| 
			
			 
			
				18-10-2003, 03:00 AM
			
			
			
		 | 
	| 
		
			
			| اداري |  | 
					تاريخ التسجيل: Oct 2003 
						المشاركات: 2,617
					      |  | 
	
	| 
				 لا مستحييييييييل ؟!!!!! 
 
			
			    |  |  | مركز المدينة المنورة  للعلم والهندسة  |  |  |       |  |  |  | لا مستحييييييييل  ؟!!!!!  يقول ابن القيم- رحمه الله- : لو أن رجلاً وقف  أمام جبل وعزم على إزالته ؛ لأزاله .
 
 لقد توصلت - بعد سنوات من الدراسة  والبحث والتأمل- إلى : أنه لا مستحيل في الحياة ؛ سوى أمرين فقط .
 
 الأول :  ما كانت استحالته كونية ( فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ  فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ) (البقرة: من الآية258)
 
 الثاني : ما كانت استحالته شرعية ؛ مما هو قطعي الدلالة ، والثبوت ، فلا  يمكن أن تجعل صلاة المغرب ركعتين ، ولا أن يؤخر شهر الحج عن موعده ( الْحَجُّ  أَشْهُرٌ مَعْلُومَات) (البقرة: من الآية197) ، ولا أن يباح زواج الرجل من امرأة  أبيه ( إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً )(النساء: من الآية22)  وما عدا هذين الأمرين وما يندرج تحتهما من فروع ؛ فليس بمستحيل .
 
 
 قد  تكون هناك استحالة نسبية لا كلية ، وهو ما يدخل تحت قاعدة عدم الاستطاعة فقد يعجز  فرد عن أمرٍ ؛ ولكن يستطيعه آخرون، وقد لا يتحقق هدف في زمن ؛ ولكن يمكن تحقيقه في  زمن آخر ، وقد لا يتأتى إقامة مشروع في مكان ، ويسهل في مكان ثان ، وهكذا .
 
 إن الخطورة: تحويل الاستحالة الفردية ، والجزئية ، والنسبية ؛ إلى استحالة  كلية شاملة عامة .
 
 إن عدم الاستطاعة هو تعبير عن قدرة الفرد ذاته ، أما  الاستحالة ؛ فهو وصف للأمر المراد تحقيقه ، وقد حدث خلط كبير بينهما عند كثير من  الناس ، فأطلقوا الأول على الثاني .
 
 إن من الخطأ أن نحول عجزنا الفردي إلى  استحالة عامة ؛ تكون سبباً في تثبيط الآخرين ، ووأد قدراتهم ، وإمكاناتهم في مهدها  .
 
 إن أول عوامل النجاح ، وتحقيق الأهداف الكبرى هو: التخلص من وهم ( لا  أستطيع – مستحيل ) ، وهو بعبارة أخرى: التخلص من العجز الذهني ، وقصور العقل  الباطن، ووهن القوى العقلية .
 
 إن الأخذ بالأسباب الشرعية ، والمادية يجعل  ما هو بعيد المنال حقيقة واقعة .
 
 إن كثيراً مـن الـذين يكررون عبـارة : لا  أستطيـع ، لا يشخصون حقيقة واقعـة ،يعذرون بها شرعاً وإنما هو انعكاس لهزيمـة  داخلية للتخلص من المسئولية.
 
 إن من الخطوات العملية لتحقيق الأهداف الكبرى  هو: الإيمان بالله ، وبما وهبك من إمكانات هائلة تستحق الشكر. ومن شكرها :  استثمارها ؛ لتحقيق تلك الأهداف التي خلقت من أجله .
 
 أي عذر لإنسان ؛ وهبه  الله جميع القوى التي تؤهله للزواج ، ثم هو يعرض عن ذلك دون مبرر شرعي . إن هذا من  كفر النعمة لا من شكرها ، وهو تعطيل لضرورة من الضرورات الخمس التي أجمعت جميع  الديانات السماوية على وجوب المحافظة عليها ، وهو النسل .
 
 وحري ، بمن فعل  ذلك أن تسلب منه هذه النعمة الكبرى ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ  لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (إبراهيم:7) .
 وقل مثل ذلك : في كل نعمة ، وموهبة وهبها الله الإنسان .
 
