هبوط الاقتصاد العالمي جعل السعودية ملاذا للشركات الراغبة في التوسع

[مخاوي الليل]

الرئيس التنفيذي لشركة إن سي آر الأمريكية في حوار مع "الاقتصادية":

هبوط الاقتصاد العالمي جعل السعودية ملاذا للشركات الراغبة في التوسع



حوار : محمد البيشي
أكد لـ"الاقتصادية" بيل نوتي، الرئيس التنفيذي لشركة إن سي آر الأمريكية، وهي من الشركات العالمية المتخصصة في تنفيذ مشاريع الخدمة الذاتية عبر التكنولوجيا في القطاعات البنكية والرعاية الصحية والتجزئة، أن الأزمة العالمية جعلت من السعودية والدول الصاعدة الأخرى في المنطقة البيئة الملائمة لجذب للشركات العالمية الراغبة في التوسع. وقال في حوار خاص مع "الاقتصادية": "السعودية تلعب دوراً رئيسياً في الاستراتيجية العالمية لشركة NCR، في الوقت الذي تسعى فيه الشركة للتوسع والتعامل مع مزيد من الصناعات من خلال حلول الخدمة الذاتية ذات القنوات المتعددة، والتي تكتسب الآن أهمية كبيرة في ظل الهبوط الاقتصادي". الرئيس التنفيذي لشركة إن سي آر الأمريكية كشف لـ"الاقتصادية" عن تنفيذ الشركة أول فرع بنكي متكامل الخدمات الذاتية في المملكة، وتناول مواضيع أخرى تتعلق بأجهزة الصرف الآلي، ونشاط الشركة مع الشركاء السعوديين إلى جانب تأثيرات الأزمة العالمية في الاقتصاد السعودي والاقتصاد الأمريكي..وإليكم بقية الحوار:
في البداية هل لنا أن نطلع على طبيعة نشاط شركتكم؟
الواقع أن حلول الخدمة الذاتية ذات الطابع الشامل تكتسب الآن أهمية حيوية متزايدة، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه الشركات إلى تحسين مستويات الكفاءة والإنتاجية، وفي الوقت نفسه رفع الإيرادات من خلال تقوية العلاقة بصورة وثيقة مع المستهلكين. ولمساعدة مزيد من الشركات في التصدي لهذه التحديات، فإن استراتيجية NCR العالمية هي توسيع حلولها في الصناعات الأساسية، مثل الخدمات المالية. وهذا أمر مهم تماماً للبنوك السعودية الراغبة في تنمية قاعدة ودائعها الأساسية. نحن نحتل مركز الصدارة في المملكة من خلال إدخال الجيل الثاني من الأتمتة في الخدمة الذاتية، وفي المصرفية الإلكترونية على الإنترنت والتشغيل الآلي للفروع، على نحو يسير وفق منهج الاستشارات، ويتلقى المساندة من خلال الخدمات المدارة أثناء مدة العملية بأكملها من البداية إلى النهاية. وفي الصناعة الأخرى التي تشكل أحد تخصصاتنا الأساسية، وهي صناعة التجزئة، نحن الآن في وضع يؤهلنا لمساعدة شركات التجزئة في المملكة في التصدي للتحديات الاستراتيجية الخاصة بتحسين عمليات الفروع والمحال وخدمة الزبائن. وسنقوم بإدخال جيلنا المقبل من آلات التسجيل والدفع الذاتي في المملكة مع أبرز شركات التجزئة، بحيث تستفيد من خبرتنا كرائد عالمي في هذا المجال.
من لقاء بيل نوتي مع الشركاء السعوديين في السعودية.
ماذا عن مستقبل هذا الخدمات في السوق العالمية والسوق السعودية؟
ثورة الخدمة الذاتية متعددة القنوات تنمو مدفوعة باهتمامات المستهلكين، وهذا الأمر مهم على وجه الخصوص بالنسبة للمملكة، وذلك بالنظر إلى العدد الكبير من المهاجرين الرقميين (38 في المائة أقل من 15 سنة). إن توسيع حلولنا المتعددة القنوات والتي تتمتع بالريادة في سوق أمريكا الشمالية وتطبيقها في أسواق جديدة هو منصة أساسية أخرى في استراتيجية النمو في الشركة. على سبيل المثال، فإن حلولنا الخاصة بالسفر تتمتع بإمكانية كبيرة في مساعدة صناعة الطيران السعودية على التعامل مع التحديات الخاصة بتقديم قدر أعلى من مستويات الكفاءة، وفي الوقت نفسه رفع مستوى الإيرادات من خلال خدمات البيع إلى المسافرين. تستطيع شركة NCR إحداث أثر مهم من خلال تقديم أكثر الحلول شمولية فيما يتعلق بتوليد الإيرادات من الخدمة الذاتية متعددة القنوات، ومن خلال زيادة حجم المسافرين الذين يستخدمون التسجيل الذاتي عند القدوم إلى المطار.
