ابو رتال
19-10-2004, 03:00 AM
أحبتي في الله....................................حفظكم الله ورعاكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحلقة الخامسة من سلسلة آيات وتفسير
من كلمات الشيخ الإمام العلامة
عبد الرحمن السعدي
سورة التكاثر
بِسْمِ اللَّهِ #1649;لرَّحْمَـ#1648;نِ #1649;لرَّحِيمِ
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ <A name=102-2>(1)</A> حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ <A name=102-3>(2)</A> كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ <A name=102-4>(3)</A> ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ <A name=102-5>(4)</A> كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ <A name=102-6>(5)</A> لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ <A name=102-7>(6)</A> ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ <A name=102-8>(7)</A> ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)
يقول تعالى موبخا عباده عن اشتغالهم عما خلقوا له من عبادته وحده لا شريك له ، ومعرفته ، والإنابة إليه ، وتقديم محبته على كل شيء .
" ألهاكم "
عن ذلك المذكور
" التكاثر "
، ولم يذكر المتكاثر به ، ليشمل ذلك كل ما يتكاثر به المتكاثرون ، ويفتخر به المفتخرون ، من الأموال ، والأولاد ، والأنصار ، والجنود ، والخدم ، والجاه ، وغير ذلك مما يقصد منه مكاثرة كل واحد للآخر ، وليس المقصود منه وجه الله . فاستمرت غفلتكم ، ولهوتكم ، وتشاغلكم
" حتى زرتم المقابر "
، فانكشف حينئذ لكم الغطاء ، ولكن بعدما تعذر عليكم استئنافه . ودل قوله :
" حتى زرتم المقابر "
أن البرزخ دار ، المقصود منها ، النفوذ إلى الدار الآخرة ، لأن الله سماهم زائرين ، ولم يسمهم مقيمين . فدل ذلك على البعث ، والجزاء على الأعمال ، في دار باقية غير فانية ، ولهذا توعدهم بقوله :
" كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون علم اليقين "
، أي : لو تعلمون ما أمامكم ، علما يصل إلى القلوب ، لما ألهاكم التكاثر ، ولبادرتهم إلى الأعمال الصالحة . ولكن عدم العلم الحقيقي ، صيركم إلى ما ترون .
" لترون الجحيم "
، أي : لترون القيامة ، فلترون الجحيم ، التي أعدها الله للكافرين .
" ثم لترونها عين اليقين "
، أي : رؤية بصرية ، كما قال تعالى :
" ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا "
" ثم لتسألن يومئذ عن النعيم "
الذي تنعمتم به في دار الدنيا ، هل قمتم بشكره ، وأديتم حق الله فيه ، ولم تستعينوا به على معاصيه ، فينعمكم نعيما أعلى منه وأفضل . أم اغتررتم به ، ولم تقوموا بشكره ؟ بل ربما استعنتم به على المعاصي ، فيعاقبكم على ذلك ، قال تعالى :
" ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون "
الآية .
تم تفسير سورة التكاثر ـ والله الحمد والفضل
انتهى كلامه رحمه الله
وأخيراً / أسأل الله العلي القدير بمنه وكرمه أن أكون قد حصلت على رضاكم وإستحسانكم
مع فائق تحياتي وتقديري
أخوكم/ أبو محسن الدوعني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحلقة الخامسة من سلسلة آيات وتفسير
من كلمات الشيخ الإمام العلامة
عبد الرحمن السعدي
سورة التكاثر
بِسْمِ اللَّهِ #1649;لرَّحْمَـ#1648;نِ #1649;لرَّحِيمِ
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ <A name=102-2>(1)</A> حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ <A name=102-3>(2)</A> كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ <A name=102-4>(3)</A> ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ <A name=102-5>(4)</A> كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ <A name=102-6>(5)</A> لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ <A name=102-7>(6)</A> ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ <A name=102-8>(7)</A> ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)
يقول تعالى موبخا عباده عن اشتغالهم عما خلقوا له من عبادته وحده لا شريك له ، ومعرفته ، والإنابة إليه ، وتقديم محبته على كل شيء .
" ألهاكم "
عن ذلك المذكور
" التكاثر "
، ولم يذكر المتكاثر به ، ليشمل ذلك كل ما يتكاثر به المتكاثرون ، ويفتخر به المفتخرون ، من الأموال ، والأولاد ، والأنصار ، والجنود ، والخدم ، والجاه ، وغير ذلك مما يقصد منه مكاثرة كل واحد للآخر ، وليس المقصود منه وجه الله . فاستمرت غفلتكم ، ولهوتكم ، وتشاغلكم
" حتى زرتم المقابر "
، فانكشف حينئذ لكم الغطاء ، ولكن بعدما تعذر عليكم استئنافه . ودل قوله :
" حتى زرتم المقابر "
أن البرزخ دار ، المقصود منها ، النفوذ إلى الدار الآخرة ، لأن الله سماهم زائرين ، ولم يسمهم مقيمين . فدل ذلك على البعث ، والجزاء على الأعمال ، في دار باقية غير فانية ، ولهذا توعدهم بقوله :
" كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون علم اليقين "
، أي : لو تعلمون ما أمامكم ، علما يصل إلى القلوب ، لما ألهاكم التكاثر ، ولبادرتهم إلى الأعمال الصالحة . ولكن عدم العلم الحقيقي ، صيركم إلى ما ترون .
" لترون الجحيم "
، أي : لترون القيامة ، فلترون الجحيم ، التي أعدها الله للكافرين .
" ثم لترونها عين اليقين "
، أي : رؤية بصرية ، كما قال تعالى :
" ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا "
" ثم لتسألن يومئذ عن النعيم "
الذي تنعمتم به في دار الدنيا ، هل قمتم بشكره ، وأديتم حق الله فيه ، ولم تستعينوا به على معاصيه ، فينعمكم نعيما أعلى منه وأفضل . أم اغتررتم به ، ولم تقوموا بشكره ؟ بل ربما استعنتم به على المعاصي ، فيعاقبكم على ذلك ، قال تعالى :
" ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون "
الآية .
تم تفسير سورة التكاثر ـ والله الحمد والفضل
انتهى كلامه رحمه الله
وأخيراً / أسأل الله العلي القدير بمنه وكرمه أن أكون قد حصلت على رضاكم وإستحسانكم
مع فائق تحياتي وتقديري
أخوكم/ أبو محسن الدوعني