القضاء على البيروقراطية وتوسيع الصلاحيات أهم تحدياته
فارس القحطاني ـ الرياض
بات عضو مجلس الشورى السعودي اليوم وبعد ارتفاع عدد أعضائه إلى الرقم 150 عضوا، محط أنظار جميع نخب المجتمع الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، فهو يمثل جزءا كبيرا من نبضهم و رواءهم وفكرهم! أحلام وطموحات أن تتحقق في مجلس الشورى، هي حديث النخبة من المتابعين والمثقفين، في مقدمتها توسيع الصلاحيات وأن تنتقل عدوى انتخابات المجالس البلدية إلى تكوين أعضائه. ويعتقد كتاب ومتابعون لتجربة مؤسسة الشورى تحدثت إليهم (عكاظ)، أن المجلس حقق عددا من الإنجازات في ملفات محلية واقتصادية وأمنية وكل ما يهم المواطن العادي. وقال نائب رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور جمعان رشيد بن رقوش، إن المجلس كإحدى المؤسسات التي اضطلعت بدور هام في مجال السلطة التشريعية ومنذ التشكيل الأول للمجلس مارس صلاحياته، وأيضا أنجز العديد من القرارات التي كانت تصب في مصلحة العمل الوطني. وأضاف، أن ما قدمه المجلس حيال كثير من الأنظمة التي أعدت في وقت كانت مناسبة لمعالجة متغيرات ذلك الوقت ولكنها لم تعد مناسبة للتعامل بها في الوقت الحاضر، لذلك ساهم المجلس في إعادة صياغة الكثير من الأنظمة هي لمحاولة مجاراة المتغيرات المعاصرة وارتباطها المباشر بالنصوص القانونية والتشريعية. ويرى أن للمجلس بصمات واضحة في تفعيل الكثير من التوصيات وإيصال صوت المواطن للجهات ذات العلاقة من خلال طرح عدد من المواطنين لبعض القضايا التي تبناها المجلس وأصدر حيالها عدد من القرارات التي رفعت للمقام السامي،والمتتبع لمسيرة المجلس خلال الدورات السابقة يلحظ انجازات المجلس في مجالات عديدة منها الاجتماعية، والاقتصادية، والأمنية والصحية. مشيرا إلى أن انجازات المجلس في سبيل مواكبة العصر لا يمكن إغفالها، وستأتي هذه الدورة الجديدة لتضخ دماء جديدة ليحقق المجلس الكثير من الآمال والتطلعات التي تنتظرها القيادة والمواطن.
لكن يستدرك القول، لا شك أن أمام هذه الدورة الكثير من المواضيع ذات الأهمية سواء كانت على مستوى التعاملات الدولية أو المجتمع المحلي. ومضى قائلا، إن المواطن يتطلع إلى دور فاعل للمجلس وأيضا صلاحيات موسعة للمجلس يضطلع بدوره نحو تحقيق الأهداف المرجوة. ويضيف، لا يساورني الشك أن قيادة المجلس الجديدة برئاسة الدكتور عبد الله آل الشيخ وعضوية هذه المجموعة ذات الخبرات العالية والتخصصات المتنوعة سوف تكون فاعلة ومساهمة في إيجاد الجديد ليضاف إلى رصيد المجلس السابق.
من جانبه، قال مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية السابق الدكتور محمد السالم، إن المجلس في الفترة الماضية حقق نجاحات كبيرة بكل المقاييس وحظي بمجموعة مميزة من أبناء الوطن في مختلف المجالات والتخصصات وهذا أعطى المجلس ميزة لمسها الجميع، وداخل المجلس تتم مناقشة العديد من القرارات والأنظمة.
ويعتقد المهم أن المجلس يصل إلى نتائج يلمسها الجميع، وفي رأيي أن هناك سعيا حثيثا من الجميع لتقبل كل الأفكار والناقشات بصدر رحب والشعور الوطني المميز، وتحقيق الأهداف السامية التي يتطلع إليها المواطن والقيادة.
وأشار السالم إلى أن المجلس حقق التميز في عدد من الحقول والمجالات منها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، مشيرا إلى أن هناك مساحة للأفضل والأحسن وهذا ما نتطلع إليه في المستقبل من المجلس الجديد.
وفي الشأن ذاته، قال الكاتب الصحفي محمد السحيمي، إن مجلس الشورى قدم أعمالا جليلة ويعرفها المقربون ويكفي أن المجلس يصدر قرارات وليس توصية أو استشارة. لكنه قال: إن المجلس بحاجة إلى توسيع الصلاحيات حيث تشمل الميزانية والأداء الفعلي للوزارات ومحاسبة المقصرين.
ويرى أن المجلس مطالب في الدورة الجديدة بالقضاء على ملف البيروقراطية وتخليص المجتمع منها تماما، وهو مطلب سبق أن دعا له خادم الحرمين الشريفين ووعد أنه سوف يحاربها في أول حديث له في المجلس بعد توليه مقاليد الحكم.
بدوره يعتقد الكاتب فالح الصغير أن المجلس أصبح تحت عين المواطن، ما يعني أن يطمح أن يكون لدوره انعكاس لأعماله على أرض الواقع. كما لاحظ أن المجلس يعاني من التأخر في مناقشة بعض القضايا وهذا التأخير سوف ينعكس سلبا على عمله ومن المواضيع التي قرر مناقشتها قضية انهيار سوق الأسهم وهذه المناقشة جاءت متأخرة بعد عامين من انهيار السوق.