DoDa AlBtOoOtA
20-04-2006, 02:39 PM
مقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاه
وبعد :
فيظن بعض الناس أن أصحاب الشريعة وأبناء الملة لا يعرفون الحب ، ولا
يقدرونه حق قدره ، ولا يدرون ما هو ، والحقيقة أن هذا وهم وجهل ، بل
الحب العامر أنشودة عذبة في أفواه الصادقين ، وقصيدة جميلة في ديوان
المحبين ، ولكنه حب شريف عفيف ، كتبه الصالحون بدموعهم ، وسطره الأبرار
بدمائهم ، فأصبحت أسماؤهم في سجل الخلود معالم للفداء والتضحية
والبسالة . وقصدت من هذه الرسالة الوقف مع القارئ على جوانب مشرقة ،
وأطلال موحشة في مسيرة الحب الطويلة ، التي بدأها الإنسان في حياة الكبد
والنكد ، ليسمو إلى حياة الجمال والجلال والكمال ، وسوف يمر بك ذكر
لضحايا الحب وقتلاه ، وستعرف المقصود مما أردت إذا قرأت ، وتعلم ما نويت
إذا طالعت .
والله وحده نسأل أن يجعلنا من أحبابه ، والشهداء في سبيله .
الحب
الحب ماء الحياة ،وغذاء الروح ، وقوت النفس .
تعكف الناقة على حوارها بالحب ،
ويرضع الطفل ثدي أمه بالحب
وتبني الحمرة عشها بالحب ،
بالحب تشرق الوجوه ،
وتبتسم الشفاه ،
وتتألق العيون .
الحب قاض في محكمة الدنيا ،
يحكم للأحباب ولو جار ،
ويفصل في القضايا لمصلحة المحبين ولو ظلم ،
بالحب وحده تقع جماجم المحاربين على الأرض كأنها الدنانير ،
لأنهم أحبوا مبدأهم ،
وتسيل نفوسهم على شفرات السيوف ،
لأنهم أحبوا رسالتهم ،
أحب الصحابة
المنهج وصاحبه ،
والرسالة وحاملها ،
والوحي ومنزله ،
فتقطعوا على رؤوس الرماح طلبا للرضا
في
بدر ، وأحد ، وحنين ،
وهجروا الطعام ، والشراب ، والشهوات
في
هواجر مكة ، والمدينة ،
وتجافوا عن المضاجع
في
ثلث الليل الغابر ،
وأنفقوا
طلبا لمرضاة الحبيب .
بالحب صاح حرام بن ملحان مقتولا : فزت ورب الكعبة !،
بالحب نادى عمير بن الحمام إلى الجنة مستعجلا : إنها لحياة طويلة إذ
بقيت حتى آكل هذه التمرات ! ،
بالحب صرخ عبد الله بن عمرو الأنصاري : اللهم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضى
!.
لما أحب الخليل ـ عليه الصلاة والسلام ـ صارت له بردا وسلاما ،
ولما أحب الكليم موسى ـ عليه السلام ـ انفلق له البحر ، ولما أحب
خاتمهم حن له الجذع ، وانشق له القمر .
المحب عذبه عذاب ، واستشهاده شهد لأنه محب .
أحبك ... لا تسأل لماذا ..؟لأنني
أحبك هذا الحب رأيي ومذهبي
بالحب يثور النائم من لحافه الدافئ ، وفراشه الوثير لصلاة الفجر ،
بالحب يتقدم المبارز إلى الموت مستثقلا الحياة ،
بالحب تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا يقال إلا ما يرضي الرب ،
الحب كالكهرباء في التيار يلمس الأسلاك فإذا النور ،
ويصل الأجسام فإذا الدفء ،
ويباشر المادة فإذا الإشعاع ،
الحب كالجاذبية به يتحرك الفلك ، وتتصاحب الكواكب ، وتتآلف المجموعة
الشمسية ، فلا يقع بينهما خصام ولا قتال ،
بالحب تتآخى الشموس في المجرة ، فلا صدام هناك ،
ويوم ينتهي الحب يقع الهجر والقطيعة في العالم ، وسوء الظن والريبة في
الأنفس ، والانقباض والعبوس في الوجوه ،
يوم ينتهي الحب
لا يفهم الطالب كلام معلمه العربي المبين ،
ولا تذعن المرأة لزوجها ولو سألها شربت ماء ،
ولا يحنو الأب على ابنه ولو كان في شدق الأسد ،
يوم ينتهي الحب
تهجر النحلة الزهر ،
والعصفور الروض ،
والحمام الغدير ، ي
يوم ينتهي الحب
تقوم الحروب ،
ويشتعل القتال ،
وتدمر القلاع ،
وتدك الحصون ،
وتذهب الأنفس والأموال ،
ويوم ينتهي الحب
تصبح الدنيا قاعا صفصفاً ،
والوثائق صحفا فارغة ،
والبراهين أساطير ،
والمثل ترهات ...! .
لا حياة إلا بالحب ،
ولا عيش إلا بالحب ،
لا بقاء إلا بالحب ،
إذا أحببت
شممت عطر الزهر ،
ولمست لين الحرير ،
وذقت حلاوة العسل ،
ووجدت برد العافية ،
وحصلت أشرف العلوم ،
وعرفت أسرار الأشياء .