 إنني لست بصدد  بيان عوامل النجاح ، ومرتكزات القيادة ، والريادة ؛ ولكنني أحاول أن أزيل هذا الوهم  الذي سيطر على عقول كثير من رجال الأمة ، وشبابها ؛ فأوصلنا إلى الحالة التي سرّت  العدو ، وأحزنت الصديق .
 
 إن الأمة تمر بحالة تاريخية ذهبية من العودة إلى  الله ، وتلمس طريق النجاة ، والنجاح ، والسعادة ، والرقي .
 
 وإذا لم تستثمر  تلك الإمكانات ، والطاقات الهائلة ، والأمة في حال إقبالها ؛ فإنه سيكون الأمر أشد  وأعسر في حال فتورها .
 
 إن من الأخطاء التي تحول بين الكثيرين ، وبين تحقيق  أعظم الأهداف ، وأعلاها ثمناً تصور أنه لا يحقق ذلك إلا الأذكياء .
 
 إن  الدراسات أثبتت أن عدداً من عظماء التاريخ كانوا أناساً عاديين ، بل إن بعضهم قد  يكون فشل في كثير من المجالات كالدراسة مثلاً .
 
 لا شك أن الأغبياء لا  يصنعون التاريخ ؛ ولكن الذكاء أمر نسبي يختلف فيه الناس ويتفاوتون ، وحكم الناس  غالباً على الذكاء الظاهر ، بينما هناك قدرات خفية خارقة لا يراها الناس ؛بل قد لا  يدركها صاحبها إلا صدفة ، أو عندما يصر على تحقيق هدف ما ؛ فسرعان ما تتفجر تلك  المواهب مخلفة وراءها أعظم الانتصارات ، والأمجاد .
 
 إن كل الناس يعيشون  أحلام اليقظة ، ولكن الفرق بين العظماء وغيرهم : أن أولئك العظماء لديهم القدرة ،  وقوة الإرادة والتصميم على تحويل تلك الأحلام إلى واقع ملموس ، وحقيقة قائمة ،  وإبراز ما في العقل الباطن إلى شيء يراه الناس ، ويتفيئون في ظلاله .
 
 إن من  أهم معوقات صناعة الحياة : الخوف من الفشل ، وهذا بلاء يجب التخلص منه، حيث إن  الفشل أمر طبيعي في حياة الأمم ، والقادة ، فهل رأيت دولة خاضت حروبها دون أي هزيمة  تذكر ؟!
 وهل رأيت قائداً لم يهزم في معركة قط ؟!
 والشذوذ يؤكد القاعدة ،  ويؤصلها ، ولا ينقضها.
 
 إن من أعظم قادة الجيوش في تاريخ أمتنا – خالد بن  الوليد – سيف الله المسلول ، وقد خاض معارك هزم فيها في الجاهلية ، والإسلام ، ولم  يمنعه ذلك من المضي قدماً في تحقيق أعظم الانتصارات ، وأروعها .
 
 ومن أعظم  المخترعين في التاريخ الحديث ؛ مخترع الكهرباء ( أديسون ) وقد فشل في قرابة ألف  محاولة ؛ حتى توصل إلى اختراعه العظيم ، الذي أكتب لكم هذه الكلمات في ضوء اختراعه  الخالد .
 
 وقد ذكر أحد الكتاب الغربيين ؛ أنه لا يمكن أن يحقق المرء نجاحاً  باهراً حتى يتخطى عقبات كبرى في حياته .
 
 إن الذين يخافون من الفشل النسبي ،  قد وقعوا في الفشل الكلي الذريع ( أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ) (التوبة: من  الآية49)
 
 ومن يتهيب صعود الجبال
 يعش أبد الدهر بين الحفر
 
 إن  البيئة شديدة التأثير على أفرادها ؛ حيث تصوغهم ولا يصوغونها ( إِنَّا وَجَدْنَا  آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى )( وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ  مُقْتَدُونَ)(الزخرف: من الآية23 )، ولذلك فهي من أهم الركائز في التقدم ، أو  التخلف ، والرجال الذين ملكوا ناصية القيادة والريادة ؛لم يستسلموا للبيئة الفاسدة  ولم تمنعهم من نقل تلك البيئة إلى مجتمع يتسم بالمجد والرقي والتقدم ؛ ولذلك أصبح  المجدد مجدداً ؛ لأنه جدد لأمته ما اندرس من دينها وتاريخها وقد ختمت النبوة بنبينا  محمد -صلى الله عليه وسلم - فلم يبق إلا المجددون والمصلحون ؛ يخرجونها من الظلمات  إلى النور فحري بك أن تكون أحد هؤلاء .
 
