|
#1
|
|||
|
|||
![]() اكتب اليك كلماتى الدامية وبداخلى مارد غضب اعمى يكاد يذيب جليد نفسى الهادئة ، ويطعن صبرى واحتمالى طعنات نافذة ، لربما تتحرر روحى السجينة من قيدها والتى ظلت لسنوات وسنوات تداس تحت اقدام غطرستك وانانيتك ، وتسحق تحت اضراس جبروتك وتسلطك ، اما ان الاوان لتنتهى وتكف عن غرس اشواكك فى جراح انوثتى ؛ انوثتى التى ذبحت وسالت دماها على يدى رجولتك الطاغية وانت حائر اى كلمات من قاموس الاهانة تختار ، ام ترى تكتفى من الكلمات وتتمتع برنين الصفعات على وجهى وكبريائى وكرامتى ؛ كرامتى التى نسيت معناها منذ زمن ؛ منذ شاء القدر واجتمعنا فى دنيا خلقت منها جحيما ونصبت من نفسك جلادا على لحظات عمرى ، وانتزعت من فؤادى ادفى مشاعره وخنقت نبضاته وامتصصت دماءه ، وسجنتنى بقيد ذنب لم ارتكبه، فلست ادرى لم اعذب وعلام اعذب والى متى ساغفو فى ظلمات الالم ، واتارجح بين اهات تحمل فى طياتها لى العدم ، واتذلل لجرحى عله يوما يحن ويلتئم . ماذا اقول لهذا الزوج ، قد كنت يوما احلم بالحياة ، وكانت زهورى تينع فى هواه ، كان لى املا ولكن منية المتمنى فى مناه ، عشقته فجلدنى بسوط عشقى ، جدلت له من شرايينى بساطا فلفنى به ورمى بى لغياهب الزمن ، امنته على عمرى وكيانى وحريتى فخان الامانة وعشق المهانة ، وقيدنى بقيد لا فكاك منه الا بالموت ، اخلصت له ووفيت بعهدى بكل خلية تنبض فى جسدى ، فتلذذ بتعذيب خلاياى واستمع بهوس جنونى لاناتى واهاتى، اتلف دوائى امام ناظرى ليثبت لى حرصه على ايلامى وهناؤه بنزف جراحى ، ورغبته باستمرار معاناتى ما دام فى نفسه نفس يتردد. اه لو تعلم ياشريك العمر كم كنت احتاج الى حبك ، واتوق الى ضمك ، وابيع كل عمرى واشترى به قلبك ، فقط كنت اتمنى كلمة دافئة او نظرة حانية او لمسة رقيقة تشعرنى انى بعينيك امراة عمرك وقمر ظلمتك ونبض فؤادك وكل دنيتك ، لكن كل امانى ضاعت فى الثرى ، ووجدتنى احيا مع اظلم الورى ، مع من شهد له الظلم انه تمادى وافترى ، غرس جبينى فى الرماد والبس شبابى ثوب الحداد ، افرغ من عيونى بكاها ، ومن صرخاتى صداها ، فغابت شمسى عن سماها ، وسرق الليل منها سناها ، غرقت سعادتى ببئر عميق ، وتاهت منى الخطى وضاع الطريق ، استوحش بعينى حزنى وخفت البريق ، صار الياس خلى واوفى صديق. فالى متى ساظل احتمل وهل ساقوى ام سينفجر بركان المشاعر المقهرة على اعتاب قلب مذلول مهان ؛ قلب يئن ويتوجع ويمسح بيده النازفة دمعا حارفا ودماء ملتهبة ، الايام تسرق العمر المختنق وتضحك ضحكاتها المرعبة على نفس لم تسعد ولم تشعر سوى بالعذاب ، لم تروى سوى من كاس الالم ولم تنطق سوى الاه ، واه على اه خرجت من حزن الى جرح غائر ومن ذل الى قلب ثائر ومن حب الى كره غامر ، لفد تحولت الاحلام الى كابوس رهيب ؛ جعلنى جسدا بلا روح وقلبا بلا نبض وحياة بلا حياة ، وهذا الكابوس قد تجسد اسفا فى من يقاسمنى العمر واى عمر ذاك الذى حعلنى اكرهه واكره نفسى ورضاى عن ذلى وصبرى على هوانى وتحملى لدهس كرامتى بقدم غاشمة ، صنعت من حياتى حقيقة مرة تابى النفس قبولها وتجزع من مذاقها ، كم حاولت مرارا طمسهااو تحسين ملامحها المشوهة القبيحة لكنها كانت ولا زالت مسخا تخشى الروح حتى مجرد الحلم به ، ليتنى استطع البوح بكل مايفيض به القلب لكن الكلمات تستحى الخروج فالتعبير عاجز واليد مشلولة والجرح اقوى واعمق من ان يشفى بخطة قلم على ورق معتل فكل شىء يلطخه الالم ، فما اقسى ان يكون الانسان الذى يفترض انه يحبك هو الوحش الظالم والجلاد الغاشم الذى يقهرك ويرغمك ان تطاطىء راسك ليدوسها بلا رحمة ، وحين تجد نفسك فى النهاية تظما فى غمرة ارتوائه وتموت فى حضن حياته وتسقى من كاس عذابه ؛ وقتها فقط تركن الى ضعفك من جبروته والى ياسك من وحشيته والى حزنك من سعادته تلك التى حفر بسكينها الاثمة على اوردتك وشرايينك اقسى معانى الظلم والعدوان ، وحينها تبدا فى كراهيته ؛ تكره حتى الهواء الذى يتنفسه والارض التى يمشى عليها ، تكره ملامحه وانفاسه وذكرياتك عنه ، تستقطب احقاد العالمين لتبثه اياها ، وحين تقتل فى داخلك كل المشاعر الطيبة يفنى الحب وتفنى معه روحك وتتحول الى جسد ميت وقلب اجوف ، تتحول الى وهم او سراب مجرد بقايا لانسان حطمه من احبه وسقاه سم الذل والهوان . د/ رهام حسن المجاهد
__________________
ســبــحــــان الله وبحـمــده ســبــــحان الله العظيم ![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حريم جايين من عرس | hazmi jeddah | طرائف والألغاز والفرفشة | 7 | 05-04-2009 09:30 AM |
برد الحميمين يرحل خلال 10 أيام | مخاوي الليل | الصحافة اليوم | 0 | 03-04-2009 07:08 AM |
خادم الحرمين يقضي أياماً في روضة خريم | مخاوي الليل | الصحافة اليوم | 0 | 18-02-2009 06:35 AM |
خمر في خردل (كنز) و مشتقات خنزير في فيتامين سنترم | *rommanah* | الطب والصحة | 5 | 09-07-2007 02:21 AM |