الرئيس التركي يؤكد استعداد بلاده لتنفيذ مشاريع مصرفية في المملكة

[مخاوي الليل]

الرئيس التركي يؤكد استعداد بلاده لتنفيذ مشاريع مصرفية في المملكة



فارس القحطاني، ماجد الميموني - الرياض
أكد الرئيس التركي عبدالله جول استعداد الشركات التركية لتنفيذ المشاريع الكبرى في المجالات المصرفية في المملكة.
واستقبل الرئيس جول أمس وزير المالية والاقتصاد الوطني الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف .
وقدم وزير المالية عرضا لنشاطات الصندوق السعودي للتنمية ودوره في تمويل الصادرات السعودية وزيادة حجم الصادرات الوطنية إلى تركيا إلى جانب تعاون البلدين في المجال الجمركي.
كما استقبل جول في مقر إقامته في قصر الضيافة في الرياض أمس صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية ورئيس هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وبحث معه أوجه التعاون المشترك بين البلدين.
وبحث جول مع وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس محمد جميل ملا، خلال استقباله له أمس الموضوعات المتعلقة بالاتصالات وتقنية المعلومات والتعاون بين البلدين في هذا المجال.
من جهة ثانية أكد الرئيس التركي أن تركيا والمملكة تسعيان إلى إرساء سبل الاستقرار والأمن في المنطقة.
وقال مخاطبا أعضاء مجلس الشورى أمس: نحن بلدان مهمان في هذه المنطقة لذلك نهتم بالقضايا الإقليمية والدولية وأفكارنا ورؤيتنا متطابقة بالنسبة لجميع هذه القضايا ونوليها أهمية كبيرة جدا ونحن في تشاور مستمر سياسيا بالنسبة لهذه الأمور لإرساء الأمن والاستقرار والسلام الدائم في المنطقة لما فيه مصلحة شعوبها.
وأعرب عن تقديره البالغ لمبادرات المملكة في هذا المجال مؤكدا أنها تسعى إلى إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة بجهود بناءة ممثلة في سياستها الخارجية المهمة والمتطورة الهادفة، وقد أبدت جهودها الكبيرة للم الشمل وحل المشكلات الموجودة في المنطقة. وأضاف: أن المملكة وبقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أبدت توجهات معينة لإرساء سياسة خارجية جديدة في المنطقة، لذلك فإنها وتركيا متطابقتان في الرؤية والنظرة لهذه الأمور وإلى أمور المنطقة. ومن منطلق أهمية بلدينا في المنطقة، فإن تعاوننا المشترك وتشاورنا المستمر في جميع القضايا التي تهم المنطقة والعلاقات الثنائية وكذلك في المحافل الدولية وإسناد بعضنا لبعض، إشارة واضحة إلى تنامي العلاقات السياسية. وأكد أهمية تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين المملكة وتركيا التي تحظى باهتمام من خادم الحرمين الشريفين وحنكته السياسية الكبيرة، لافتا النظر إلى الزيارتين اللتين قام بهما الملك للجمهورية التركية خلال عامي 2006 و 2007م، واللتين أدتا إلى فتح صفحة جديدة وأضفت إضاءة جديدة على علاقات البلدين الشقيقين.
ونوه بالحنكة السياسية والقيادة الماهرة للقيادة السعودية التي أدت إلى تطوير الأوضاع الاقتصادية وترسيخ الموقع السياسي للمملكة في جميع المحافل الدولية.
المبادرة العربية ومؤتمر مكة
وعبر الرئيس عبد الله جول عن تقدير بلاده لمبادرة السلام التي قدمها خادم الحرمين الشريفين وتبنتها القمة العربية في بيروت وأصبحت تعرف بمبادرة السلام العربية، منوها بالجهود التي بذلها ويبذلها لمعالجة الجراح والجرح النازف في المنطقة، لافتا النظر إلى مؤتمر المصالحة الفلسطينية الذي عقد في مكة المكرمة بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين لتوحيد الصف الفلسطيني. وقال: لو طبقت تلك الوعود التي قطعت في ذلك المكان الشريف فإنني واثق بأن القضية الفلسطينية ستكون في موقع القوة حاليا ولم نكن لنعيش في تلك المآسي التي حدثت في الفترة الأخيرة. وعبر عن أمله في أن يتحقق ذلك وأن لا نرى الجراح تتكرر مرة أخرى في الأراضي الفلسطينية لأن الفرقة الفلسطينية تخريب لأسس الدول الفلسطينية المستقلة.
