
09-09-2004, 03:00 AM
|
 |
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2003
الدولة: جدة
المشاركات: 4,278
|
|
إحنا اللي اغتصبنا الخرساء !
|
إحنا اللي اغتصبنا الخرساء ! المتهمون اختطفوا سماح وهي عائدة بالخبز تحت تهديد السلاح!
تحقيق :محمد حافظ الشرقاوي الذئاب لاتخرج إلا ليلا.. لكن ذئاب الإنس لا وقت لهم! خرج الشياطين الثلاثة من وكرهم مع نسمات الصباح وقد أطاح الخمر والبرشام والبانجو بعقولهم فلم تتبق سوي الأجساد.. وقتها كانت الفتاة الصغيرة الخرساء تحمل أرغفة العيش عائدة الي أسرتها لكي يتناولوا طعام الغداء.. لكنها لم تعد المسكينة إلا بعد ثلاث ليال خطفها خلالها الشياطين الي عشة مهجورة بالصحراء وهناك تناوبوا اغتصابها بكل بشاعة.. عجزت عن الصراخ لكنها لم تعجز عن البكاء ثم ألقوا بها في الطريق العام.. ممزقة الملابس والنفس! مسرح الجريمة مدينة 6 أكتوبر.. فماذا حدث هناك ؟!.. وكيف توصل رجال المباحث الي الذئاب الثلاثة وتم القبض عليهم ؟!.. وماهي اعترافاتهم؟! نعود الي التفاصيل ونجيب عن هذه الاسئلة!
كانت الشمس تستعد لتأخذ مكانها في كبد السماء لتنشر وتزيد من أشعتها الملتهبة وكأنها تصب جام غضبها علي الارض في تلك اللحظة من ذلك اليوم الصيفي الحار الشوارع في مدينة 6 أكتوبر هادئة، تكاد تخلو من الناس في هذا التوقيت، هرب الجميع من حر الظهيرة للمنازل للاستمتاع بوقت القيلولة تحت برودة التكييفات وهواء المراوح ولم يبق في الشارع إلا بعض المارة المتناثرين علي جانبي الطريق كحبات عقد انفرط بفعل فاعل من بين هؤلاء كانت سماح .. تسير بخطي سريعة في طريقها الي المخبز البلدي لتشتري الخبز قبل ان يأتي والدها واشقاؤها من عملهم لتناول وجبة الغذاء ثم يعودوا لمواصلة أعمالهم مرة اخري. وسماح فتاة لم تكمل عامها العشرين بعد، جميلة الملامح خمرية البشرة، طويلة وممتلئة القوام من غير سمنة وهبتها الطبيعة ببساطةشديدة كل ماتطمع فيه وتطمح له أي انثي لكنها أخذت منها نعمة السمع والكلام ولدت هكذا خرساء، ولم تشتك او تحزن ربما لانها لم تذق من قبل نعمة الكلام او تجربها، فارتضت بماقسمه الله لها. والدها عامل بسيط في احد مصانع مدينة 6 اكتوبر التي يسكنون بها واشقاؤها ايضا لذلك لم تجد والدتها سواها لكي ترسلها لشراء العيش من المخبز في هذا التوقيت ولم ترفض سماح لانها اعتادت علي قضاء طلبات المنزل بمنتهي الطاعة وبلا شكوي.
عيون جائعة
لكن لم تكن سماح تدرك ان مآساتها ستولد في تلك المسافة القصيرة التي تقطعها من بيتها الي المخبز، كما انها لم تدرك ان هناك من يترقب خطواتها ويتابع سيرها، انها عيون جائعة تبحث عن فريسة لصيدها، عيون ساهرة حتي الصباح أصحابها قضوا ليلتهم وصباحهم بين كئوس الخمر وسجائر البانجو والبرشام حتي فقدوا وعيهم وأصبحوا أجسادا بلا عقول، فنهم ثلاثة شباب اجتمعوا علي ادمان المخدرات فأهمل الطالب منهم تعليمه وترك العامل عمله وبقي ثالثهم سائق التاكسي هو الذي يعمل لينفق علي مزاجهم ويستخدمون سيارته لقضاء طلباتهم واحتياجاتهم من المخدرات وفي النهاية يعود الثلاثة الي وكرهم الذي بنوه ليكون هو سكن المزاج كما يطلقون عليه، وهي حجرة مهجورة وسط الصحراء الممتدة علي طريق مصر اسكندرية الصحراوي. |
|
__________________
كتبت وقد أيقنت يوم كتابتي بأن يدي تفنى ويبقى ماكتبته
|