وإذا كرهت
صارت كل كلمة عندك جارحة ،
وكل تصرف مشبوها ،
وكل حركة مشكوك فيها ،
وكل إحسان إساءة .
المحب هجره وصال ،
وغضبه رضا ،
وخطيئته إحسان ،
وخطؤه صواب .
ويقبح من سواك الفعل عندي
وتفعله فيحسن منك ذاكا ...!
الحب حبان :
حب ارضي طيني سفلي إنما هو هيام وغرام ،
وحب علوي سماوي إلهي ، وهو طاعة وعبادة وشهادة وسيادة .
فحب الأرض
للعيون السود والخدود والقدود ، ووادي الغضا ، وأهل البان ، وذكريات
سلمى ، وأيام ليلى .
وحب الإله
تعلق بشرعه ، وانقياد لأمره ، وامتثال لدينه ، وتقرب منه .
حب الطين
آهات وزفرات وحسرات وندامات .
وحب رب العالمين
علو ورفع وكرامة وسلامة وسعادة وريادة ،
كيف لا تحب الله ..؟
وما من نعمة عليك إلا هو منعمها ،
ولا بلية إلا هو صارفها؟ !
هو المحسن وحده _ جل في علاه _ .،
فقضاؤه عدل ،
وشرعه رحمة ،
وخلقه جميل ،
وصنعه حكيم ،
وفضله واسع ،
ووصفه حسن ،
فلا عيب في شئ من صفاته ، بل الكمال كله فيها ،
ولا نقص في تدبيره ، بل الحكمة أجمعها فيه ،
ولا خلل في صنعه ، بل الحسن أوله وآخره فيه ،
فحبه واجب ،
والتقرب منه فريضة ،
وشكره حتم ،
وطاعته لازمة .
أما الحب سواه
فمنافع متبادلة ،
وأهواء مشتركة ،
وأغراض مادية ،
يشوبه الخلل والزلل والإسراف وعدم الاستقرار ، مع ما يعقبه من أسف وندامة
وحسرة .
ولا أحد في الكون يسكن له العبد ،
ويتوكل عليه إلا الواحد الأحد ،
ولذلك سمى نفسه ( الله ) ،.
قيل هو الذي تأله النفوس إليه ،.
وتسكن إليه في علاه .
الحب للرحمن جل جــــــلاله
وهو مستحق الحب والأشواق
فأصـــرفه للملك الجليـل ولذبه
من كل ما تخشــاه من إرهاق
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاه
وبعد :
فيظن بعض الناس أن أصحاب الشريعة وأبناء الملة لا يعرفون الحب ، ولا
يقدرونه حق قدره ، ولا يدرون ما هو ، والحقيقة أن هذا وهم وجهل ، بل
الحب العامر أنشودة عذبة في أفواه الصادقين ، وقصيدة جميلة في ديوان
المحبين ، ولكنه حب شريف عفيف ، كتبه الصالحون بدموعهم ، وسطره الأبرار
بدمائهم ، فأصبحت أسماؤهم في سجل الخلود معالم للفداء والتضحية
والبسالة . وقصدت من هذه الرسالة الوقف مع القارئ على جوانب مشرقة ،
وأطلال موحشة في مسيرة الحب الطويلة ، التي بدأها الإنسان في حياة الكبد
والنكد ، ليسمو إلى حياة الجمال والجلال والكمال ، وسوف يمر بك ذكر
لضحايا الحب وقتلاه ، وستعرف المقصود مما أردت إذا قرأت ، وتعلم ما نويت
إذا طالعت .
والله وحده نسأل أن يجعلنا من أحبابه ، والشهداء في سبيله .
الحب
الحب ماء الحياة ،وغذاء الروح ، وقوت النفس .
تعكف الناقة على حوارها بالحب ،
ويرضع الطفل ثدي أمه بالحب
وتبني الحمرة عشها بالحب ،
بالحب تشرق الوجوه ،
وتبتسم الشفاه ،
وتتألق العيون .
الحب قاض في محكمة الدنيا ،
يحكم للأحباب ولو جار ،
ويفصل في القضايا لمصلحة المحبين ولو ظلم ،
بالحب وحده تقع جماجم المحاربين على الأرض كأنها الدنانير ،
لأنهم أحبوا مبدأهم ،
وتسيل نفوسهم على شفرات السيوف ،
لأنهم أحبوا رسالتهم ،
أحب الصحابة
المنهج وصاحبه ،
والرسالة وحاملها ،
والوحي ومنزله ،
فتقطعوا على رؤوس الرماح طلبا للرضا
في
بدر ، وأحد ، وحنين ،
وهجروا الطعام ، والشراب ، والشهوات
في
هواجر مكة ، والمدينة ،
وتجافوا عن المضاجع
في
ثلث الليل الغابر ،
وأنفقوا
طلبا لمرضاة الحبيب .
