كــــن صيــــادا ً مـــــــــــــــاهرا ...مع المصباح

[المصباح]

الصياد الماهر

من منا جرب أن يصيد اليأس ؟

سؤال ُ ُ ربما غريب في ذاته لكنه جدير ُ ُ بـ الطرح


إذا حاول أحدكم أن يصيد اليأس يوما ً ، فهذا شيء رائع .

إذ أن صياد اليأس صياد ُ ُ ماهر ُ ُ فوق العادة ، يكاد ُ ينذر ُ في الوجود ، مثلما ينذر

تماما ً سلامة الأنفس من اليأس نفسه .

فكيف نصيد ُ اليأس ونقضي عليه ونفترسه ونكون نحن في القمة من حيث

النجاح وتخطي الأزمة

فاليأس

مفتاح كل طريق أسود وربما تعتمد إسوداد طرق اليأس على درجاته المتنوعة


فليأس عدو ُُ فتاك يتخلل في نفسك وأنت في أمس الحاجة إلى نفسك ، حيث

يسيري في أوردة الجسد ، يضرب كل عضوٍ يمر به ، مشلا ً حركته ، فلا يكاد

المصاب ينظر إلا وقد علا عينيه بريق لامع ُ ُ من حضانة الجسد لهذا الداء فذرف

دمعة جوفاء ناتجة من العوامل الخارجية المحيطة بالمصاب

ولو طلب العلاج صاحبنا المصاب لما وجد العلاج إطلاقا ً ، ولبدأت معاناته تتجسد

في الشكوى والتذمر والتسخط والتخلي

والحقيقة تقول أنه لا مجال لهذا الداء بأن يصيبنا في أعماقنا فرحا ً متبجحا معلنا ً

الفشل لروابطنا وأعمالنا وديننا ودنيانا

وذلك كالتالي

حين يصيب هذا الداء الفكر من روحك فأعلم حينها أن أعراضه تتركز في قلة ذات اليد مع كثرة القدرة على الإنجاز
ولا أعني ملأ اليد بالمال ولا أعني فقرها
ولا أعني ملأ الكف علما ً ولا أعني نفاذها جهلا ً
إنما أعني وقوف الغايات في نفسك مع إلهام نفسك أنك قادر ُ ُ
على إتمامها ليتصادم بداخلك القدرة العاجزة مع الواقع المنتظر لك حيث تكون وكيفما كنت يكون معك هذا الواقع

بعد ذلك تجد الحزن قد بدا كأول عرض جانبي يصيبك وتنهال بعدها باقي الأعراض لتجد نفسك مصابا ً

أحيانا ً يأتي العرض الأول كرد فعلا ً معاكس للحزن تماما ً وتكون خطوة بائسة

مصيرها نهاية بائسة

ولكن هناك طريقة واحدة نصيد بها هذا اليأس بمهارة فاائقة

وهي

حين يصاب الجسد فأمكث حيت مصابك وأمرر شرائط من ألواح حياتك منقوشة

بما كان أمررها أمامك ثم تأمل بها وراجعها بتأني متجاهلا ً ما حولك في لحظة

سكون مع نفسك حتى لو أضررت إلى عزل نفسك ساعة كاملة

في لحظة السكون هذه أنظر مرة أخرى إلى كل ما جرى وأفضى بك إلى مصابك

ثم قرر الطرق ألأقل ضررا ً تعالج به ثم أطبق يدك الإثنتين

ثم خذ نفسا ً عميقا ً وأنظر حولك لترى وجود ثابث وقانون ثابث وحياة متغيرة

وفق ثوابت ثم قل في نفسك أنت فقط لا سواك

ما مضى فات والمؤمل غيب ُ ُ ولي الساعة التي أنا فيها

ثم أخرج للوجود بعزيمة قوية وقول ُ ُ أيضا ً ثابت مع ابتسامة تظل الوحيدة في

الأمر متغيرة متغنجة متمائلة بروعة صيدك الماهر

لتقول لمن سألك ، بكسر جفن عينك وميلان رأسك وطبطبت يدك ونعومة صوتك

عن ما كان منك وصار

مشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطا ً مشاها !!!

هههه قدر الله وما شاء فعل .


..................................... إضاءة مصباح ..........................................

لا يخلو بني آدم كافرهم ومسلمهم من لحظات يأس تغزو أروحاهم
صغارا ً كانوا أم كبارا ً

ولكن يخلو بني آدم اليقين الصادق بأن الخير بين يد الله والشر لا ينسب إلى الله
.................................................. .................................. ..............

قلم المصباح

الحقوق محفوظة