|
#1
|
|||
|
|||
![]() الفرضية الأكثر جدلاً في الأوساط الروحانية التناسخ ... عودة الروح إلى عالم الحياة . تعتبر نظرية التناسخ .. أو التقمص من أقدم النظريات التي أخذت حيزاً كبيراً في التنظير والبحث والاستقراء .. وعلى الرغم أن الأدلة التي تقوم عليها هذه النظرية هي أدلة ضعيفة تفتقد إلى الموضوعية والعقلانية والعلمية والروحانية ، فأصحاب نظرية التناسخ لا يملكون دليلاً وافياً بالمطلوب ولا كافياً للإقناع ، إلا أننا نجد البعض يتمسك بها لأنها في رأيه تحل بعض الإشكاليات وتجيب على بعض الظواهر التي تنتشر هنا وهناك . وحقيقة انتشار هذه العقيدة من خلال حواري ولقائي مع بعض مؤيديها وقراءتي في أسرار وتفاصيل مراجعها يرجع إلى أربعة أسباب رئيسية : أولاً : عدم وضوح الرؤية لحياة عالم البرزخ التي يحياها الإنسان بعد الموت ، فعلى الرغم أن النصوص الإسلامية ركزت على العالم الآخر بقدر تركيزها على عالم الدنيا ، إلا أن تفسير مفردات ذلك العالم ظل قيد الكتمان والسطحية ، الأمر الذي جعل من عالم البرزخ فترة راحة سكون وهدوء ونوم إلى يوم يبعثون . إن هذا التصور لايسعف الفكر والوجدان عن التساؤل حول رحلة الإنسان في عالم البرزخ وطبيعة العالم الآخر وما يجري عليه من أمور غير ما هو معروف من العذاب أو النعيم . ثانياً : تخوف رجال الدين من بحث موضوع رحلة الأرواح بعد الموت ، وتقيد حركة البحث الروحاني بدعوة الآية الشريفة { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً } ، أوجدت العديد من التساؤلات الحرجة التي تخص عالم الروح لا أحد يستطيع الإجابة عليها .. لأنها في رأيهم في علم الله . مما جعل الناس يلجأون إلى أبواب ومنافذ أخرى تفي بحاجتهم المعرفية ، وبما أن نظرية تناسخ الأرواح تعد من أقدم النظريات وأكثرها شيوعاً حتى في البلاد العربية والإسلامية فقد لجأ البعض إليها سعياً للحصول على إجابة لبعض تساؤلاته فيها . ثالثاً : من خلال حواري مع بعض الأشخاص الذين يؤمنون بفكرة التناسخ اتضح لي أن إيمانهم لا يقبل النقاش أو المساس ، فهم لا يناقشون فكرة اعتقادهم لأنها في رأيهم جزء من الفطرة التي لا تحتاج إلى نقاش أو بحث ، وعلى الخصوص في الدول العربية والإسلامية . ومما يؤكد ما نقوله في أن إيمان أصحاب نظرية التناسخ إيمان تسليمي دون برهان يقيني هو ما قاله ( محمد خليل الباشا ) في كتاب التقمص وأسرار الحياة والموت. فالإيمان بهذه القضية أصبح إيماناً تسليمي لا نقاش فيه ولا بحث ولا استدلال وهو ليس بحاجة إلى وضع دراسات أو بحث في جزء من جزيئاته. وهذا ما تلتمسه من الأشخاص الذين كنا نحاورهم ، فعلى الرغم من الحجج الدامغة المعارضة للعديد من الأفكار ، إلا أن التسليم ( دون معرفة الحقيقة ) جعلهم يتبنون مثل هذه المعتقدات . رابعاً : تستند أغلب عقائد نظرية التناسخ – كما سنرى – على تدني معرفي بجوانب الإنسان وأبعاده الروحانية .. فعدم معرفتهم بما يحيط الإنسان من عوالم من جانب وطبيعة تركيبة الإنسان الداخلية من جانب آخر أدى بهم إلى تفسير بعض السلوكيات أو الظواهر تبعاً لنظرية التناسخ ، معتقدين أن تفسير هذه الظواهر هي في تناسخ الأرواح ، بينما الحقيقة أن تفسير هذه الظاهرة في شيء آخر وعلة أخرى لن يتوصلوا إلى معرفتها بعد كما