الموضوع
:
أولى خطوات تطوير الذات
عرض مشاركة واحدة
#
1
29-09-2005, 03:47 PM
عبودي one
كبير النجوم
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,384
أولى خطوات تطوير الذات
أولى خطوات تطوير الذات
نزل أحدهم من بيته ووقف أمام الباب وهو في كامل أناقته وحسن هندامه
أخذ يشير بيده إلى سيارة أجرة وبالفعل لم تمر بضع ثواني حتى توقفت أمامه سيارة أجرة
فتح الباب وركب السيارة فنظر إليه السائق في أدب واحترام وسأله إلي أين تريد الذهاب يا سيدي؟
صمت صاحبنا برهة غير قصيرة والسائق ينتظر رده وعندما طال انتظاره
سأل الراكب مرة أخرى وقال له: عفواً أين تريد أن نتوجه يا سيدي؟
رفع الراكب رأسه وتنحنح وكأنه يبحث عن صوته ولمع في عينيه حيرة محبطة ملأت المكان وقال .... لا أدري
لم يصدق السائق نفسه وقال ماذا؟ لا تدري إلى أين تذهب؟ جاء الرد خجولاً مهزوزاً نعم
سؤالي لك ماذا سوف تفعل لو كنت أنت هذا السائق؟ هل سوف تطرد الراكب؟ أم هل تشك في قواه العقلية؟ أو ماذا أنت فاعل؟ مهما يكن رد فعلك فلا أظن أنك ترضى عن سلوك ذلك الراكب وهذه حقيقة فكلنا في الغالب لن نرضى عن مثل هذا السلوك من الضياع والحيرة
ولكن هل سألت نفسك أين تريد أن تذهب بحياتك أنت بعد خمس أو عشر سنوات من الآن؟
هل عندك وجهة تولي وجهك شطرها؟ هل تعرف إلى أين تقود عربة حياتك؟
هذه الأسئلة قد تكون غريبة بعض الشيء ولكنها مهمة جداً حتى لا يكون المرء في حياته مثل ذلك الراكب التائه الذي لا يدري أين يذهب
إن أول خطوات تطوير الذات بل إن أهم خطوات النجاح في الحياة على الإطلاق هي معرفة الإنسان لرسالته وهدفه في الحياة التي تصبح ضرباً من العبث أو على أحسن الأحوال مكافحة المشاكل والعيش في منطقة ردود الأفعال فكيف يمكن للمرء أن يكون مبادراً وهو لا يعرف ما يريد
والحمد لله أننا نحن المسلمون نعلم أن لنا غاية رئيسة من الوجود على الأرض وهي عبادة الله بالاستخلاف في هذه الدنيا وعمارتها ولنا في رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أسوة حسنة لمن يريد أن يكون صاحب رسالة في الحياة
ولنا كذلك أسوة في أصحابه من بعده الذين ملأوا الدنيا علماً وعدلاً ونوراً؛ فذاك همه تعليم الناس القرآن وذاك همه إقامة حكم الله في الأرض بما يرضي الله وثالث همه نشر العلم وآخر شراء ما يحتاج الناس وتوفير الأمن والاستقرار لهم وآخر همه النصح والإرشاد وهلم جراً
ثم جاء من بعدهم التابعون وتابعوا السير في رسائلهم نحو الله كل حسب قدراته وطاقاته على طريق الرعيل الأول في عبادة الله.
إن اختلاف الشخصيات والقيم والقناعات والتصورات تعلمنا أن الإنسان وقدراته تختلف عن أي مخلوق آخر فلقد كرمه الله بهذا التميز والاختلاف حتى يستطيع أن يعمر الأرض ويبلغ في طريقه إلى الله بإحسان النية فيما يقول أو يعمل حتى تنقلب عاداته عبادات فيسلك منهج الأولين في التقرب إلى الله
إن هذا الاختلاف بيننا يعتبر مثلاً على عظمة قدرة الله وحكمته حيث خلق لكل جانب من جوانب عمارة الأرض خلقاً مهيئين خصيصاً للقيام بذلك الجانب فمن الناس من يحب خدمة الآخرين ومنهم من يحب المعرفة والعلم ومنهم من يحب الأمن والاستقرار وتوفيرها لنفسه وللآخرين ومنهم من يعشق الجمال والمتعة في مخلوقات الله وكونه البديع ويحب إبرازها وإظهارها وهكذا وصدق المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين قال
كل ميسر لما خلق له
لذا يجدر بكل واحد منا أن يحول هذه الطبائع التي فطره الله عليها وتعود عليها إلى عبادات ينال بها رضا الله ويحتاج في ذلك إلى فهم نفسه ومعرفتها ومن ثمَّ استحضار النية السليمة عند القيام بما يميل إليه من أعمال
وحتى تكتمل معرفة الإنسان بنفسه لابد أن يتعرف على منظومة القيم والمعتقدات عنده و التي تجعله يختلف عن أي إنسان آخر والتي تؤثر في كل قراراته وأحكامه والتي تبنى عليها الرؤية والرسالة والأهداف في مجمل حياته. وهذا الأمر الممتع الجميل أشبه ما يكون برحلة استكشاف في أعماق النفس البشرية والتعرف عليها بشكل أقرب وأدق
ومازلت إلى هذه اللحظة أشعر بمتعة كلما تذكرت تلك الرحلة التي قمت أنا بها شخصياً في نفسي وخرجت منها برسالتي في الحياة ,
__________________
عبودي one
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عبودي one
البحث عن المشاركات التي كتبها عبودي one