كل ما تريد معرفته عن:/:: الزواج [الأرشيف]

جداوي

16-08-2004, 03:00 AM

<DIV align=center>السلام عليكم ورحمه الله وبركاته الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين و على آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا يا رب العالمين أما بعد</DIV>
<DIV align=center> </DIV>
<DIV align=center>الزواج</DIV>
<DIV align=center> محمد بن صالح العثيمين دار القاسم <IMG style="MARGIN: 10px" alt="صورة المطوية" src="http://www.kalemat.org/gfx/sections/articles/441.jpg" width=100 align=left border=1> </DIV>
 
<DIV class=ATITLE align=center>في معنى النكاح لغة وشرعاً</DIV>
 
النكاح في اللغة: يكون بمعنى (عقد التزويج)، ويكون بمعنى (وطء الزوجة)، قال أبو علي القالي: ( فرّقت العرب فرقاً لطيفاً يعرف به موضع العقد من الوطء فإذا قالوا: نكح فلانة أو بنت فلان أرادوا عقد التزويج، وإذا قالوا نكح امرأته أو زوجته، لم يريدوا إلا الجماع والوطء ). 
ومعنى النكاح في الشرع: ( تعاقد بين رجل وامرأة يقصد به استمتاع كل منهما بالآخر، وتكوين أسرة صالحة ومجتمع سليم ). 
ومن هنا نأخذ أنه لا يقصد بعقد النكاح مجرد الاستمتاع، بل يقصد به مع ذلك معنى آخر هو ( تكوين الأسرة الصالحة، والمجتمعات السليمة ). لكن قد يغلب أحد القصدين على الآخر؛ لاعتبارات معينة بحسب أحوال الشخص. 
 
<DIV class=ATITLE align=center>في حكمة النكاح</DIV>
 
النكاح باعتبار ذاته مشروع، مؤكد في حق كل شهوة قادر عليه. وهو من سنن المرسلين قال الله تعالى: <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif" width=8 align=absBottom border=0> وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif" width=8 align=absBottom border=0> [الرعد:38]. 
وقد تزوج رسول الله <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0> وقال: { إني أتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني }. 
ولذلك قال العلماء: ( إن التزويج مع الشهوة أفضل من نوافل العبادة؛ لما يترتب عليه من المصالح الكثيرة، والآثار الحميدة، التي سنبين بعضها فيما بعد إن شاء الله ). 
وقد يكون النكاح واجباً في بعض الأحيان، كما إذا كان الرجل قوي الشهوة، ويخاف على نفسه من المحرم إن لم يتزوج، فهنا يجب عليه أن يتزوج؛ لإعفاف نفسه وكفِّها عن الحرام. 
ويقول النبي <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0>: { يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوّج؛ فإنه أغضّ للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع، فعليه بالصوم، فإنه له وجاء }. 
 