 
 وأختم هذه المقالة بإشارات تفتح  لك مغاليق الطريق :
 
 1-ذلك الكم الهائل من عمرك والذي يعد بعشرات السنين ،  قد تحقق من أنفاس متعاقبة وثوان متلاحقة ، وآلاف الكيلو مترات التي قطعتها في حياتك  ؛ ليست إلا خطوات تراكمت فأصبحت شيئاً مذكوراً.
 
 وكذلك الأهداف الكبرى ؛  تتحقق رويداً رويدا ، وخطوة خطوة ، فعشرات المجلدات التي يكتبها عالم من العلماء ،  ليست إلا مجموعة من الحروف ضم بعضها إلى بعض ، حرفاً حرفاً ؛ فأصبحت تراثاً خالداً  على مر الدهور والأجيال .
 
 2-علو الهدف يحقق العجائب ، فمن كافح ليكون  ترتيبه الأول ؛ يحزن إذا كان الثاني ومن كان همه دخول الدور الثاني ؛ يفرح إذا لم  يرسب إلا في نصف المقررات والمواد .
 
 وإذا كانت النفوس كـباراً
 تعبت في  مرادها الأجسام
 
 مـن يهـن يسهــــــل عليه
 ما لجــــرح بميت إيـلام
 
 
 3-الإبداع لا يستجلب بالقوة , وتوتر الأعصاب ؛ وإنما بالهدوء ,  والسكينة وقوة الإيمان , والثقة بما وهبك الله من إمكانات ، مع الصبر والتصميم ,  وقوة الإرادة والعزيمة ؛ ولذلك فأكثر الطلاب تفوقاً ؛ أكثرهم هدوءاً , وأقلهم  اضطراباً عند الامتحان . وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- أشجع الناس ، وأربطهم  جأشاً ، وأثبتهم جناناً ، وأقواهم بأساً ؛ يتقون به عند الفزع لا يعرف الخوف إلى  قلبه سبيلاً .
 
 4-التفكير السليم المنطقي يقود إلى النجاح ، والتخطيط العلمي  العملي طريق لا يضل سالكه .
 
 وفشل كثير من المشروعات منشؤه الخطأ في طريقة  التفكير ، والمقدمات الخاطئة تقود إلى نتائج خاطئة .
 
 5-الواقعية لا تتعارض  مع تحقيق أعظم الانتصارات , والريادة في صناعة الحياة ؛ بل هي ركن أساس من أركانها  ، وركيزة يبنى عليها ما بعده ، وعاصم من الفشل والإخفاق بإذن الله .
 
 6-  كثير من المشكلات الأسرية , والشخصية , والاجتماعية ؛ منشؤها توهم صعوبة حلها , أو  استحالته . بينما قد يكون الحل قاب قوسين أو أدنى ؛ ولكن الأمر يحتاج إلى عزيمة  وتفكير ، يبدأ من تحديد المشكلة ثم تفكيكها إلى أجزاء ، ومن ثم المباشرة في علاج كل  جزء بما يناسبه .
 
 7– ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين ُ)  (الفاتحة:5) جماع الأمر ، ومدار العمل ، والقاعدة الصلبة التي بدونها تكون الحياة  هباء منثوراً .
 
 أخذنا من وقتكم كثيراً ، فهلموا إلى العمل والمجد والخلود .
 
 
 
 بقلم أ.د. ناصر بن سليمان العمر 30/10/1422هـ
 
 رابط الموضوع  الأصلي :
 http://www.islamtoday.net/articles/...id=39&artid=492
   من منتدى سوالف للجميع     |  |  |  |   |  |  |  |   |  |  | مركز المدينة المنورة  للعلم والهندسة - اتصل بنا  |  |  |                    |