سنرى في تحليل النظرية . ولأهمية هذه النظرية ، فقد ارتأينا عرضها بشكل مفصل عل حلقات نتناول فيها أهم الآراء والأفكار التي تؤمن بها مع الردود التي تفند كل فكرة على حدة ، مبتعدين عن الآراء الفلسفية المعقدة سواء المؤيدة منها أو المعارضة لكي يكون الموضوع أكثر وضوحاً مستعينين بأفكار وكتابات كتب على أيدي أصحابها حتى لا نخرج عن المصداقية والصواب . وأخص بالذكر كتاب التقمص وأسرار الحياة والموت للأستاذ الكاتب محمد خليل الباشا المولود في ديربابا الشوف سنة 1914 وهو من الدروز وله عدة مؤلفات وكتب أخرى. عقيدة التناسخ التناسخ نظرية دينية قديمة ، تقوم على عودة الروح بعد الموت إلى الحياة في جسد جديد ، والسائد أن جذور التناسخ نبتت في الديانة الرهمانية ، ثم امتدت فروعها في كل اتجاه حتى تكاد لا ترى ديناً وإلا للتناسخ أثر فيه .. يرى القائلون بالتناسخ أن الروح جوهر إلهي أزلي خالد ، وأن خلودها يستمر في حيوات شتى هي في امتدادها حياة واحدة أبدية مستمرة ، إلا أنهم اختلفوا من حيث الشمول والاختصاص ، وتشعبوا إلى مفاهيم مختلفة نسجت كل أمة ديباجتها بحسب أمانيها ورغباتها . ومما جاء في عقائدهم :- _ كما أن النفس تمر جسدياً في الطفولة والشباب والشيخوخة ، فإنها تمر أيضاً من جسد إلى جسد . _ إن ما هو موجود حقيقة يستحيل أن ينقطع عن الوجود ، وما هو غير موجود فلن يبدأ بالوجود . _ الروح المتقمصة تخلع الجسوم القديمة وتتخذ لها جسوماً جديدة كما يستبدل الإنسان بثيابه البالية ثياباً جديدة . ويقول محمد باشا : في رسائل ( الفيدا ) وهي أقدم النصوص الدينية ، ولا نجد أي نص صريح عن التناسخ ، ولكننا نجد هذا النص في التعليم السري المرافق لأسفار ( الفيدا ) ، يقول : " الروح عند انفصالها عن الجسد الفاني لا تفقد كل جسمانية وإلا تتضعضع في نفس الكون ، بل يبقى لها جسم مجيد كجسم الآلهة ومصوغ من النار ، فهذا الشفع السري ، أي الروح التي هي شرارة أو شعاع من النار الإلهية من جسمها اللطيف الفائق البهاء ، تلبث دائماً مستعدة للاتحاد بجسد جديد منظور عندما تضطرها إلى ذلك شريعة الكائن الأسمى " . وقال شري أوروبندو : " تنتقل الروح بعد موت الجسد إلى عوالم أخرى ثم تكمل دورات تناسخها في أجسام جديدة". وقالت ما أننداموي : "الموت إنما هو تغيير ثياب " . وقال غاندي : "إنني أؤمن بتعاقب الحيوات كما أؤمن بوجود جسمي الحالي ، وبأن الإنسان ارتفع إلى حالة عالية بعد ولادات كثيرة في العالم الحيواني" . وبذلك فان فكرة التناسخ تعني عودة الروح بعد الموت إلى جسد آخر جديد .. فإذا عادت أرواح البشر في أجسام بشرية مماثلة سمي ذلك بالنسخ وهو إشارة إلى انتقال الإنسان إلى نسخة مماثلة لما كان عليه . وإذا زادت سيئات الإنسان على حسناته فان روحه إذا عادت إلى الأرض فإنها تحل في جسم حيوان الذي يناسبه في أوصافه ويستحقه بأعماله ، ويسمى عندها المسخ لأن الإنسان مسخت صورته عقاباً له على ما اجترح من خطايا بشكل حيوان. وإذا زادت خطاياه ولم يزدجر من المسخ فإن روحه تنحدر إلى النبات ويسمى الفسخ لأنها انفسخت عن عالم الإنسان والحيوان. وإذا تمادى أكثر في غيه وجهله فإنها تحط إلى عالم الجماد فترسخ فيه سجينة إلى ما يشاء الله وهو الرسخ . وعليه فان روح الإنسان إما