<DIV class=ATITLE align=center>في شروط النكاح</DIV>
 
من حسن التنظيم الإسلامي ودقته في شرع الأحكام أن جعل للعقود شروطاً، تنضبط بها، وتتحدد فيها صلاحيتها للنفوذ والاستمرار، فكل عقد من العقود له شروط لا يتم إلا بها، وهذا دليل واضح على أحكام الشرعية وإتقانها، وأنها جاءت من لدن حكيم خبير يعلمُ ما يصلح الخلق، ويشرع لهم ما يصلح به دينهم ودنياهم؛ حتى لا تكون الأمور فوضى لا حدود لها. ومن بين تلك العقود - عقد النكاح - فعقد النكاح له شروط نذكر منها ما يأتي وهو أهمها: 
1 - رضا الزوجين: فلا يصح إجبار الرجل على نكاح من لا يريد، ولا إجبار المرأة على نكاح من لا تريد. قال الله تعالى: <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif" width=8 align=absBottom border=0> يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النَسَاءَ كَرْهاً <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif" width=8 align=absBottom border=0> [النساء:19]، وقال النبي <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0>: { لا تُنكح الأيمُ حتى تُستأمر، ولا تُنكح البكر حتى تُستأذن }، قالوا يا رسول الله، وكيف إذنها؟ قال: { أن تسكت }. 
فنهى النبي <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0> عن تزويج المرأة بدون رضاها، سواء أكانت بكراً أم ثيباً، إلا أن الثيب لا بد من نطقها بالرضا، وأما البكر فيكفي في ذلك سكوتها؛ لأنها ربما تستحي عن التصريح بالرضا. 
وإذا امتنعت عن الزواج فلا يجوز أن يجبرها عليه أحد ولو كان أباها؛ لقول النبي <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0>: { والبكر يستأذنها أبوها } [رواه مسلم]. 
ولا إثم على الأب إذا لم يزوجها في هذه الحال؛ لأنها هي التي امتنعت، ولكن عليه أن يحافظ عليها ويصونها. 
وإذا خطبها شخصان، وقالت: أريد هذا، وقال وليّها: تزوّجي الآخر، زُوّجت بمن تريد هي إذا كان كفؤاً لها، أما إذا كان غير كفء فلوليها أن يمنعها من زواجها به، ولا إثم عليه في هذه الحال. 
2 - الولي: فلا يصحّ النكاح بدون ولي، لقول النبي <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0>: { لا نكاح إلا بولي }، فلو زوجت المرأة نفسها، فنكاحها باطل سواء باشرت العقد بنفسها أم وكلت فيه. 
الولي: هو البالغ العاقل الرشيد من عصباتها، مثل الأب، والجد من قبل الأب، والإبن، وابن الإبن، وإن نزل، والأخ الشقيق، والأخ من الأب، والعمّ الشقيق، والعم من الأب، وأبنائهم الأقرب فالأقرب. ولا ولاية للإخوة من الأم، ولا لأبنائهم، ولا لأبي الأم والأخوال؛ لأنهم غير عصبة. 
وإذا كان لا بد من النكاح من الولي، فإنه يجبُ على الولي اختيار الأكفاء الأمثل فالأمثل إذا تعدد الخطاب، فإن خطبها واحدٌ فقط، وهو كفءٌ ورضيت، فإنه عليه أن يزوّجها به. 
وهنا نقفُ قليلاً لنعرف مدى المسؤولية الكبيرة التي يتحمّلها الولي بالنسبة إلى من ولاه الله عليها، فهي أمانةٌ عنده يجب عليه رعايتها ووضعها في محلها، ولا يحل له احتكارها لأغراضه الشخصية، أو تزويجها بغير كفئها من أجل طمع فيما يدفع إليه، فإنّ هذا هو الخيانة، وقد قال الله تعالى: <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif" width=8 align=absBottom border=0> يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif" width=8 align=absBottom border=0> [الأنفال:27]. وقال تعالى: <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif" width=8 align=absBottom border=0> إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif" width=8 align=absBottom border=0> [الحج:38]. وقال النبي <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0>: { كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته }. 
وترى بعض الناس تُخطبُ منه ابنته يخطبها كفء، ثم يردُّه ويردُّ آخر وآخر. ومن كان كذلك فإن ولايته تسقط، ويزوّجها غيره من الأولياء الأقرب فالأقرب. 
 
