خسائر دامية للأسهم الخليجية بعد لحاقها بالبورصات الدولية

[مخاوي الليل]

خسائر دامية للأسهم الخليجية بعد لحاقها بالبورصات الدولية

عبد الرحمن إسماعيل من دبي
فشلت الأسهم الخليجية في الحفاظ على التماسك الذي أبدته طيلة الجلسات الماضية أمام الانخفاض الحاد الذي مرت به البورصات الدولية، ومنيت جميع الأسواق في تعاملات أمس بخسائر فادحة أفلتت منه سوق البحرين التي مالت نحو الارتفاع الطفيف.
وسيطر الخبر الذي انفردت به "الاقتصادية" أمس بشأن توقيف مجموعة من المستثمرين في سوق أبو ظبي من بينهم ثلاثة من "الهوامير" الكبار عن التداول لمدة عام بتهمة التلاعب على أسهم معينة أبرزها سهم أركان على تعاملات السوق التي تراجعت بنحو 2 في المائة، وهبط سهم أركان بالحد الأقصى (ليمت دون ) بنسبة 10 في المائة متأثرا بعمليات بيع مكثفة إثر تداول خبر توقيف المستثمرين المتلاعبين.
وقال لـ "الاقتصادية" الدكتور محمد عفيفي مدير دائرة الأبحاث في "الفجر للأوراق المالية" إن الممارسات غير القانونية التي تمت من قبل بعض المستثمرين الذين جرى توقيفهم عن التداول لمدة عام هي التي أثرت سلبا في حركة سهم أركان الذي هبط بالحد الأقصى.
وطيلة الشهر الماضي وفي وقت كانت فيه سوق أبو ظبي تسجل تراجعات قوية أو ارتدادات طفيفة كان سهم أركان يخالف مسار السوق مسجلا ارتفاعا بالحد الأعلى لجلسات عدة دون توافر معلومات تبرر ذلك اتضح بعدها أنها تلاعبات على السهم من قبل "الهوامير" الذين جرى وقفهم.
وأوضح عفيفي أن المتلاعبين حاولوا تحريك السهم بشكل لا يعكس الواقع ولا التغيرات التي تحدث في الشركة والتي أعلنت قبل يومين عن تكبدها خسائر فادحة للعام الماضي، مضيفا أنه باستثناء سهم أركان الذي أثر سلبا في حركة السوق ككل تظل سوق أبو ظبي الأفضل أداء حتى الآن حيث لا تزال السوق الخليجية الوحيدة المرتفعة منذ مطلع العام بسبب أنها توصف بأنها سوق استثمارية وليست مضاربية كما في سوق دبي.
وبعد ارتداد يوم واحد فقط عادت سوق الدوحة من جديد إلى مسلسل هبوطها الحاد مسجلة أكبر انخفاض بين الأسواق الخليجية 3.1 في المائة متأثرة بالتراجع القوي في أرباح شركة بروة العقارية، كما رفعت سوق دبي من خسائرها للجلسة السادسة بنسبة 2.7 في المائة، وحولت سوق مسقط مسارها من الارتفاع الطفيف لجلسات عدة إلى انخفاض بنسبة 2.1 في المائة، ولحقت سوق الكويت التي لم تهنأ بارتدادها سوى جلسة واحدة ببقية الأسواق مسجلة تراجعا بنسبة 2 في المائة.
ومن الواضح حسب إجماع المحللين أن الأسواق الخليجية التي خالفت مسار الأسواق الدولية الهابطة بقوة الأيام الماضية فشلت في الحفاظ على التماسك الذي أعطى رسالة للكثيرين بأنها بدأت تتلمس طريقها للاستقرار غير أن عمليات البيع الجماعية التي طالت كافة الأسهم دفعت مؤشرات الأسواق كافة للتراجع بقوة.
وأوضح الدكتور محمد عفيفي أن الانخفاض القوي للأسواق الدولية والتوقعات بانهيار مؤسسات مالية جديدة هو الذي أوقف حالة التماسك والصعود الذي بدأته الأسواق الخليجية خصوصا السوق الإماراتية، مضيفا أن الجلسات الأخيرة شهدت تغيرا في سلوك الأسواق المحلية التي بدأت تخالف مسار الأسواق الدولية كما لاحظنا أن هبوطها يأتي بنسب أقل من هبوط الأسواق الخارجية على عكس ما كان يحدث في السابق عندما كانت تتراجع بنسب أكبر بكثير من هبوط الأسواق الدولية.
وقاد الهبوط القوي في أرباح كل من شركتي بروة العقارية بنسبة 43 في المائة ومشاريع الكويت القابضة بنسبة 180 في المائة إلى تراجع قوي في السوقين القطرية والكويتية الأكثر هبوطا بين أسواق الخليج منذ مطلع العام على الرغم من أنهما كانتا الأفضل أداء العام الماضي.
