[zaqe22]

رأيتها وحدها بكامل زينتها على كورنيش الخبر تزاحم الرجال وبعض النساء المحتشمات في المكان المخصص للمشي ، لم تكن تمشي مثل بقية النساء ولكن كانت تتغنج في مشيتها وتلتفت يميناً وشمالاً لجذب المارة فاستوقفني منظرها لأكتب عنها وعن أمثالها الآتي يخرجن إلى السوق أو الأماكن العامة .

هذه المرأة التي يبدأ مشوارها اليومي بالوقوف أمام دولاب ثيابها متأملة ومحتارة أي الثياب تختاره , وماهو الأكثر جاذبية , وأي العباءات الموجودة أنسب لخروجها ، وعند تسريحتها ( ورشتها الخاصة ) تبدأ الحيرة في الألوان التي ستستخدمها في صبغ ما يظهر من أجزاء وجهها ، فللعينين نصيب من الأصباغ لتبدوا أكثر جمالاً وإغراء وحتى تظهر أوسع مما هما في الحقيقة ، وكذلك الرموش لها معهما دراما مختلفة , بل ربما قامت بتركيب رموش صناعية لتبدو أطول وأكثف مما هم عليه أصلاً ، وقد لبست حذاء خاصا يتناسق في ألوانه مع كل التشكيلة المكونة من الحقيبة وازركشة العباءة وألوان العدسات وظل العيون فهي تريد أن يشاهدها الجميع بعد أن ترفع عباءتها ، ثم تكمل فصول مسرحيتها بعطر يفوح شذاه للرائح والغادي ، ثم تكمل بقية العطر في دورات المياه العامة بالإضافة إلى إصلاح وتعديل بعض المساحيق الظاهرة التي بدأت تفقد جاذبيتها من سخونة الجو وطول الوقت .

تخرج هذا المرأة إلى السوق أو تلك الأماكن العامة لجذب المارة فإذا لحق بها شاب قالت إنه وقح وحقير وهو بالتأكيد كذلك ولكن ماذا عنكِ أنتِ !!!!

وإذا أطال أحدهم النظر إليها فهو قليل أدب مالم يحدث العكس !

إذا كنا نعاتب هؤلاء الشباب التافهين ونطالبهم أن يسموا بالخلق الحميد , فإن هؤلاء الشباب يطالبون المرأة أن تكون كذلك , وأن تحفظ كرامتها حتى لا تهان ولا تهين !

قال الرافعي رحمه الله :

لو كنت قاضياً ورفع إلي أن شاباً تجرأ على امرأة فمسها أو طاردها أو أسمعها كلاماً غير لائق ، وتحقق عندي أن المرأة كانت سافرة مدهونة مصقولة متعطرة متبرجة لعاقبت هذه المرأة عقوبتين :

أحدهما بأنها أعتدت على عفة الشاب

والأخرى بأنها خرقاء كشفت اللحم للهر .

سؤال يطرح نفسه :

المرأة التي تتزين بأجمل الزينة وتظهر زينتها باحتراف وتخرج ليس إلى زيارات عائلية بل إلى الأسواق أو الأماكن العامة وقد تكون وحدها لمن تتزين ولمن ؟!!