<DIV class=ATITLE align=center>في صفة المرأة التي ينبغي نكاحها</DIV>
 
النكاح يرادُ للاستمتاع، وتكوين أسرةٍ صالحةٍ ومجتمعٍ سليمٍ، كما قلنا فيما سبق. وعلى هذا فالمرأة التي ينبغي نكاحها هي التي يتحقق فيها استكمال هذين الغرضين، وهي التي اتصفت بالجمال الحسي والمعنوي. 
فالجمال الحسي: كمال الخلقة، لأن المرأة كلما كانت جميلة المنظر، عذبة المنطق، قرّت العين بالنظر إليها، وأصغت الأذن إلى منطقها، فيفتح لها القلب، وينشرح لها الصدر. وتسكن إليها النفس، ويتحقق فيها قوله تعالى: <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif" width=8 align=absBottom border=0> وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif" width=8 align=absBottom border=0> [الروم:21]. 
والجمال المعنوي: كمال الدين، والخُلُق، فكلما كانت المرأة أدين وأكمل خُلقاً، كانت أحبّ إلى النفس، وأسلم عاقبة. 
فالمرأة ذات الدين، قائمة بأمر الله، حافظة لحقوق زوجها، وفراشه، وأولاده، وماله، مُعينة له على طاعة الله تعالى، إن نسي ذكرته، وإن تثاقل نشطته، وإن غضب أرضته. 
والمرأة الأديبة تتودد إلى زوجها، وتحترمه، ولا تتأخر عن شيء يحبّ أن تتقدم فيه، ولا تتقدم في شيء يجب أن تتأخر فيه. 
ولقد سُئل النبي <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0>، أي النساء خير؟ قال: { التي تسرّه إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها، ولا ماله فيما يكره }، وقال <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0>: { تزوّجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأنبياء } أو قال: { الأمم }. 
فإذا أمكن تحصيل إمرأة يتحقق فيها جمال الظاهر، وجمال الباطن، فهذا هو الكمال والسعادة بتوفيق الله. 
 
<DIV class=ATITLE align=center>في المحرّمات بالنكاح</DIV>
 
قال النبي <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0>: { إن الله فرض فرائض فلا تضيّعوها، وحدّ حدوداً فلا تعتدوها }. 
ومن جملة الحدود الشرعية التي حدّ الله تعالى حدودها النكاح حِلاً وحُرمةً، حيث حرّم على الرجل نكاح نساء معينة لقرابة أو رضاع أو مصاهرة أو غير ذلك. 
والمحرّمات من النساء على قسمين: 
قسم محرّمات دائماً، وقسم محرّمات إلى أجل: 
 
<DIV class=ATITLE align=center>1 - محرّمات دائماً:</DIV>
 
 
<DIV class=ATITLE align=center>أولاً: المحرمات بالنسب:</DIV>
 
وهن سبع ذكرهن الله تعالى بقوله في سورة النساء: <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif" width=8 align=absBottom border=0> حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif" width=8 align=absBottom border=0> [النساء:23]. 
1 - فالأمهات: يدخل فيهن الأم، والجدات سواء كنّ من جهة الأب أم من جهة الأم. 
2 - البنات: يدخل فيهن: بنات الصلب، وبنت الأبناء، وبنات البنات، ( وإن نزلن ). 
3 - والأخوات: يدخل فيهن: الأخوات الشقيقات، والأخوات من الأب، والأخوات من الأم. 
4 - العمّات: يدخل فيهن: عمّات الرجل، وعمّات أبيه، وعمّات أجداده، وعمّات أمه، وعمّات جداته. 
5 - والخالات: يدخل فيهنّ: خالات الرجل، وخالات أبيه، وخالات أجداده، وخالات جداته. 
6 - وبنات الأخ: يدخل فيهن: بنات الأخ الشقيق، وبنات الأخ من الأب، وبنات الأخ من الأم، وبنات أبنائهم، وبنات بناتهم ( وإن نزلن ). 
7 - وبنات الأخت: يدخل فيهن: بنات الأخت الشقيقة، وبنات الأخت من الأب، وبنات الأخت من الأم، وبنات أبنائهن وبنات بناتهن، ( وإن نزلن ). 
 
