الذهبية - ندوة بعنوان «جدة أم الرخا والشدة»

كتاب (جدة أم الرخاء والشدّة) يرصد التحولات الاجتماعية في جدة بأقلام نسائية

نعيم تميم الحكيم - جدة
في بادرة جديدة ومميزة في الأندية الأدبية السعودية احتضن نادي جدة الأدبي لقاء بمناسبة تدشين كتاب (جدة أم الرخاء والشدة) والذي قام تأليفه مجموعة من الباحثين بإشراف الدكتور أبوبكر باقادر والدكتورة ثريا التركي وقد غلب على اللقاء السلطوية الأنثوية من المشاركات فكانت ردة فعل الرجال قوية عندما نسبوا هذا البحث المميز للدكتور أبوبكر قادر رغم أن الكتاب قام بمجهود نسائي بنسبة 80% مما أغضب الدكتورة ثريا التركي التي ردت بعنف على هذا الاختزال والتفرقة رغم الأجواء الإيجابية التي جرى فيها اللقاء وسط حضور نخبة من الأدباء والمثقفين في جدة، وقد بدأ اللقاء بكلمة للدكتورة ثريا التركي تحدثت فيه عن هذه الدراسة التي أوضحت أنها استغرقت عدة سنوات وتميز بالتعامل الرحب مع الآخر وأكدت أن هذه التجربة استفاد كل من شارك فيها وسط مشاركة باحثات شابات سعوديات وهو انموذج للعمل العلمي المشترك وهو أحد مشاريع المرأة العربية وهي جمعية غير ربحية بمجهود تطوعي وتأسست لتكون منبراً لدراسة المرأة العربية وإبراز إبداعاتها في مجال الأدب وأوضحت أن هذا الكتاب يمثل دراسات ترصد التحولات الاجتماعية في النسيج الاجتماعي لأهالي جدة ثم فتح المجال للباحثات المشاركات وهم (ليلى جمال، فوزية باشطح، سعاد ثريد، علياء العمري، هالة صقر) وتحدثت كل منهن عن تجربتها في هذا البحث وأهم المصاعب التي واجهوها حتى يولد هذا البحث، وكان للفارس الثاني في هذا الحفل الدكتور أبوبكر باقادر مشاركة قصيرة تحدث فيها عن وليده الجديد وقال إن هذا البحث العلمي موقف تأمل وعشق لصاحبه وتمنى أن يحظى باهتمام الناس لأنه يساعد على فهم حياة أهل جدة. وأضاف أنه مجرد تنسيق لقصص مختلفة من جدة جمعت لتكون لوحة متكاملة والتأمل في مثل هذه الكتب تزيد من طريقة الحل، وبين أن احتفاء نادي جدة بهذا المؤلف يعد تقليداً لم يكثر داخل أنديتنا الأدبية وقال لقد أمضينا أربع سنوات في إعداد هذا الكتاب وهو مقياس جهدي وزمني وبين أن علوم الاجتماع ليست حكرا فقط على الغربيين بل يمكن لأبناء اللغة العربية والدارسين أن يتواصلوا مع هذه المادة الحية. وأوضح باقادر في حديثه أن الكتاب قدم صوراً لحياة أهل جدة وماذا يعني العيش فيها داخل إطار الأسرة خصوصاً في ظل معطيات التاريخ الحديث من احتلال الكويت وغيرها، وبين أن هذا الكتاب يعني قصة أهل جدة وهو جذاب مشوق وقارئه لا يمكن أن يتركه، وعرج الدكتور أبوبكر أنه بصدد عمل كتاب يوثق حياة أهل مكة المكرمة من الناحية الاجتماعية مستفيدا من الكتب التي أرخت لمكة وأهلها وكان للفارسة الثالثة في هذا اللقاء الدكتورة فوزية أبو خالد تعليق على هذا الكتاب مشيدة بالحضور النسائي المميز وصورت الكتاب على أنه كمين يستدرج قراءه لاستشراف جدة وأهلها وهو دعوة مخصصة للعودة إلى مرابع الطفولة وبينت أن الكتاب نجح في تحسين صورة المرأة الحاضرة الغائبة ويعتبر هذا البحث مدونة للأحوال الشخصية لأهالي جدة من خلال مراجعة هذا البحث وأن الكتاب نجح في تحييد مشاكل المرأة باحثاً عن حلول لمعاناتها خصوصا في قضية زواج السعودية من غير السعودي وحقوق ابنها في المواطنة خصوصاً ان مجتمع جدة خليط من عدة ثقافات وجنسيات مختلفة انصهرت في بوتقة أهل جدة ويطرح هذا البحث التشابك الفكري والاجتماعي ويمثل التعددية في المجتمع السعودي من خلال تعدد الاطياف وقدرتها على الانسجام في مجتمع واحد، وحرية الاتفاق والاختلاف عن جدل الرخاء والشدة وأكدت ان الكتاب يتميز بالدقة العلمية، وكان آخر الفرسان المشاركين وأكثرهم تفرداً في التعليق على هذا البحث هو الدكتور عبدالقادر العرابي الذي قرأ الكتاب من خلال منهجيته القائمة على استخدام المنهج الكيفي القريب من حياة الناس اليومية وتميزه بعمق المنهج والتحليل وهو كتاب يعد إضافة للدراسات العربية في جامعاتنا كونه يستخدم المنهج الكيفي بعيدا عن المناهج الكمية وهو جزء من اتجاه عالمي في كل جامعات العالم وأشار العرابي إلى أن جدة تتكلم من خلال مجتمعها ثم فند بعض الملاحظات حول الكتاب وحول الثقافة المدينية والبناء الاجتماعي وقوة الغير الاقتصادي في مجتمع أهل جدة والذي لم يلق تطورا ملحوظا رغم التطور التقني والحضاري الذي مر على هذه المدينة العريقة كما أن قراءة المستقبل غائبة تماما عن أهالي جدة وأن الزواج في هذا المجتمع يعتبر هروبا من الواقع.

كما أكد الكتاب على ايدلوجية الاستهلال التي غزت المجتمعات العربية مبيناً أن الكتاب صور جدة على أنها أم الرخاء فقط وأنه ركز على حياة المهاجرين لجدة، وكان مجمل موضوع الكتاب حول زواج أهل جدة وكيفيته وثقافته وأن (الزواج في عيون أهل جدة) هو المحور الرئيسي لهذا البحث فكان رد الدكتورة ثريا على الدكتور العرابي مفحماً عندما قالت ان تناول قضية الزواج في مجتمع جدة ما هي إلا بوابة عبور لدراسة المجتمع الجداوي، عقب ذلك فتحت المجال للتعقيب الذي غرق في الثناء والمدح بالمألوف وبالجهد النسائي الواضح فيه وقد أجاد الدكتور عبدالمحسن القحطاني رئيس النادي الأدبي بجدة بإدارة دفة الحوار بجانب الدكتورة لمياء باعشن على الجانب النسائي رغم استئثار النساء بالنصيب الاكبر سواء بالمشاركات أو التعليقات ليبرز الكتاب على أنه مجهود نسائي.

المصدر: http://www.almadinapress.com/index.a...ticleid=155539