صعود الدولار "ينفخ جيوب" الوافدين في الخليج بفارق التحويلات

[مخاوي الليل]

صعود الدولار "ينفخ جيوب" الوافدين في الخليج بفارق التحويلات

http://www.alaswaq.net/files/gfx/pix_tbl.gif) repeat-y right 50%; MARGIN: 0px" cellSpacing=0 cellPadding=0 width=190 align=left border=0> ارتفاع التحويلات زيادة القوة الشرائية

دبي - محمد عايش

انتعشت مدخرات الوافدين العاملين في دول الخليج بعد ارتفاع الدولار الأمريكي الذي ترتبط به غالبية العملات الخليجية؛ حيث استفاد كثير منهم من فروقات سعر الصرف، وزادت تبعًا لذلك تحويلاتهم المالية مستغلين ارتفاع عملات الخليج أمام عملاتهم المحلية.

ويشهد سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى ارتفاعًا كبيرًا منذ نحو ثلاثة شهور، مما أدى إلى ارتفاع أسعار صرف العملات المرتبطة به، الأمر الذي انعكس إيجابًا على مدخرات الوافدين من دول لا ترتبط عملاتها بالدولار، مثل مصر وسوريا والهند ومنطقة اليورو وبريطانيا.

وحافظ الدولار في تعاملات اسيا اليوم الجمعة 27-2-2009 على مكاسب حققها يوم الخميس وسجل امام الين 97.47 وارتفع امام اليورو الى 1.2720 دولار.


ويقول مقيمون في الإمارات والسعودية وقطر إنهم أصبحوا أكثر قدرة على تحويل مبالغ مالية أكبر إلى بلدانهم منذ عدة شهور؛ إذ كانت الألف درهم إماراتي مثلاً تعادل نحو 1400جنيه مصريًّا قبل عدة شهور، بينما تعادل الآن نحو 1500جنيه.

وفي ضوء التغيرات التي طرأت على أسعار صرف العملات فضّل الكثير من المقيمين العاملين في الخليج تحويل جزء من مدخراتهم إلى بلدانهم الأصلية، مستغلين فرصة ارتفاع سعر صرف الدولار والعملات المرتبطة به لإجراء التحويل.

ارتفاع التحويلات وأكد أسامة آل رحمة المدير العام لشركة الفردان -وهي واحدة من أكبر شركات الصرافة بدولة الإمارات- أن التحويلات النقدية ارتفعت باتجاه الدول التي انخفضت عملاتها أمام الدرهم الإماراتي. وقدر آل رحمة في حديث خاص مع "الأسواق.نت" أن التحويلات من الإمارات إلى الدول ذات العملات غير المرتبطة بالدولار ارتفعت بنسبة تراوحت بين 15% و20%، لكنه قال إن أكثرها كان باتجاه الهند ومصر؛ حيث هما الأكثر استفادة من تغير سعر الصرف. وقال آل رحمة: إن الركود الذي تعانيه بعض القطاعات الاقتصادية في الخليج شجعت الكثير من المقيمين على الاستفادة من أسعار الصرف الحالية؛ إذ كانوا في السابق يقومون باستثمار مدخراتهم في أسواق المال أو العقار إلا أن الذين أوقفوا استثماراتهم هذه وجدوا الفرصة المناسبة للاستفادة من اختلاف سعر الصرف. وبحسب آل رحمة فإن الدولار ارتفع بنحو 25% مقابل العملات الرئيسة الأخرى خلال الشهور الخمس الماضية، مقارنة بأدنى المستويات التي بلغها في السابق.

زيادة القوة الشرائية وفسرت المحللة المالية نادين وهبة لـ"الأسواق.نت" ارتفاع سعر صرف العملة وانعكاسه على حاملها بالقول: "إنه يعني زيادة القوة الشرائية لهذه العملات". إلا أن وهبة رأت بأن اتخاذ القرار بتحويل الأموال لا يعتمد فقط على سعر الصرف والاستفادة من الفروقات الناتجة عنه وإنما على أسعار الفائدة والعوائد، خاصة فيما يتعلق بالمدخرات. واتفق مع وهبة الخبير المالي وضاح الطه الذي قال لـ"الأسواق.نت" إن ارتفاع سعر صرف الدولار والعملات المرتبطة به يؤثر إيجابًا على حركة التحويلات النقدية من منطقة الخليج إلى الدول التي لا ترتبط عملاتها بالدولار، إلا أن هذه الدول تعاني ضغطًا بالمقابل من هذا الارتفاع نتيجة تضاؤل القوة الشرائية لعملاتها. لكن الطه لا يبدو متفائلاً باستمرار الارتفاع في أسعار صرف الدولار؛ إذ يتساءل: هل الدولار ارتفع أم أن العملات الرئيسة الأخرى هي التي انخفضت؟ ويستدرك الطه.. بالتأكيد إن العملات الأخرى هي التي انخفضت، وهو ما يعني أن ارتفاع الدولار لن يستمر طويلا. وفسر الطه تشاؤمه حيال استمرار ارتفاع الدولار بأن "الحكومة الأمريكية لا تملك حتى الآن حلولاً لمشاكل المؤسسات المالية، وهو ما يجعل ارتفاع سعر صرف الدولار حالة عابرة ومؤقتة. وفي سياق التفاوت في أسعار الصرف بين العملات العربية يدعو الطه إلى "عملة عربية موحدة تحمي اقتصادات هذه الدول"، ويرى بأن الفرصة الآن مواتية لدعم هذه الفكرة واعتبار العملة الخليجية الموحدة بمثابة النواة لها.