عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14-11-2004, 03:00 AM
الصورة الرمزية العرب أهلي
العرب أهلي العرب أهلي غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Nov 2004
المشاركات: 1,457
افتراضي محمد سعيد كمال رجل من خيرة رجال الطائف

يسرني أخواني أعضاء المنتدى أن أقدم لكم شخصية كريمة من رجال الطائف لها تاريخها ومكانتها في قلوب من عصرها أنه الشيخ المرحوم بإذن الله محمد سعيد كمال

كتب هذا المقال محمد أبو أحمر

عنوان المقال : محمد سعيد كمال عمل بصمت ورحل بهدوء


لعلي لا أبالغ كثيرا إذا قلت ان الأستاذ محمد سعيد كمال صاحب مكتبة كمال بالطائف رحمه الله رجل قدم الكثير ولم نوف الرجل حقه من الدراسة والضوء الذي يستحقه العاملون بصمت وهدوء.
ولو قلت أيضا أن كمال يكفيه احتفاء أنه حفظ لنا 18 مجلداً من الشعر الذي دونه ونشره تحت عنوان (الازهار النادية من أشعار البادية) لكان مستحقاً أن يكرم هذا الرجل على جهد بذله في زمن انشده الناس عن موروثهم الشعبي، والذي بدأوا يعودون له بعد أن أندثر معظمه اليوم لولا حفظ محمد كمال له.
والمتابع لمكتبة كمال واصداراتها سيجد انه يقف مبهورا أمام رجل فريد من نوعه في الحفظ والمتابعة والدقة والأمانة العلمية التي اتصف بها، فقد حقق بجهد ذاتي العديد من كتب التاريخ الكثيرة التي توجد الآن في المكتبات والتي اصبحت مراجع لكثير من الباحثين من المؤرخين ومن الذين يهتمون بعلم النسب بالذات وكتب المغازي والسير والبلدان والمواقع وغيرها من تراثنا العربي الذي لا نعرف عنه لولا عناية الله ثم نشر كمال لذلك الارث الكبير.
وإذا عددنا مؤلفاته من كتيبات صغيرة وتعليقات أصدرها مستقلة، أو ما قام بجمعه ونشره والتعليق عليه من أمهات الكتب التاريخية أقول سنجد أنه قدم الكثير الكثير مقارنة بغيره خاصة في زمن كان المؤلف أو الكاتب لم يعرف الكمبيوتر بعد فهو يعتمد رحمه الله على خط يده فقط. وكأمثلة على ما اصدره محمد كمال رحمه الله ما يلي:
الأزهار النادية من أشعار البادية وهو ثمانية عشر جزءاً جمع فيها أشعار النبط المشهور كبديوي الوقداني ولقضاة وابن لعبون والهزاني وغيرهم كثر.
مجموعة الرسائل الكمالية، وهي في بضعة عشر مجلداً، منها:
* طرفة الأصحاب في معرفة الأنساب لابن رسول.
* تاريخ حمد بن لعبون الوائلي النجدي.
* الإنباه على قبائل الرواة لابن عبدالبر.
* في أنساب آل أبي طالب لابن عتبة.
* النخبة الثمينة في اشراف المدينة.
إلى غير ذلك من الكتب التي تبناها كمال رحمه الله أو صدرت عن مكتبته وعددها أكثر من مائة كتاب، كان لها الاثر في إثراء الساحة الأدبية والفكرية حين كان التأليف مقصوراً على عدد لا يتجاوز أصابع اليد من المؤلفين.
ولعل وعي الاستاذ محمد سعيد كمال المبكر جاء من خلال إنشاء مكتبته في الطائف والتي كانت في بدايتها الوحيدة في ذلك الوقت والتي استفاد منها كثير من الباحثين وخاصة المخطوطات النادرة أو الثمينة التي كان يتعب في الحصول عليها وتزويد الباحثين بها.
وكان الاستاذ محمد سعيد كمال رحمه الله مفتونا باقتناء الكتب النادرة في التاريخ خاصة والأنساب بل انه هونفسه يعتبره أهل الطائف مرجعا في الأنساب لاختلاطه ومعايشته كبار السن والتدوين عنهم شفاهة، فكان يأخذ الرواية الشفهية من أكثر من واحد ثم يقارنها بما في الكتب القديمة للأنساب من الأصول والفروع، بالإضافة إلى اهتمامه بالشعر النبطي، ولا ابالغ إذا قلت انه لو لم يكن الاستاذ محمد سعيد كمال وكتابه الازهار النادية لضاع أكثر الشعر النبطي، بل قيل لي انه قبل توفر آلات التسجيل كان يحضر منتديات أهل الطائف القديمة (قبل خمسين عاماً) ومعه ورقة وقلم فيقوم بتسجيل المحاورات بين فحول الشعراء في ذلك الزمن ولا ادري أين ذهبت تلك المخطوطات التي اهتم رحمه الله بها.
محمد سعيد كمال رجل جمع بين حب الكتاب وبين بيعه وكان له اثر لم نعرف قيمته إلا الآن ويكفيه أن نهتم بتاريخه وفكره ودراسة الرسائل الكمالية التي احتوتها عدة مجلدات وكان من معالم الطائف الفكرية، إذ إن من يزور الطائف من المفكرين سواء من الداخل أو الخارج لابد أن يزور الاستاذ محمد سعيد كمال ليطلع على الجديد عنده.
كان آخر لقاء به رحمه الله قبل وفاته بحوالي ست سنوات وكان قد تقدم به العمر فإذا أخذت كتابا نادرا من الكتب التي تغص بها مكتبته ضحك وقال:
«يا ولدي هادا كتاب نادر.. إيش تبغى فيه».
فكنت آخذه بالسعر الذي يريد وكان السعر يومها زهيداً مقارنة بسعر اليوم الخيالي للكتاب.
فرحم الله استاذي محمد سعيد كمال رحمة واسعة وجزاه عنا نحن تلاميذه خيراً وقيض لفكره من يقوم بدراسته وتتبع آثاره الفكرية التي أنارت الطريق للنشء الجديد، والتي كان ينتجها بعيدا عن ضوء الإعلام.. أنتج كمال بهدوء وثقة، ورحل بصمت وسكينة بالرغم من كثرة تلاميذه الذين تخرجوا على يديه ولو عن طريق مكتبته فقط، أفلا يستحق الاحتفاء بفكره الواسع؟؟
* ولد رحمه الله سنة 1330هـ وتوفي سنة 1416هـ.

__________________

توكلنا على الله

رد مع اقتباس