<DIV class=ATITLE align=center>ثانياً: المحرمات بالرضاع: ( وهنّ نظير المحرمات بالنسب )</DIV>
 
قال النبي <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0>: { يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب } ولكن الرضاع المحرم، لا بد له من شروط منها: 
1 - أن يكون خمس رضعات فأكثر، فلو رضع الطفل من المرأة - أربع - رضعات، لم تكن أماً له؛ لما روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان فيما أنزل القرآن عشر رضعات معلومات يحرّمن، ثم نسخن بخمس معلومات، فتوفي رسول الله <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0> وهي فيما يتلى من القرآن ). 
2 - أن يكون الرضاع قبل الفطام، أي يشترط أن تكون الرضعات الخمس كلها قبل الفطام، فإن كانت بعد الفطام أو بعضها قبل الفطام وبعضها بعده لم تكن المرأة أماً له. 
وإذا تمت شروط الرضاع، صار الطفل ولداً للمرأة وأولادها إخوةٌ، سواء كانت قبله أو بعده، وصار أولاد صاحب اللبن إخوة له أيضاً، سواء كانوا من المرأة التي أرضعت الطفل أم من غيرها. 
وهنا يجب أن نعرف بأن أقارب الطفل المرتضع سوى ذريته لا علاقة لهم بالرضاع ولا يؤثر فيهم الرضاع شيئاً، فيجوز لأخيه من النسب أن يتزوج أمه من الرضاع أو أخته من الرضاع. 
أما ذرية الطفل، فإنهم يكونون أولاداً للمرضعة، وصاحب اللبن، كما كان أبوهم من الرضاع كذلك. 
 
<DIV class=ATITLE align=center>ثالثاً: المحرمات بالصهر:</DIV>
 
1 - زوجات الآباء والأجداد: وإن علوا سواءً من قبل الأب أم من قبل الأم، لقوله تعالى: <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif" width=8 align=absBottom border=0> وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif" width=8 align=absBottom border=0> [النساء:22]. فمتى عقد الرجل على امرأة صارت حراماً على أبنائه، وأبناء أبنائه، وأبناء بناته، وإن نزلوا، سواء دخل بها، أم لم يدخل بها. 
2 - زوجات الأبناء: وإن نزلوا، لقوله تعالى: <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif" width=8 align=absBottom border=0> وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif" width=8 align=absBottom border=0> [النساء:23]. فمتى عقد الرجل على إمرأة صارت حراماً على أبيه، وأجداده، وإن علوا سواء من قبل الأب أم من قبل الأم، بمجرد العقد عليها، وإن لم يدخل بها. 
3 - أمّ الزوجة وجدّاتها: وإن علون، لقوله تعالى: <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif" width=8 align=absBottom border=0> وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif" width=8 align=absBottom border=0> [النساء:23]. فمتى عقد الرجل على امرأته، صارت أمّها وجداتها حراماً عليه بمجرد العقد، وإن لم يدخل بها سواءً كنّ جداتها من قبل الأب أم من قبل الأم. 
4 - بنات الزوجة، وبنات أبنائها، وبنات بناتها، وإن نزلن، وهن الربائب، وفروعهن. لكن بشرط أن يطأ الزوجة، فلو حصل الفراق قبل الوطء، لم تحرم الربائب وفروعهن؛ لقوله تعالى: <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif" width=8 align=absBottom border=0> وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif" width=8 align=absBottom border=0> [النساء:23]. فمتى تزوج الرجل امرأة ووطأها، صارت بناتها، وبنات أبنائها، وبنات بناتها، وإن نزلن حراماً عليه سواء كنّ من زوج قبله أو من زوج بعده، أما إن حصل الفراق بينهما قبل الوطء، فإن الربائب وفروعهن لا يحرمن عليه. 
 
