[عِبْرة]

المدرس ماذا يستطيع

لابد أن تكون هذه مشكلة المدرسين : ما الذي يخيف التلميذ الصغير؟ ما الذي يصنعه المدرس إذا خالف التلميذ الأوامر وجاء متأخر أو أهمل في دروسه أو غش في الاختبار؟
إذا كان هذا هو الخطأ فما العقوبة ؟ هل طرد التلميذ من المدرسة عقوبة؟ هل هي عقوبة له أو لوالديه؟ هل استدعاء والده في كل مرة ممكنة؟ هل خصم الدرجات من الطالب عقوبة؟

إن المدرس يجب أن يكون محترما.. وأن يكون من ضمن الاحترام عنصر الخوف..أي أن يكون مخيفا مهيبا مهابا ‘ لا خائفا من الطالب ووالد الطالب والنظر والمفتش والمراقب والوكيل والوزير.. وإلا فلن يتمكن المدرس من أداء واجبه وهو: أن يعلم التلميذ معنى النظام والطاعة والخلق الكريم واحترام العلم والمعلم. وبذلك يكون مواطنا صالحا ومفيدا.. قادرا على أن يكون مدرسا وطبيبا وأبا وزوجا. ولكن المدرس غير قادر على أن يكون مخيفا للتلميذ الصغيرانه لا يستطيع أن يعاقبه.. لا يستطيع أن يضربه مثلا.. والسؤال: هل من الضروري ضرب التلميذ؟ والجواب: أن كل أم تضرب طفلها ولا يتهمها أحد بالقسوة والوحشية وانعدام الإنسانية .. بل إن كل الأمهات والآباء في عالم الإنسان والحيوان يستخدمون اليد والرجل والمنقار في تعليم الصغير حتى يكبر.. بعض المنشغلين بالتربية في أنحاء العالم يرون ضرورة الضرب.. وبعض المنشغلين يرو أن الضرب ضرورة ولكن بشرط أن يكون منصوصا علية في القانون‘ وإنما يتغاضى عنه الناظر والمفتش والوزير. بناء الشعوب لا يكون إلا بالقوة وبالعلم. والعلم صعب والإنسان يكره الصعب ولذلك يجب أن نرغمه بالقوة على التغلب على الصعب. أي نعلمه بالقوة كيف يكون قويا.. ربما كان الضرب الجسمي ليس هو الشيء الموجع ولكن الإهانة أمام زملائه الصغار هي التي توجعه أكثر.. وأكثر! وأن هذا الموقف يحتاج إلى شجاعة . وإلى مواجهة صريحة لقضية خطيرة : الاستخفاف والتهاون والاستهتار وهز الكتفين وإخراج اللسان للمدرس وكل من يعلم الإنسان شيئا جديدا.. وإذا أصبحت المدرسة ملهى فكل مكان آخر هو كباريه.. وكل قيمة.. لا قيمة لها !!