اعترافات ذكوريه
اعترافات ذكر في يوم الخبز والورد!
لا أدري لم أشعر أن الرجال المنافقين هم الأكثر حرصا على إهداء نسائهم وردة أو تذكارا في يوم المرأة العالمي!
يوم المرأة العالمي، أعلن بعد كفاح طويل للمرأة في العالم من أجل الخلاص من تبعات القهر التي كانت تفرضها على المرأة في العالم الإرادات الذكورية التي لم تكن ترى في المرأة إلا مشروع متعة وفراش، أو آلة رخيصة للإنتاج، ما دفع إلى سلسلة طويلة من الاحتجاجات والمظاهرات النسائية في أمريكا وأوروبا، وكان شعار المظاهرات "خبز وورود"، غير إن الاحتفال بيوم المرأة العالمي رسمياً بدأ في 8 آذار تم في 1913، وبقي هذا التاريخ رمزًا لـ"نضال المرأة" حتى اليوم!
كذكر شرقي لم أتعرف على المرأة الأنثى بشكل فعلي إلا بعد مرور وقت طويل من النضج الجسمي والعقلي، بسبب الفصل المتعسف بين البشر والبشر، وقد اكتشفت أنني لم أكن أفكر بالمرأة إلا كمستودع للحنان ومنجم للعطاء المتجسم في صورة الأم، المرأة الأولى في حياتي، ثم كمستخدمة أو خادمة للأخوة الذكور في صورة الأخت الكبرى، ولم تكن المرأة الأنثى في خيالي غير شريكة فراش مفترضة، أو مدبرة منزل تشرف على توفير طلباتي وذريتي، أشعر أنني مدين باعتذار جم لكل من عرفت من النساء: ابتداء بأمي مرورا بشقيقاتي وزميلاتي في الدراسة والعمل، وكل من عرفت من بنات حواء، فلم أزل مسكونا بهاجس شرقي أحاول أن أغتاله بكل السبل، ثمة أولوية تقفز إلى أعلى سلم الاهتمامات حين تقع عينا "الذكر" الشرقي على أنثى:
مدى ملاءمتها لشراكة عابرة أو فورية، شيء ما يتحرك في داخل هذا الرجل، لا أدري إن كان له معادل موضوعي داخل الأنثى الشرقية (البعض يقول أن العزباء تبحث عن عريس أبدا، والمتزوجة تقارن بين زوجها وبين من تراه من الرجال!) ربما لا يقتصر الأمر على الرجل الشرقي، فحسب دراسة غربية حديثة أجريت على المجتمع الغربي طبعا، وجد أن النساء يفكرن في أجسامهن، أي بقاماتهن وأحجامهن كل 15 دقيقة، بفارق خمس دقائق أقل من الرجال، الذين يمر الجنس في تفكيرهم كل 20 دقيقة!
في يوم المرأة العالمي، سيتذرع كثير منا نحن في بلاد الشرق، أن هذا اليوم منتج غربي لا يستحق التوقف، وأن أمتنا ليس لديها غير عيدين، حسنا، هذا صحيح، ولكن التراث الإنساني أصبح متاحا لجميع بني البشر، وهو ليس ملكا لأحد، كما السيارة والبنطلون وربطة العنق، ونوع تسريحة الشعر، ونوع العطر، لم لا يكون هذا اليوم التذكاري مدعاة للالتفات لواقع النساء في بلادنا؟ لم لا نقول بملء الفم أن مجتمعنا لم يزل ذكوريا بامتياز؟ سيقول بعضنا أن الإسلام أعطى المرأة من الحقوق ما لم يعطها دين، ونقول جميل، لكن الأجمل هو معرفة كم نحن الذكور نعطي نساءنا من حقوقهن، بعيدا عن النصوص الجميلة والدروس المنمقة؟
أعترف أنني كذكر أشعر بامتعاض مني ومن جميع الرجال كلما خلوت إلى نفسي، واستعرضت مدى ما تجده المرأة في بلادنا من تغييب وسحق ومحق وظلم، أيتها النساء ثرن علينا، تمردن، لا تكن وديعات، ولا ممتثلات، فالوداعة تورث الذل، والامتثال يشجع على الاستعباد، والحقوق تؤخذ غصبا وقهرا، ولا تعطى طوعا!
سأقدم لأنثاي في هذا اليوم ليس وردة فحسب، بل رغيفا وقبلة!
منقووووووووووول
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة لحظه حب ; 09-03-2007 الساعة 12:24 AM
سبب آخر: كتابه منقول
|