ريادة الأعمال .. تدخل منظومة التعليم في الجامعات السعودية
ريادة الأعمال .. تدخل منظومة التعليم في الجامعات السعودية
"الاقتصادية" من الرياض
يشهد التعليم الجامعي في المملكة نقلة نوعية غير مسبوقة في تاريخ نهضة المملكة، ويحظى باهتمام بالغ من قيادات البلاد تمثل ذلك واضحاً في المخصصات المالية الضخمة التي خصصت للتعليم في ميزانية المملكة للعام المقبل.
كما تولي الجامعات عناية خاصة لتطوير مناهجها بما يتواكب مع التوجهات العالمية ويتوافق مع معايير الاعتماد الأكاديمي الدولي. ونلقي الضوء على تجربة جديدة قادتها جامعة الملك سعود بإدخال مقررات ريادة الأعمال في المناهج التعليمية لطلابها.
وفي هذا الصدد، أوضح الأستاذ الدكتور أحمد بن عبد الرحمن الشميمري عميد التطوير ورئيس مجلس إدارة مركز ريادة الأعمال في الجامعة، أن مفهوم الجامعة الرائدة "Entrepreneurial University" بدأ بالتأثير في أوروبا وأمريكا في نهاية التسعينيات الميلادية كنتيجة حتمية لرغبة الجامعات بأن تكون عالية الابتكار والفعالية في إجراءاتها وإدارتها الداخلية وفي الوقت ذاته مشاركة بفعالية في برامج التعاون مع بيئة الأعمال، وهذا التوجه نحو الريادة "Entrepreneurship" يأتي متسقاً ومكملاً لطريق التغيير الثقافي في مؤسسات التعليم، فالأكاديميون مقبلون اليوم نحو أسلوب تعليمي يتفاعل بحساسية مع الحالات التطبيقية والعملية، والتحرك كرواد فكريين لتسهيل نقل المعرفة والتقنية والتركيز على الأبحاث ذات الطبيعة التطبيقية المباشرة.
وانطلاقاً من توجه الجامعة الجاد للإسهام في بناء ثقافة المعرفة والتنمية المستدامة في المجتمع لبناء جيل متميز من أبناء وبنات الجامعة في مجالات الإبداع والابتكار في اقتصاديات المعرفة قامت الجامعة بإنشاء مركز ريادة الأعمال وإدخال مقررات ريادة الأعمال في مناهجها بدءا من السنة التحضيرية والتي ستبدأ بتدريس مقرر ريادة الأعمال بداية من الفصل الدراسي المقبل.
وأضاف الدكتور الشميمري أن مركز ريادة الأعمال في الجامعة هو الأول على مستوى المملكة ويقدم عدة خدمات ونشاطات للجامعة والمجتمع منها البحث العلمي إذ يستهدف المركز استقطاب الباحثين في مجال الريادة وحث أعضاء هيئة التدريس في الكليات المختلفة نحو أبحاث الريادة، تقديم الاستشارات لحاضنات الأعمال حيث يقوم المركز بدور محوري في نجاح ونمو حاضنات الأعمال التي يستضيفها وادي الرياض للمعرفة، جمعية ريادة الأعمال، وتعتبر جمعية ريادة الأعمال أول جمعية مهنية علمية على مستوى العالم العربي، وتسعى الجمعية إلى تعزيز ثقافة الريادة في المجتمع ونشر الوعي العلمي المنظم حول أهمية الريادة في نمو المجتمعات المتقدمة، والبرامج غير الأكاديمية يقوم المركز بتقديم البرامج غير الأكاديمية والتي أتى في مقدمتها زمالة جامعة الملك سعود لريادة الأعمال بالتعاون مع جامعة جون شوبنق السويدية الرائدة في مجال ريادة الأعمال، والتأليف والترجمة يسعى المركز إلى المساهمة في نقل المعرفة بمجالات الريادة من خلال الترجمة للكتب العالمية المشهورة في هذا المجال في الجانبين العلمي والتطبيقي، ومركز المعلومات، يوفر المركز المعلومات الضرورية المعينة على توجيه الشباب إلى الطرق والإجراءات لإنشاء المشاريع، وتأهيل مرشدي المشاريع الصغيرة، سيقدم المركز دورات تدريبية متخصصة للتأهيل المرشدين المتخصصين بدعم المنشآت الصغيرة، وبرنامج "حليف" يستهدف هذا البرنامج جميع منظمات الأعمال من المؤسسات والشركات، ويسعى إلى مشاركتهم في تدريس المقررات في الجامعة، واستضافة الطلاب لتدريبهم في بيئة العمل الحقيقية.
من جهته، قال الدكتور صالح بن سعد القحطاني المشرف العام على مركز ريادة الأعمال بجامعة الملك سعود أن جامعة الملك سعود مثال يحتذى بين جميع الجامعات العالمية و العربية و المحلية في إيجاد و تطوير عديد من المبادرات التي تهدف إلى بناء مجتمع معرفي و الارتباط بالمجتمع. و من أهم هذه المبادرات إنشاء مركز ريادة الأعمال بالجامعة Entrepreneurship Centre. هذا المركز يضطلع بعديد من المهام التي تصب في مبادرة الجامعة و من أحد أهم أنشطته دعم الشباب المبتكرين للقيام بأنشطة تجارية مستقبلية خاصة بهم. هذه الأنشطة تقدم من قبل شباب سعوديين متميزين ينظرون إلى المستقبل طامعين في تحقيق عديد من الأهداف والتي منها و ليس على سبيل الحصر, تحسين الوضع المادي, و التوظيف الذاتي و توظيف الآخرين و صناعة أسواق جديدة لأفكار مميزة.
|