قرأت قضية مهمة في مجلة سيدتي هذه القضية ، ارجو ان نتشارك بالرد عليها ان امكن ( هل تمتلك المرأة زوجها ) او هل يمتلك الزوج زوجته ؟؟؟؟؟
وهي للامانة منقولة عن مجلة سيدتي للكاتب عبدالله باجبير:
المرأة لا تملك زوجها!
أنا سيدة جامعية متزوجة وفي الاربعينات من عمري، زوجي يكبرني بثلاث سنوات ويا ليته كان اكثر.. اذ انه بمناسبة وبغير مناسبة يعيرني بذلك الفارق البسيط.. تزوجنا عن حب.. او هكذا خيل لي انه يحبني. واما عني فقد احببته ولا زلت.
مر على زواجنا خمسة وعشرون عاما انجبنا الاولاد والحمد لله.. احبهم كثيرا لأنهم من صلبه.. منحته كل ما يحمل قلب امرأة من حب وحنان وعطف واهتمام.. وكان يبادلني العطاء.. او هكذا تهيأ لي.. لست ادري!! ولكن الحق يقال كان ولا يزال كريما جدا معي.
لكني اطمع بالعطاء المعنوي اي الاحساس والمشاعر.. فأنا عندما تزوجته لم اتزوجه لانه غني، اذ كان حينها دون الارض ماديا، ومع ذلك كافحت وصبرت حتى اصبح رجل اعمال ناجحا.
زوجي رجل غامض.. لا يخبرني الا بما يريد اخباري به.. اشعر ان بيني وبينه جدارا عاليا.. يكتم خلفه اسراره وحياته الخاصة.. وهذا ما يعذبني ويشعرني بضياع حقوقي المعنوية كزوجة من حقها المشاركة بكل صغيرة وكبيرة بحياة زوجها.. حقوقي التي يعترف بها ماديا فقط.. وما دام يوفيها لي فلا يحق لي تجاوز حدودي معه.. كأن أسأله الى اين انت ذاهب؟ يرد ببرود الى هناك؟ مع من؟ معهم!! يعتبر اسئلتي نوعا من التحقيق.. وفي الفترة الاخيرة بدأت تظهر عليه اعراض المرض العاطفي بشكل واضح وجرئ، كنت اظن انه بمرور السنين ستخف حالته، لكن للأسف حالته تزداد سوءا وبشكل مستفز.. فما ان يرى امرأة حتى تتعالى ضحكاته وهرجه ومرجه فهو من النوع الذي يحب الثرثرة والمزاح، خاصة مع النساء، وبهذه الطريقة يشد النساء حوله بحجة انه خفيف الظل ومرح ومتمكن ماديا.. فيعلو صوته بالضحك والابتسامات والمجاملات.. وأنا اغلي واعاتبه.. فيرد قائلا: انت امرأة نكدية ورجعية.. اصبحت رجعية ونكدية.. وهل سيبقى رأيه كذلك ان رآني اضحك لظرف ومجاملات الآخرين! يقول انه رجل اعمال ناجح واحد اسباب نجاحه، ظرفه وانطلاق لسانه مع النساء.. وهذا ما يزيد رصيده امامهن ويزيد نجاحا ويزيدني غيظا وحنقا.
حاول التخفيف امامي ارضاء لي، ولكن عندما لا اكون معه ينطلق لسانه بحلو الكلام.. والنساء كما تعلم تحب الإطراء والمديح والمجاملة، فبعد اللقاء الاول تصبح بينهم صداقة تخولهم للدخول والخوض في الخصوصيات وترفع التكلفة بينهم، لدرجة انها تعلم بأدق تفاصيل حياتنا الاسرية وهو كذلك.. وهذا يضايقني جدا.. وبيني وبين نفسي احاول ان اقلده حتى اغيظه، ولكني اتراجع فورا لسببين.. ليس بسبب ادعائه انني تجاوزت الاربعين وراحت عليّ، كما يقول لي دائما.. فأنت تعرف ان الرجل ينتظر اشارة من اي امرأة.. ولكني لا اجد نفسي في هذا الدور المنحط.. ولأنه يدرك تماما ان زوجته لا يمكن ان تفعل ذلك.. انني اربي اولادي على الحلال والحرام والخوف من الله، وكيف ذلك؟ وهم يرون والدهم يفعل عكس ما احدثهم عنه؟ وان عاتبته قال انت نكدية ورجعية.. ومن تتبادل معه المزاح والهزار متحضرة!.. والمشكلة انني لا استطيع اتهامه وادانته تماما، فلم اره في وضع غير مناسب.. وهو مصر ان هذه العلاقات عبارة عن صداقات بريئة لا تتعدى الاتصالات الهاتفية على خطه الخاص بالساعات ولقاءات في مكتبه او خارجه في المطاعم دون علمي طبعا.. بحجة انني لا استوعب هذه الامور الحضارية البديهية في العلاقات العامة، واذا صدف وعلمت بها، يرد ذلك انها صداقة بحكم العمل! اي عمل هذا الذي يسمح للرجل بلقاء سيدة في مكتبه او بيته الخاص؟ يتحدثان في مواضيع يعلم الله ما هي.. ثم يدّعي بأنها لقاءات بريئة وحضارية! يرفض اسلوبي في الحياة ويخبرني صراحة انه على غير استعداد لتغيير نمط حياته من اجل «خاطر عيوني» طالما حقوقي وحقوق اولاده كاملة.. يتكلم عن الحقوق المادية، اما حقوقي كزوجة، فاما ان افعل مثله واما ان اختار الطريق الذي يناسبني.. وعندما أسأله ان كان يرضى على زوجته وابنته ان يفعلا مثله.. يجيب.. الرجل رجل ولا يعيبه شيء والمرأة شيء ثان.. اولاده يعلمون ويستنكرون طريقته في الحياة، ولكن ما باليد حيلة.. علما بأنهم بالجامعات.. اترى التناقض في كلامه؟.. يصف المرأة التي تصادقه بالحضارية ويستنكر ان تفعل مثلها زوجته وبناته.. وبالرغم من كل تصرفاته فإنه يردد دائما انه يحبني ولكني فقدت الثقة به.. وبدأت اشعر ان قوة احتمالي بدأت تنهار واشعر بالضعف والانهيار.. فأنا اعيش بقلق دائم مما ينعكس على بيتي واولادي بصورة غير مباشرة فيتعكر جو البيت رغما عني.. لقد تعبت واخشى ان تصيبني الامراض وينال ما يريده وتكون جاءته على طبق من فضة.. حاولت ان اطنش كما تفعل معظم النساء على مبدأ «طنش تعش»، ولكني لم استطع لأنني احبه فعلا. بدأت اكره نفسي وهو يستغل حبي له وغيرتي عليه أسوأ استغلال، ولا يحاول الحفاظ عليها، ويلعب بورقة كرامتي بطريقة سخيفة فهو يريدني بلهاء وحمقاء.. يريدني ان افتح له ذراعي واستقبله وأنا اعلم انه راجع من عندها.. انها معادلة صعبة، اليس كذلك؟ اتساءل كثيرا: كيف يراني؟ كيف يصفني؟ سلبية، ضعيفة، مغرمة به؟ لكنه يتمادى امام صبري واستسلامي.. حاولت ان افتح معه صفحة جديدة بلا فائدة.. وان عاتبته وذكرته بالماضي يقول ان نزوات الرجل امر طبيعي وعلى الزوجة الصالحة ان تتقبل وضع زوجها، وتصبر عليه، لأنه في يوم من الايام سيعود، ولكن عندما يعود ستكون مشاعري واحاسيسي قد تحطمت.. يظن اني سأغفر واسامح وانسى العذاب والاساءة.. ماذا افعل بالله عليكم؟ اني ازداد كآبة وتعاسة وعذابا يوما بعد يوم، ولكن دون فائدة هو لا يشعر بعذابي.. لا يعيرني اي اهتمام.. لا تقل لي التطنيش لأني حاولت ولم افلح، حاولت اسلوب الحوار والمعاتبة بلطف، كلها غير مجدية، بل بالعكس كان يزيده غضبا لأنني اعلم بخفايا اسراره من ورائه.. هناك مثل فرنسي يقول.. (لا معك ولا بدونك) وهو ينطبق عليّ تماما، ما الحل؟ واين الحل؟
(من دون توقيع) هذا هو اسمي!
ـ سيدتي.. لن اقف مع زوجك فيما يفعل.. ولكني لن اقف معك أيضا.. فما يفعله نوع من الغرور والثقة المفرطة بالذات، وكل رجل، او اكثر الرجال يتمنون ان يكونوا في موقف زوجك.. موضع اعجاب النساء.. المسألة او المشكلة ان تترتب على ذلك نتائج سيئة كأن يحب واحدة اخرى ويهملك.. او يتزوج وينسى بيته واولاده.. اما اذا كانت المسألة لا تزيد عن هذا النوع من الهزار او العواطف الطائرة فدعيه لحاله.. ومن الخطأ ان تحاول المرأة الاستيلاء على زوجها بالكامل والا تترك له هامشا من الحرية يمارس فيه غروره.. ومن آلاف الرسائل التي قرأتها على مدى السنوات الطويلة الماضية تحققت ان كل امرأة او زوجة حاولت وضع زوجها داخل قفص حديدي.. خسرته وخسرت نفسها.. الانسان لا يملك اي شيء كاملا حتى نفسه.. وما دام يقوم بواجباته العائلية فلا داعي لوضعه في القفص.