70 ألف شجرة في عرفات تواجه الإزالة لصالح مشروع تصريف السيول

[مخاوي الليل]

فيما تحتفل أشجار السعودية بأسبوعها الثاني والثلاثين

70 ألف شجرة في عرفات تواجه الإزالة لصالح مشروع تصريف السيول

جدة: نواف القثامي

في الوقت الذي تحتفل فيه أشجار السعودية بأسبوعها الثاني والثلاثين خلال الشهر الجاري، تواجه نحو 70 ألف شجرة في مشعر عرفات خطر الإزالة لصالح تنفيذ مشروع مجرى تصريف مياه السيول المسطحة في المشعر والمزمع تنفيذه خلال هذا العام. وتغطي مساحة الأشجار المنتشرة في عرفة والمزروعة ضمن مشاريع تشجير المشاعر المقدسة قبل أكثر من 25 عاماً مساحة كبيرة من المشعر، وذلك بغرض توفير الظل المناسب للحجيج أثناء وقفتهم، والتقليل من أثر ضربات الشمس، وتخفيض نسبة سرعة الرياح وامتصاص الغازات الضارة، وترسيب الغبار والشوائب العالقة في الهواء. وقال عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج في جامعة أم القرى الدكتور ثامر الحربي لـ"الوطن" إنه لم يطلب بعد من المعهد إبداء الرأي أو دراسة مشروع تنفيذ مجرى تصريف مياه السيول المسطحة في مشعر عرفات. وقال "لا نملك معلومات دقيقة وواضحة عن المشروع حتى الآن، ولا نستطيع إبداء رأي واضح حياله أو حيال كمية الأشجار المزمعة إزالتها لصالح تنفيذه". وبحسب تصريحات سابقة لوكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية الدكتور حبيب بن زين العابدين في نهاية العام الماضي، فإن المشروع الذي بلغت تكلفته نحو 170 مليون ريال تتمثل مرحلته الثانية في تنفيذ الصرف السطحي للسيول في عرفات وتوجيهها إلى قنوات التصريف التي تم تنفيذها في المرحلة الأولى من خلال ممرات محددات للخيام مع ضبط مناسيب تلك الممرات بحيث تسمح بالتصريف السطحي لمياه الأمطار لتصب في وادي عرنة والواقع خارج مشعر عرفات. ولا تبدو هناك أية تصريحات صادرة ومُباشرة من قبل جهات رسمية تتعلق بموضوع نزع الأشجار في عرفات لصالح تنفيذ المشروع، رغم صدور تعميم سابق من قبل وزير الحج نبه من خلاله جميع شركات ومؤسسات حجاج الداخل قبيل حج العام الماضي بعدم قطع الأشجار في صعيد عرفات والحفاظ عليها، وذلك بشأن ما لوحظ من أن هناك من يعمد إلى قطع الأشجار بشكل غير مسؤول، مُطالباً في ذات الوقت بمراعاة الحفاظ على الأشجار في الموقع من أجل بيئة مخضرة وهواء نقي يسهم في تلطيف الأجواء. ويبدي العديد من الكُتاب وخُبراء البيئة تخوفهم من آثار المشروع على صحة الحجيج في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال المواسم المُقبلة للحج وكذلك استنادا إلى الوقائع التاريخية التي لم تسجل تدفق أية سيول في عرفات منذ الوقفة الأولى للحجيج داخل المشعر، مطالبين الجهات المعنية بتنفيذ المشروع بإعادة النظر فيه، والبحث عن بدائل أخرى بشرط المحافظة على الأشجار والبيئة. وكان أسبوع الشجرة الثاني والثلاثون قد انطلق في جدة بداية الأسبوع الماضي تحت شعار "الاحتطاب يهدد الأشجار"، وذلك بهدف التركيز على أهمية العناية بالأشجار ورفع درجة الوعي لدى كافة شرائح المجتمع إلى جانب ضرورة الاهتمام بعمليات الخدمة الزراعية واستخدام التقنيات الحديثة في عمليات ري النباتات لما في ذلك من توفير لمياه الري وتوجيه الجهود في أسبوع زراعة الشجرة إلى إنشاء شبكات الري بالتنقيط في بعض المناطق داخل المدن ومن ثم إنشاء شبكات الري تباعاً لكافة المناطق حسب الإمكانيات المتوفرة.