بالتحديد ما المشاريع والأنشطة التي نفذتموها في السوق السعودية؟
في السعودية ضاعفنا من منافذ الصراف الآلي خلال السنوات الأخيرة، وقد تم إطلاق الجيل التالي من منافذ الصراف الآلي من طراز NCR SelfServ في السنة الماضية، وهي تمكننا من تولي دور الزعامة في قطاعات رئيسية من منافذ الصراف الآلي في القاعات والمنافذ التي يمكن التعامل معها من داخل السيارة. استحوذنا على حصص سوقية لا يستهان بها من الشركات المنافسة في هذه القطاعات منذ إدخال حلولنا الجديدة، المصممة خصيصاً للتكيف مع ظروف الطقس القاسية في السعودية، كذلك اتخذنا موقعاً ريادياً في تقديم منافذ للإيداع الآلي المتطور، بما في ذلك منافذ الصراف الآلي القادرة على تدوير النقد ومنافذ الفروع متعددة الوظائف، وهي تتلقى المساندة من خدمات الاستشارات والتصميم. نعتقد أننا حين نقوم بتوسيع حلولنا متعددة القنوات، فإننا نرى إمكانيات ضخمة لحلولنا الخاصة بالتعاملات المصرفية على الهواتف الجوالة. كذلك نسعى لتحسين إنتاجية الفروع من خلال إدخال أحدث حلولنا، مثل تدوير النقد في منافذ الصرف الآلي، وتدوير الودائع الآلي المتطور في هذه المنافذ. وفي الوقت الذي تزيد فيه البنوك من تركيزها على زيادة الكفاءة والقدرة على استخدام منافذ الصرف الآلي من قبل عدد أكبر من العملاء وزيادة الشبكات، فإننا نتوقع توسيع موقعنا الريادي، باعتبارنا أكبر شركة في المملكة تقوم بتزويد خدمات إدارة منافذ الصراف الآلي. إن موقعنا القوي وعرض خدماتنا الشاملة هما من الأمور الممكنة بفضل شبكة عالمية من مراكز خدمة الزبائن تعمل على مدى 24 ساعة يومياً لمدة 7 أيام في الأسبوع، بما في ذلك أحد المراكز في عُمان مخصص لخدمة منطقة الخليج العربي. نحن نعمل مع جميع البنوك السعودية، ونقدم مزيجاً من حلول الخدمة الذاتية متعددة القنوات، وحلول الدفع، وخدمات وأدوات إدارة الشبكات. وقد وقعت NCR عقدين كبيرين للخدمات المدارة مع اثنين من البنوك الكبيرة. ولكننا لا نستطيع الكشف عن اسميهما. ولكن يمكنني الكشف عن تنفيذنا أول رفع بنكي للخدمات الذاتية لمصلحة أحد البنوك العاملة في المملكة.
في عام 2000، كان قاعدة المنافذ المركبة والمنشأة لشركة NCR هي 27 في المائة، أما اليوم فقد وصلت إلى 40 في المائة (بحسب بيانات مؤسسة الأبحاث Retail Banking Research – أبحاث عمليات التجزئة المصرفية). ومن المتوقع أن ينمو إجمالي عدد منافذ الصرف الآلي المركبة من العدد الحالي البالغ 9 آلاف وحدة، ليصل إلى عشرين ألف وحدة خلال السنوات الست المقبلة (استناداً إلى تقديراتنا الخاصة).
محمد البيشي.
