الذهبية - جدة:إنها حقاً عائلة محترمة

اقتباس:

بسم الله الرحمن الرحيم
جدة:إنها حقاً عائلة محترمة (82) 28 مارس 2006
عندما نشبت الحرب بين الملك عبدالعزيز الذي كان سلطاناً لنجد و ملحقاتها و الملك علي بن الحسين الذي كان ملكاً للحجاز في بداية العشرينات الميلادية من القرن الماضي كان ميزان الحرب يميل لكفة الملك عبدالعزيز رحمه الله و أسباب ذلك أن القبائل الحجازية و الشعب في الحجاز لم يكونوا يدينوا بالولاء للشريف بسبب سوء المعاملة و بسبب أن القبائل كان ولائها لمن يدفع أكثر كما أن العهد الهاشمي في الحجاز كان قد أنهك نفسه في الحرب ضد الأتراك و الصراع مع المصالح الانجليزية لطمع الشريف الحسين الكبير في أن يكون ملكاً لبني يعرب كلها. ليس هذا هو موضوع هذه الحلقة و لكنه المدخل لها حيث أن في هذه الفترة عجزت حكومة الأشراف عن الصرف على المدارس المرشدية التي تسلمتها من الأتراك و من ضمنها المدرسة الرشدية في جدة التي كانت أمام مسجد بابكير باشا أو كما يسمى اليوم مسجد الباشا أمام رباط باديب في شارع الملك عبدالعزيز و ما سمعته من أسرتي أن هذه المدرسة كانت حوش يتبع لآل باعلوي و كان فيه كتاب صغير يتبع للمسجد ثم قامت تركيا ببناء المدرسة الرشدية فيه ثم تغير الأسم بعد دخول الملك عبدالعزيز للحجاز فسميت المدرسة السعودية و قد درست فيها في بداية السبعينيات الهجرية و كانت مبنية من الخشب و مدهونة بدهان أخضر اللون و كان الماء يمشي من تحت فصولها المرتفعة عن سطح الأرض و إذا سقطت المراسمة في الشق كنا نراها تسبح في الماء أي كانت الأرض صبخة و كان أمامها فندق و بيت يخص آل باجنيد ثم زقاق فمبنى الكنداسة الذي كان على البحر و بجانبه بحر يسمى بحر الأكياس و أنا لا أذكر الكنداسة تعمل و لكني اذكرها و قد هجرت بعد أن جاء الملك عبدالعزيز بالماء من العين العزيزية و انتشرت البازانات في الحوائر جزاه الله عنا ألف خير. و كان في جدة أحواش كثيرة عرفت بعضها و سمعت عن البعض فعرفت حوش الدبابات و كان حوش بجانب مدرسة الفلاح من الناحية الشمالية الشرقية و كان فيه بقايا معدات و دبابات و سيارات عسكرية يقال أنها بقايا معدات الجيش الهاشمي حيث كانت قرب القلعة التي كان تحتها مخازن للأسلحة و هي تقع اليوم مكان عمارة باخشب باشا التي سكنتها الخطوط السعودية فترة الثمانينات الهجرية 1380هـ قبل أن تنقل لعمارة المرحوم الشيخ فتحي سعيد أبو الجدايل في المنطقة بين البغدادية و الكندرة و كان مقر نادي الاتحاد بجانبها في فيلا لها حوش و إذا لم تخني الذاكرة ملك للشيخ فتحي أبو الجدايل الذي توفى في حادث سيارة على طريق القصيم المدينة المنورة عندما كان مسافر من الرياض للمدينة بالبر رحمه الله و كان أحد رؤساء النادي و كان أول من أوجد تموين الطائرات مع اخوانه في المطارات السعودية. و من الأحواش المشهورة حوش أبو زيد و كان ملكاً للأشراف ثم اشتراه السيد حسن شربتلي و بنى فيه البناية المشهورة في شارع قابل أمام مسجد عكاشة و