بالحب صاح حرام بن ملحان مقتولا : فزت ورب الكعبة !،
بالحب نادى عمير بن الحمام إلى الجنة مستعجلا : إنها لحياة طويلة إذ
بقيت حتى آكل هذه التمرات ! ،
بالحب صرخ عبد الله بن عمرو الأنصاري : اللهم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضى
!.
لما أحب الخليل ـ عليه الصلاة والسلام ـ صارت له بردا وسلاما ،
ولما أحب الكليم موسى ـ عليه السلام ـ انفلق له البحر ، ولما أحب
خاتمهم حن له الجذع ، وانشق له القمر .
المحب عذبه عذاب ، واستشهاده شهد لأنه محب .
أحبك ... لا تسأل لماذا ..؟لأنني
أحبك هذا الحب رأيي ومذهبي
بالحب يثور النائم من لحافه الدافئ ، وفراشه الوثير لصلاة الفجر ،
بالحب يتقدم المبارز إلى الموت مستثقلا الحياة ،
بالحب تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا يقال إلا ما يرضي الرب ،
الحب كالكهرباء في التيار يلمس الأسلاك فإذا النور ،
ويصل الأجسام فإذا الدفء ،
ويباشر المادة فإذا الإشعاع ،
الحب كالجاذبية به يتحرك الفلك ، وتتصاحب الكواكب ، وتتآلف المجموعة
الشمسية ، فلا يقع بينهما خصام ولا قتال ،
بالحب تتآخى الشموس في المجرة ، فلا صدام هناك ،
ويوم ينتهي الحب يقع الهجر والقطيعة في العالم ، وسوء الظن والريبة في
الأنفس ، والانقباض والعبوس في الوجوه ،
يوم ينتهي الحب
لا يفهم الطالب كلام معلمه العربي المبين ،
ولا تذعن المرأة لزوجها ولو سألها شربت ماء ،
ولا يحنو الأب على ابنه ولو كان في شدق الأسد ،
يوم ينتهي الحب
تهجر النحلة الزهر ،
والعصفور الروض ،
والحمام الغدير ، ي
يوم ينتهي الحب
تقوم الحروب ،
ويشتعل القتال ،
وتدمر القلاع ،
وتدك الحصون ،
وتذهب الأنفس والأموال ،
ويوم ينتهي الحب
تصبح الدنيا قاعا صفصفاً ،
والوثائق صحفا فارغة ،
والبراهين أساطير ،
والمثل ترهات ...! .
لا حياة إلا بالحب ،
ولا عيش إلا بالحب ،
لا بقاء إلا بالحب ،
إذا أحببت
شممت عطر الزهر ،
ولمست لين الحرير ،
وذقت حلاوة العسل ،
ووجدت برد العافية ،
وحصلت أشرف العلوم ،
وعرفت أسرار الأشياء .
وإذا كرهت
صارت كل كلمة عندك جارحة ،
وكل تصرف مشبوها ،
وكل حركة مشكوك فيها ،
وكل إحسان إساءة .
المحب هجره وصال ،
وغضبه رضا ،
وخطيئته إحسان ،
وخطؤه صواب .
ويقبح من سواك الفعل عندي
وتفعله فيحسن منك ذاكا ...!
الحب حبان :
حب ارضي طيني سفلي إنما هو هيام وغرام ،
وحب علوي سماوي إلهي ، وهو طاعة وعبادة وشهادة وسيادة .
فحب الأرض
للعيون السود والخدود والقدود ، ووادي الغضا ، وأهل البان ، وذكريات
سلمى ، وأيام ليلى .
وحب الإله
تعلق بشرعه ، وانقياد لأمره ، وامتثال لدينه ، وتقرب منه .
حب الطين
آهات وزفرات وحسرات وندامات .
وحب رب العالمين
علو ورفع وكرامة وسلامة وسعادة وريادة ،
كيف لا تحب الله ..؟
وما من نعمة عليك إلا هو منعمها ،
ولا بلية إلا هو صارفها؟ !
هو المحسن وحده _ جل في علاه _ .،
فقضاؤه عدل ،
وشرعه رحمة ،
وخلقه جميل ،
وصنعه حكيم ،
وفضله واسع ،
ووصفه حسن ،
فلا عيب في شئ من صفاته ، بل الكمال كله فيها ،
ولا نقص في تدبيره ، بل الحكمة أجمعها فيه ،
ولا خلل في صنعه ، بل الحسن أوله وآخره فيه ،
فحبه واجب ،
والتقرب منه فريضة ،
وشكره حتم ،
وطاعته لازمة .
أما الحب سواه
فمنافع متبادلة ،
وأهواء مشتركة ،
وأغراض مادية ،
يشوبه الخلل والزلل والإسراف وعدم الاستقرار ، مع ما يعقبه من أسف وندامة
وحسرة .
ولا أحد في الكون يسكن له العبد ،
ويتوكل عليه إلا الواحد الأحد ،
ولذلك سمى نفسه ( الله ) ،.
قيل هو الذي تأله النفوس إليه ،.
وتسكن إليه في علاه .
الحب للرحمن جل جــــــلاله
وهو مستحق الحب والأشواق
فأصـــرفه للملك الجليـل ولذبه
من كل ما تخشــاه من إرهاق