ملكة جمال الكمبيوتر

[جداوي]

جمال أشبه بالتمثال يزيد جمال الحسناوات الافتراضيات كلما تقدمت برامج الكمبيوتر التي تخلقهن. والحسناوات الافتراضيات لسن نساء من دم ولحم، بل نماذج متحركة على الشاشة تم بناءها وتحريكها بواسطة الكمبيوتر فيما يعرف بثورة الأبعاد الثلاثية وفنون الجرافيكس والتحريك. وتستخدم هذه الفنون في أغلب أفلام الإثارة والحركة التي تنتجها هوليوود أو في فنون الرسوم المتحركة. وأيضاً في الألعاب الالكترونية أو الإعلانات وغيرها من المجالات. وتجدر الإشارة إلى أن مشكلة تلك الفتيات ذوات الجمال الباهر لم تكن تكمن إلا في شيء واحد فقط، هو انه لا روح ولا خفة ولا لطافة ولا دلال لديهن. ولكن تم حل مشكلة الخفة واللطافة مؤخراً، حيث تقدمت برامج التحريك وتقدمت صناعة أجهزة الكمبيوتر جداً بحيث صار من الصعوبة بمكان التفريق بين الحقيقة والخيال. وتشهد العاصمة البريطانية لندن حالياً مهرجاناً ومعرضاً خاصاً ليس بفن التحريك ككل بل بـ"النساء اللائي خلقهن الكمبيوتر - وخيال الرجال الجالسين وراء هذا الكمبيوتر". ويقول المتخصصون إنه ستأتي اللحظة التي يمكن فيها خلق بنات كاملات يتحدثن ويتصرفن بذكاء في مواقف مختلفة ويدرن أحاديث فلسفية بكل اللغات، بالإضافة إلى جمالهن الصارخ، ولكنهن لن يكن موجودات إلا على الكمبيوتر. لا غلطة، شيء ممل للغاية ولكن المشكلة الآن هي أن أجساد تلك الفتيات كاملة الجمال ولا خطأ بها، وهذا ما يفقدهن أنوثتهن الحقيقية. وكان قصد المصممون خلق فتاة كاملة الأوصاف فاتنة، فلجأوا إلى تغذية الكمبيوتر بكل مقاييس الجمال الحديثة، فكانت النتيجة إن البنات كلهن خرجن كنسخ متعددة من نفس البنت الخارقة الحسن، مما صار شيئاً مملاً للغاية. ففي الحياة الحقيقية نعجب بشخصيات وأشكال متنوعة من البشر لا لسبب إلا لهذا التنوع وعدم الكمال الجسدي الذي يحاول العقل إكماله بالتحور في الشخصية عبر الأيام والسنين مما يجعلنا بشراً حقيقيين ننال إعجاب وحب أو كراهية ومقت الآخرين. هذه أكثر فتيات الكمبيوتر دمامة، ولكن البعض يقول إن شخصيتها جبارة ولكن الآن صار ممكناً أن ترى كل البنات حلوات .. مما صار شيئاً باعثاً على الضجر والملل. وتمثل العلاج في "كايا"، الفتاة البرازيلية التي خلقها برازيليون. وتمتلك كايا وجها وجسدا غير مكتملي الجمال. ففي بشرتها بثور طفيفة، وعيناها متباعدتين بعض الشيء، وحاجباها كثيفان ولكن شخصيتها طاغية. وكان القصد من وراء خلقها بهذا الشكل هو التغلب على مشكلة الواقعية. وقرر خالقوها إن يمنحوها الحياة.. على النت.