<DIV class=ATITLE align=center>2 - المحرمات إلى أجل:</DIV>
 
وهن أصناف منها: 
1 - أخت الزوجة وعمّتها وخالتها: حتى يفارق الزوجة فرقة موت، أو فرقة حياة، وتنقضي عدّتها؛ لقوله تعالى: <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif" width=8 align=absBottom border=0> وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif" width=8 align=absBottom border=0> [النساء:23]، وقول النبي <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0>: { لا يُجمع بين المرأة وعمتها، ولا بين المرأة وخالتها } [متفق عليه]. 
2 - معتدة الغير: أي إن كانت المرأة في عدة لغيره، فإنه لا يجوز له نكاحها حتى تنتهي عدّتها، وكذلك لا يجوز له أن يخطبها إذا كانت في العدّة حتى تنتهي عدّتها. 
3 - المُحرِمة بحجّ أو عمرة: لا يجوز عقد نكاحها عليها حتى تحلّ من إحرامها. 
وهناك محرمات أخرى تركنا الكلام فيهن؛ خوفاً من التطويل. 
وأما الحيض: فلا يوجب تحريم العقد على المرأة فيعقد عليها، وإن كانت حائضاً لكن لا توطأ حتى تطهر وتغتسل. 
 
<DIV class=ATITLE align=center>في العدد المباح في النكاح</DIV>
 
لمّا كان إطلاق العنان للشخص في تزوّج ما شاء من العدد أمراً يؤدي إلى الفوضى، والظلم، وعدم القدرة على القيام بحقوق الزوجات، وكان حصر الرجل على زوجة واحدة قد يُفضي إلى الشر، وقضاء الشهوة بطريقة أخرى محرمة، أباح الشارع للناس التعدد إلى أربع فقط، لأنه العدد الذي يتمكن به الرجل من تحقيق العدل، والقيام بحق الزوجية، ويسدّ حاجته إن احتاج إلى أكثر من واحدة. 
قال الله تعالى: <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif" width=8 align=absBottom border=0> فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif" width=8 align=absBottom border=0> [النساء:3]. 
وفي عهد النبي <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0>، أسلم غيلان الثقفي وعنده عشر نساء فأمره النبي <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0> أن يختار منهن أربعاً، ويفارق البواقي، وقال قيس بن الحارث: أسلمت وعندي ثمان نسوة فأتيت النبي <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0> فذكرت له ذلك فقال: { اختر منهن أربعاً }. 
 
<DIV class=ATITLE align=center>فوائد تعدّد النساء إلى هذا الحد:</DIV>
 
1 - أنه قد يكون ضرورياً في بعض الأحيان، مثل: أن تكون الزوجة كبيرة السن، أو مريضة، لو اقتصر عليها لم يكن له منها إعفاف، وتكون ذات أولاد منه، فإن أمسكها خاف على نفسه المشقة بترك النكاح أو ربما يخاف الزنا، وإن طلقها فرّق بينها وبين أولادها، فلا تزول هذه المشكلة إلا بحلّ التعدد. 
2 - أن النكاح سبب للصلة والارتباط بين الناس، وقد جعله الله تعالى قسيماً للنسب فقال تعالى: <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif" width=8 align=absBottom border=0> وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif" width=8 align=absBottom border=0> [الفرقان:54]. فتعدد الزوجات يربط بين أسر كثيرة، ويصل بعضهم ببعض، وهذا أحد الأسباب التي حملت النبي <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0> أن يتزوج بعدد من النساء. 
3 - يترتب عليه صون عدد كبير من النساء، والقيام بحاجتهن من النفقة والسكن، وكثرة الأولاد، والنّسل، وهذا أمر مطلوب للشارع. 
4 - من الرجال من يكون حاد الشهوة لا تكفيه الواحدة، وهو تقيّ نزيه، ويخاف الزنا، ولكن يريد أن يقضي وطراً في التمتع الحلال، فكان من رحمة الله تعالى بالخلق أن أباح لهم التعدد على وجه سليم. 
 
