لماذا لا نجيد المطالبة بالحقوق ؟!
 

لماذا لا نجيد المطالبة بالحقوق ؟!



راشد محمد الفوزان
يوميا نتعرض للكثير من مشاكل هذه الحياة، ويوميا يمكن أن تتعرض لموقف سواء كان عابراً أو لعمل ومعاملة خاصة بك، كثيراً ما تتعرض للغش سواء بسلعة أو خدمة تشتريها أو تطلبها، تتعرض للغش في مواد غذائية أو قطع غيار أو دواء، وتتعرض للضرر من مستوصف ومستشفى بسبب خطأ أو تجاوز، ونتعرض للضرر من بنك أو شركة كهرباء أو مياه، ونتعرض لخسائر من مشاكل العمالة المنزلية وهذا باب واسع وكبير، ونتعرض للضرر من بيع وشراء الأسهم سواء بتأخر أمر أو خطأ أيا كان ، ونتعرض لنقص الخدمات سواء صحية أو حاجة للصرف الصحي، وتتعرض لتأخر طائرتك المسافرة أو سوء الخدمة بطريق تسافر من خلالة سواء بسوء الطريق وقلة الصيانة أو الخدمات المرافقة له، كثيرا ما نتعرض لمواقف تفرض أن الحق لك وأركز على الشأن المالي والأقتصادي والخدمات، لا يوجد من لم يتعرض لموقف يرى نفسه أنه على حق، وقد يكون على حق أو جزء منه أو ليس له حق، ولكن لأن ثقافة "الصمت" و "السكوت" هي السائدة فرضت عبثاً كبيرا يمارس، فكثير من النساء يتعرضن للضرر من أصحاب المحلات التجارية أو بعملها أو حق من حقوقها، ولكن لا تشتكي غالبا ولا تطالب، ثقافة التعويض والبحث عن الحق ليست كبيرة ولا عامة لأنها غالبا هي خدمات عامة، فمن يشتكي من، فإذا كانت وزارة مثلا أو كلية أو جامعة أو شركة، أو مرور أو أيا كان فمن يشتكي؟ فلا حقوق مستهلك معتبرة ولها كيانها موجودة ولا وزارة تجارة أو الوزارات الأخرى تنجز ما عليها. حين يكون لدينا ثقافة ووعي بأن "أشتكي" و "أطالب" وأفضل عبارة "حقوقي عوضا عن أشتكي" فهو لا يشتكي متذمرا بل يشتكي يريد حقه كما يراه، والذي يجب أن يفصل بها القضاء غالبا أو الجهة المسؤولة التي تتوفر بها ما يمكن أن تحل كل مشكلة. فمثلا حين يتعرض مواطن لظلم أمر بيع أسهم، أو سحب من رصيده مبلغ بدون معرفته فأين سيتجه؟ كثير لا يعرف فيتجه للبنك نفسه والبنك نفسه هو القاضي والحكم والخصم فكيف يمكن معرفة حقوق المواطن؟ والسؤال الأهم هل سيطالب بحقوقه أم يصطدم بالنظر كم سيأخذ وقتا ومتى تنظر ومتى تنتهي؟ أمر اخر كثير من المواطنين يتعرض لنقص المياة وستزيد مع الصيف، فمن يطالب بحق المواطن وأين يتجه هل سيتجه للوزارة نفسها؟ وهي من أوجد المشكلة؟ حين تتأخر الطائرة أو تلغى رحلة من سيعوض المواطن الذي حضر من ساعات ولم ينصف فمن يشتكي؟ هل يشتكي الوزارة نفسها؟ من يتأخر قرضه أين سيطالب بحقه؟ كثير هي الحقوق للمواطن ولكن لا هي قدمت له ولا أنصف بحقه، والأسوأ أنه لا يطالب بحقه الذي يرى أنه لن يصل له، ولكن البعض يردد مثال "ما ضاع حق خلفه مطالب" وهذا غير صحيح برأيي لأن المطالبة لا تكون مع الخصم أو المتضرر منه، فلا يوجد جهه في الوسط تحمي المواطن مما يتعرض له بالمطار أو وزارة المياه أو صناديق الاقراض أو البنوك أو غيرها... نحتاج إلى تنمية ثقافة المطالبة بالحقوق للمواطن والتي ستعني مباشرة تطوير عمل كل الجهات الحكومية أيا كانت، وأن يكون معرفا للمواطن حين يتعرض لضرر لأي خدمة لا تتم أو ضرر من شراء أو بيع أو مؤسسات أو شركات يتعرض للضرر منها أين سيتجه؟