"الحمائية التجارية" تهدد خطط إنعاش الاقتصاد العالمي

[مخاوي الليل]

"الحمائية التجارية" تهدد خطط إنعاش الاقتصاد العالمي


باسكال لامي
"الاقتصادية" من لندن
أكد رئيس منظمة التجارة العالمية أن التجارة العالمية تواجه مخاطر الاختناق نتيجة للزيادة التدريجية في القيود التي يمكن أن تقوض سياسات إنعاش الاقتصاد العالمي.
وقال باسكال لامي المدير العام لمنظمة التجارة العالمية إنه لا توجد مؤشرات على تراجع وشيك في إجراءات الحماية الكثيفة المتبادلة.
وقال لامي – وفق ما نقلته "رويترز": الخطر اليوم يتمثل في تزايد القيود التي يمكن أن تخنق ببطء التجارة الدولية وتقوض فاعلية السياسات التي تنتهج لتعزيز إجمالي الطلب واستعادة النمو المستدام عالميا.
وقال في تقرير تم توزيعه على الأعضاء إن عديدا من الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية واصلت في بداية العام الضغوط فيما يبدو للسيطرة على إجراءات الحماية. وقال "ومنذ ذلك الحين حدث تراجع كبير".
والتقرير الذي صدر قبل أسبوع من اجتماع مجموعة العشرين في لندن يسلط الضوء على واحدة من القضايا الرئيسية في القمة وهي كيفية منع القيود التجارية لحماية الوظائف من أن تحول الركود إلى كساد طويل يؤدي إلى اضطرابات, بل حروب مثلما حدث في الثلاثينيات.
ودعت قمة سابقة لمجموعة العشرين في تشرين الثاني (نوفمبر) الدول الأعضاء إلى عدم زيادة الحواجز أمام التجارة لكن عشرات الإجراءات التي فرضت منذ أيلول (سبتمبر) التي أشار إليها تقرير لامي تبين بوضوح كيف تم تجاهل هذا الأمر. وقال البنك الدولي في الأسبوع الماضي إن 17 دولة من مجموعة العشرين ودولا أخرى نفذت 47 إجراء يقيد التجارة منذ قمة تشرين الثاني (نوفمبر).
وقال لامي إنه من المستحيل توقع مدة أو مدى عمق الكساد العالمي,لكن من الضروري تجنب السياسات التي تضر بالتجارة التي تتوقع منظمة التجارة العالمية أن تنكمش بنسبة 9 في المائة في العام الحالي وهو أكبر تراجع في أكثر من 60 عاما.
وتوقعت منظمة التجارة العالمية قبل أيام أن يتراجع حجم التبادل التجاري العالمي عام 2009 بنسبة 9 في المائة بسبب الانكماش الحالي. وجاء في توقعات لعدد من الاقتصاديين في منظمة التجارة العالمية نشرت الإثنين "إن انهيار الطلب العالمي الذي نتج عن الانكماش الاقتصادي الأقوى منذ عقود، سيؤدي إلى خفض حجم الصادرات بنحو 9 في المائة خلال عام 2009". ووصفت التوقعات هذا التراجع بأنه "الأول من نوعه منذ الحرب العالمية الثانية".
وحسب مراقبين، فإن الانكماش يمثل سببا رئيسا في هذا التراجع المتوقع، فضلا عن سياسات "الحمائية التجارية" التي سنتها بعض الدول في إطار خطط إنقاذ اقتصادها، وهو ما يتوقع أن تتم مناقشته في قمة العشرين المقبلة في لندن.