لماذا يشحذ السعودي في الخارج؟

[zaqe22]

أحدهم يقضي النهار متسولا وباقي اليوم في النوادي الليلية


المدارالعربي - ظاهرة جديدة تشهدها الميادين والأحياء السياحية المزدحمة بالسياح الخليجيين في العاصمة المصرية القاهرة إذ دخل عنصر جديد على مشهد المتسولين من النساء والأطفال المنتشرين في هذه الأماكن فمع الموسم السياحي هذا الصيف ظهر أن الكثير من المتسولين هم خليجيون من الشباب وغالبيتهم العظمى من المملكة العربية السعودية حسب ما نشرته صحيفة "الوطن" السعودية ليوم السبت 11-8-2007 م حيث وصفتهم بالمواطنون الذين يمتهنون التسول في القاهرة ويرفضون العودة للوطن

وعلى الرغم من أن بعض هؤلاء المتسولين تكشف ملامحهم ولهجتهم عن عكس ما يرتدونه من زي سعودي - طمعا في استدرار العطف والإيهام بأنهم قدموا من المملكة للسياحة وتعرضوا للسرقة - فإن البعض الآخر هم سعوديون أبرزوا وثائقهم الرسمية ورووا قصصا لا تخرج عن نطاق تعرضهم للسرقة أو النصب أو فقدان الجواز.

يقول الشاب "ص ، غ" (30 عاما) : إنه كان يتسول في شارع الهرم (جنوبي القاهرة) متنقلا بين مجموعة وأخرى من السياح السعوديين مؤكدا لهم أنه فقد ماله في اليوم الأول من وصوله إلى القاهرة وأنه بصحبة زوجته وأولاده ليطلب مبلغًا من المال يمكّنه من العودة إلى المملكة ولم يجد الشاب مشكلة في إبراز جوازه مثبتا أنه سعودي الجنسية فعلا .

ويوضح محمود كريم مصري يعمل محاسبًا في أحد المطاعم الشهيرة بنفس الشارع أن هذا الشاب بالمنطقة منذ نحو شهر ويستغل هذا الأسلوب لكسب المال في النهار ويتوجه إلى النوادي والملاهي السياحية في الليل .

شارع فيصل

وفي زاوية من شارع الملك فيصل الموازي لشارع الهرم تشهد تجمعا دوريا للسيارات رفض سعودي في العقد الثالث التطرق إلى اسمه أو هويته أو إبراز جوازه لكنه أوضح سبب تسوله : جئت سائحا في الصيف الماضي ولكنني قررت البقاء وعدم العودة إلى الوطن مطلقا فلا عمل لي هناك ولا ارتباط أسريًّا ويزعم الشاب أنه يعمل في نظم القصائد وإلقائها على السواح الذين يرتادون المطاعم والأسواق لقاء مبلغ من المال .

شاب آخر (26 عاما) : يتحدث اللهجة السعودية ويرتدي ثيابًا رثة ويتسول وبعد أن اكتفى بتأكيد كونه سعوديا قال إن مالك الشقة التي يقطنها قام بحجز جواز سفره بسبب عدم تسديده لإيجار الشقة وإنه يسعى منذ ذلك الحين لجمع مبلغ 8 آلاف جنيه مصري لسداد الإيجارات المتراكمة عليه.

السفارة السعودية .. اخر من يعلم


السفارة السعودية في القاهرة نفت من جانبها وجود أي معلومات لديها عن هذه الظاهرة وقال رئيس قسم شئون الرعايا محمد التركي : إن مثل هذه المعلومات لا تصل إلى القسم وإنهم يعانون من مشكلة عدم التواصل مع بعض السعوديين الموجودين في مصر وأضاف أنه لم يصل بلاغ إلى القسم عن أي حالة مشابهة وأن قسمه ليس لديه إمكانية عمل جولات تفتيشية في الشوارع لرصد تلك الحالات وأنه ربما يستغل البعض الزي السعودي في التسول لكسب ود السياح السعوديين واوضح التركي على أن التسول يدخل ضمن دائرة إساءة السمعة وأن أصحاب مثل هذه الحالات تتولى السلطات المصرية القبض عليها وترحيلها بالتنسيق مع السفارة إلى المملكة .

وصرح وزير العمل السعودي الدكتور غازي القصيبي في إبريل الماضي بأن نسبة البطالة في المملكة بلغت 12% وأن عدد العاطلين تجاوز نصف مليون مواطن ومواطنة من بين ما يزيد عن 30 مليون نسمة هم إجمالي سكان السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.

أما في مصر فتبلغ نسبة البطالة في صفوف الشباب 30% بحسب إحصاءات عام 2005م. والتعداد السكاني في مصر نحو الـ 80 مليون نسمة .