حوش الصنيع الذي كان يملكه العم إبراهيم الصنيع في البلد ثم قام العم إبراهيم بتوجيه إبنه العم حمد الصنيع فبناه سوق مشهور بسوق الصنيع لازال قائماً حتى اليوم و كان من أهم المستأجرين في هذا السوق العم سعيد زقزوق الخياط رحمه الله ثم إبنه العم حسن و خالي الشيخ صالح شبكشي وكان لديه دكان ساعات و غيرهم من تجار القماش و أصحاب المهن. أما الشونه فقد كانت أيضاً حوش ثم بنيت و كذلك كان هناك حوش البغدادي و حوش طبيلة و حوش أبولبة و حوش الشربتلي و حوش البقر و حوش الصبان. الحقيقة أحواش كثيرة حول المدينة و بالذات من ناحية البحر حيث كانت تستخدم لتخزين البضائع و كان بعضها يسكن به فئات من العاملين في الفرضة "الميناء" أو الجمارك. أما عندما كبرنا فقد كان هناك أحواش كثيرة خارج المدينة في البغدادية بعضها كان ملاعب للفرق المهمة في ذلك الوقت و كان هناك ملعب الثغر خلف عمائر رضا أمين من الناحية الشمالية لوزارة الخارجية و ملعب للإتحاد بعد مقبرة أمنا حواء أمام سفارة الصين الوطنية في شارع عبدالوهاب ثم إنتقل الأهلي إلى حوش أمام ثلاجة أبو الجدايل و إنتقل الإتحاد إلى حوش خلف قهوة الشباب في الشرفية و كذلك كان هناك أحواش أخرى في الصحيفة و العمارية و قد سمعنا من أهلنا أسماء أحواش كثيرة عندما يتحدثوا الكبار مع بعض مثل: 1. حوش الخان. 2. حوش دبوس. 3. حوش البقر. 4. حوش البلاط. 5. حوش النخلة. 6. حوش الإزمرلي. 7. حوش العلوي. 8. حوش الصبان و حوش قابل و حوش طبيلة و حوش آل غالب "الأشراف". و كان شارع فيصل أساساً أحواش قبل أن يصبح سوقاً سمي شارع فيصل ثم هدم و بنيت عليه عمارة الملكة و كذلك كانت كثير من الأحواش من ناحية البحر ثم بنيت أسواقاً الآن و أتمنى على كبار جدة ممن يذكرون هذه الأحواش أن يكتبوا عنها لأهميتها في الحياة الاقتصادية و الاجتماعية لمدينتنا الرائعة جدة. و أحب أن أختم مقالي بتهنئة أهل جدة على إدارة نادي جدة الأدبي الذي كنت أتمنى أن تكون إدارته منتخبة لا معينة من وزارة الاعلام و أقترح أن يكون لهذا النادي أعضاء شرف من أدباء و علماء و شعراء و صحفي مدينة جدة يكونوا في المستقبل هم الجهة التي تختار أعضاء النادي الأدبي و تضع نظام لذلك مع دعائي أن يوفق الله الأعضاء الجدد لإخراج النادي من سباته إلى الحياة علماً بأن استاذنا عبدالفتاح أبو مدين الأستاذ الرائع قد قام بمجهودات عظيمة بالرغم من قلة الامكانيات المادية و غيرها مما كان يمكن أن يرفع النادي للأفضل و لكن للأسف لم يتكمن أطال الله في عمره في أن يحشد امكانيات محسوسة لأسباب ليس هذا مقام بحثها جزاه الله خير الجزاء و أتمنى على الاخواة في النادي أن يحققوا لنا ما نأمله و هو ان جدة مدينة العلم و الادب و الفن و الابداع و كل ما عليهم هو اخراج ذلك للجميع ليروا جواهر أدب هذه المدينة العظيمة و حبذا لو كان سمي بالنادي الثقافي ليشمل كل أطياف الفنون و الآداب. و لتكن جدة الرائدة للتغير للأفضل مع دعائي لهم بالتوفيق. أحمد محمد باديب