ماذا عن علاقتكم بشركات التجزئة وسوق الطيران والرعاية الصحية؟
شركات التجزئة في السعودية تواجه تحديات تشغيلية، تعود إلى نقص عدد العاملين، بسبب النسبة العالية من التقلب في اليد العاملة، وبسبب مواعيد الذروة القوية من زيارات الزبائن إلى المحال. نحن نتطلع إلى إدخال الجيل التالي من منافذ التسديد الذاتي والخروج من طراز NCR SelfServ مع اثنتين من شركات التجزئة الكبيرة في المملكة هذا العام. وسنستخدم منهجنا القائم على الاستشارات لمساعدة شركات التجزئة في فهم كيفية تنفيذ نقاط التسديد الذاتي والخروج لتحقيق أكبر قدر ممكن من إنتاجية المحلات وتحسين مستوى خدمة الزبائن. ومن مزايا الجيل الثاني من منافذ التسديد الذاتي من NCR ضمان أن يظل مزيد من منافذ الخروج مفتوحاً بصورة عامة في المحال، ما يجعل من الممكن تحقيق قدر أكبر من راحة الزبائن وتفريغ عدد أكبر من الموظفين في سبيل تحسين الخدمة، وهي سهلة الاستخدام، وهذا يجعل عملية التسديد الذاتي والخروج أسهل بالنسبة للمتسوقون، كما يوجد بها سبل لتدوير الأوراق النقدية وقطع العملة، وهذا يعني تقليص تكاليف إدارة النقد لشركات التجزئة وتقديم مزيد من الخدمات للمتسوقين، مثل خدمة إعادة النقود المتبقية بعد السحب من بطاقة السحب المباشر، إلى جانب أنها تساعد شركات التجزئة على الوفاء بالمسؤوليات البيئية، فهي تقلص استخدام الورق بنسبة 40 في المائة، وقادرة على التعامل مع أكياس التسوق التي يمكن استخدامها عدة مرات في الجانب الآخر نعمل على إحضار الجيل التالي من حلول السفر المتعددة القنوات إلى الخطوط السعودية، ونتوقع حدوث نمو قوي في صناعة الطيران في الشرق الأوسط في عام 2009، وفقاً لمركز كابا (مركز طيران آسيا الباسيفيك CAPA). ولكن شركات الطيران في الشرق الأوسط يرجح لها أن تواجه منافسة حادة على المستوى الدولي. وهنا نذكر أن السعودية تتمتع بصورة خاصة بشبكة كثيفة من مراكز السفر النشطة، حيث يوجد فيها أكثر من 20 مطاراً. في حين أن خدمة التسجيل الذاتي لرحلات الطيران يتم استخدامها الآن في المملكة، إلا أن الحقائق التجارية الجديدة تعني أن من الضروري الاستثمار في الحلول المناسبة الخاصة بالقنوات المتعددة والخدمة الذاتية، والتي تساعد على تقليص التكاليف التشغيلية، وتحسين مستويات خدمة الزبائن، وتوليد مستويات أعلى من الخدمات المساندة، عن طريق خدمات البيع المتكاملة للزبائن، وبيع المزيد من الخدمات والمنتجات ذات الأثمان المرتفعة. نتوقع أن يكون هناك اهتمام قوي بحلولنا المقدمة لشركات الطيران في المملكة، والتي تقدم أكثر الحلول شمولاً في سبيل رفع مستوى الإيرادات عن طريق القنوات المتعددة والخدمة الذاتية، ومن خلال زيادة حجم المسافرين الذين يستخدمون التسجيل الذاتي عند القدوم إلى المطار.
معلوم أن نشاط الشركة مرتبط في الأساس بالقطاع المالي وهو المتأثر الرئيس بالأزمة العالمية الراهنة فهل يؤثر ذلك في نشاطكم ؟
بالتأكيد ولكن يمكننا تجاوز ذلك عبر فتح منافذ عمل أخرى والتوسع في الأسواق غير المتضررة والتي لا تزال تتطلع للتطوير ومنها بالتحديد السوق السعودية، وأنا هنا أؤكد أن السعودية أصبحت ملاذا للشركات العالمية الراغبة في التوسع، لأنها من آخر الدول المتضررة بالأزمة ومنها القطاع البنكي. في أمريكا مثلا هناك 1400 صراف آلي لكل مليون شخص بينما لا تزال النسبة في السعودية 400 لكل مليون، ما يعني أن العمل لا يزال متواصلا.
هل قمت بإجراء أي بحوث لتعزيز مستوى الأمن من خلال استخدام الخدمات الذاتية؟ مستوى الأمن مهم جدا في صناعتنا لتشجيع استخدام الخدمات الذاتية والناس في السعودية يتضح أنهم تواقون لكل جديد، لذلك فنحن نقوم بكل الدراسات اللازمة لجعل استخدام مثل تلك التقنيات سهلا وآمنا.
أخيرا هل لنا أن نعرف رأيك في الأزمة التي تضرب الاقتصاد الأمريكي وتوقعاتك لها؟
لست خبيرا اقتصاديا ولكنني أعتقد أن الاقتصاد الأمريكي والعالمي سيتجاوز المحنة في عام 2011 على أكثر تقدير، حيث سيبدأ في استعادة عافيته، ومن هنا فإننا نعمل دون أن نضع تلك الأزمة عائقا لتطوير نشاطنا.