السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحيه طيبه وبعد....,
تمر بالإنسان ثلاثة أطوار : طور التقليد ، وطور الاختيار ، وطور الابتكار .
 فالتقليد : هو المحاكاة للآخرين وتقمص شخصياتهم وانتحال صفاتهم والذوبان فيهم ، 
وسبب هذا التقليد هو الإعجاب والتعلق والميل الشديد ، وهذا التقليد الغالي ليحمل بعضهم 
على التقليد في الحركات واللحظات ، ونبرة الصوت والالتفات ، ونحو ذلك ، وهو وأدٌ للشخصية 
وانتحار معنوي للذات .
ويا لمعاناة هؤلاء من أنفسهم ، وهم يعكسون اتجاههم ، ويسيرون إلى الخلف !! 
فالواحد منهم ترك صوته لصوت الآخر ، وهجر مشيئته لمشيئة فلان ، وليت هذا التقليد
 كان للصفات الممدوحة التي تثري العمر وتضفي عليه هالة من السمو والرفعة؛
 كالعلم والكرم والحلم ونحوها ، لكنك تفاجأ أن هؤلاء يقلدون في مخارج الحروف 
وطريقة الكلام وإشارة اليد !!
أريد أن أقول لك كما سبق : إنك خلق آخر وشيء آخر، إنه نهجك أنت من خلال صفاتك 
وقدراتك ؛ فإنه منذ خلق الله آدم إلى أن ينهي الله العالم ، لم يتفق اثنان في الصورة الخارجية
 للجسم ، بحيث ينطبق شكل هذا على شكل ذاك :{{ واختلاف ألسنتكم و ألوانكم ....}} الآية . 
فلماذا نحن نريد أن نتفق مع الآخرين في صفاتنا وشخصياتنا؟؟!!
إن جمال صوتك أن يكون متفردا ، وإن حسن إلقائك أن يكون متميزًا :
 {{ ومن الجبال جددٌ بيض و حمر مختلفٌ ألوانها و غرابيب سود)) 
 
تجمعن شتى مــن ثلاثٍ وأربـعٍ *** وواحدةٍ أخرى فـصارت ثـمانيا
سُليمي وسلمى والباب وأختها *** وسُعدى ولبنى والمنى وقطاميا 
:
اطيب تحيه
:
:
 اختكم/ ق و ت
Q8