<DIV class=ATITLE align=center>في حكمة النكاح</DIV>
 
قبل أن نبدأ الكلام في خصوص تلك المسألة، يجب علينا أن نعلم علماً يقيناً بأن الأحكام الشرعية كلها حِكَم وكلها في موضعها، وليس فيها شيء من العبث، أو السفه؛ ذلك لأنها من لدن حكيم خبير. 
ولكن هل الحِكم كلها معلومة للخلق؟ إن الآدمي محدود في علمه، وتفكيره، وعقله، فلا يمكن أن يعلم كل شيء، ولا أن يُلهم معرفة كل شيء، قال الله تعالى: <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif" width=8 align=absBottom border=0> وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif" width=8 align=absBottom border=0> [الإسراء:85]. 
إذن فالأحكام الشرعية التي شرعها الله لعباده يجب علينا الرضا بها، سواء علمنا حكمتها، أم لم نعلم، لأننا إذا لم نعلم حكمتها، فليس معناه أنه لا حكمة فيها في الواقع، إنما معناه قصور في عقولنا، وأفهامنا عن إدراك الحكمة. 
 
<DIV class=ATITLE align=center>من الحِكَم في النكاح:</DIV>
 
1 - حفظ كل من الزوجين وصيانته: قال النبي <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0>: { يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغضّ للبصر، وأحصن للفرج }. 
2 - حفظ المجتمع من الشرّ وتحلل الأخلاق، فلولا النكاح لانتشرت الرذائل بين الرجال والنساء. 
3 - استمتاع كل من الزوجين بالآخر بما يجب له من حقوق وعشرة، فالرجل يكفل المرأة، ويقوم ينفقاتها من طعام، وشراب، ومسكن ولباس بالمعروف. وقال النبي <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0>: { ولهن عليكم رزقهن، وكسوتهن بالمعروف }. والمرأة تكفل الرجل أيضاً بالقيام بما يلزمها في البيت رعاية وإصلاحاً. قال النبي <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0>: { المرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها }. 
4 - إحكام الصلة بين الأسر والقبائل، فكم من أسرتين متباعدتين، لا تعرف إحداهما الأخرى، وبالزواج يحصل التقارب بينهما، والاتصال ولهذا جعل الله الصهر قسيماً للنسب كما تقدم. 
5 - بقاء النوع الإنساني على وجه سليم، فإن النكاح سبب للنسل الذي به بقاء الإنسان، قال الله تعالى: <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif" width=8 align=absBottom border=0> يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif" width=8 align=absBottom border=0> [النساء:1]. 
ولولا النكاح للزم أحد أمرين، إما: 
1 - فناء الإنسان. 
2 - أو وجود إنسان ناشئ من سفاح، لا يعرف له أصل، ولا يقوم على أخلاق. 
ويطيب لي أن أستطرد هنا قليلاً لحُكم تحديد النسل: 
فأقول: تحديد النسل بعدد معين خلاف مطلوب الشارع، فإن النبي <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0>، أمر بتزوج المرأة الولود أي كثيرة الولادة، وعلل ذلك بأنه مكاثر بنا الأمم أو الأنبياء، وقال أهل الفقه: ينبغي أن يتزوج المرأة المعروفة بكثرة الولادة، إما نفسها إن كانت قد تزوجت من قبل وعرفت بكثرة الولادة أو بأقاربها، كأمها، وأختها، إذا كانت لم تتزوج من قبل. 
ثم ما الداعي لتحديد النسل؟ 
هل هو الخوف من ضيق الرزق؟ أو الخوف من تعب التربية؟ إن كان الأول فهذا سوء الظن بالله تعالى، لأن الله سبحانه وتعالى إذا خلق خلقاً فلا بد أن يرزقه، قال الله تعالى: <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif" width=8 align=absBottom border=0> وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif" width=8 align=absBottom border=0> [هود:6]، وقال تعالى: <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif" width=8 align=absBottom border=0> وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif" width=8 align=absBottom border=0> [العنكبوت:60ٍ]. وقال تعالى في الذين يقتلون أولادهم خشية الفقر: <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif" width=8 align=absBottom border=0> نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif" width=8 align=absBottom border=0> [الأسراء:31]. 
وإن كان الداعي لتحديد النسل هو الخوف من تعب التربية، فهذا خطأ فكم من عدد قليل من الأولاد بأكثر ممن هم دونهم بكثير. فالمدار في التربية صعوبةً وسهولةً على تيسير الله تعالى، وكلما اتقى العبد ربه، وتمشى على الطرق الشرعية، سهل الله أمره، قال الله تعالى: <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif" width=8 align=absBottom border=0> وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif" width=8 align=absBottom border=0> [الطلاق:4]. 
وإذا تبين أن تحديد النسل خلاف المشروع، فهل تنظيم النسل على الوجه الملائم لحال الأم من ذلك؟ 
الجواب: لا. ليس تنظيم النسل على الوجه الملائم لحال الأم من تحديد النسل في شيء. وأعني بتنظيم النسل، أن يستعمل الزوجان أو أحدهما طريقة تمنع من الحمل في وقت دون وقت فهذا جائزٌ، إذا رضي به كل من الزوج والزوجة، مثل: أن تكون الزوجة ضعيفة، والحمل يزيدها ضعفاً، أو مرضاً، وهي كثيرة الحمل، فتستعمل برضا الزوج هذه الحبوب التي تمنع من الحمل مدة معينة فلا بأس بذلك، وقد كان الصحابة يعزلون في عهد النبي <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0>، ولم يُنهو عن ذلك، والعزل من أسباب امتناع الحمل من هذا الوطء. 
 
