عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-12-2004, 03:00 AM
كل الحب كل الحب غير متواجد حالياً
حبرا كان هنا و مضى
 
تاريخ التسجيل: Sep 2004
المشاركات: 1,790
افتراضي رساله من معلمه مشكله واقعية

أحيانا تكون المسافات بين البشر .. واهنة ضعيفة .. لا تقوى على فصل خيوط (الدين المعاملة)

أو (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) ... أو (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)

دون اعتبارات لفروقات فردية ... !!!

فهنيئا لهؤلاء البشر ... صفاء سريرتهم ..


وأحيانا أخرى .. تطول المسافات وتمد أمتارها لتعزل عقولا متحجرةً قبل قلوب ..

تزرع هاويات .. حاويات لكل ما هو منتقص من قدر الانسان كإنسان مجرد ..

أجارنا الله وإياكم منها ..


لكن أحبتي ...

الأنكى والأفدح .. والمصاب الجلل .. حين تحال الخيوط - في الحالة الأولى -

من أواصر إيمانية وأخوة إسلامية وروابط عقائدية ... إلى ... خيوط عنكبوت !!!

ولماذا ؟؟؟

لأننا بدو وحضر ...!!!!!!!!!!!!!!


اصفحوا لقلمي رعونته .. فما ألمّ به قد آلمه ..

سأعطيكم الحدث وأترك لكم حرية الحكم ...


ذات يوم في عملي .. كنا قد اجتمعنا للإحتفال بمناسبة ما ...

مرت الدقائق الأولى بهدوء لايشوبه كدر ..

إلى أن تطاولت إحدى رفيقاتي على الأصل البدوي ... ورجعيتهم ...

رددت باسمة ... هاه عن البدو ترى أزعل ...

فاعتدلت في جلستها .. ونصبت ظهرها .. واكتسى ملامحها طابع الجد

وقالت ... طيب جاوبيني ... انتو ليش تكرهونا ؟؟؟



تكرهونا ...؟؟؟ !!!

لا أنكر صدمتي من كلامها ..!!!

فغرت فاها ... وحملقت فيها ...

فأكملت ... أنا دايما أدخل على الشات في الانترنت وأهزيء البدو

وأترصد لهم وأرد عليهم ... !!!

عالم وسخة ... ما يعرفوا يلبسوا ... و ... و...

أنتو حاقدين علينا ... احنا اللي علمناكم تلبسوا ...

احنا اللي علمناكم تاكلوا بالملعقة ...!!!


والله إني لا أذكر كل ما قالته ... فأسلوبها كان منفرا تماما...

تحجرت الكلمات في جوفي ...

رددت بقليل كلمات ..ولكن لا تسألوني كيف ولا ماذا قلت .. !!!

ولم أكثر معها الحوار ... لعدة أسباب ..


أولا ..ليس المكان ولا الوقت المناسب لمثل هذا النقاش ..

قد كانت لا تهتم للمناسبة .. ولاجتماع زميلات العمل لنيل قسطا من الترفيه

ولست أنا من يكدر صفو إلتئام جمعنا ..


ثانيا .. ليس مثلها من أهتم للرد عليهم ... فمثل هذا القلب الحاقد لا أعيره اهتماما

إن كان قولها عتابا ..فمرحبا بصديقة لها علي حق النقاش معي .. حتى الاقناع

بل كان من الواضح جدا أن قلبها قد مليء كراهية لنا لا حد لها


ثالثا .. إن رددت سأكون كمن يدافع عن نفسه .. فإذا وجدت خصمك هائجا ..

فالتزم الصمت .. حتى يهدأ .. ثم تكلم ... ولن تخسر أبدا بإذن الله .

المهم في الأمر ..

تركتهم وذهبت لمكتبي غاضبة ..

فلحقوا بي .. وهم يعلمون مدى ضيقي ..

فبدأوا يجدون لها الأعذار .. حتى لا أسقطها من قائمتي ..

عندها لم أستطع كتمان ما في قلبي أكثر ...

فكان ردي عليهم كصاعقة مدوية ... أخرستهم ..


نعم انا بدوية ابنة لبدوي .. ولي الفخر ..

أنا ابنة من كان يرعى الغنم في صغره ... وينام في الرمضاء ..

وفي كبره .. كان من أوائل خريجي الجامعات ... وموظف مرموق وكاتب وشاعر ...

أنا ابنة من كانت تبني بيتها بيدها ... وفي مستقبلها ... كانت معلمة أديبة ...

أنا ابنة من لم يتخلوا عن أرضهم أيام الشدة .. يوم أن كنتم أنتم في عز الرخاء ..

أنا من تربت على عادات وتقاليد .. تفخر لها ولا تقذفها بمجرد اختفاء الولي ..

أنا من إن طلبت نخوتها ... جادت بروحها رخيصة فداء لطالبها ..

أنا من إن تأمنيها على نفسك ... لم تطعنك في ظهرك ..

أنا من لا تخونك وإن كانت على حد السيف ..

أنا صاحبة النفس الأبية .. لا أرضى الإهانة ولا الذل .. وإن كان الثمن روحي ..

أنا من لا تركض خلف المال .. لأترك وطني .. وأهلي .. وجنسيتي .. لأغرف من البترول بحجة الحج والعمرة ...

أنا من بنت نفسها بيدها - ولله المنة والفضل - وليس لأحد فضل علي ..

أنا من لا تذكر غيرها بفعل شائنٍ مهما جرحتني فعلته ..

أنا من تراعي شعور الغير وقيمه وأفكاره .. ولا أنتقد حتى الخطأ أمام الغير ..

وأنا من تسامح من كانت مثلك ... لا تفقه من حياتها غير كلمتي ... البدو والحضر ...

ولن أسمح لفكري أن تشوبه شائبة مثل أقوالك هذه لي ...

فلست انت من يهمني رأيه في شعب ... وإن كانوا رحلا ... فعلى الأقل هم على أرضهم ..



وإن كنتم تسمون أنفسكم سعوديين ... فستظلون ذوو أصول شتى ...

والأرض بأهلها ... فإن تشدقت بحب أرضك ... فحب أهلها ... واجب عليك ...

مالذي تحملينه في جوفك من كل صفاتي ؟؟؟ !!!

أعلم الجواب مسبقا ... فلا داعي للرد ...



اخوتي ... أعلم أن البعض سيسمونها عصبية قبلية ...

وربما غضبتم مني ...

فاسمعوا عذري .. ثم احكموا ...

لا اعمم كل ما قيل على كل الحضر ... فمنهم صديقات عزيزات علي ...

ولا أقول ان باقي الشعوب ليس لها من الكرامة والصفات الحسنة شيء ..

بل منهم من هو أكرم عند الله مني ..

لكن هي نار لا تلسع إلا أهل الحجاز ... الذين انكووا بنار المتسعودين من الحجيج ...

منهم من ينقل أجمل صورة عن بلده .. وأحلى ذكريات له هناك ..

ومنهم من يحمل أحقد القلوب وأسودها ... علينا دون ان يكون لنا ذنب ...!!!

سوى أن الله إختار هذه الأرض .. لتحمل في جوفها البترول ... فهل نعترض على من وزع الأرزاق ... ؟؟؟


أحبتي ... بحوارٍ راقٍ ... أتمنى أن أسمع ردودكم ...

هل يمكن أن تصبح الروابط الايمانية ..يوما .. خيوط عنكبوت ؟؟؟!!!

أخبروني إن كنت على صواب أو لا


::

__________________



مع تمنياتي لكم



كل الحب

[/CENTER]
رد مع اقتباس