| 
		
			| كل الحب | 28-04-2005 03:00 AM |  
 فتاة تموت وهي تستعرض جسمها في البال توك
 واقعةٌ وفتاة في العشرين من عمرها
 
 وذلكَ أنَّ تلكَ الفتاةَ قد أخذتْ أُهبتها وازّينتْ ، وقامتْ
 
 
 تتهادى وتخطِرُ أمامَ شاشةِ الحاسبِ الخاصِّ بها ، وتعرضُ ما دقَّ وجلَّ من
 تفاصيلِ جسمها ، مُقابلَ مبلغٍ زهيدٍ من المالِ ، على حثالةٍ من الذئبانِ
 
 
 البشريةِ وسقطةِ الخلقِ ، والتي لا تعرفُ معروفاً ولا تنكرُ منكراً ، وتعيشُ
 
 
 على هامشِ الوجودِ ، في أحدِ مواخيرِ البال توك العفنةِ .
 
 
 
 
 وفجأةً في لحظةٍ عابرةٍ وغفلةٍ مُباغتةٍ وأمامَ مرأى الجميعِ وتحتَ بصرهم
 ، سقطتْ تلك الفتاةُ مُمدّدةً على الأرضِ ، ووقعتِ الواقعةُ ، وابتدأتْ قصّةُ
 
 
 النهايةِ ! .
 
 
 
 
 لقد جاءها ملكُ الموتِ الذي وُكّلَ بها وهي تستعرضُ بمفاتِنها وتُبدي
 
 
 عورتَها ، وقد سكرتْ بخمرِ الشيطانِ ، ولم تستيقظْ إلا وهي في عسكرِ الموتى .
 
 
 
 إنّها الآنَ ميّتةٌ بلا حولٍ ولا قوّةٍ .
 
 
 
 لقد ماتتْ وكفى ! .
 
 
 
 أصبحتْ جُثّةً هامدةً ، سكنَ منها كلُّ شيءٍ إلا الروحَ ، فقد علتْ وعرجتْ
 
 
 إلى اللهِ تعالى ، ولا ندري ماذا كانَ جزاءها هناكَ .
 
 
 
 
 
 إنّها لحظةُ الوداعِ المُرعبةِ .
 
 
 
 لم تُلقِ نظراتِ الوداعِ على أبيها وأمّها ، طمعاً في دعوةٍ منهم نظيرَ برّها
 
 
 بهم ، ولم تلقِ نظرةَ الوداعِ على ورقةٍ من المصحفِ الشريفِ ، ولم تكنْ
 
 
 لحظةَ وداعها ذكراً أو دعوةً أو خيراً ، بل ليتها كانتْ لحظةً من لحظاتِ الدنيا
 العابرةِ ، تموتُ كما يموتُ عامّةُ الخلقِ وأكثرُ البشرِ .
 
 
 
 
 ليتها ماتتْ دهساً أو غرقاً أو حرقاً أو في هدمٍ .
 
 
 
 ليتها كانتْ كذلكَ ، إذاً هانَ الأمرُ وسهل الخطبُ .
 
 
 
 ولكنّها كانتْ ميتةً في لحظةِ إثمٍ ومعصيةٍ ، وليتها كانتْ معصيةً مقصورةً
 
 
 عليها وقد أرختْ على نفسها سترَ البيتِ ، وأسدلتْ حِجابَ الخلوةِ ،
 
 
 وانكفأتْ على ذاتِها ، وإنّما كانتْ على الملأ تُغوي وتُطربُ ، وقد سكرتِ
 
 
 الأنفسُ برؤيةِ محاسنِها ، وأذيعتْ خفيّاتُ الشهوةِ وأوقدَ لهيبُها .
 
 
 
 
 ثُمَّ ماذا يا حسرة ! .
 
 
 
 ماتتْ .
 
 
 
 نعم ، ماتتْ .
 
 
 
 لقد ولدتْ وربيتْ وعاشتْ لتموتَ .
 
 
 
 سقطتْ وهي عاريةٌ ، وبعد لحظاتٍ يسيرةٍ صارتْ جيفةً قذرةً لا يُساكُنها
 
 
 من المخلوقاتِ شيءٌ ، والعظامُ قد نخِرتْ والجلدُ عدا عليهِ الدودُ ، وأمّا
 
 
 الروحُ فهي في يدِ ملائكةٍ غِلاظٍ شدادٍ ، لا يعصونَ اللهَ ما أمرهم ويفعلونَ
 
 
 ما يؤمرونَ .
 
 
 
 
 لقد ماتتْ ! .
 
 
 ما أقوى أثرَ هذه الكلمةِ في النفوسِ ، واللهِ إنّها لتحرّكُ منها ما لا يُحرّكهُ
 
 
 أقوى المشاهدِ إثارةً وتهييجاً
 |