بسوق الزيف أفكاري
<P>وإن مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً
<P>وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري
<P></P>
<LI>**
<P>يا عالم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه
<P>وأنت تعلمُ إعلاني.. وإسراري
<P>وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به
<P>علي.. ما خدشته كل أوزاري
<P>أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي
<P>أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ؟ </FONT></CENTER>
<P></H2>المصدر صحيفة الجزيرة/11924 = الأحد 14 ربيع الثاني 1426 = Sunday 22nd May,2005</P></LI>