وحاولت سوق دبي الحفاظ على خسائر طفيفة على غرار الجلسات الخمسة الماضية بدعم من ارتفاع قوي لسهم بنك الإمارات دبي الوطني أثقل الأسهم في مؤشر السوق إلا أن تحول السهم إلى الهبوط ومن ثم الاستقرار بدون تغير دفع المؤشر للتراجع خصوصا مع انحدار سهم إعمار ثاني الأسهم الثقيلة دون الدرهمين بانخفاض 5.5 في المائة إلى 1.91 درهم.
وخسر مؤشر السوق كامل المكاسب التي كان قد سجلها في جلسة الإثنين الشهيرة الأسبوع الماضي والتي بلغت 8 في المائة بدعم من السندات الحكومية لإمارة دبي حيث دخلت السوق بعدها ولا تزال في موجة جني أرباح مؤلمة تخلت معها عن حاجز الدعم النفسي 1500 نقطة.
وباستثناء ارتفاع لسهمين فقط هما دبي التجاري والأسمنت الوطنية هبطت جميع الأسهم المتداولة 20 شركة بما فيها الأسهم القيادية خصوصا سهم دبي المالي بنسبة 6.8 في المائة إلى 1.09 درهم متأثرا بإعلان الشركة عن تراجع أرباحها بالثلث إلى 605 ملايين درهم وتكبدها خسائر في الربع الأخير بقيمة 176 مليون درهم.
وتأثرت سوق العاصمة أبو ظبي بخبر توقيف عدد من المستثمرين بتهمة التلاعب في أسعار عدد من الأسهم خصوصا سهم أركان الذي تراجع بالحد الأقصى 10 في المائة إلى 6.57 درهم من 7.3 درهم، وضغطت أسهم العقارات والبناء والبنوك والاتصالات على السوق التي سجلت أحجام تداولات منخفضة بقيمة 143.5 مليون درهم.
ونشطت عمليات البيع على كافة الأسهم وتركزت في البداية على سهم أركان وتبعها سهما عمان والإمارات اللذين تراجعا أيضا بالحد الأقصى كما تراجع سهم الاتصالات الأثقل في المؤشر بنسبة 3.6 في المائة إلى 12.15 درهم والدار 5.1 في المائة إلى 2.21 درهم وصروح 5.3 في المائة إلى 2.14 درهم فيما ظل سهم طاقة يواصل قفزاته بنسبة 5 في المائة إلى 1.85 درهم متصدرا قائمة الأسهم النشطة من حيث القيمة والحجم بتداولات قيمتها 54.3 مليون درهم من تداول 30.3 مليون سهم.
ولم تهنأ سوق الدوحة بارتدادها الصعودي الذي جاء بعد أربع جلسات متتالية من الهبوط سوى جلسة واحدة عادت من جديد إلى هبوطها الحاد بضغط من أسهمها القيادية وسهم بروة العقارية الذي تراجع بنسبة 5.6 في المائة إلى 16.80 درهم عقب إعلان الشركة عن تراجع قوي في أرباحها السنوية بنسبة 43 في المائة إلى 310 ملايين ريال من 529.7 مليون ريال وبلغت خسائرها 109 ملايين ريال في الربع الأخير بسبب إعادة تقييم الاستثمارات.
وأثر الجدل السياسي في الكويت بين الحكومة والبرلمان في تعاملات البورصة التي تخلت عن حاجز دعم نفسي 6500 نقطة بضغط من جميع القطاعات خصوصا الرئيسية منها البنوك والاستثمار والخدمات فيما بقيت التداولات على نشاطها بقيمة 71.7 مليون دينار من تداول 342.8 مليون سهم. وأثرت التراجعات القوية في أرباح شركة مشاريع الكويت القابضة واحدة من الشركات القيادية في السوق الكويتية على التداولات، وسجل سهمها تراجعا قياسيا بنسبة 8.1 في المائة إلى 0.28 دينار، كما هبطت بشكل جماعي أسهم البنوك بقيادة سهم بنك بوبيان 6.6 في المائة إلى 0.28 دينار وبنك الكويت الوطني 4.3 في المائة إلى 0.88 دينار وبيت التمويل الكويتي 3.6 في المائة إلى 1.06 دينار والبنك التجاري 1.9 في المائة إلى 1 دينار وجلوبل 5.2 في المائة إلى 72 فلس في حين خالف سهما زين والاتصالات مسار السوق وارتفع الأول 1.4 في المائة إلى 0.7 دينار والثاني 1.5 في المائة إلى 1.32 دينار.
والرابح الوحيد بين أسواق الخليج هو سوق البحرين التي تماسكت أمام ضغوط أسهم البنوك بدعم من ارتفاع سهمين فقط هما الأهلي المتحد بنسبة 2.7 في المائة إلى 0.38 دولار والبحرين الوطني 0.63 في المائة إلى 0.483 دينار، وعادت أحجام وقيم التداولات إلى طبيعتها دون نصف المليون دينار بكثير 220.8 ألف دينار من تداول 818 ألف سهم مقارنة بـ 1.4 مليون دينار من 17.4 مليون سهم في تعاملات أمس الأول.