جمال النقائص.
ليس ثمة انسان كامل : لحسن الحظ , لكل واحد منا عيوبه ونقائصه ونقاط ضعفه ! اقول لحسن الحظ لان الكمال يبدو لي ذروة ينتهي عندها كل شيء : طموحاتنا ,آمالنا وجهودنا الهادفة الى ان نصبح افضل . فالكمال في طبيعته صفة تنفي اي احتمال للتحسن و التطور ولا يمكن من بعدها سوى الرجوع للوراء .لهذا ارى شخصيا ان ضعفنا ينطوي على ميزة رائعة ,هي امكان التقدم الى الامام ,كمثل نور صغير يرشد التائه في عتمة النفق الى طريق النجاة ...
عيوب عيوب عيوب ,هذا ما نحن عليه : كتلة من الزلات والشوائب التي تختصر معنى الانسان . لكن لم لا ؟ او ليست النقائص دروبا الى التجارب. والتجارب دروسا لا مثيل لها كي نتعلم مهنة الحياة ؟ وهل يكون العيش جميلا لولا هذه التحديات اليومية ,ومواجهة النفس للثبات على ديننا القيم ومحاربة المعاصي و وساوس الشياطين, وهذه المواجهات المستمرة بين فضائلنا ومساوئنا ؟ كم كان ليكون حلمنا رتيبا وفارغا لو لا توقنا الى الاكثر , الى الافضل , الى الاعمق فينا والاغنى ! مسكينة نقائص الانسان : لقد دأب الجميع منذ الازل على مهاجمتها , التبرؤ منها لكني آثرت من جهتي الدفاع عنها ...
ايتها النقائص الجميلة يا وجوه حقيقتنا الانسانية ساعدينا كي نعرفك فنهزمك , ونستمر للافضل وطاعة المولى عز وجل , يا نارا هي نقطة اشتعال الحياة ايقظي من اجلنا جمر نقائضك , ثم انطفئي فينا الى الابد...