
انك دائما ما تفضل اللهدوء وعدم الاثارة لان حاجتك الى القبول والاستحسان عادة ما تكون اكثر قوة بكثير من رغبتنك في القيام بماترغب فيه حقا. ان هذا نتج من الاتكالية التي تعلمتها من اسرتك, فقد تعلمت ودربت على الطاعة العمياء او مواجهة العواقب, لقد حان الوقت لقطع ذالك الحبل السري والاعتماد على الله ثم على ذاتك التي تمكنك من السيطرة التامه والقدرة بثقه ويقين على مواجهة كل موقف من مواقف الحياة والعمل على تنميتها وجعلها شخصية مستقله لها كيانها , لقد خلقت على هذه الارض لكي تبدع, فهدفك من هذه الحياة هو ان تكون, فستجد انه لا احد يستطيع ان يخذلك طالما لم تكن متكلا عليه بطريقة ما . لا احد يستطيع ان يجرح مشاعرك, او يجعلك تعيسا, او وحيدا, او غاضبا, او محبطا.
ان الخضوع هو اكبر شر واكبر مدمر للانسان فاذليل المهان لا يمكنه من تحقيق اهداف مجتمعه او اهدافه الشخصيه ويحسب في هذه الدنيا من ضمن الاموات او يحسب كعدد الصفرعندما يكون من جهة الشمال اي ليس له قيمة تذكر. انه لا ينبغي ابدا ان تمنح اي انسان اخر القدرة على تدمير حياتك او السيطرة على حقوقك . ان التنازل عن حقوقك تجعل الشخص الاخر يعتبرها حق له, مثال على ذلك الزوجة والزوج عليهم حقوق وواجبات, فديننا الحنيف اوضحها لنا , فعندما تتنازل الزوجة لزوجها عن بعض حقوقها برضاها فلا يعني ذلك انه اصبحت تلك الحقوق من حق الزوج , فالزوجة ليس من واجباتها القيام باعمال المنزل من طبخ وغسيل وغيره الا برضاها فقد اوضح الشرع واجباتها, وهي طاعت الرجل عند طلبه للمنام فقط, وكذلك الزوج لا بد له من معرفة تلك الحقوق والواجبات حتى يعرف قيمة زوجته ويعرف قدرها ويشكر الله على نعمته.
ان البعض الذين تربوا على الاتكالية ولم يقطع حبلهم السري والرضاعه, يمتطي كل منهم مسدس بكامل طلاقاته, فهو لا يتوانا عن استخدامه في اقل مشكلة تذكر الا وعمل على التهديد بذلك السلاح , ويرى ان التقدم في هذه الحياة هي هزيمة وخذلان من معه وهمه الاساسي هو ان يكون اعلى ممن حوله حتى يجعل الحياة تفقد بهجتها, انه ببساطة شخص يجب ان نعلمه كيف يحب نفسه قبل ان يحب غيره. انه لشيء عجيب بأن نجد في مجتمعنا المسلم هذه النوعيات من شبابنا ونحن قد علمنا على الواجبات والحقوق من كتاب الله وسنة نبينا ومدارسنا . قال عمر رضي الله عنه ( حاسبو انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا اعمالكم من قبل ان توزن عليكم) .
اللهم احسن وقوفنا بين يديك ولا تخزنا يوم العرض عليك, واسترنا في الدنيا والاخرة ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين, انك نعم المولى ونعم النصير, وصل اللهم على محمد واله وصحبة وسلم.