المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة


محمد
05-12-2006, 12:44 AM
امتدت يدها المرتعشة تلتقط علبة الأقراص المنومة من أمام المرآة.. وتسارعت دقات قلبها وهي تخرج الشريط الأول منها وتفرغ محتوياته أمامها
نظرت إلى الأقراص العشرة بغير اقتناع... وراحت تفرغ محتويات الشريط الثاني
الآن تشعر بالرضى.. فعليها الانتهاء من مهمتها قبل آذان الفجر واستيقاظ والدها لأداء الصلاة
ملأت كفها المرتعشة بالأقراص... وامتدت يدها الأخرى لكوب الماء... ما هذا..؟ الكوب فارغ... أسرعت إلى المطبخ لإحضار الماء وتعجبت عند عودتها كيف أصبح المطبخ قريباً هكذا من غرفة نومها...؟
وعند مرورها أمام غرفة أخيها طرقت مسامعها أصوات تنبعث من التليفزيون إنه فيلم "أغلى من حياتي"... كان فيلمهما المفضل.. وكم كانت متعتها وهي تتابعه وهي على يقين أنه مثلها في نفس الوقت يتابع الفيلم في منزله.. وكان يردد دائماً أنه يرى فيها نموذجاً للتضحية... ولكن ها هي الآن تمر من أمام غرفة أخيها ولا تستطيع حتى إلقاء نظرة على الفيلم... فقد حاصرتها الذكريات وملأتها الأحزان ولن تحتمل المزيد
وراودها السؤال بإلحاح.. هل هو الآن يتابع الفيلم كما كان..؟
لم تستطع أن تقاوم رغبتها في معرفة ما يفعله الآن – رغم يقينها أنه يتابع الفيلم ويغرق في ذكرياته.. فهو يتعذب مثلها – وضعت كوب الماء أمام المرآة وأمسكت سماعة الهاتف وأدارت القرص برقم منزله
كم اشتاقت لصوت رنين هاتفه وكأنه يختلف عن أي رنين آخر... ثم جاءها صوته.. ولكنه لا يتحدث إليها... "ثواني يا حبيبتي أشوف مين اللي بيتصل في وقت زي ده"، ثم اقترب صوته يقول بنفاذ صبر "ألو.. ألو... ألو.." وأغلق الخط
حاولت أن تعيد السماعة مكانها ولكن يدها لم تطاوعها... صمت لا يتخلله سوى كلمة واحدة تمزق ما تبقى من أحلامها.. سكيناً تسري في أنحائها.. مطرقة تسحق الأعوام الخمسة الماضية وتحيلها ترابهاً يملأ عينيها ويمنعها من رؤية ما تبقى من عمرها
***********
"حبيبتي"
أليست هي من قال عنها "أنا مضطر للزواج بها رغم أنفي حتى أمنح أمي المريضة بعض السعادة" ... أصبحت الآن تحمل أغلى لقب كانت تفخر به
"حبيبته"
حانت منها التفاتة نحو المرآة.. وتعجبت
أين ذهبت دموعها التي كانت تنساب أنهاراً..؟ لماذا تشعر الآن – ولأول مرة – أن صورتها التي تعكسها المرآة تواسيها
تأخذ بيدها
وتقول عيناها: وماذا بعد...؟..قد كان نوراً يضئ حياتك.. وانطفأ... كان أملاً يسابق أحزانك... وانكفأ... فالنور غالباً لا يستمر... والأمل غالباً لا ينتصر... لكن الأيام تمضي في رحلتها... وتتوه الأحزان بين البشر
***********
أعادت سماعة الهاتف مكانها... وألقت بأيامه وراءها... وعلت تكبيرات متداخلة تعلن بزوغ فجر يوم جديد.. فقامت لتتوضأ... ولم تنس في طريقها أن تلقي بكل أقراص الدواء... وبعض الذكريات... في سلة المهملات


منقوووول

دموع تبتسم
05-12-2006, 11:49 AM
شئ مؤسف للغايه أن تتمنى شخص بعينه


وتجده في كل لحظه من لحظات حياتك


ولكن لاتسطيع أن تمتلكه



:166: :166: :166:

لن ابكــــــ جروحي ــي
05-12-2006, 02:45 PM
احيانا اتمنى ما يكون عندي قلب ، حتى ما اتعرض لمثل هذه المواقف
:396:

محمد
06-12-2006, 09:15 PM
لا تندم على حب عشته...حتى ولوصارت الذكرى تؤلمك

فإذا كانت الزهور قد جفت وضاع عبيرها ولم يبقى منها غيرالأشواك<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
فلا تنسى أنها... منحتك عطراً جميلاً...أسعدتك

لحظه حب
11-12-2006, 10:15 AM
:334: :334: برافو عليها ........ عندنا متل بيقول ( اللي مأمنه للرجال مأمنه للماء في الغربال ) ....

تحياتي

محمد
13-12-2006, 07:33 AM
احيانا اتمنى ما يكون عندي قلب ، حتى ما اتعرض لمثل هذه المواقف

:396:

جروحي المواقف الصعبة مش دائما هي المقياس ولتكن نظرتك نظرة تفائل

محمد
13-12-2006, 07:35 AM
:334: :334: برافو عليها ........ عندنا متل بيقول ( اللي مأمنه للرجال مأمنه للماء في الغربال ) ....

تحياتي

بوسي مش بنحكي لكم هيدا الحكاوي حتى تتحاملوا على الرجال

دموع تبتسم
13-12-2006, 07:58 AM
مشكور محمد لتواجدك


:164: :164: