وزارة العمل تلزم شركة «قزاز» بإعادة الفتيات المفصولات
فصلن بدعوى الاختلاط بالرجال في مكان العمل
 |
جدة: ناهد أنديجاني
ألزمت وزارة العمل السعودية شركة قزاز المتخصصة في بيع العطور والمستلزمات النسائية باعادة 56 عاملة سعودية تم فصلهن قبل نحو ثلاثة أشهر بدعوى الاختلاط مع الرجال في مكان العمل.
وأكد لــ «الشرق الأوسط» مسؤول في شركة قزاز عن اتجاه الادارة لفتح باب توظيف الفتيات للعمل في فرعي الشركة بكورنيش جدة وشارع التحلية، كخطوة أولى يليها تعميم الامر على بقية الافرع في منطقة مكة المكرمة عبر إعلانات تنشر في الصحف.
وأوضح المسؤول ان «أولوية التوظيف ستكون للفتيات اللاتي تم فصلهن قبل ثلاثة أشهر، تتبعهن دفعة اخرى من الجامعيات وحملة الشهادة الثانوية، وسيخضعن للتدريب المصاحب بمكافآت مالية».
وكشف المسؤول عن تعيين الشركة لمسؤولة سعودية ذات خبرة في مجال شؤون الموظفين لتضطلع بمسؤولية توظيف وتدريب وحل مشكلات وادارة الفتيات اللاتي يقع عليهن الاختيار دون تدخل من العنصر الرجالي.
وأشار الى ارتفاع أرباح شركة قزاز بشكل ملموس أثناء فترة توظيف الفتيات في المرة الأولى، وقال «النساء يفضلن الشراء من بنات جنسهن، خاصة في ما يتعلق بالأزياء والماكياج»، ويرى أن هذا كان سببا رئيسيا في اشعال فتيل الغيرة بين الموظفين الرجال الأجانب والموظفات السعوديات.
ويؤكد أن «الغيرة جعلت الموظفين الرجال يبادرون بإبلاغ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والادعاء بوجود اختلاط، ما قاد إلى فصل جميع الفتيات البالغ عددهن 56 فتاة آنذاك».
الى ذلك علمت «الشرق الأوسط» أن اجتماعا ضم وزير العمل والعمال الدكتور غازي القصيبي ورجل الأعمال عاصم حسين قزاز والرئيس السابق لمجلس إدارة الشركة ـ الذي تم فصله أخيرا مع 6 إداريين سعوديين آخرين ـ قد بحث في ملابسات وأسباب الفصل الجماعي للفتيات، والذي تم في يوم واحد، وأمر الوزير باعادة المفصولات في أسرع وقت، وجاء هذا بعدما أثار التحقيق الذي نشرته «الشرق الأوسط» في 16 يوليو (تموز) الماضي حول قضية الفصل الجماعي للموظفات في قزاز وتدخل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الامر.
وكان اجتماع آخر عقد خلال الايام الماضية في مكتب العمل والعمال في جدة برئاسة قصي الفيلالي مدير المكتب، ومسؤولين في الشركة تم فيه إمهال الشركة فترة سماح حتى 12 سبتمبر (أيلول) الجاري لتوظيف 27 سعودية ـ كحد أدنى ـ والا ستتم عرقلة اجراءات الموظفين الأجانب في الشركة والبالغ عددهم 950 موظفا، علما بأن عدد الموظفين السعوديين بالشركة لا يتجاوز الثمانية موظفين فقط.
وفي المقابل اعتذر قصي الفيلالي عن التعليق وقال «سنجتمع ظهر الغد ـ اليوم ـ مع مسؤولي الشركة «أصحاب القرار»، وسنتفق في ما بيننا بطريقة رسمية موثقة».
عدد من الموظفات المفصولات أوضحن لـ«الشرق الأوسط» تضررهن من الفصل، وقال بعضهن ان العطلة الصيفية انقضت وهن يبحثن عن عمل في مواقع اخرى، وقالت «م. حلواني» «كنت أعلم بأن الخير ما زال في البلد وأن الله لن ينسى عباده المظلومين».
وأضافت فرحة بينما كانت تنادي على أختها لتبشرها بخبر اعادتها الى العمل «سأعود أخيرا إلى وظيفتي، لكن هذه المرة بشروط، سيتم عزلنا عن زملائنا من البائعين والمشرفين الرجال تماما، حتى لا يتم طردنا من جديد». وتوافق على الشرط زميلتها «أ. محمد» بقولها «سأسدد الديون التي تراكمت علي، كم صليت ودعوت ربي أن يفرج همي وهم أهلي، وسأعود إلى العمل بعد تأكدي من عزلنا عن زملائنا البائعين من الرجال، ولا مانع لدي في استقبال العائلات أسوة ببقية المحلات الراقية والمعروفة في جدة».
أما «ش. أحمد» فلها رأي آخر، فهي لا تفكر في العودة إلى المكان الذي طردت منه إطلاقا، تقول «لقمة العيش صعبة، ولكن الأصعب اكتشافنا أن هناك أناسا استغلونا لتصفية حساباتهم وجعلونا كورق اللعب، حتى تم طردنا».