<DIV class=ATITLE align=center>في الآثار المترتبة على النكاح</DIV>
 
يترتب على النكاح آثار كثيرة نذكر منها ما يلي: 
 
<DIV class=ATITLE align=center>أولاً: وجوب المهر:</DIV>
 
والمهر: هو الصداق المسمى باللغة العامية: ( جهاز )، فالمهر ثابت للمرأة بالنكاح، سواء شرط أم سكت عنه، وهو ( المال المدفوع للزوجة بسبب عقد النكاح )، فإن كان معيّناً فهو ما عيّن سواء كان قليلاً أم كثيراً، وإن كان غير معين بأن عقد عليها ولم يدفع جهازاً، ولم يسمّوا شيئاً، فعلى الزوج أن يدفع إليها مهر المثل، وهو ما جرت العادة أن يُدفع لمثلها. وكما يكون المهر مالاً أي عيناً، ويكون كذلك منفعة، فلقد زوّج النبي <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0> إمرأة برجل على أن يعلمها شيئاً من القرآن. 
والمشروع في المهر أن يكون قليلاً، فكلما قلّ وتيسّر، فهو أفضل، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه سلم، وتحصيلاً للبركة، فإن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة، وروى مسلم في صحيحه أن رجلاً قال للنبي <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0>: إني تزوجت إمرأة. قال: { كم أصدقتها؟ } قال: أربع أواق ( يعني مائة وستين درهماً ) فقال النبي <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0>: { على أربع أواق كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل، ما عندنا ما نعطيك، ولكن عسى أن نبعثك في بعث تصيب منه }. 
وقال عمر رضي الله عنه: ( لا تَغْلُوا صَدَقَ النساء، فإنها لو كانت مَكْرُمة في الدنيا، أو تَقْوى في الآخرة كان أولاكم بها النبي <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0>، ما أصدق النبي <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0> إمراة من نسائه، ولا أصدقت إمراة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية، والأوقية أربعون درهماً ). 
ولقد كان تصاعد المهور في هذه السنين له أثره السيء في منع كثير من الناس من النكاح، رجالاً ونساءً، وصار الرجل يُمضي السنوات الكثيرة قبل أن يحصل المهر فنتج عن ذلك مفاسد منها: 
1 - تعطيل كثير من الرجال والنساء عن النكاح. 
2 - أن أهل المرأة صاروا ينظرون إلى المهر قلة وكثرة، فالمهر عند كثير منهم ـ هو ما يستفيدونه من الرجل لإمرأتهم، فإذا كان كثيراً زوّجوا، ولم ينظروا للعواقب، وإن كان قليلاً ردّوا الزوج، وإن كان مرضياً في دينه وخلقه!. 
3 - أنه إذا ساءت العلاقة بين الزوج والزوجة، وكان المهر بهذا القدر الباهظ، فإنه لا تسمحُ نفسه غالباً بمفارقتها، بإحسان بل يؤذيها ويتعبها؛ لعلها ترد شيئاً مما دفع إليها، ولو كان المهر قليلاً لهان عليه فراقها. 
ولو أنّ الناس اقتصدوا في المهر، وتعاونوا في ذلك، وبدأ الأعيان بتنفيذ هذا الأمر لحصل للمجتمع خيرٌ كثير، وراحةٌ كبيرة، وتحصينُ كثيرٍ من الرجال والنساء. 
ولكن مع الأسف إنّ الناس صاروا يتبارون في السّبق إلى تصاعد المهور، وزيادتها، فكل سنة يضيفون أشياء لم تكن معروفة من قبل، ولا تدري إلى أي غاية ينتهون؟ 
ولقد كان بعض الناس - وخصوصاً البادية - يسلكون مسلكاً فيه بعض السهولة، وهو تأجيل شيء من المهر، مثل: أن يزوّجه بمهر قدره نصفه حال، ونصفه مؤجل إلى سنة أو أقل أو أكثر. وهذا يخفف عن الزوج بعض التخفيف. 
 