وأكد أن الرؤية التركية لهذه القضية تتمثل في لم شمل الشعب الفلسطيني ولم الشعب العربي والإسلامي وتوحيد كل الجهود لما فيه خير المنطقة وشعوبها وعدها مسؤولية مهمة تقع على جميع الدول العربية والإسلامية.
الإسلام والإرهاب
وتطرق إلى الإرهاب مشددا على ضرورة الفصل بين الدين الإسلامي والإرهاب .. وقال: ديننا دين التسامح والسلام والمحبة للناس جميعاً، دين المحبة والإخاء، ولاعلاقة له بالإرهاب، فالإسلام يرفض الإرهاب، والإرهابيون والناس الذين ينحون منحى التطرف يمكن أن يخرجوا من أي مجتمع آخر، لذلك يجب أن لا تكون هذه الحوادث منصبة على سمعة الإسلام وسمعة بلدينا. إن هذه المقولات تؤدي إلى الخوف من الإسلام حيث تنتشر هذه المفاهيم في كل أنحاء العالم. ويجب أن نتعاون في التصدي للإرهاب من هذا المنطق.
وفي هذا السياق عبر الرئيس التركي عن تقديره لجهود الملك عبد الله في التصدي للإرهاب مثمنا مبادرته في الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات التي تجسدت على الواقع من خلال مؤتمر مدريد واجتماع الأمم المتحدة.
وتحدث عن العلاقات بين البلدين في عدد من المجالات مشيرا إلى السياح السعوديين في بلاده وعد زياراتهم المستمرة لتركيا إسهاما كبيرا في تنمية العلاقات الأخوية بين أفراد الشعبين، لافتا النظر إلى الآلاف من الأشقاء الأتراك الذين يقيمون في المملكة ويسهمون في التنمية في مختلف المجالات.
اتفاقية الصداقة والتعاون
من جانبه أكد رئيس المجلس الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد أهمية الزيارة الحالية التي يقوم بها الرئيس عبدالله جول إلى المملكة نظرا لخصوصية العلاقة التي تربط بين البلدين والقيادتين والشعبين الشقيقين سواء في إطارها الثنائي أو في إطارها الإقليمي والإسلامي.
جول يلتقي رجال الأعمال
على صعيد آخر التقى الرئيس التركي برجال الأعمال السعوديين في مدينة الرياض أمس.
وقال: إن تركيا في الوقت الراهن تعتبر دولة قوية من خلال بناء البيئة الاقتصادية القوية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن حجم الاستثمارات التركية وصل لأكثر من 750 مليار دولار، فيما بلغ حجم التجارة الخارجية أكثر من 350 مليار دولار، مشيرا إلى أن الصادرات التركية فاقت 120 مليارا بنسبة 95 في المائة من المنتجات الصناعية.
وأشاد بالاقتصاد السعودي ومتانته، "المملكة أقل الدول تضررا في العالم بالأزمة المالية" والذي كان واضحا بتسجيل المملكة فائضا قياسيا للعام الماضي، وزيادة الإنفاق الحكومي. وحول الإصلاحات الجديدة في تركيا، أوضح أن القطاع المصرفي التركي كان سليما مع بداية الأزمة المالية، وهناك آليات تم تطويرها في نظام المصارف.
ولفت إلى أن الحكومة التركية تتوجه لإزالة كافة العراقيل أمام رجال الأعمال السعوديين.
وفي السياق ذاته، أوضح وزير التجارة والصناعة عبد الله زينل أن المزايا النسبية في تركيا وتوفر البيئة الزراعية المميزة من مياه وأراض خصبة وشاسعة وعلاوة على البيئة الاستثمارية الجاذبة، فقد أصبحت تركيا إحدى الدول المستهدفة للاستثمار الزراعي في إطار مبادرة خادم الحرمين الشريفين للاستثمار الزراعي السعودي في الخارج.
من جهة أخرى زار الرئيس عبد الله جول أمس جامعة الملك سعود حيث شهد مراسم توقيع اتفاقية بين الجامعة والمجلس التركي للبحوث العلمية والتقنية، واتفاقية ثانية مع جامعة إسطنبول التقنية بحضور وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، وزير التجارة والصناعة عبد الله أحمد زينل الوزير المرافق، ومدير جامعة الملك سعود عبد الله العثمان. كما زار مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والتقى رئيسها الدكتور محمد بن إبراهيم السويل.