قانون الألم والمتعة

[جداوي]

لنتأمل جميعا الاعمال التي نقوم بها ونفعلها في يومنا وليلتنا ،ولنتأمل ايضا
الحالة النفسية التي تسبق اقدامنا على اي عمل سنلحظ ان قانون الالم والمتعة
يسير معنا اين اتجهنا ولكن ترى
مــــــا المقصود بقـــانون الالم والمتــــعة؟

ان اي عمل نقدم عليه سواء أكان هذا العمل الذي اقدمنا عليه صحيحا ومقبولا وطيبا ام كان سيئا ومرفوضا فانما نحن نقدم عليه بسبب كونه يقدم لنا نوعا من انواع المتعة ولونا من الوان اللذة كبرت ام صغرت وسواء أكانت مدركة من قبل الآخرين ام لا.. لكن الشيء المهم الذي يجب التنبه له هو اننا لا نختار امرا الا وفيه نوع مصلحة ومنفعة ولذة لنا سواء لذة روحيه او نفسية او جسديه ..

والآن لو ذهبنا الى احد الذين ابتلوا بشرب الدخان وتوجهنا اليه بالسؤال التالي (لماذا تشرب الدخان)؟؟؟ قبل ان نتعرف على اجابة هذا الشاب
اننا جميعا ندرك بمن فينا من يدخن ان الدخان مادة ضارة وسم يدخل الجسم لكن على ضوء قانون الالم والمتعة فاننا على يقين انه وجد
لونا من الوان المتعة التي جذبته الى شرب الدخان .....لنستمع اليه وهو يقول:
انا أشرب الدخان لاني من خلاله اهرب من واقعي السيء..لنستمع الى اجابة ثانيه:انا اشرب الدخان لاني من خلاله احس بالرجولة..وهناك الكثير
والكثير من الاجابات الاخرى التي من خلالها يعبر كل واحد فيها عن نوعية المتعة التي من خلالها وقع في هذا الامر او الهروب من ألم كان في نظره سيقع لو لم يهرب الى هذا السلوك.......بالنسبة لحال الاول وجدنا انه
يعيش واقعا سيئا (بمعنى) ان هذا الواقع يشكل مصدرا من مصادر الالم له وبالتالي فهو يبحث عن مصدر من مصادر اللذه والمتعه والتي من خلاله يهرب
من الالم لانه كما ذكرنا كل حياة الانسان عبارة عن هروب من الالام وبحث عن اللذه .........بينما الاخر وجدناه يعاني من الدونية التي يسعى كل مراهق الى القضاء عليها بكل ما يستطيع ولو لم تتوفر له اسباب الخير فانه يبحث عن النقيض فهو يرى
وان الناس ينظرون اليه على انه طفل صغير وبالتالي فانه يبحث عن سبب يحقق
له المتعة المتمثله في جعل الناس تنظر اليه على انه رجل وكبير ولم يعد طفلا
مما حدا به الى الوقوع في التدخين.
.


اذا عرفنا هذه المقدمة فلعلنا نأتي على سؤال أراه مهما..وهو هل من الممكن ان نستغل هذا القانون لعلاج بعض السلوكيات الخاطئة والافعال السلبية؟؟ هل في مقدورنا ان نتخلص من الكثير من العادات التي تضايقنا من خلال معرفة هذا القانون؟
الاجابة :نعم..من خلال معرفة السر الذي يقبع خلف هذا القانون والذي يكشف حقيقةبشرية وهي البحث عن مصادر المتعة والهرب من مصادر الالم فاننا بذلك نحقق الكثير من الانتصارات والتفوق

اود ان ابين امرا مهما وهو ان من الناس من يكون بحثه عن اللذة والمتعه اوفر من حرصه على دفع الالم واخرون يرتاحون نفسيا حين يدفعون الالم وليس الشرط في ان يشعروا بالسعاده هو حصولهم على اللذه وسأضرب على ذلك بمثال