<DIV class=ATITLE align=center>ثانياً: النفقة:</DIV>
 
فعلى الزوج، أن ينفق على زوجته بالمعروف طعاماً وشراباً، كسوةً وسكنى، فإن بخل بشيء من الواجب فهو آثم، ولها أن تأخذ من ماله بقدر كفايتها، أو تستدين عليه، ويلزمه الوفاء. 
ومن النفقة: الوليمة، وهي ( ما يصنعه الزوج، من الطعام أيام الزواج، ويدعو الناس إليه ) وهي سُنة، مأمور بها؛ لأن النبي <IMG height=20 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/salla.gif" width=22 align=absBottom border=0> فعلها، وأمر بها. ولكن يجب في الوليمة أن يتجنب فيها الإسراف المحرّم، وينبغي أن تكون بقدر حال الزوج. 
أما ما يفعله بعض الناس من الإسراف فيها كميّةً، وكيفيةً، فإنه لا ينبغي، ويترتب عليه صرف أموال كثيرة بلا فائدة. 
 
<DIV class=ATITLE align=center>ثالثاً: الصلة بين الزوج وزوجته وبين أهليهما:</DIV>
 
فقد جعل الله بين الزوج وزوجته مودة ورحمة، وهذا الإتصال يوجب الحقوق المترتبة عليه عرفاً، فإنه كلما حصلت الصلة وجب من الحقوق بقدرها. 
 
<DIV class=ATITLE align=center>رابعاً: المحرمية:</DIV>
 
فإن الزوج يكون محرماً لأمهات زوجاته وجداتها، وإن علون، ويكون محرماً لبناتها، وبنات أبنائها، وبنات بناتها، وإن نزلن، إذا كان قد دخل بأمهن الزوجة. 
 
<DIV class=ATITLE align=center>خامساً: الإرث:</DIV>
 
فمتى عقد شخصٌ على إمرأةٍ بنكاحٍ صحيح، فإنه يجري التوارث بينهما، لقوله تعالى: <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif" width=8 align=absBottom border=0> ولكم نصف ما ترك أزواجكم <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif" width=8 align=absBottom border=0>. إلى قوله: <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif" width=8 align=absBottom border=0> توصون بها أو دين <IMG height=15 alt="" src="http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif" width=8 align=absBottom border=0> [النساء:12]. ولا فرق بين أن يدخل بها، ويخلو بها أم لا. 
ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار. 
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.