استمرار صعود الأسهم يعني استيعاب المتداولين صدمة نتائج الشركات القيادية

[مخاوي الليل]

التحليل الفني للأسهم السعودية

استمرار صعود الأسهم يعني استيعاب المتداولين صدمة نتائج الشركات القيادية



مشهور الحارثي
استهل مؤشر السوق تداولات هذا الأسبوع بصعود قوي مرتفعاً بما يزيد على 200 نقطة. يأتي هذا الارتفاع بعد الصدع الكبير الذي أحدثته النتائج المحبطة لشركة سابك وشركة الاتصالات، وهذا الارتفاع أعاد مؤشر السوق فنياً فوق مستوى 4780 نقطة ومهدّ لثبات السوق خلال بقية أيام الأسبوع الحالي وأصبح مؤشر السوق في مواجهة مع متوسط 50 يوما عند مستوى 4816 نقطة حالياً مشكلاً مقاومة لمحاولات أي ارتفاع مقبل.

قطاعات السوق

قطاع البتروكيماويات يقف بشكل بارز خلف هذا الصعود، وعندما نتحدث عن مثل هذا القطاع، فنحن نتحدث عن سهم "سابك"، الذي ارتفع هذا الأسبوع بنسبة 13.5 في المائة، ومن بعد قطاع البتروكيماويات يأتي قطاع الإعلام، الذي أسس لنفسه مستوى دعم جيد عند 1700 نقطة وحقق ارتفاعاً بنسبة 11.2 في المائة هذا الأسبوع.
جدير بالذكر أن جميع قطاعات السوق حققت ارتفاعاً هذا الأسبوع، منها ثلاثة قطاعات تجاوز ارتفاعها 11 في المائة، بينما تسعة قطاعات كان أداؤها أفضل من أداء مؤشر السوق وأقل قطاعات السوق انخفاضاً هو قطاع التشييد والبناء.

أداء مؤشر السوق وقطاعاته خلال هذا الأسبوع

صدمة "سابك"

أصبح الحديث عن نتائج شركة سابك السنوية أمراً مستهلكاً وأشبعه المتداولون حديثاً بما يكفي، ولكني هنا أستحضر هذه النتائج حتى أبين تأثيرها فنياً في مؤشر السوق وحركتها، وسأستعين بالرسم البياني في شكل (1)، حيث يتضح أن مؤشر السوق كان يسير في مسار صاعد ومدعوم بمتجه هابط، وكنت أتوقع ـ وكلي تفاؤل ـ أن تستمر السوق في ارتفاعها، على الرغم من قلقي من الحركة الفنية لسهم "سابك" ومثل غيري من نتائج شركة سابك.



بالفعل صدرت النتائج وصدمت جموع المتداولين، ما أدى إلى تدهور حركة السهم، وبالتالي رأينا مؤشر السوق يهوي ويكسر المتجه الصاعد المرسوم على الرسم البياني، أي هبط دون مستوى 4700 نقطة التي كانت دعماً يجب الوقوف عنده حتى نقول إن السوق بخير.
لكن بما أن السوق لم تكن بخير فرأينا مؤشر السوق يكسر 4700 بقوة ولم يجد الدعم إلا عند مستوى 4530 نقطة، ثم ارتفع قليلاً مكونا قاعا مزدوجاDouble Bottom ليستهل هذا الأسبوع على ارتفاع.

استيعاب الصدمة

حسناً يقترب السوق من العودة إلى مساره الصاعد من جديد وأغلق فوق مستوى 4700 نقطة، فهل عودة السوق تعني أنها استوعبت صدمة نتائج شركة سابك وشركة الاتصالات؟ إن حركة السوق في الأسبوع المقبل هي التي ستجيب عن مثل هذا السؤال ولا علينا سوى اتباع اتجاه السوق.
لذا نقول إن مؤشر السوق بعد أن وجد الدعم من مستوى 4530 نقطة، ثم ارتفع وأصبح في مواجهة واضحة مع المتجه الهابط الذي يقاوم صعود مؤشر السوق حالياً عند مستوى 4850 نقطة، فإن نجح مؤشر السوق في اختراق مستوى 4850 نقطة والبقاء فوقه فترة يومين، فإن هذا يعني استيعاباً لصدمة نتائج "سابك" وأن السوق أصبحت لا تهتم بالأرقام واتخذت الصعود سبيلاً قناعة منها أن الأسعار الحالية تستحق أن يقوم المتداولون فيها باقتناص الفرص.



تكالب المقاومات

حالياً يقاوم صعود السوق أمرين واضحين فنياً هما متوسط 50 يوما عند 4816 نقطة والمتجه الصاعد المكسور من قبل مؤشر السوق بعد نتائج "سابك"، حيث يقف كمقاومة عند مستوى 4850 نقطة، يحتاج مؤشر السوق إلى تجاوزهما والاستقرار أعلى منهما يومين حتى تتمكن السوق من الثبات وتعبيد مسارها الصاعد من جديد.
مؤشر استوكاستيك Stochastic يعطي حالياً إشارة سلبية تدل على ضعف حركة مؤشر السوق، وقد يدل هذا على عدم استعداد مؤشر السوق على تجاوز مستويات المقاومة التي ذكرتها، وهي مستويات مقاومة رئيسة لا يستهان بها تحتاج إلى تحرك قوي لاختراقها.
في حالة فشل مهمة الصعود يجب التفكير مباشرة في مستويات الدعم وأولها يوجد عند مستوى 4530 نقطة، كما أن هبوط السوق إلى مستوى 4351 نقطة في يوم 20 كانون الثاني (يناير) أدى إلى تكوين قاع ثان إذا رسمنا منه متجهاً يذهب للقاع السابق عند 4223 نقطة، فإننا نرسم متجهاً صاعداً رئيساً يقدم الدعم عند مستوى 4375 نقطة حالياً، وكسره يعني انهزاما كبيرا لمعسكر الثيران المتفائلين بالصعود، وتغيرا في اتجاه السوق، وقد يكون هذا أمراً غير وارد.



الأسهم القيادية

حتى نعرف قدرة مؤشر السوق على الصعود أكثر نجري مسحا فنيا سريعا على الأسهم القيادية وسنستعين بالرسوم البيانية، حيث نجد أن سهم "الراجحي" يعاني مقاومة واضحة لمتوسط 50 يوما عند 57.24 ريال، أما سهم "سابك" فبدأ يسير في مسار جانبي ويحاول الصعود بشكل لافت في اليومين الأخيرين من الأسبوع الجاري، لكن لا ننسى أن متوسط 50 يوما يقف كمقاومة عند مستوى 51.5 ريال.



سهم "الاتصالات" ليس أحسن حالاً من سهمي "الراجحي" و"سابك"، إذ إنه فقد معركته أمام متوسط 50 يوما وانهار فتراجع، بينما ينفرد سهم "الكهرباء" عن بقية الأسهم القيادية بارتفاعه بشكل لافت واجداً الدعم من متوسط 50 يوما، وقد غير مساره الهابط الذي بدأه منذ كانون الثاني (يناير) 2008 الماضي، وهذا أمر يدل على أنه أصبح سهما استثماريا مهما انخفض، فسيعود للارتفاع فقط اتبع مسار السهم حتى يخرج عن مساره الصاعد، وهذا السهم يحتاج إلى صبر طويل.