التضحية شأنها لك
كثيرا ما نسمع التذمر والتحسر الشديد من أناس يشكون
الجحود ونكران المعروف ممن ضحوا وبذلوا من اجلهم ولم يجدوا منهم ما كانوا يتوقعونه من شكر وحفظ للمعروف .
ولا ينكر احد أن التنكر للتضحيات أمر مؤلم جدا حيث إننا نبذل
الكثير ونضحي ونؤثر على أنفسنا أحيانا شخص أحببناه سواء
كان أخا أو زوجا أو أختا أو صديقة.
وتمر الأيام ثم لا نجد من هذا الشخص أي إحساس أو تقدير لما فعلنا من أجله..
نسي كل شئ, جحد معروفك ,فضل نفسه ومصلحته عليك وربما واجهك بغدر أو خيانة تكون طعنة مؤلمة لكل القناعات والمثل التي تبنيتها عمرا..
كثير منّا يبكي ويتباكى على تلك التضحيات التي ضاعت هباء وعلى ذلك الجرح الذي يصعب نسيانه..
ولكن .ما السبب ياترى في كل تلك الآلام وكيف السبيل إلى
تخفيف وقع الجحود على أنفسنا.؟؟..
لو وضع كل منّا في حسابه ردة الفعل تلك ولم يبني تضحياته ومعروفه وتسامحه على انتظار الشكر والتقدير والجزاء من البشر
وإنما تمنى الأجر والثواب في كل ما يفعل من الله تعالى الذي لا يُضيع معروفا ولا ينسى فضلا .
لو كان هذا حاله لما ندم وبكى وأنجرح وتألم .
لو تذكرنا دائما انه يندر أو يستحيل أحيانا أن نجد الشخص
الذي يستحق أن نضحي من اجله أو نطلب حبه ووده.بل
نحن نصنع ما نصنع من اجل أنفسنا من أجل انسانيتنا
وسعادتنا من أجل أن نحقق الرضا النفسي والتوافق الداخلي
وقبل ذلك كله رضا الله تعالى.
نبتسم مهما غدروا وجرحوا وأساءوا لأننا قد نلنا أجرنا وهو رضانا عن أنفسنا وثقتنا فيما عند الله
تختلف ردة الفعل من إنسان إلى آخر عند تلقي طعنة غدر أو
نكران لمعروف ...
منهم من تسود الدنيا في عينه ويندم ويعاهد نفسه ألا يثق بأحد ولا يسدي معروفا إلى احد
ومنهم من يظن العيب في صاحبه أو في سوء اختياره وتكون له تجربة يستفيد منها في حياته ليعطي من يستحق فقط.
الصنف الثالث والنادر في نظري هو من لا يندم أبدا على ما فعله من خير وتسامح ولا يؤثر هذا الموقف في عطائه بل يستمر بنفس الحماس والحب والبذل .
فمن أي الأنواع أنت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سؤال لنفسك فقط وكن صادقا معها ... لتعرفها وتعمل على تحسينها.