أنها ترجع إلى جسد إنساني جديد وتسمى هذه العملية بالتناسخ .. أو ترجع وتحل في جسد حيوان وتسمى هذه العملية بالتماسخ .. أو تحل في النبات وتسمى هذه العملية بالتفاسخ . أو أن روح الإنسان تعود وتحل في الجماد وهذه العملية تسمى بالتراسخ . والمكان الذي تحل فيه الروح إنما يحددها عمل الإنسان المتوفى والروح الخارجة من الجسد ، فكلما كانت أعماله خبيثة ومنحطة فإن روحه تحل في الحيوان أو النبات أو الجماد . ومن الأدلة التي يعتمدون عليها في ذلك أنهم يقولون: " ألا ترى إلى حصان وحصان على الرغم أنهم من فصيلة واحدة ونوع واحد إلا أنك ترى فارق كبير بين سلوك الحصانين ، معتقدين أن أحد الحصانين قد حلت فيه روح إنسانية فغيرت من سلوكه وأطباعه " . يقول محمد الباشا : انتقل التناسخ إلى العرب بالتسرب أولاً عن طريق التفاعل مع الشعوب التي كانت على اتصال بهم كالأعاجم والهنود والروم والصابئة ورثة المدينة السومرية وغيرهم ، إلا أن دخوله الحقيقي والفاعل كان مع دخول الفلسفة اليونانية التي ترجمت كتبها إلى العربية ، فوجدت فيها الحركات الإسلامية مورداً خصباً للفكر ومجالاً واسعاً يجول فيه العقل . نظرية التناسخ المعدلة ... التقمّص بعد قرون طويلة من الاعتقاد بنظرية التناسخ .. وجد أتباعها أنها تنافي من حيث الجهر والإعلان كرامة وخصوصية الروح الإنسانية .. لأنها كما يعتقدون تحل في الحيوان والنبات والجماد مما واجهوا انتقادات حادة في كيفية حلول الروح في الحيوان وعن خصائص الروح البشرية . فعمدوا إلى تقسيم النظرية إلى شقين من حيث الشمول والاختصاص ..
كما جاء على لسان محمد باشا .. "اتفقوا على أن الروح جوهر إلهي أزلي خالد ، واختلفوا من حيث الشمول والاختصاص ، فأصحاب الشمول جعلوا التناسخ يشترك بين الإنسان والحيوان والجماد ، وأصحاب الاختصاص قصروه على الإنسان وقالوا بالتناسخ في جسم إنسان فقط لأن الروح لا تعود القهقرى ..وهذا المذهب ( يعني التناسخ ) في حالتي الشمول والاختصاص ، كان عند أصحابه قديماً قضية إيمانية ، وعندما بدأ العقل يتحرك وجد الإنسان فيه حلاً لكثير من القضايا الغيبية التي كانت مشكلة عليه ، وفي هذا العصر ، عصر العلوم الاختبارية ، وضعه العلماء الروحيون خلال القرن الأخير ، تحت البحث العلمي ، فاستقر رأيهم على الشق الأول منه أي عودة روح الإنسان إلى جسم إنسان فقط لأن الروح لا ترجع القهقرى .. منقول |
#2
|
||||
|
||||
![]()
شكرا على الموضوع القيم وننتظر الجديد والمفيد وتحياتي
![]()
__________________
![]() يلي حنانك وطيبك ينحط على الجرح يبرى ![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أماكن جميلة أصبحث مطاردة من الارواح وقوى الشر | مخاوي الليل | مكتبة الصور ومقاطع الفيدو والصوت | 4 | 05-02-2009 09:36 PM |
أقصر رجل في العالم يهنئ أطول رجل في العالم بمناسبة زواجه | hazmi jeddah | طرائف والألغاز والفرفشة | 3 | 11-08-2008 09:31 PM |
هل تعرف لماذا اختار الله ( ملك الموت ) لقبض الارواح ؟؟؟ | hazmi jeddah | الاسلامي العام | 0 | 01-03-2008 08:28 PM |
رحلة بلا عودة | hazmi jeddah | الاسلامي العام | 0 | 22-01-2008 05:46 PM |
ها قد عودت حبيبتي | ضحيه حب | بأقلام الأعضاء | 14 | 11-02-2007 02:38 AM |