لو فرضنا ان هناك طالبين احدهما يبحث عن اللذه والاخر يفضل الهروب من الالم.. وكلاهما طالبان كسولان.. واردنا تحفيزهما ورفع مستواهم الدراسي.. فلو أتينا الى الطالب الذي يفضل الهروب من الالم على الحصول على المتعه وقلنا له
(( لو انك تفوقت في دراستك فسنعدك بهدية قيمه لا تتخيلها)) هذه العباره تحمل في طياتها الحث على الجد حتى ينال الطالب هديه ذات قيمه اذن هو على موعد مع منفعه.. هو على موعد مع لذة تنتظره وتسعده.. لكننا فوجئنا بانه لم يكترث ابدا لما قيل له.. بل استمر في كسله والسر اين يكمن؟ يكمن في اننا لم نحسن قراءة طريقة عمل عقله .. فهو يسكون خير طالب لو انك هددته بعقاب معين يخشاه فهو من النوع الذي لا يتحرك حتى يرى انه اوشك على السقوط‍‍!! فلو قلت له (( لقد بلغني انه اذا لم تأت بدرجات جيده الشهر القادم فانك على وشك ان تغادر المدرسه فالمدرسه هنا لا تريد الكسالى) فان هذا الخبر رغم قوته وصراحته وعنفه لكنه يحفز هذا النوع من الناس بصوره اقوى .. بينما لو ذهبنا للاول وقلنا له انت على موعد مع هديه ... الخ فسنجده متحفزا جدا... حتى الابناء فانت ترى من الابناء من اذا قلت له افعل كذا وسآتيك بهديه او بمفاجأه انه لا يتحمس كثيرا واخرون يتحمسون بينما في المقابل من الابناء من اذا قلت له اذا لم تفعل ما امرتك به سأحرمك من السياره فانه مباشره ينفذ ما تقول


اود ان انبه الى امر مهم جدا وهو اننا اذا اردنا ان نستعين بهذا القانون في عملية القضاء على الامور السلبية في حياتناا فاننا بحاجة ماسة ان نتعرف ايضا على الامور التي تهمنا بالدرجة الاولى ولعله بالمثال يتضح الاشكال..

.ذهبنا الى هذا طالب كسول وسالناه هل تحب ان يتفوق عليك اقرانك؟ اجاب قطعا لا..سألناه ما شعورك لو تفوق عليك فلان من زملائك؟ قال لنا ساكون في حالة سيئة ..قلنا له : هل تذكر لنا ماهية شعورك لو تفوقت على جميع زملائك؟ قال ساكون في قمة السعادة .....قلنا
له:ما شعورك لو تفوق عليك زملائك وسخرو منك وضحكوا عليك وعلى مستواك؟؟ قال لنا: سأكون اتعس انسان في الدنيا.........ونستمر في طرح الاسئلة التي تعلق الكآبة والغضب والمشاعر السلبية في كل ما يتصل بالفشل الدراسي ونعلق المتعة واللذة والمشاعر الطيبة في كل ما يتصل بالتفوق الدراسي ....سنفاجيء بانه لاشعوريا سيتغير لانه بالفطرة سيبحث عن المتعة سواء اكانت بحثا عن اللذة والمتعه ذاتها ام كانت هروبا من الم يعد هروبه منه متعه حقيقيه له

انت مثلا لربما تكون مثلا تعاني من مشكلة ما مثل التدخين ....اذا اردت الاقلاع عنه فلابد ان تربط مشاعر الالم بالتدخين ومشاعر المتعة بترك التدخين وهكذا


اذن ربط الالم بالعادة السيئة يساعدنا على التخلص منها بالاضافة الى ربط المتعة بالعادة الجديدة ..

ان كل سلوك وعادة يفعلها الناس حتى وان كانت سيئة في ذاتها فانها تسبب لهم نوعا من المتعة وهذا يؤكد لنا ضرورة الا نتعجل في محاكمة الناس والصاق التهم بهم بل يجب ان ندرك ان وراء هذا السلوك رغبة داخليه يجب ان نسعى الى فهمها وفهم اسبابها ووضع البديل لها لا ان نحاكم سلوك الناس مباشرة فنحن متفقون ان السلوك قد يكون خطا وقد يكون محرما وقد يكون سلبيا على فكر الانسان وحياته لكن هذا لا يمنع ابدا ان نستخدم افضل الاساليب لعلاج هذا السلوك وزرع البديل الرائع بطريقه مناسبه وهادئه

اذا اردنا تخليصهم منها يجب علينا ربط الالم باستمرارهم بهذه المتعة وربط المتعة واللذة بترك هذه العادة ..