مديرو البنوك في مجموعة العشرين يحددون مطالبهم للقمة اليوم

[مخاوي الليل]

صندوق النقد: العالم بحاجة إلى تطهير القطاع المالي

مديرو البنوك في مجموعة العشرين يحددون مطالبهم للقمة اليوم


خوان سومافيا المدير العام لمنظمة العمل الدولية يتحدث مع دومينيك ستراوس كان المدير الإداري لصندوق النقد الدولي قبيل اجتماع ثلاثي حول الأزمة المالية والاقتصادية العالمية الراهنة في مقر منظمة العمل الدولية في جنيف أمس. إ. ب. أ
"الاقتصادية" من لندن
يتوقع أن يبحث كبار المديرين التنفيذيين لكبرى البنوك الأوروبية والأمريكية والآسيوية معدلات كفاية رأس المال وإصلاحات تنظيمية ومساعي حفز الاقتصاد العالمي خلال اجتماع في لندن اليوم.
ويستضيف رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون اجتماع المائدة المستديرة قبل اجتماع زعماء دول مجموعة العشرين في لندن في الثاني من نيسان (أبريل). ويتوقع سؤال المصرفيين بشأن خطط إجراء تغيير جذري في قواعد أسواق المال وحاجة البنوك إلى الاحتفاظ بمزيد من رأس المال وتكوين احتياطيات أكبر ضد التقلبات والأزمات في المستقبل والقواعد الأكثر صرامة الخاصة بصناديق التحوط.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني "سيجتمع رئيس الوزراء مع كبيري المديرين التنفيذيين لبعض أكبر بنوك العالم التجارية. سيبحثون التوقعات الخاصة بالنظام المالي العالمي والإصلاحات المطلوب إجراؤها". وسيحضر أيضا اليستير دارلنج وزير المالية البريطاني وادير تيرنر رئيس هيئة الخدمات المالية البريطانية الاجتماع, وقال المتحدث إن الاجتماع جزء من سلسلة اجتماعات قبل اجتماع زعماء دول مجموعة العشرين.
وقال شخص على دراية بالاجتماع إنه سيتم اطلاع المصرفيين على جدول الأعمال العام لاجتماع الأسبوع المقبل وسيطلب منهم تقديم آرائهم.
وكان وزراء مالية مجموعة العشرين اتفقوا في 14 آذار (مارس) على استخدام كل إمكاناتهم المالية والنقدية للتصدي لأسوأ تراجع اقتصادي منذ الثلاثينيات. وقالوا إن الأولوية هي دفع عجلة الإقراض شريان حياة الاقتصاد مرة أخرى.
وتطرح الدول برامج مختلفة للتخلص من أصول البنوك التي تنطوي على مخاطر, وهو ما يقول كثيرون إنه أمر حيوي للانتعاش وأعلنت الولايات المتحدة أمس مزيدا من تفاصيل خطة للمساعدة في تطهير البنوك من أصول خطرة تصل قيمتها إلى تريليون دولار.
ومن بين كبار المديرين التنفيذيين الذين يتوقع أن يحضروا الاجتماع مديرو بنوك "إتش إس بي سي" و"سانتاندر" و"دويتشه بنك" و"ستاندرد تشارتر"
الأوروبية و"جيه بي مورجان تشيس" و"سيتي جروب الأمريكيين" و"مجموعة ميتسوبيشي المالية" اليابانية.
إلى ذلك، أكد دومينيك ستراوس كان العضو المنتدب في صندوق النقد الدولي أمس أن العالم يمر بأزمة اقتصادية حرجة، مضيفا أن الانتعاش لن يكون ممكنا حتى يتم تطهير القطاع المالي.
وأوضح العضو المنتدب في صندوق النقد الدولي أن الأزمة ستهوي بالملايين في براثن الفقر والبطالة وتثير مخاطر قلاقل اجتماعية, بل ونشوب حروب وإن من الضروري التحرك بشكل عاجل، وأضاف في اجتماع عقدته منظمة العمل الدولية بشأن الأزمة "بصراحة الوضع خطير". وتدرس المنظمة التابعة للأمم المتحدة التي تمثل نقابات العمال وأرباب العمل والحكومات القضايا العمالية، وتأتي تصريحات ستراوس كان قبل أقل من أسبوعين من قمة مجموعة العشرين التي تعقد في الثاني من نيسان (أبريل) لمناقشة الأزمة.
وقال ستراوس كان "إن الملايين سيهوون مرة أخرى في براثن الفقر والمعاناة مع امتداد الأزمة للدول النامية"، وتابع "سيؤثر كل ذلك في البطالة بشكل كبير, بل ويتجاوز التأثير البطالة في كثير من الدول ليكون سببا لقلاقل اجتماعية وبعض التهديد للديمقراطية, وربما تنتهي في بعض الحالات أيضا بنشوب حرب".
وبين ستراوس كان أن البنك سيعدل خلال فترة قصيرة توقعاته الاقتصادية لتبين انكماش الاقتصاد العالمي بما بين 0.5 إلى 1 في المائة هذا العام بعد أكثر من 50 عاما من النمو المتواصل، وأضاف أن اقتصادات الدول المتقدمة ستنكمش بمعدل قياسي فيما بعد الحرب العالمية يصل إلى نحو 3 في المائة، غير أن البنك ما زال يعتقد أن الانتعاش ممكن في 2010 شريطة انتهاج سياسات تتسم بالجرأة.
وقال العضو المنتدب في صندوق النقد الدولي إن هذا ينطوي أولا على تعزيز الطلب لأن السياسات النقدية - رفع أسعار الفائدة - وصلت إلى أقصى مدى ممكن حتى في ظل الأدوات غير التقليدية التي تلجأ إليها البنوك المركزية. وأوضح ستراوس كان أن هذا هو السبب الذي دفع البنك لمطالبة الحكومات حول العالم بضخ أموال في الاقتصاد بما يوازي 2 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، وأشار إلى أن هذا لا يعني أنه ينبغي على جميع البلاد انتهاج سياسة التحفيز المالي لأن البعض في وضع مالي ضعيف جدا لا يسمح بزيادة الإنفاق.