المضاربات تنتقل إلى «الخفيفة» والإغلاق سلبي
تحليل : علي الدويحي
مر المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أمس الثلاثاء بحالة هدوء تام في أغلب فترات الجلسة، بغرض المحافظة والبقاء على حاجز خمسة آلاف نقطة ولليوم الثالث على التوالي، وكذلك بهدف جذب مزيد من السيولة الاستثمارية للتغلب على السيولة الانتهازية التي بدأت تزاحم وتتنقل بين القطاعات بشكل متسارع، وكذلك بهدف الحصول على زخم أكثر من حيث الكمية لاختراق خطوط المقاومة المقبلة، وهذا يعتبر إيجابيا بشرط أن لا يتطور البيع في الأيام المقبلة إلى بيع عشوائي، حيث ساهم قطاع الأسمنت في تماسك السوق نوعا ما أمس وهذه إشارة أولية إلى أنه بدأ يتفاعل مع إقتراب إعلان أرباح الربع الأول، ولكنه لم ينجح في جذب وتغلب السيولة الاستثمارية، حيث اتجهت السيولة إلى قطاع التأمين وبعض الأسهم التي كانت خاملة في أغلب فترات الصعود الماضية، وهذا يمكن أن يجعل السوق والمؤشر العام يتجهان نحو المسار الأفقي في الفترة المقبلة، وربما يكون هذا إيجابي والهدف منه تأسيس خط دعم جيد عند مستوى 4975 نقطة والتي تعتبر هي القمة الحقيقية التي من الأمثل أن لا تكسر في الفترة المقبلة.
وقد أغلق المؤشر العام تعاملاته اليومية على تراجع بمقدار 30 نقطة، أو ما يعادل 59 في المائة ليقف عند مستوى 5052 نقطة في المنطقة السلبية وبحجم سيولة لم تتجاوز 5 مليارات وبكمية أسهم متداولة بلغت نحو 252 مليون سهم جاءت موزعة على 159 ألف صفقة، ارتفعت أسعار أسهم 49 شركة أغلبها من قطاع التأمين وتراجعت أسعار أسهم 74 شركة، احتل سهم الكهرباء المركز الأول بنسبة 8.69 في المائة، ومن الأفضل أن تفتتح السوق اليوم الأربعاء تعاملاتها على ارتفاع، ففي حال عجز المؤشر العام عن اختراق خط 133 نقطة سوف يشهد السوق عملية جني أرباح قبل الإغلاق، والعكس في حال افتتاحه على هبوط ولم يكسر خط 5035 نقطة فإنه سوف يشهد عمليات مضاربة حامية بشرط أن لا يكسر خط 9575 نقطة والتي تعتبر قاعدة المسار الحالي، والتي يعني كسرها تشغيل خاصية إيقاف الخسائر، وتعتبر تعاملات اليوم الأربعاء استثنائية حيث يمتلك المؤشر العام اليوم خط دعم أول عند مستوى 5035 ثم 4998 يليه 4975 نقطة وكسرها بداية السلبية ويمتلك خط مقاومة أولى عند مستوى 5082 ثم 5111 يليه 5133 نقطة وتجاوزها بداية الإيجابية وهذه نقاط دعم ومقاومة للمضارب اليومي واللحظي.
من الناحية الفنية وبشكل عام حقق المؤشر العام حركة ارتدادية عبر قناة رئيسية صاعدة من عند مستوى 4068 نقطة، بتاريخ 9/3/2009م، وسجل أعلى قمة لهذه الحركة عند مستوى 5095 نقطة، في تاريخ 6 أبريل 2009م، كسب خلالها ما يقارب 1027 نقطة وجاءت على مرحلتين، المرحلة الأولى كسب خلالها ما يقارب 723 نقطة كمقارنة بين أدنى مستوى انطلق منه 4068 نقطة إلى أعلى قمة سجلها خلال هذا المسار عند مستوى 4785 نقطة، يوم الأحد بتاريخ 29/3/2009م، ليجني عندها أرباحه على مدى جلستين وبمقدار 185 نقطة، ومع مطلع الأسبوع الحالي بدأ المرحلة الثانية من هذا الصعود، جاءت من عند مستوى 4600 نقطة مدفوعا بالأخبار الإيجابية وفي مقدمتها قرار زعماء دول مجموعة العشرين ووصل إلى حاجز 5095 نقطة، أي كسب خلالها ما يقارب 495 نقطة، وجاء هذا الصعود على شكل عمودي لم يعط المساهمين والسوق معا فرصة التقاط الأنفاس بشكل كاف، مسببا ضغطا على نفسيات المتداولين حيث أصبحت النفسيات تفقد الثقة في السوق كلما واصل الارتفاع دون إجراء عمليات جني أرباح، كما بدأ يحسب المضاربين وجود فجوة سعرية على سهم سابك ما بين سعر 42 إلى 44 ريالا وعدم مواكبة بعض أسعار الأسهم القيادية والتي تملك محفزات لحركة الصعود الاخيرة وبالذات سهم سابك حيث يعتبر كسر 43.20 ريالا بداية السلبية وتجاوز 48.80 بداية الإيجابية.