الذهبية - الزوج عزيز يشكوا والزوجة رضوى تدافع

أين زوجتي

أحيانا اتسائل بيني وبين نفسي هل أنا متزوج أم لا ؟ فلا أجد

الجواب . إذ إنني أعيش في واد وزوجتي في واد آخر , اصحوا

صباحا احضر فطوري بنفسي وملابسي من دون ادني التفاتة أو

اهتمام منها فهي نائمة لأنها أطالت السهر , وهي على هذا المنوال

منذ زمن تتأخر في النوم صباحا وحين أعود من عملي أجد آثار

النوم ما تزال بادية على وجهها , فأتناول طعامي واخلد للنوم

فتكون خلال ذلك رتبت ونظفت المنزل وفي المساء أعود من عملي

متعبا اسهر بعض الشيء وأحاول التحدث إليها واعبر لها عن

مشاكلي ولكن لا من مجيب , فهي لا تريد ان يفوت عليها مشهد من

البرامج الذي تشاهده فأدخل غرفتي لأنام بينما هي تركز انتباهها

على البرامج والأفلام ولا تتركها حتى ساعات الصباح الأولى .

الكل يتحدث عن أن الزواج مشاركة بين اثنين يعيشان معا في هذه

الحياة يتذوقان حلوها ومرها معا فأين هي زوجتي من ذلك ولماذا

لا تشاركني حياتي مثل أي زوجة تصحوا وتنام عندما أنام ؟

ضجري يدفعني لتجاهله

زوجي يتغيب طوال النهار بعمله ولا يأتي إلا عند الظهيرة ليتناول

الطعام وينام وعند المساء يعود متعبا يريد الراحة, فأين أنا من

حياته هذه ؟ ومع ذلك يشكوا من حياته معي ونسي إنني من يحق لها

أن تشكوا , فأنا زوجة لرجل غائب عن منزله لا يقصده إلا للراحة

وتناول الطعام وطلب الهدوء وكأنه يقيم في فندق بينما , وبنظره ,

علي أن اسهر على راحته متناسيا أن لي حقوقا عليه . لقد طلبت منه

مرارا إن يدعني أرجع لعملي الذي تركته بعد زواجنا لكنه يرفض

بشدة ويطالبني بالتفرغ للمنزل, ها أنا متفرغة كليا للمنزل ولكن

ليس لدي صديق أو معين سوى الملل والفراغ. ليس لدي صديقات

ولا جارات لأتسلى معهن لا نني لا أريد أن أكون ضمن مجالس

النميمة والكلام الفارغ لذا اعمد إلى قتل فراغي وضجري بمشاهدة

التلفزيون نعم أنا اسهر ليلا وأطيل النوم صباحا وماذا يمكن أن أفعل

غير ذلك ؟ أن اصحوا باكرا وهو يغادر إلى عمله ثم أبقى أسيرة

الروتين والفراغ ؟ في الحقيقة أنا التي ملت هذه الحياة وأنا من يحق

لها الاعتراض وليس هو